دفع الضغط النفسي الذي يعيشه سكان قطاع غزة بجميع فئاتهم وأعمارهم منذ أربع سنوات من عمر الانقلاب الحمساوي والذي ترافق مع تشديد الحصار الإسرائيلي على القطاع، إلى الإقبال اللامسبوق على تناول المهدئات بجميع أنواعها وأصنافها على رأسها 'الترمال' كمهدئ ومخدر.
إلا أن الجديد وبحسب الكثيرين هو أن هذا العقار لم يعد يجدي نفعا في القضاء على التوتر النفسي خاصة لدى نساء القطاع غزة والذي تجذر بفعل الممارسات الحمساوية والحصار الإسرائيلي فهن حاليا بحاجة إلى عقار أقوى وأثقل من 'الترمال.'
إحدى النساء المدمنات على تناول هذا العقار (24 عاما) قالت 'منذ فترة وأنا أتناول الترمال فوضع غزة من أحداث وجرائم تمت على يد حماس بالإضافة إلى تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة دفعتني إلى الترمال كمهدئ .. أريد بصراحة أن أمحو ذكريات أليمة عشتها ولم أجد طريقا إلا بتناول الترمال'.
وأضافت 'للأسف حتى الآن وضعي النفسي سيء جدا ولم يتحسن أبدا.. أنا لا أستطيع التوقف عن تناول الترمال لأنني أصبحت مدمنة عليه ولا أتخيل يوما يمر علي دون تناوله.
وأردفت 'أنا حاليا أحتاج عقارا يكون أقوى وأكثر فاعليه من الترمال لأنني أريد أن أغيب عن هذا الواقع المرير الذي لا يصل بالإنسان العادي إلا إلى الجنون.'
وقالت 'حتى زوجي يتناول الترمال ولا يمكنني التفاهم معه إلا إذا كان 'مترمل' أي تحت تأثير الترمال.
بدورها أوضحت الطالبة م.ن (21 عاما) تجربتها مع الترمال بالقول 'أنا لدي حبتين في جيبي الآن ولا أستطيع العيش ولو يوم بدون ترمال لأن حياتنا كشباب تعيسة جدا فلا مكان للترفيه ولا مستقبل ينتظرنا ولا استقرار نفسي فالحل دائما يكون بتناول هذا العقار.'
وأردفت معظم صديقاتي يتناولن الترمال بعضهن بشكل علني والأخريات بشكل سري.
وقالت 'عندما أشعر بأي نوع من الضيق سواء الجسدي أو النفسي أتناول حبة ترمال في محاولة للخروج من هذا الواقع المرير.
وتتراوح أسعار هذا العقار بين 20 إلى 50 شيقل للعلبة الواحدة التي تحوى 10 كبسولات وهو بثلاثة أنواع منه الأصفر الأبيض والأخضر وكل له سعر.
وأكد أحد الصيادلة المطلعين على مشكلة تناول الترمال وجود إقبال شديد جدا وبنهم على العقاقير المهدئة والمخدرة وقال 'للأسف فإن هذا الإقبال لا يشمل فئة بعينها بل يشمل جميع فئات وأعمار سكان غزة.'
وأشار إلى أن بعض الحالات تتناول كميات من الترمال رغم ارتفاع أسعاره مؤخرا، وانه لم يفاجئ بأن الترمال لم يعد يجدي نفعا في رفع الحالة المعنوية بل إن المتعاطين خاصة النساء أصبحن يطالبن بعقاقير أقوى وأشد تأثيرا من الترمال بغض النظر عن الأعراض الجانبية والثمن الباهظ لتلك العقاقير مثل الريدازينRidazin وكلونكس Clonex.
وعزا ذلك إلى الضغط النفسي والفراغ بأنواعه سواء المادي أو العاطفي خاصة فيما يتعلق بالمرأة فهي بطبيعتها تكون أكثر عرضة للتأثر بما يدور حولها، مشيرا إلى أن ثلاثة من بين كل خمسة شبان في القطاع يتعاطون هذا العقار.
وأوضح أحد أخصائيي الباطني الأضرار الصحية الناجمة عن تناول هذا العقار مبينا من الترمال 'يحتوى على مركبات مخدرة قوية قد تؤدي إلى الإدمان وهو بمثابة مسكن للآلام المتوسطة والشديدة لأنه يعمل على تخدير خلايا معينة في الدماغ مما يعطي شعورا بالراحة الجسدية والنفسية.'
وبين أن ترمال هو الاسم الطبي للعقار أما الاسم العلمي فهو 'ترامادول هيدروكمورايد' ويوصف من قبل الأطباء في حالات الآلام الشديدة على أن يستخدم على الأكثر لمدة أسبوعين ولا يكرر تناوله إلا بعد إجراء عدة فحوصات للدم.
وقال 'إن الإدمان على تناول الترمال يؤدي إلى مضاعفات شديدة وأخطار جمة مثل تهتك خلايا الدماغ، وحالة من الاكتئاب الشديد، وضعف في الأداء الجنسي, بالإضافة إلى خلل في وظائف الكبد والكلى.
وقال أحد تجار هذا العقار في القطاع 'بيع الترمال هو لقمة عيشنا وارتفاع أسعاره مؤخرا بسبب الطلب الشديد عليه جعلنا نعتمد كليا على الاتجار به.'
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918