ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    العراق: هل يكترث الاعلام بشكاوى الناس فعلا؟

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : العراق: هل يكترث الاعلام بشكاوى الناس فعلا؟ Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    العراق: هل يكترث الاعلام بشكاوى الناس فعلا؟ Empty العراق: هل يكترث الاعلام بشكاوى الناس فعلا؟

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 17 يناير 2010, 10:54 am

    من جدوى لصرف الاعلام المناهض للاحتلال الامريكي، في العراق، وكذلك نشاطات المجموعات المساندة للمقاومة اعلاميا، وقتا وجهدا يستغرق هذه الاجهزة والمجموعات وحتى الافراد، في شرح تفاصيل قلة الخدمات ونقل شكاوى المواطنين وانتهاكات حقوق الانسان في الوقت الذي يعرف المواطن هذه التفاصيل برمتها واسبابها، خاصة وانه هو الذي يعيشها يوميا؟
    الا يشكل هذا النقل اليومي لما هو كائن ومعروف استنزافا لاعلام المقاومة والمجموعات المساندة لها من مثقفين واستشاريين تكنوقراط على حساب تشجيع خلق البدائل المقاومة للاستعمار وتحفيز المواطنين على اتخاذ المواقف الفاعلة بدلا من الارتكان على الشكوى والقبول القدري، احيانا، بما هو محتوم، وتفريغ شحنات الغضب كلاما يؤدي الى الاحساس بالراحة، تدريجيا، ومن ثم القبول باقل القليل وتصويره كحل جذري بينما لا يزيد هو، في الواقع، عن كونه مجرد حبوب مسكنة للالام؟
    وسبب التساؤلات هذه هو اختلاط صورة التغطية الاعلامية المقدمة من قبل اجهزة الاعلام الناطقة بالعربية، عموما، (بضمنها التي لا تزال تسمي الاحتلال احتلالا والمدعومة من قبل المحتل مباشرة)، الى حد انعدام الفروق، تقريبا، في رسمها لصورة ما يجري في العراق المحتل وما يترتب على ذلك مستقبلا، اما بدون تحديد الاسباب، سذاجة او استغراقا بالتفاصيل الآنية، او مع تحديدها ضمن اجندة واضحة التضليل لتغييب الفاعل الحقيقي. وافضل الامثلة على اجهزة الاعلام ذات الاجندة التضليلية الواضحة هي 'الحرة' و'الحرة عراق' فضلا عن راديو سوا.
    واذا ما انتقلنا الى اجهزة الاعلام المناهضة للاحتلال والاستعمار، على تواضع امكانياتها المادية والتنفيذية، وبضمنها المواقع الالكترونية والكتابات الجماعية (اصدار البيانات متابعة وادانة للاحداث المستهدفة للمواطنين والبلد) والمساهمات الصحافية الفردية المستقلة، لوجدناها متأرجحة ما بين التفاصيل المغرقة في المآسي وعرض حال المواطنين وشكاويهم والتوثيق الضروري مع ضعف الحث على المبادرة والعمل التعبوي للمقاومة بانواعها.
    ان التوثيق مهم جدا لانه يهدف الى تسجيل المآسي في الذاكرة الجماعية كتذكير بما يحدث لا من اجل الانتقام ولكن من اجل مقاضاة المتهمين المسؤولين مستقبلا وفق القانون العادل ولئلا يتم تكرار الجرائم ذاتها من قبل حكام ومسؤولين جدد، كما يحدث اليوم في 'العراق الجديد'. مع التذكير بان مصطلح 'العراق الجديد' يحمل، بحد ذاته، مفارقة مذهلة تدل على مسح العراق 'القديم' والقطيعة مع كل ماسبقه. وهو مصطلح يكرره وكلاء المستعمر المعتمدون، بلا فهم، احيانا وكيف انه مبني على المنظور الامريكي في التعامل مع البنى التحتية للمجتمع والبلد، حيث من الاسهل تدمير او ازالة أو مسح القديم وبالتالي افراغه من كل ما يمثله لتتاح فرصة بناء الجديد المهيأ للأدلجة السريعة وتقبل الديكور وقطع الاثاث التي سترتب فيه بلا صعوبة تذكر.
    ويصب ضمن عمل الاعلام المناهض للاحتلال نشر وتعميم المعلومات المتعلقة بالحملات الفاضحة لجرائم الاحتلال، خصوصا، فيما يتعلق بالضغط على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية. وهو جانب، على اهميته، غالبا ما يركز على لغة مخاطبة يجب ان تكون مقبولة من المنظمات العالمية الانسانية والحقوقية. من مطباتها، اذا لم تكن الجهة الاعلامية المتعاونة مع المنظمات الدولية، واعية، في كل لحظة، بآلية القبول بها، ان تتخلى الجهة الاعلامية المدافعة عن حق المقاومة، مثلا، بالتنازل التدريجي حتى عن استخدام كلمة 'المقاومة' لأنها غير مستحبة في اجواء المنظمات العالمية خشية الاتهام بالارهاب او معاداة 'السلام'. لتصبح مقاومة الشعب العراقي ضد الاحتلال والنيوكولونيالية وهيمنته الاقتصادية 'عنفا مسلحا' يصيب برشاشه النساء والاطفال، حسب معظم التقارير الدولية الخاصة بالعراق المحتل كمحاولة لتحقيق التوازن مع ادانة التقارير لجرائم المحتل وانتهاكاته.
    ان عمل الاعلامي والناشط المناهض للاحتلال في هذا المجال يحتاج توازنا واعيا ودقيقا يماثل توازن السائر على حبل مشدود. وهو ذات التوازن المطلوب من الاعلاميين العاملين في مجال تقديم البرامج المصورة لشكاوى المواطنين ومشاكلهم، وهي برامج باتت تشغل حيزا واسعا من اوقات البرامج المرئية والسمعية، لئلا يسقطوا في فخ تحويل غضب المواطن من مقاومة المحتل الى المساهمة في برامج خدمات تنفس عن الغضب وتريح المشارك والمتلقي ومقدم البرنامج فضلا عن مالكي الجهاز الاعلامي. ان بعض القنوات التلفزيونية حين تغرق مشاهديها في هذا النوع من البرامج انما تقول للمشاهد في رسالتها، عمدا او بحسن نية، المخاطبة للاوعي المتلقي للرسالة، بانك تعيش في بلد ديمقراطي، قد لا تكون ديمقراطيته خالصة مئة بالمئة، الا انك في بلد ديمقراطي حقا، وانك اذا ما اتصلت بنا، عبر البرنامج، وشرحت مشكلتك، ستقوم الجهات الرسمية المعنية، آجلا أم عاجلا، واذا ما منحتها بعض الوقت، بحل مشكلتك. وتقود هذه الرسالة المتلقي الى الاحساس بانه انما يعيش مشكلة شخصية او ضمن العائلة الواحدة او، في احسن الاحوال، ضمن قريته او محلته، وهنا يتم التصنيع الاعلامي لطامة أكبر. اذ يتم اختزال احتلال العراق وتدميره المتعمد واستعماره البعيد الامد وحكوماته من الوكلاء المعتمدين بجدارة لدى المستعمر الى مشكلة شخصية او آنية يوحي البرنامج الاعلامي بامكانية حلها عبر 'الحكومة الديمقراطية'. ان تقديم الصورة المبهمة او المسترسلة في شرح تفاصيل مآسي المواطنين واقتراح الحلول المجتزأة والاصرار على عدم ذكر حق المقاومة، بكافة انواعها ومستوياتها السلمية والسياسية والأهلية والمسلحة، انما يشكل، في صميمه، جزءا من آلية تغييب دور المقاومة وروح المبادرة الضرورية لاي فعل تغييري جذري. ان مهمات التوثيق والتعبئة الاعلامية بالغة الأهمية ومن الضروري القيام بها مجتمعة او منفردة غير انها تبقى تدور في دائرة مغلقة ما لم يتم التقدم خطوة ابعد في برامج الاعلام المحلي ومخاطبة الاعلام العالمي الذي يمر عبره، في تسمية الافعال باسمائها والاصرار على حق الشعب العراقي، كما الفلسطيني والافغاني، في مقاومة الاحتلال وبكل السبل والطرق المتاحة تماشيا مع مقررات الامم المتحدة والاعراف والقوانين الدولية والمسؤولية الاخلاقية. ان الاعلام المناهض للنيوكولونيالية الامريكية في بلدنا، مقسم ويعاني من الفقر المادي والحصار الكبير المفروض بوحشية على العاملين ضمنه. وهو مكون، غالبا، من مجموعات صغيرة من الكتاب والصحافيين والمثقفين، اختاربعضهم تأجيل همومه الفنية والادبية، والتفرغ كلية لهموم شعبه ووطنه، لحين التحرير سائرا على خطوات الشاعر والمناضل التشيلي بابلو نيرودا الذي اجاب على سؤال عن سبب انقطاعه عن كتابة الشعر تغزلا بالجمال والطبيعة، بما معناه: تعالوا، انظروا دماء الاطفال تسيل في الطرقات.
    ان توفير المعلومة الموثقة والحرص على مصداقية نقل الاخبار والتقارير بلغة لا يشوبها الاسفاف والتحليل السياسي العميق واستضافة المعلقين والمحللين كل في مجال اختصاصه وافساح المجال لتقديم البدائل في كل المجالات، وتوعية المواطن بشكل ايجابي سليم عن طريق اثارة التساؤلات حول الاحداث المتعلقة باثارة الفتنة الطائفية او العرقية كما في تفجيرات الاماكن العامة، وعدم نقلها حرفيا عن مصادر مشكوك بمصداقيتها، وتقديم الاخبار والتقارير من زاوية تحث على التفكير بدلا من التلقي المنوم، هذا كله يمثل احد وجوه المقاومة الوطنية المهمة أي المقاومة الاعلامية. فالمقاومة ليست وجها واحدا بل عدة وجوه يتوجب على المقاوم اتخاذها لمواجهة آلة المستعمر العسكرية والاعلامية الضخمة مع الاصرار دائما على المبادىء الاساسية وعدم التفريط بها او تلويثها بناء على مصالح آنية.


      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024, 7:47 pm