لم نكن نتوقع أبداً كصحافيين ومواطنين عرب في الوقت نفسه، أن مكافأة أنظمتنا العربية الرسمية المعتدلة، والمنخرطة منذ تسعة أعوام في خندق الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها بريطانيا، في الحرب على ما يسمى بـ 'الإرهاب' ومواجهة تنظيم القاعدة الإسلامي، وعناصره الذين تصفهم أمريكا وحلفاءها من دول الغرب بالمتطرفين الإسلاميين الإرهابيين. أن تواجهه بإجراءات أمنية مشددة ومهينة لها أولاً : كأنظمة عربية رسمية تدعي السيادة الوطنية والاحترام، عندما سلمتها الولايات المتحدة أواخر الشهر الماضي، قائمة محظورات للمسافرين من دول ومطارات وعواصم تلك الأنظمة والبلدان العربية الإسلامية، إلى أي مطار في أمريكا، وصلت حتى إلى فحص مؤخرات مواطنيها العرب والمسلمين، ومرورهم دون غيرهم من الجنسيات الغربية الأوروبية، عبر أجهزة ضوئية تظهر أجسادهم عارية تماماً، وفي مناطق حساسة تنتهك عوراتهم كعرب ومسلمين كالمقدمة والمؤخرة، وتعريضهم للاستجواب المهين، ومنعهم من تغطية أنفسهم بالبطانيات أثناء صعودهم إلى الطائرة، أو الذهاب إلى المراحيض أو دورات المياة بكثرة، وعلى الإطلاق وخصوصاً قبل هبوط الطائرة أو الرحلة فوق سماء أي مدينة أمريكية، بساعة كاملة. وتطبق تلك الإجراءات الأمريكية الأمنية المهينة، على القادمين من تلك الدول الـ 14، جميعها عربية وإسلامية باستثناء كوبا، وهي : المملكة العربية السعودية والجزائر ولبنان وليبيا والعراق ونيجيريا وباكستان والسودان وأفغانستان والصومال وسورية واليمن وإيران وكوبا.
وليتَ تلك الإجراءات المستهدفة للعرب والمسلمين في المطارات الأمريكية، تقتصر على مواطني تلك الدول وخصوصاً العربية منها، بل حتى مسؤولين بارزين ومندوبين رفيعي المستوى، وممثلي الأنظمة العربية لدى الأمم المتحدة، أو وزراء خارجيتها، قد يتعرضوا لمثل تلك الإهانات والمصير نفسه، وربما يفيد التذكير أنه وقبل هذه الإجراءات والمحظورات في مطارات أمريكا، تعرض مسؤولون عرب لإهانات ليست بالهينة، تنتقص على الأقل من مكانتهم الدبلوماسية والسياسية، على سبيل المثال لا الحصر السيد عبد الرحمن شلقم، وزير خارجية ليبيا السابق، ومندوبها لدى الأمم المتحدة، عندما تعرض للتفتيش المهين والتوقيف والمساءلة، لدى ضباط الـ FPI جهاز المخابرات الأمريكية، في مطار نيويورك في شهر آب- أغسطس الماضي، رغم معرفة أولئك الضباط انه دبلوماسي ومندوب بلاده لدى الأمم المتحدة، ويحمل جوازا دبلوماسياً موضحا عليه منصبه. ولكن ما يؤسفنا أن أنظمتنا العربية الرسمية بقبول أي تبريرات أو اعتذارات من واشنطن، أو أي دولة تهين سفراءها أو ممثليها الدبلوماسيين، بتعريضهم للتفتيش والتحقيق المهين ولا تعاملها بالمثل. نعود لنقول أن معظم إن لم نقل جميع الأنظمة العربية، تنفذ الاملاءات الأمريكية، ليس فقط فيما يتعلق بالجوانب الأمنية في مطاراتها وأمنها الجوي في عواصمها العربية وحسب، وإنما في كافة الأصعدة، بكل المقاييس؛ حتى لو كانت تلك الإملاءات تدخلاً في شؤونها السيادية الداخلية، التي تتشدق بها صباحا ومساءً. وعلى سبيل المثال لا الحصر المملكة العربية السعودية، فالسعودية وعلى لسان السيد محمد علي جمجوم مساعد رئيس هيئة الطيران المدني السعودي للطيران والسلامة، صرح في الـ 27- كانون الثاني- يناير الماضي، أن السعودية لن تعامل القادمين من الولايات المتحدة أو الأمريكان بالمثل، من حيث إجراءات التفتيش والرقابة في مطاراتها، وفحص مؤخرات القادمين من أمريكا إلى أي من مطاراتها الدولية، وأنها لا تنوي تزويد مطاراتها بأجهزة إلكترونية مماثلة للأجهزة الموجودة في مطارات الولايات المتحدة، التي تظهر أجساد ومؤخرات العرب والمسلمين والسعوديين، القادمين من السعودية أو الدول الـ 14 التي شملتها قائمة الحضر الأمريكية، بشكلٍ عار تماماً، وبصورة فاضحة ومهينة. وكشف كذلك السيد جمجوم أن حكومة بلاده، تعكف وتعمل حالياً على تنفيذ مشروع يتضمن استقلال المطارات الدولية الأربعة في الرياض والدمام وجدة والمدينة المنورة، عن هيئة الطيران المدني السعودي، لتصبح وحدات استراتيجية مستقلة بذاتها، تماشياً مع الاتجاه العالمي للرقي بخدمات المطارات، مما جعل بعض المراقبين والمحللين العرب يصف ذلك، ربما تدخلاً أمريكياً أو أملاءات أمريكية جديدة من واشنطن على قيادة المملكة العربية السعودية.
محمد رشاد عبيد - اليمن
وليتَ تلك الإجراءات المستهدفة للعرب والمسلمين في المطارات الأمريكية، تقتصر على مواطني تلك الدول وخصوصاً العربية منها، بل حتى مسؤولين بارزين ومندوبين رفيعي المستوى، وممثلي الأنظمة العربية لدى الأمم المتحدة، أو وزراء خارجيتها، قد يتعرضوا لمثل تلك الإهانات والمصير نفسه، وربما يفيد التذكير أنه وقبل هذه الإجراءات والمحظورات في مطارات أمريكا، تعرض مسؤولون عرب لإهانات ليست بالهينة، تنتقص على الأقل من مكانتهم الدبلوماسية والسياسية، على سبيل المثال لا الحصر السيد عبد الرحمن شلقم، وزير خارجية ليبيا السابق، ومندوبها لدى الأمم المتحدة، عندما تعرض للتفتيش المهين والتوقيف والمساءلة، لدى ضباط الـ FPI جهاز المخابرات الأمريكية، في مطار نيويورك في شهر آب- أغسطس الماضي، رغم معرفة أولئك الضباط انه دبلوماسي ومندوب بلاده لدى الأمم المتحدة، ويحمل جوازا دبلوماسياً موضحا عليه منصبه. ولكن ما يؤسفنا أن أنظمتنا العربية الرسمية بقبول أي تبريرات أو اعتذارات من واشنطن، أو أي دولة تهين سفراءها أو ممثليها الدبلوماسيين، بتعريضهم للتفتيش والتحقيق المهين ولا تعاملها بالمثل. نعود لنقول أن معظم إن لم نقل جميع الأنظمة العربية، تنفذ الاملاءات الأمريكية، ليس فقط فيما يتعلق بالجوانب الأمنية في مطاراتها وأمنها الجوي في عواصمها العربية وحسب، وإنما في كافة الأصعدة، بكل المقاييس؛ حتى لو كانت تلك الإملاءات تدخلاً في شؤونها السيادية الداخلية، التي تتشدق بها صباحا ومساءً. وعلى سبيل المثال لا الحصر المملكة العربية السعودية، فالسعودية وعلى لسان السيد محمد علي جمجوم مساعد رئيس هيئة الطيران المدني السعودي للطيران والسلامة، صرح في الـ 27- كانون الثاني- يناير الماضي، أن السعودية لن تعامل القادمين من الولايات المتحدة أو الأمريكان بالمثل، من حيث إجراءات التفتيش والرقابة في مطاراتها، وفحص مؤخرات القادمين من أمريكا إلى أي من مطاراتها الدولية، وأنها لا تنوي تزويد مطاراتها بأجهزة إلكترونية مماثلة للأجهزة الموجودة في مطارات الولايات المتحدة، التي تظهر أجساد ومؤخرات العرب والمسلمين والسعوديين، القادمين من السعودية أو الدول الـ 14 التي شملتها قائمة الحضر الأمريكية، بشكلٍ عار تماماً، وبصورة فاضحة ومهينة. وكشف كذلك السيد جمجوم أن حكومة بلاده، تعكف وتعمل حالياً على تنفيذ مشروع يتضمن استقلال المطارات الدولية الأربعة في الرياض والدمام وجدة والمدينة المنورة، عن هيئة الطيران المدني السعودي، لتصبح وحدات استراتيجية مستقلة بذاتها، تماشياً مع الاتجاه العالمي للرقي بخدمات المطارات، مما جعل بعض المراقبين والمحللين العرب يصف ذلك، ربما تدخلاً أمريكياً أو أملاءات أمريكية جديدة من واشنطن على قيادة المملكة العربية السعودية.
محمد رشاد عبيد - اليمن
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر