نشرت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية عرضاً لمسرحية فلسطينية من كل النواحي، اذ يتعلق مضمونها بالنكبة كما ان مؤلفها ومخرجها فلسطيني هو الشاب امير نزار الزعبي ويؤديها ممثلون فلسطينيون. ويروي الصحافي الذي عرض للمسرحية التي تعرض حالياً في العاصمة البريطانية روري مكارثي ان آلاف الفلسطينيين اقتلعوا في العام 1948 من منازلهم ولم يعودوا اليها أبدا، وان الكاتب المسرحي الزعبي عقد عزمه على على كتابة رواياتهم عن النكبة.
يقول مكارثي: «مرت ستة عقود، لكن الجدل حول تلك الحرب مستمر. فقبل اشهر قليلة حاول حزب اسرائيلي يميني ناشئ لكنه يصعد بسرعة تقديم مشروع قانون يحظر على الفلسطينيين الاحتفال بذكرى نكبة العام 1948، وهي الكارثة (التي يشيد بها الاسرائيليون باعتبارها تمثل قيام دولتهم وذروة كفاحهم للاستقلال). وفي النهاية، سيتم تجميد مشروع القانون على الأرجح، لكن يبدو ان المبدأ الذي انطلق منه المشروع يحظى بتأييد واسع النطاق. وبقدر ما يتعلق الأمر محترملبية الاسرائيليين، فقد انتصروا عام 1948، وخسر الفلسطينيون، وسار التاريخ نحو الأمام. عدا، بالطبع، انه في الواقع الفلسطيني لم يتحرك.
في الاسبوع المقبل ستعرض للمرة الأولى مسرحية جديدة مؤثرة على مسرح «يونغ فيك»، ومن المتوقع أن تعيد طرح قصة تلك الحرب للمناقشة العلنية. كاتب المسرحية ومخرجها أمير نزار الزعبي (33 عاما) هو من جيل الفلسطينيين الذين تربوا على قصص النكبة، واستحوذت عليه الروايات حول اقتلاع مئات الآلاف من الفلسطينيين بعيدا عن بيوتهم ولم يقدر لهم العودة اليها. ويقول الزعبي: «النكبة بالنسبة الينا شريك خفي في كل أمورنا. لا يمكن أن يجلس اثنان منا لاحتساء القهوة الا ويكون الشخص الثالث هو النكبة».
الزعبي تربى في مدينة الناصرة في منطقة الجليل، حيث يوجد عدد كبير نسبيا من الفلسطينيين داخل اسرائيل، وحيث كل ما حوله يذكّر بحرب 1948، بما في ذلك القرى المدمرة. احدى تلك القرى المدمرة اسمها بسمون، وهي تجمع سكاني صغير. هنا مكان أحداث مسرحية الزعبي المسماة «انا يوسف، وهذا شقيقي« التي تتحدث عن أخوين، وقصة حب ذات نهاية مفجعة، وما جلبته الحرب من التشريد والمآسي.
يقول الزعبي:« المسرحية تبدأ كتحقيق شخصي لكشف طبقات الأسطورة: لماذا اتخذ الناس القرار بالرحيل؟ وهل تراهم اتخذوا فعلا قرارا بالرحيل؟ ما الذي فعلتموه؟»، الزعبي الذي يعيش في اسرائيل، وجد أن القصة «تم إسكاتها«: انها احد المحظورات الكبرى، لأنها الخطيئة العظمى. انها أم المشكلات كلها هنا. وهم لا يحبون التحدث عنها».
اسلوب الزعبي الكتابي بعيد عن الانفعالية. فاليهود الذين حاربوا لإقامة دولة لهم غائبون تقريبا عن النص، ولا يذكرون بالاسم، وهم يظهرون في الخلفيات فقط. يقول أحد الشقيقين:« رأيناهم أولا في كانون الثاني (يناير)، ثم طيلة الوقت. لقد احتلوا أحلامنا»، اراد الزعبي ببساطة أن يروي قصة فلسطينية عن الفلسطينيين. يقول: «روايتنا معروفة اقل من رواية الآخر: فالتاريخ يكتبه المنتصرون. وليست هناك مشاعر مريرة. أنا أعتقد ان لعبة اللوم عقيمة. وليس هدف المسرح الذي اكتبه أن أسحق الدعاية الاسرائيلية. انا لا أسمع الدعاية الاسرائيلية، ولا اكترث بها».
القرويون منقسمون على انفسهم: هل يقاتلون أم يهربون؟ بعضهم يرى المعركة بمنظور قاتم. تقول احدى الشخصيات: «الحرب انتهت قبل أن تبدأ. نحن خسرنا. هم ربحوا. الأمر بهذه البساطة»، ولكن مع انتهاء الانتداب البريطاني، تخاطب الشخصية نفسها ضابطا بريطانيا: «نحن لسنا كومة قمامة تدفنون فيها ذنوبكم يا صديقي. نحن في شرقك الأوسط وما بذرتموه هنا ستحصدونه بعد 50 أو 100 عام في لندنكم المحبوبة».
في وسط ذلك كله يتم طرح تسجيل كئيب وأصيل لنتائج تصويت الأمم المتحدة عام 1947 على قرار التقسيم. القرار الذي وافقت عليه الأمم المتحدة رفضه الفلسطينيون، ولولا الحرب لكان القرار قد قسم فلسطين الى دولتين تحيطان بمنطقة القدس المحمية دوليا. «الاتحاد السوفياتي: نعم. بريطانيا: امنتاع عن التصويت. الولايات المتحدة: نعم...».
تستكشف المسرحية ماهي الاحتمالات أو البدائل. يقول الزعبي: «جدتي تلك الأم الفلسطينية التقليدية اعتادت ان تقول: «لو زرعت «لو»، ستحصد «يا ليت»، وعندما أتجول في حيفا، واشاهد بعض احيائها خالية اجد نفسي مضطرا للتساؤل: «ماذا لو لم يحدث ذلك؟ ماذا كان سيفعل هؤلاء الناس الذين عاشوا يوما ما هنا؟».
درس الزعبي التمثيل في القدس، ثم عمل في مسرح القصبة في رام الله عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وانتج هو وممثلوه مشاهد تمثيلية قصيرة اجتذبت جمهورا كان، بشكل غير متوقع، كبيرا ومتلهفا على تنفيس مشاعره. وتحولت المشاهد القصيرة الى مسرحية «بث حي من فلسطين» وتجولت المسرحية في الخارج، وعرضت مرارا على مسرح «رويال كورت» وفي «يونغ فيك»، ثم أمضى الزعبي عاما من العمل في «يونغ فيك»، ودرس في موسكو، وعاد إلى الوطن للعمل مع المسرح الوطني الفلسطيني.
مسرحية «أنا يوسف» هي الأولى لشركة «شبر حر» ومركزها حيفا. وقد تجولت الفرقة في القرى الفلسطينية ومخيمات اللاجئين – وهي مناطق لا يستطيع سكانها الوصول الى المسارح الثابتة. ويقول الزعبي: «كل الظروف ضدنا كحركة مسرحية. نقص التمويل، والبنية التحتية، وكون المسرح ليس جزءا فعليا من تقاليدنا الثقافية- فنحن ننتمي الى تراث التعلق بالشعر».
أثناء دراسة الزعبي للفنون المسرحية كان الفلسطيني الوحيد بين طلاب اسرائيليين (واحدة منهم هي الآن ممثلة ناجحة، اصبحت زوجته لاحقا). ولم تفتتح مدرسة للتمثيل في رام الله الا في الآونة الاخيرة. أما قبل ذلك، فكان الفلسطينيون يتوجهون الى اسرائيل، أو إلى الخارج أذا توفرت عندهم الامكانات المالية او تصاريح الخروج. ويضيف الزعبي: «انه فن جديد بالنسبة الينا. نحن جمهور لم يهتم به احد ومتعطشون جدا للمسرح. وبمجرد أن يعرفوا بوجود مسرح ما، لا يتوقفون عن التردد عليه».
دهش الزعبي من رد الفعل على المسرحية من جانب مختلف الأجيال. في القدس، توجه نحوه رجل متقدم في العمر بعد احد العروض وقال له:«اشكرك كثيرا على تمثيلك لحكايتي»، وفي حيفا قالت له امرأة في العشرينات من عمرها: «أفهم موقف والدي بشكل أفضل الآن»، ومع ذلك فهو ما زال متشككا في التاثير الذي يمكن أن تحدثه مسرحية واحدة في الكشف عن تفاصيل هذا الصراع المرير. وهو يقول: «علي أن اعتقد أنها تؤثر على الناس. وعلى صعيد آخر، فانا لست ساذجاً. اعلم انني لا استطيع تغيير الواقع. لن أصنع عرضا مسرحيا ومستقبلا في الوقت ذاته».
يقول مكارثي: «مرت ستة عقود، لكن الجدل حول تلك الحرب مستمر. فقبل اشهر قليلة حاول حزب اسرائيلي يميني ناشئ لكنه يصعد بسرعة تقديم مشروع قانون يحظر على الفلسطينيين الاحتفال بذكرى نكبة العام 1948، وهي الكارثة (التي يشيد بها الاسرائيليون باعتبارها تمثل قيام دولتهم وذروة كفاحهم للاستقلال). وفي النهاية، سيتم تجميد مشروع القانون على الأرجح، لكن يبدو ان المبدأ الذي انطلق منه المشروع يحظى بتأييد واسع النطاق. وبقدر ما يتعلق الأمر محترملبية الاسرائيليين، فقد انتصروا عام 1948، وخسر الفلسطينيون، وسار التاريخ نحو الأمام. عدا، بالطبع، انه في الواقع الفلسطيني لم يتحرك.
في الاسبوع المقبل ستعرض للمرة الأولى مسرحية جديدة مؤثرة على مسرح «يونغ فيك»، ومن المتوقع أن تعيد طرح قصة تلك الحرب للمناقشة العلنية. كاتب المسرحية ومخرجها أمير نزار الزعبي (33 عاما) هو من جيل الفلسطينيين الذين تربوا على قصص النكبة، واستحوذت عليه الروايات حول اقتلاع مئات الآلاف من الفلسطينيين بعيدا عن بيوتهم ولم يقدر لهم العودة اليها. ويقول الزعبي: «النكبة بالنسبة الينا شريك خفي في كل أمورنا. لا يمكن أن يجلس اثنان منا لاحتساء القهوة الا ويكون الشخص الثالث هو النكبة».
الزعبي تربى في مدينة الناصرة في منطقة الجليل، حيث يوجد عدد كبير نسبيا من الفلسطينيين داخل اسرائيل، وحيث كل ما حوله يذكّر بحرب 1948، بما في ذلك القرى المدمرة. احدى تلك القرى المدمرة اسمها بسمون، وهي تجمع سكاني صغير. هنا مكان أحداث مسرحية الزعبي المسماة «انا يوسف، وهذا شقيقي« التي تتحدث عن أخوين، وقصة حب ذات نهاية مفجعة، وما جلبته الحرب من التشريد والمآسي.
يقول الزعبي:« المسرحية تبدأ كتحقيق شخصي لكشف طبقات الأسطورة: لماذا اتخذ الناس القرار بالرحيل؟ وهل تراهم اتخذوا فعلا قرارا بالرحيل؟ ما الذي فعلتموه؟»، الزعبي الذي يعيش في اسرائيل، وجد أن القصة «تم إسكاتها«: انها احد المحظورات الكبرى، لأنها الخطيئة العظمى. انها أم المشكلات كلها هنا. وهم لا يحبون التحدث عنها».
اسلوب الزعبي الكتابي بعيد عن الانفعالية. فاليهود الذين حاربوا لإقامة دولة لهم غائبون تقريبا عن النص، ولا يذكرون بالاسم، وهم يظهرون في الخلفيات فقط. يقول أحد الشقيقين:« رأيناهم أولا في كانون الثاني (يناير)، ثم طيلة الوقت. لقد احتلوا أحلامنا»، اراد الزعبي ببساطة أن يروي قصة فلسطينية عن الفلسطينيين. يقول: «روايتنا معروفة اقل من رواية الآخر: فالتاريخ يكتبه المنتصرون. وليست هناك مشاعر مريرة. أنا أعتقد ان لعبة اللوم عقيمة. وليس هدف المسرح الذي اكتبه أن أسحق الدعاية الاسرائيلية. انا لا أسمع الدعاية الاسرائيلية، ولا اكترث بها».
القرويون منقسمون على انفسهم: هل يقاتلون أم يهربون؟ بعضهم يرى المعركة بمنظور قاتم. تقول احدى الشخصيات: «الحرب انتهت قبل أن تبدأ. نحن خسرنا. هم ربحوا. الأمر بهذه البساطة»، ولكن مع انتهاء الانتداب البريطاني، تخاطب الشخصية نفسها ضابطا بريطانيا: «نحن لسنا كومة قمامة تدفنون فيها ذنوبكم يا صديقي. نحن في شرقك الأوسط وما بذرتموه هنا ستحصدونه بعد 50 أو 100 عام في لندنكم المحبوبة».
في وسط ذلك كله يتم طرح تسجيل كئيب وأصيل لنتائج تصويت الأمم المتحدة عام 1947 على قرار التقسيم. القرار الذي وافقت عليه الأمم المتحدة رفضه الفلسطينيون، ولولا الحرب لكان القرار قد قسم فلسطين الى دولتين تحيطان بمنطقة القدس المحمية دوليا. «الاتحاد السوفياتي: نعم. بريطانيا: امنتاع عن التصويت. الولايات المتحدة: نعم...».
تستكشف المسرحية ماهي الاحتمالات أو البدائل. يقول الزعبي: «جدتي تلك الأم الفلسطينية التقليدية اعتادت ان تقول: «لو زرعت «لو»، ستحصد «يا ليت»، وعندما أتجول في حيفا، واشاهد بعض احيائها خالية اجد نفسي مضطرا للتساؤل: «ماذا لو لم يحدث ذلك؟ ماذا كان سيفعل هؤلاء الناس الذين عاشوا يوما ما هنا؟».
درس الزعبي التمثيل في القدس، ثم عمل في مسرح القصبة في رام الله عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وانتج هو وممثلوه مشاهد تمثيلية قصيرة اجتذبت جمهورا كان، بشكل غير متوقع، كبيرا ومتلهفا على تنفيس مشاعره. وتحولت المشاهد القصيرة الى مسرحية «بث حي من فلسطين» وتجولت المسرحية في الخارج، وعرضت مرارا على مسرح «رويال كورت» وفي «يونغ فيك»، ثم أمضى الزعبي عاما من العمل في «يونغ فيك»، ودرس في موسكو، وعاد إلى الوطن للعمل مع المسرح الوطني الفلسطيني.
مسرحية «أنا يوسف» هي الأولى لشركة «شبر حر» ومركزها حيفا. وقد تجولت الفرقة في القرى الفلسطينية ومخيمات اللاجئين – وهي مناطق لا يستطيع سكانها الوصول الى المسارح الثابتة. ويقول الزعبي: «كل الظروف ضدنا كحركة مسرحية. نقص التمويل، والبنية التحتية، وكون المسرح ليس جزءا فعليا من تقاليدنا الثقافية- فنحن ننتمي الى تراث التعلق بالشعر».
أثناء دراسة الزعبي للفنون المسرحية كان الفلسطيني الوحيد بين طلاب اسرائيليين (واحدة منهم هي الآن ممثلة ناجحة، اصبحت زوجته لاحقا). ولم تفتتح مدرسة للتمثيل في رام الله الا في الآونة الاخيرة. أما قبل ذلك، فكان الفلسطينيون يتوجهون الى اسرائيل، أو إلى الخارج أذا توفرت عندهم الامكانات المالية او تصاريح الخروج. ويضيف الزعبي: «انه فن جديد بالنسبة الينا. نحن جمهور لم يهتم به احد ومتعطشون جدا للمسرح. وبمجرد أن يعرفوا بوجود مسرح ما، لا يتوقفون عن التردد عليه».
دهش الزعبي من رد الفعل على المسرحية من جانب مختلف الأجيال. في القدس، توجه نحوه رجل متقدم في العمر بعد احد العروض وقال له:«اشكرك كثيرا على تمثيلك لحكايتي»، وفي حيفا قالت له امرأة في العشرينات من عمرها: «أفهم موقف والدي بشكل أفضل الآن»، ومع ذلك فهو ما زال متشككا في التاثير الذي يمكن أن تحدثه مسرحية واحدة في الكشف عن تفاصيل هذا الصراع المرير. وهو يقول: «علي أن اعتقد أنها تؤثر على الناس. وعلى صعيد آخر، فانا لست ساذجاً. اعلم انني لا استطيع تغيير الواقع. لن أصنع عرضا مسرحيا ومستقبلا في الوقت ذاته».
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر