التهمة كانت جاهزة سريعا لوزير الاعلام الاردني الاسبق مروان دودين بعد دقائق فقط من ظهوره على شاشة تلفزيون الحكومة مدافعا عن مصداقية منظمة 'هيومن رايتس ووتش' الدولية ومذكرا المشاهدين بأن هذه المنظمة هي التي كشفت الفظائع الامريكية في سجون ومعتقلات العراق.
ونظرا لسجله في التنظير للتيار المحافظ في المملكة الاردنية توقع المتربصون بالمنظمة الامريكية وتقريرها المثير حول سحب الجنسيات من الاردنيين من اصل فلسطيني، مداخلة هامة من الوزير دودين بصفته احد رموز العلاقة الاردنية الفلسطينية تنطوي على المزيد من التنديد بنوايا المنظمة وكل من يدافع عنها تحت لافتة التصدي للتوطين.
ورتبت ادارة تلفزيون الحكومة لاستضافة دودين للتصدي لتقرير سحب الجنسيات لكي يتحدث باعتباره احد ابرز ابناء الضفة الغربية من رجال الدولة الاردنية.
المفاجأة كانت سريعة فقد تلعثمت المذيعة عدة مرات وهي تستمع لدودين وهو يوضح انه لم يقرأ تقرير سحب الجنسيات لكنه يعرف بأن منظمة 'هيومن رايتس ووتش' تحظى بالمصداقية.
وعبثا حاولت المذيعة امطار ضيفها على الهواء مباشرة بسلسلة من الاسئلة حول النوايا الخبيثة وراء من يتحدثون عن سحب الجنسيات؟ لكن الضيف اطلق مضمونا معاكسا عندما اشار لمحتوى قرار الملك الراحل الحسين بن طلال بخصوص فك الارتباط والتطبيقات التعسفية للحكومة في سحب الجنسيات.
وفي اليوم التالي تحول دودين من وزير سابق هادئ يختفي بالظل منذ اكثر من عقدين ويتجنب الاضواء الى متهم بدعم التوطين السياسي... حتى مدير التلفزيون صالح القلاب الذي تفاجأ مع مستشاريه باجابات دودين على الشاشة حظي بتهمة من طراز اخف آنذاك، وهي تجهيز التلفزيون لمرحلة قد تنطوي على التمهيد لمشروعات اقليمية، فيما قرر البعض تخفيف التهمة اكثر واقتصارها على احضار انصار الوطن البديل ومنظري التوطين لمقر التلفزيون.
المشهد الذي لا تنقصه الاثارة سجل عند البعض كخطأ فادح تورطت به ادارة التلفزيون التي بادرت بدورها للتبرير بالقول ان المسألة في نطاق التحول الذي وعد به رئيس الوزراء سمير الرفاعي عندما قال بان جميع الآراء ستسمع نفسها عبر الشاشة اليتيمة في البلاد.
بالتوازي غضب مسؤولون في وزارة الداخلية لأن وزيرا سابقا من الجيل الكلاسيكي القديم استغل اطلالته على الهواء لامتداح منظمة ارهقت الخط الرسمي جدا بتقرير سحب الجنسيات.
لكن دودين اوضح لبعض من سألوه لاحقا بأنه تحدث بالامر كما يمليه عليه ضميره، مشيرا في مجالسات خاصة الى انه شخصيا كان في مطبخ الملك حسين السياسي عندما تقرر فك الارتباط ولان ما يجري الآن لا علاقة له بما تقرر وقتها، وهو عمليا نفس الرأي الذي اعلنه قبل سنتين وزير الداخلية الذي وضع تعليمات فك الارتباط رجائي الدجاني.
ورغم مرور اكثر من ثلاثة اسابيع على سجال تقرير سحب الجنسيات لا زال هذا التقرير يؤرق المسؤولين التنفيذيين ويحظى بمكانة متقدمة في الجدال السياسي والايقاع النخبوي وتحديدا داخل غرف القرار المغلقة، خصوصا بعد رصد ملاحظات جوهرية اهمها ان الصحافة المحلية لم تشارك ابدا في حفلة التصدي لـ'مؤامرة منظمة هيومن رايتس ووتش' المفترضة على البلاد وتجاهلت دعوة الناطق الرسمي لهبة من الجميع.
وخلافا للتوقعات دافعت اقلام مهمة عن مصداقية المنظمة، وجاء الدفاع الاقوى والجارف عن مضمون التقرير من رمز المعارضة البارز جدا توجان الفيصل التي التقطت مفارقة صارخة عندما اشارت الى ان شعوب العالم تغير حكوماتها باستثناء الاردن، حيث الحكومة تستطيع تغيير شعبها عبر آليات سحب الجنسيات، معترضة بشدة على فكرة ان ينام الانسان اردنيا ثم يصحو بالتالي بلا جنسيته بذريعة دعاوى فك الارتباط والحفاظ على الهوية الفلسطينية.
رفض الجسم السياسي والاعلامي الفاعل التعاون مع وزارة الداخلية في التصدي لمنظمة 'هيون رايتس ووتش' ابقى تقرير سحب الجنسيات في عمق معادلة الايقاع السياسي العام لان مراكز قوى لا يرقى الشك لوطنيتها داخل نظام القرار في الدولة تعتقد فعلا بوجود مشكلة اسمها تعليمات فك الارتباط ولا بد من معالجتها بصورة مختلفة عن الآلية القائمة.
ولان مراكز قوى محترمة في خندق المعارضة ايضا من طراز ليث الشبيلات والفيصل وغيرهما امتنعت عن المساهمة في تاييد الدعوة لدسترة قرار فك الارتباط والانفصال التام عن الضفة الغربية، وكذلك امتنعت عن المشاركة في فعاليات اتهام الاخرين بفرية السعي للتوطين والوطن البديل.
ولا زال تقرير سحب الجنسيات في عمق الايقاع لان مرجعيات مهمة في الدولة تراقب حالات شطب الرقم الوطني بدعوى فك الارتباط، ولان سمير الرفاعي رئيس الوزراء يبحث عن اي حل او آلية تنتج مسافة آمنة بين حكومته وبين صداع هذا الملف الشائك، فتقرير سحب الجنسيات نشر بعدما وجهت 'هيومن رايتس ووتش' عشرة اسئلة على الاقل لوزارة الداخلية، وانتظرت طويلا دون اجابة ليس لعدم وجود اجابة ولكن لان كلفة اعلان الاجوبة فيما يبدو اعلى بكثير من كلفة تجاهلها.
ونظرا لسجله في التنظير للتيار المحافظ في المملكة الاردنية توقع المتربصون بالمنظمة الامريكية وتقريرها المثير حول سحب الجنسيات من الاردنيين من اصل فلسطيني، مداخلة هامة من الوزير دودين بصفته احد رموز العلاقة الاردنية الفلسطينية تنطوي على المزيد من التنديد بنوايا المنظمة وكل من يدافع عنها تحت لافتة التصدي للتوطين.
ورتبت ادارة تلفزيون الحكومة لاستضافة دودين للتصدي لتقرير سحب الجنسيات لكي يتحدث باعتباره احد ابرز ابناء الضفة الغربية من رجال الدولة الاردنية.
المفاجأة كانت سريعة فقد تلعثمت المذيعة عدة مرات وهي تستمع لدودين وهو يوضح انه لم يقرأ تقرير سحب الجنسيات لكنه يعرف بأن منظمة 'هيومن رايتس ووتش' تحظى بالمصداقية.
وعبثا حاولت المذيعة امطار ضيفها على الهواء مباشرة بسلسلة من الاسئلة حول النوايا الخبيثة وراء من يتحدثون عن سحب الجنسيات؟ لكن الضيف اطلق مضمونا معاكسا عندما اشار لمحتوى قرار الملك الراحل الحسين بن طلال بخصوص فك الارتباط والتطبيقات التعسفية للحكومة في سحب الجنسيات.
وفي اليوم التالي تحول دودين من وزير سابق هادئ يختفي بالظل منذ اكثر من عقدين ويتجنب الاضواء الى متهم بدعم التوطين السياسي... حتى مدير التلفزيون صالح القلاب الذي تفاجأ مع مستشاريه باجابات دودين على الشاشة حظي بتهمة من طراز اخف آنذاك، وهي تجهيز التلفزيون لمرحلة قد تنطوي على التمهيد لمشروعات اقليمية، فيما قرر البعض تخفيف التهمة اكثر واقتصارها على احضار انصار الوطن البديل ومنظري التوطين لمقر التلفزيون.
المشهد الذي لا تنقصه الاثارة سجل عند البعض كخطأ فادح تورطت به ادارة التلفزيون التي بادرت بدورها للتبرير بالقول ان المسألة في نطاق التحول الذي وعد به رئيس الوزراء سمير الرفاعي عندما قال بان جميع الآراء ستسمع نفسها عبر الشاشة اليتيمة في البلاد.
بالتوازي غضب مسؤولون في وزارة الداخلية لأن وزيرا سابقا من الجيل الكلاسيكي القديم استغل اطلالته على الهواء لامتداح منظمة ارهقت الخط الرسمي جدا بتقرير سحب الجنسيات.
لكن دودين اوضح لبعض من سألوه لاحقا بأنه تحدث بالامر كما يمليه عليه ضميره، مشيرا في مجالسات خاصة الى انه شخصيا كان في مطبخ الملك حسين السياسي عندما تقرر فك الارتباط ولان ما يجري الآن لا علاقة له بما تقرر وقتها، وهو عمليا نفس الرأي الذي اعلنه قبل سنتين وزير الداخلية الذي وضع تعليمات فك الارتباط رجائي الدجاني.
ورغم مرور اكثر من ثلاثة اسابيع على سجال تقرير سحب الجنسيات لا زال هذا التقرير يؤرق المسؤولين التنفيذيين ويحظى بمكانة متقدمة في الجدال السياسي والايقاع النخبوي وتحديدا داخل غرف القرار المغلقة، خصوصا بعد رصد ملاحظات جوهرية اهمها ان الصحافة المحلية لم تشارك ابدا في حفلة التصدي لـ'مؤامرة منظمة هيومن رايتس ووتش' المفترضة على البلاد وتجاهلت دعوة الناطق الرسمي لهبة من الجميع.
وخلافا للتوقعات دافعت اقلام مهمة عن مصداقية المنظمة، وجاء الدفاع الاقوى والجارف عن مضمون التقرير من رمز المعارضة البارز جدا توجان الفيصل التي التقطت مفارقة صارخة عندما اشارت الى ان شعوب العالم تغير حكوماتها باستثناء الاردن، حيث الحكومة تستطيع تغيير شعبها عبر آليات سحب الجنسيات، معترضة بشدة على فكرة ان ينام الانسان اردنيا ثم يصحو بالتالي بلا جنسيته بذريعة دعاوى فك الارتباط والحفاظ على الهوية الفلسطينية.
رفض الجسم السياسي والاعلامي الفاعل التعاون مع وزارة الداخلية في التصدي لمنظمة 'هيون رايتس ووتش' ابقى تقرير سحب الجنسيات في عمق معادلة الايقاع السياسي العام لان مراكز قوى لا يرقى الشك لوطنيتها داخل نظام القرار في الدولة تعتقد فعلا بوجود مشكلة اسمها تعليمات فك الارتباط ولا بد من معالجتها بصورة مختلفة عن الآلية القائمة.
ولان مراكز قوى محترمة في خندق المعارضة ايضا من طراز ليث الشبيلات والفيصل وغيرهما امتنعت عن المساهمة في تاييد الدعوة لدسترة قرار فك الارتباط والانفصال التام عن الضفة الغربية، وكذلك امتنعت عن المشاركة في فعاليات اتهام الاخرين بفرية السعي للتوطين والوطن البديل.
ولا زال تقرير سحب الجنسيات في عمق الايقاع لان مرجعيات مهمة في الدولة تراقب حالات شطب الرقم الوطني بدعوى فك الارتباط، ولان سمير الرفاعي رئيس الوزراء يبحث عن اي حل او آلية تنتج مسافة آمنة بين حكومته وبين صداع هذا الملف الشائك، فتقرير سحب الجنسيات نشر بعدما وجهت 'هيومن رايتس ووتش' عشرة اسئلة على الاقل لوزارة الداخلية، وانتظرت طويلا دون اجابة ليس لعدم وجود اجابة ولكن لان كلفة اعلان الاجوبة فيما يبدو اعلى بكثير من كلفة تجاهلها.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر