تشهد المنطقة هذه الايام تحركاً سياسياً نشطاً للدفع باتجاه استئناف
المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية التي ظل الطرف الفلسطيني يصر على عدم
استئنافها ما لم تقم اسرائيل بوقف كافة الأنشطة الاستيطانية في الاراضي
المحتلة.
ويبدو ان الجانب الفلسطيني الذي اخطأ في قراءة الموقف
الاميركي ازاء تجميد الاستيطان اصبح يشعر هذه الايام بأنه بحاجة للخروج من
المأزق الحالي لكي لا يؤدي استمرار اصراره على طلب تجميد الاستيطان الى
خلق فراغ سياسي قد تقوم حماس بملئه لا سيما وان كل الاشارات القادمة من
طرف حماس تشير الى انها تتبنى برنامجاً سياسياً لا يختلف في جوهره عن
برنامج السلطة الفلسطينية ومفاوضيها وهو المطالبة بدولة فلسطينية على حدود
الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس وفق حل يتفق عليه.
ولعل من
بين الاسباب التي تدفع بالقيادة الفلسطينية الى التفكير جدياً في ايجاد
مخرج يتيح استئناف المفاوضات هو قرب التوصل الى نهاية لصفقة تبادل الأسرى
وما تعنيه تلك الصفقة من ارتفاع ولو مؤقت في شعبية حماس مما يستدعي عملاً
على الصعيد السياسي يعتبر انجازاً تحققه القيادة السياسية الفلسطينية
يوازن الانجاز الذي ستحققه حماس من خلال اطلاق سراح المئات من الاسيرات
والاسرى الفلسطينيين من مختلف الفصائل.
واذا كان لدى القيادة
الفلسطينية من الاسباب ما يكفي لأن تسعى الى ايجاد مخرج لاستئناف
المفاوضات فإن لدى حكومة نتنياهو اسباباً أقوى تدفعها للبحث عن مخرج مماثل
من ابرزها كسر العزلة والعداء الدولي المتزايد ازاء السياسة الاستيطانية
الاسرائيلية والقادة الاسرائيليين الذين تورطوا في حرب غزة وجرائم الحرب
التي نسبها تقرير جولدستون لبعضهم، ناهيك عن الحرج الذي تشعر به الادارة
الاميركية ازاء ما تفعله اسرائيل وما يقال من ان رئيس الوزراء نتنياهو هو
الذي يملي على ادارة اوباما ما يجب ان تفعله لا العكس.
والادارة
الاميركية التي أعلنت منذ الايام الاولى لتوليها الحكم ان تحقيق السلام في
الشرق الاوسط هو مصلحة وطنية اميركية وان تحقيق تسوية للنزاع الاسرائيلي -
الفلسطيني هو على رأس سلم اولوياتها، تدرك اليوم ان عليها تحقيق شيء، اي
شيء لتحفظ ماء وجهها وبنفس الوقت لا تخلق لنفسها مشاكل في الداخل الاميركي
تعيق تنفيذ البرامج المتعلقة بسياساتها الداخلية.
ومن ملامح ما
يجري هذه الايام هو ان الادارة الاميركية تقوم «ببلورة» بعض الأفكار التي
تتيح استئناف المفاوضات، وأنها تحاول الاستعانة بالدور المصري الاكثر
تأهيلاً بين دول المنطقة ليقوم بالدفع نحو خلق اجواء تتيح استئناف
المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية.
ومن هذا المنطلق ستستضيف مصر
يوم غد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاطلاعه على فحوى المحادثات التي
اجراها الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في
الاسبوع الماضي لبلورة رؤية مشتركة فلسطينية - مصرية يمكن ان يحملها معهما
كل من وزير الخارجية احمد ابو الغيط ووزير المخابرات عمر سليمان في
زيارتهما الخميس القادم الى واشنطن في محاولة لبلورة ارضية مشتركة تتيح
للرئيس الفلسطيني النزول عن شجرة تجميد الاستيطان وتتيح لنتنياهو الحفاظ
على وحدة حكومته وبنفس الوقت الدخول في العملية التفاوضية.
وقد
يتساءل المرء عما يمكن ان يتيح للرئيس الفلسطيني النزول عن شجرة تجميد
الاستيطان دون ان يتخلى مبدئيا عن موقفه، وما يتيح لنتنياهو نفس الشيء في
المقابل. والجواب نجده في الحديث عن السعي لاستصدار رسالة تعهدات اميركية
تتحدث عما يجب ان تنتهي اليه المفاوضات، واطار المفاوضات، والمشاركة فيها
والشروط التي تتم من خلالها.
ويقينا ان هذه الرسالة ستتحدث عن
الدولة الفلسطينية التي ستقام على "اساس" حدود الرابع من حزيران، وحل متفق
عليه بشأن القدس وقضايا الوضع النهائي.
مثل هذه الرسالة ستترك
مجالا لكل طرف لان يفسرها كما يشاء، ولكنها ستسمح ايضا استئناف المفاوضات
وستسمح في مراحلها الاولية بتحقيق انسحاب اسرائيلي من اجزاء من منطقة «C»
وتحويل هذه الاجزاء اضافة لمنطقة «B« الى منطقة «A» التي سيمتد عليها نفوذ
السلطة الفلسطينية وتشكل في مجملها حوالي 60بالمئة من مجمل مساحة الضفة
الغربية بينما «ستستمر» المفاوضات وفقا لرسالة الضمانات الاميركية لمدة
عامين قادمين لن يستطيع احد ضمان عدم تمديدها الى سنوات قادمة.
اليست
هذه هي الدولة ذات الحدود المؤقتة التي نعلن رفضنا لها، وقد نرى انفسنا
نسعى حثيثا الى تحقيقها؟ ان كل ما يجري طبخه هذه الايام لا يعدو كونه
حياكة ثوب جديد للدولة ذات الحدود المؤقتة من انتاج مصانع السيد شمعون
بيريس الذي يلتقي هذه الايام وبشكل دوري مكثف مع رئيس الوزراء نتنياهو
والذي يحاول تسويق هذا المشروع وبكل الوسائل.
اما نحن فان علينا
ان نسأل انفسنا: هل اعددنا لموقف وطني موحد يتصدى لاية خطة لاجهاض الحلم
والدولة ام ان انقساماتنا وصراعاتنا الداخلية ستسمح بتمرير حتى ما رفضناه
بالامس القريب؟ وهل لدينا خيار اخر غير خيار الدولة ذات الحدود المؤقتة
مهما اختلفت مسمياتها؟!
محامي: زياد ابو زياد
المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية التي ظل الطرف الفلسطيني يصر على عدم
استئنافها ما لم تقم اسرائيل بوقف كافة الأنشطة الاستيطانية في الاراضي
المحتلة.
ويبدو ان الجانب الفلسطيني الذي اخطأ في قراءة الموقف
الاميركي ازاء تجميد الاستيطان اصبح يشعر هذه الايام بأنه بحاجة للخروج من
المأزق الحالي لكي لا يؤدي استمرار اصراره على طلب تجميد الاستيطان الى
خلق فراغ سياسي قد تقوم حماس بملئه لا سيما وان كل الاشارات القادمة من
طرف حماس تشير الى انها تتبنى برنامجاً سياسياً لا يختلف في جوهره عن
برنامج السلطة الفلسطينية ومفاوضيها وهو المطالبة بدولة فلسطينية على حدود
الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس وفق حل يتفق عليه.
ولعل من
بين الاسباب التي تدفع بالقيادة الفلسطينية الى التفكير جدياً في ايجاد
مخرج يتيح استئناف المفاوضات هو قرب التوصل الى نهاية لصفقة تبادل الأسرى
وما تعنيه تلك الصفقة من ارتفاع ولو مؤقت في شعبية حماس مما يستدعي عملاً
على الصعيد السياسي يعتبر انجازاً تحققه القيادة السياسية الفلسطينية
يوازن الانجاز الذي ستحققه حماس من خلال اطلاق سراح المئات من الاسيرات
والاسرى الفلسطينيين من مختلف الفصائل.
واذا كان لدى القيادة
الفلسطينية من الاسباب ما يكفي لأن تسعى الى ايجاد مخرج لاستئناف
المفاوضات فإن لدى حكومة نتنياهو اسباباً أقوى تدفعها للبحث عن مخرج مماثل
من ابرزها كسر العزلة والعداء الدولي المتزايد ازاء السياسة الاستيطانية
الاسرائيلية والقادة الاسرائيليين الذين تورطوا في حرب غزة وجرائم الحرب
التي نسبها تقرير جولدستون لبعضهم، ناهيك عن الحرج الذي تشعر به الادارة
الاميركية ازاء ما تفعله اسرائيل وما يقال من ان رئيس الوزراء نتنياهو هو
الذي يملي على ادارة اوباما ما يجب ان تفعله لا العكس.
والادارة
الاميركية التي أعلنت منذ الايام الاولى لتوليها الحكم ان تحقيق السلام في
الشرق الاوسط هو مصلحة وطنية اميركية وان تحقيق تسوية للنزاع الاسرائيلي -
الفلسطيني هو على رأس سلم اولوياتها، تدرك اليوم ان عليها تحقيق شيء، اي
شيء لتحفظ ماء وجهها وبنفس الوقت لا تخلق لنفسها مشاكل في الداخل الاميركي
تعيق تنفيذ البرامج المتعلقة بسياساتها الداخلية.
ومن ملامح ما
يجري هذه الايام هو ان الادارة الاميركية تقوم «ببلورة» بعض الأفكار التي
تتيح استئناف المفاوضات، وأنها تحاول الاستعانة بالدور المصري الاكثر
تأهيلاً بين دول المنطقة ليقوم بالدفع نحو خلق اجواء تتيح استئناف
المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية.
ومن هذا المنطلق ستستضيف مصر
يوم غد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاطلاعه على فحوى المحادثات التي
اجراها الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في
الاسبوع الماضي لبلورة رؤية مشتركة فلسطينية - مصرية يمكن ان يحملها معهما
كل من وزير الخارجية احمد ابو الغيط ووزير المخابرات عمر سليمان في
زيارتهما الخميس القادم الى واشنطن في محاولة لبلورة ارضية مشتركة تتيح
للرئيس الفلسطيني النزول عن شجرة تجميد الاستيطان وتتيح لنتنياهو الحفاظ
على وحدة حكومته وبنفس الوقت الدخول في العملية التفاوضية.
وقد
يتساءل المرء عما يمكن ان يتيح للرئيس الفلسطيني النزول عن شجرة تجميد
الاستيطان دون ان يتخلى مبدئيا عن موقفه، وما يتيح لنتنياهو نفس الشيء في
المقابل. والجواب نجده في الحديث عن السعي لاستصدار رسالة تعهدات اميركية
تتحدث عما يجب ان تنتهي اليه المفاوضات، واطار المفاوضات، والمشاركة فيها
والشروط التي تتم من خلالها.
ويقينا ان هذه الرسالة ستتحدث عن
الدولة الفلسطينية التي ستقام على "اساس" حدود الرابع من حزيران، وحل متفق
عليه بشأن القدس وقضايا الوضع النهائي.
مثل هذه الرسالة ستترك
مجالا لكل طرف لان يفسرها كما يشاء، ولكنها ستسمح ايضا استئناف المفاوضات
وستسمح في مراحلها الاولية بتحقيق انسحاب اسرائيلي من اجزاء من منطقة «C»
وتحويل هذه الاجزاء اضافة لمنطقة «B« الى منطقة «A» التي سيمتد عليها نفوذ
السلطة الفلسطينية وتشكل في مجملها حوالي 60بالمئة من مجمل مساحة الضفة
الغربية بينما «ستستمر» المفاوضات وفقا لرسالة الضمانات الاميركية لمدة
عامين قادمين لن يستطيع احد ضمان عدم تمديدها الى سنوات قادمة.
اليست
هذه هي الدولة ذات الحدود المؤقتة التي نعلن رفضنا لها، وقد نرى انفسنا
نسعى حثيثا الى تحقيقها؟ ان كل ما يجري طبخه هذه الايام لا يعدو كونه
حياكة ثوب جديد للدولة ذات الحدود المؤقتة من انتاج مصانع السيد شمعون
بيريس الذي يلتقي هذه الايام وبشكل دوري مكثف مع رئيس الوزراء نتنياهو
والذي يحاول تسويق هذا المشروع وبكل الوسائل.
اما نحن فان علينا
ان نسأل انفسنا: هل اعددنا لموقف وطني موحد يتصدى لاية خطة لاجهاض الحلم
والدولة ام ان انقساماتنا وصراعاتنا الداخلية ستسمح بتمرير حتى ما رفضناه
بالامس القريب؟ وهل لدينا خيار اخر غير خيار الدولة ذات الحدود المؤقتة
مهما اختلفت مسمياتها؟!
محامي: زياد ابو زياد
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر