ظاهرة أحلام اليقظة لدى الإنسان العاقل لها وجهان، الأول إذا كانت عرضية فهي تدل على قدرة مخيال صاحبها، وتفسر على أنها متنفس من وضعية ضاغطة عليه سلبا أو إيجابا؛ وأما الثاني أن تكون دائمة وهنا تشخص على أنها مرض مزمن يستدعي محاولة تدارك صاحبها لأنها توقفه على حافة الجنون المركب. وكمثل على الوجه الثاني لأحلام اليقظة وزراء الخارجية العرب.
الحقيقة أنني لم أفاجأ بالبيان الصادر عن اللجنة الوزارية لمبادرة السلام
العربية يوم03/03 وما جاء فيها من تناقض صارخ بين نقاطها، خاصة في مقدمة الرابعة منها:' رغم عدم الاقتناع بجدية الجانب الإسرائيلي..' والسادسة و الثامنة، المهم ليس هذا مدار الموضوع، إنما يستوقفني سؤال جدي وهو: هل هؤلاء الأشخاص يصدقون فعلا أنفسهم بأنهم وزراء خارجية شعوب الأمة العربية ؟ قطعا الجواب نعم، وكفى به دليلا على أنهم يعانون من حالة مزمنة ومتقدمة من أحلام اليقظة؛ ذلك أنه - وبكل بساطة - لا يجرؤ أحد منهم ليبرر للعالم كيف أصبح وزيرا للخارجية، وأبلغ ما في جعبته حقيقة مفادها أن الرئيس قام بتعيينه دون أن يملك طبعا دليلا واحدا على شرعية الرئيس ذاته، ولا حاجة هنا للتذكير بأن معظم رؤساء ما يسمى بالأنظمة العربية، اغتصبوا الحكم على أنهار من الدماء وانقلابات عسكرية أو تصفيات جسدية؛ والحالة هذه متى توهم أحدهم بأنه يمثل السياسة الخارجية لشعبه، فلا شك أنه يعاني من حالة أحلام يقظة مستعصية. والتعريف الموضوعي والواقعي أنه يمثل سياسة من عينه لا أكثر من ذلك.
هنا يدفعني العامل الإنساني لما أجد من شفقة على تلكم الحال، إلى ممارسة حقي المشروع الذي وهبني إياه الخالق وأقرته القوانين الدولية، محاولة مني لإيقاظ صاحب هذا الوهم بالتأكيد له أنه لا يمثلني في شيء، وأبعد من ذلك حتى الذي قام بتعيينه ناطقا باسمي لا يمثلني على الإطلاق، ولسبب بسيط وفي غاية الوضوح أنني لم أعط حقي في الانتخاب والاختيار، لا يمكنني القبول بالمشاركة في عملية مصادرة حق المواطن في التعبير عن خياره، هذه هي الحقيقة التي تنسحب على معظم أقطار العالم العربي، ؛ وبما أن النخب الفكرية والسياسية لم تسع لتغيير هذا الواقع المغرق في الظلم والاستبداد، وبالتالي لم أتمكن من اختيار من يتكلم باسمي (وزير الخارجية)، فلا أحد يحق له أن يمنعني من التعبير عن رأيي، الذي أوجهه من على هذا المنبر للشعب الفلسطيني أولا ثم رئيس الولايات المتحدة ومن ورائه العدو الصهيوني: 'إن البيان الصادر عن اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية يوم03/03/10 20 لا يمثل رأيي جملة وتفصيلا ، نصا ومضمونا'.
وبما أن الولايات المتحدة ومن ورائها العدو الإسرائيلي هما المعنيان بالدرجة الأولى، بالمبادرة إياها، وقد أصدروا بيانات الترحيب وما إلى ذلك عبر ممثليهم
الشرعيين، أجدني مضطرا لتذكيرهم بأن الأمر لا يستحق هذه الهالة، فرئيس الولايات المتحدة أعلم الناس بأن وزراء الخارجية العرب يمثلون أنظمة لا أمة، والاستغراق في بيع الأوهام لوسائل الإعلام الغربية، ولشعوبهم لا يصنع واقعا ملموسا، صحيح أن الأوهــــام قد تطيل عمر الأزمة، ولكنها لن تحلها ولن تغير من الواقع شيـــئا، إلا في فترة زمنية قصيرة من عمر الأمم؛ واللافت هنا أن بعضا من رجال الإعلام الغربي من وقف بمرارة على هذا الواقع، كان من بينهم على ســــبيل المثال لا الحصر،الصحافي الهولندي جوريس لوينديك، الذي أبرز في كتابه 'أشخاص مثلنا يشوهـــون الحــــقائق في الشرق الأوسط' (بوديوم 2006 )، الذي كشف فيه مغالطات الأنظمة الغـــربـــية وإعلامها، وضرب أمثله عديدة في التلاعب بمعنى الكلمات المرهون أصلا بمصالح اقتصادية لا تقيم وزنا لحقوق البشر، منها وصف الحاكم العربي بالرئيس، أو ممثله بالوزير، مع أن دلالات هذه الاصطلاحـــات في العقـــل الغربي تختلف عن واقع حال الموصوف، وبمعنى آخر التعريف الأصلي للحاكم العربي في مفهوم الشارع الغربي هو 'ديكتاتور' ولــيس رئيــــسا، غيــــر أن رجال السياسة هناك والإعـــلام لا يستعمــلون هذا الوصف الواقعي إلا عندما تقتضي المصالح الاقتصادية والصهيونية، هــذا ما أقـــره تعقيـــبا على قراءة هذا الكتاب الصحافي فلورانس بورج معلق صحيفة 'لوموند'14/07/2007. وهو ما ترجمته مواقف ساسة الغرب في التاريخ المعاصر، فصدام حسين كان يوصف بالرئيس أيام حربه على إيران، ومباشرة بعدها أصبح يوصف بالدكتاتور، مع أن الرجل لم يغير من سياسته الداخلية شيئا يذكر ويستند عليه، هناك أدلة ووقائع كثيرة لا يتسع المقال لذكرها.
أفهم جيدا سياسة الغرب وإعلامه المشوه للحقائق، لكني ذات الوقت أشفق عليه حين يسوق لشعوبه امكانية حل معــضلة الشرق الأوسط بأدوات وهمية عنوانها الرؤساء العــــرب والملوك وما إلى ذلك، بقدر ما أشفق على هؤلاء غيبوبتهم في أحلام اليقظة متوهمين فعلا أنهم يمثلون أمة.
الواقع الذي لا ينكره إلا مكابر أن قضية فلسطين قضية أمة لها تاريخ لا يقل عن1400 عام، وليس بمقدور عاقل أن يتجاوزه، بل لن يقفز عليه إلا غر أحمق، وليس من الذكاء في شيء أن يبني قادة الغرب مصالحهم على جيل من حكام العرب لا يمثلون أمتهم، قد تهوي مباشرة بعد ذهابهم، إن كان هذا حد الأفق فهو ضيق للغاية، ومن يتوهم دوام الحال فقطعا هو سفيه، لو كان الأمر كذلك لدام لفرنسا في الجزائر ولروسيا في سائر أقطار العالم الإسلامي في آسيا الوسطى؛ إن واقع اليوم يطيح بكل هذه الأوهام، تجربة إيران على امتداد عقود هوت بتداعي عرش الشاه، وها هي اليوم تركيا تنتفض بقوة والدور آت لا محالة على البقية، وعلى الغرب وإعلامه أن يفهم بأن مصوغ العقيدة الذي يعتمدونه في أحقية الصهاينة بفلسطين، تملك الأمة الاسلامية من ذات طبيعته أضعافا مضاعفة لا يمكن استئصالها من التاريخ والوجدان، ما يعني بالضرورة أن القدس ستعود لنا وكافة فلسطين حتما، فان اعتمد الغرب على رجال أحلام اليقظة.. فصلاح الدين واقع ويقين وإن غدا لناظره لقريب.
الحقيقة أنني لم أفاجأ بالبيان الصادر عن اللجنة الوزارية لمبادرة السلام
العربية يوم03/03 وما جاء فيها من تناقض صارخ بين نقاطها، خاصة في مقدمة الرابعة منها:' رغم عدم الاقتناع بجدية الجانب الإسرائيلي..' والسادسة و الثامنة، المهم ليس هذا مدار الموضوع، إنما يستوقفني سؤال جدي وهو: هل هؤلاء الأشخاص يصدقون فعلا أنفسهم بأنهم وزراء خارجية شعوب الأمة العربية ؟ قطعا الجواب نعم، وكفى به دليلا على أنهم يعانون من حالة مزمنة ومتقدمة من أحلام اليقظة؛ ذلك أنه - وبكل بساطة - لا يجرؤ أحد منهم ليبرر للعالم كيف أصبح وزيرا للخارجية، وأبلغ ما في جعبته حقيقة مفادها أن الرئيس قام بتعيينه دون أن يملك طبعا دليلا واحدا على شرعية الرئيس ذاته، ولا حاجة هنا للتذكير بأن معظم رؤساء ما يسمى بالأنظمة العربية، اغتصبوا الحكم على أنهار من الدماء وانقلابات عسكرية أو تصفيات جسدية؛ والحالة هذه متى توهم أحدهم بأنه يمثل السياسة الخارجية لشعبه، فلا شك أنه يعاني من حالة أحلام يقظة مستعصية. والتعريف الموضوعي والواقعي أنه يمثل سياسة من عينه لا أكثر من ذلك.
هنا يدفعني العامل الإنساني لما أجد من شفقة على تلكم الحال، إلى ممارسة حقي المشروع الذي وهبني إياه الخالق وأقرته القوانين الدولية، محاولة مني لإيقاظ صاحب هذا الوهم بالتأكيد له أنه لا يمثلني في شيء، وأبعد من ذلك حتى الذي قام بتعيينه ناطقا باسمي لا يمثلني على الإطلاق، ولسبب بسيط وفي غاية الوضوح أنني لم أعط حقي في الانتخاب والاختيار، لا يمكنني القبول بالمشاركة في عملية مصادرة حق المواطن في التعبير عن خياره، هذه هي الحقيقة التي تنسحب على معظم أقطار العالم العربي، ؛ وبما أن النخب الفكرية والسياسية لم تسع لتغيير هذا الواقع المغرق في الظلم والاستبداد، وبالتالي لم أتمكن من اختيار من يتكلم باسمي (وزير الخارجية)، فلا أحد يحق له أن يمنعني من التعبير عن رأيي، الذي أوجهه من على هذا المنبر للشعب الفلسطيني أولا ثم رئيس الولايات المتحدة ومن ورائه العدو الصهيوني: 'إن البيان الصادر عن اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية يوم03/03/10 20 لا يمثل رأيي جملة وتفصيلا ، نصا ومضمونا'.
وبما أن الولايات المتحدة ومن ورائها العدو الإسرائيلي هما المعنيان بالدرجة الأولى، بالمبادرة إياها، وقد أصدروا بيانات الترحيب وما إلى ذلك عبر ممثليهم
الشرعيين، أجدني مضطرا لتذكيرهم بأن الأمر لا يستحق هذه الهالة، فرئيس الولايات المتحدة أعلم الناس بأن وزراء الخارجية العرب يمثلون أنظمة لا أمة، والاستغراق في بيع الأوهام لوسائل الإعلام الغربية، ولشعوبهم لا يصنع واقعا ملموسا، صحيح أن الأوهــــام قد تطيل عمر الأزمة، ولكنها لن تحلها ولن تغير من الواقع شيـــئا، إلا في فترة زمنية قصيرة من عمر الأمم؛ واللافت هنا أن بعضا من رجال الإعلام الغربي من وقف بمرارة على هذا الواقع، كان من بينهم على ســــبيل المثال لا الحصر،الصحافي الهولندي جوريس لوينديك، الذي أبرز في كتابه 'أشخاص مثلنا يشوهـــون الحــــقائق في الشرق الأوسط' (بوديوم 2006 )، الذي كشف فيه مغالطات الأنظمة الغـــربـــية وإعلامها، وضرب أمثله عديدة في التلاعب بمعنى الكلمات المرهون أصلا بمصالح اقتصادية لا تقيم وزنا لحقوق البشر، منها وصف الحاكم العربي بالرئيس، أو ممثله بالوزير، مع أن دلالات هذه الاصطلاحـــات في العقـــل الغربي تختلف عن واقع حال الموصوف، وبمعنى آخر التعريف الأصلي للحاكم العربي في مفهوم الشارع الغربي هو 'ديكتاتور' ولــيس رئيــــسا، غيــــر أن رجال السياسة هناك والإعـــلام لا يستعمــلون هذا الوصف الواقعي إلا عندما تقتضي المصالح الاقتصادية والصهيونية، هــذا ما أقـــره تعقيـــبا على قراءة هذا الكتاب الصحافي فلورانس بورج معلق صحيفة 'لوموند'14/07/2007. وهو ما ترجمته مواقف ساسة الغرب في التاريخ المعاصر، فصدام حسين كان يوصف بالرئيس أيام حربه على إيران، ومباشرة بعدها أصبح يوصف بالدكتاتور، مع أن الرجل لم يغير من سياسته الداخلية شيئا يذكر ويستند عليه، هناك أدلة ووقائع كثيرة لا يتسع المقال لذكرها.
أفهم جيدا سياسة الغرب وإعلامه المشوه للحقائق، لكني ذات الوقت أشفق عليه حين يسوق لشعوبه امكانية حل معــضلة الشرق الأوسط بأدوات وهمية عنوانها الرؤساء العــــرب والملوك وما إلى ذلك، بقدر ما أشفق على هؤلاء غيبوبتهم في أحلام اليقظة متوهمين فعلا أنهم يمثلون أمة.
الواقع الذي لا ينكره إلا مكابر أن قضية فلسطين قضية أمة لها تاريخ لا يقل عن1400 عام، وليس بمقدور عاقل أن يتجاوزه، بل لن يقفز عليه إلا غر أحمق، وليس من الذكاء في شيء أن يبني قادة الغرب مصالحهم على جيل من حكام العرب لا يمثلون أمتهم، قد تهوي مباشرة بعد ذهابهم، إن كان هذا حد الأفق فهو ضيق للغاية، ومن يتوهم دوام الحال فقطعا هو سفيه، لو كان الأمر كذلك لدام لفرنسا في الجزائر ولروسيا في سائر أقطار العالم الإسلامي في آسيا الوسطى؛ إن واقع اليوم يطيح بكل هذه الأوهام، تجربة إيران على امتداد عقود هوت بتداعي عرش الشاه، وها هي اليوم تركيا تنتفض بقوة والدور آت لا محالة على البقية، وعلى الغرب وإعلامه أن يفهم بأن مصوغ العقيدة الذي يعتمدونه في أحقية الصهاينة بفلسطين، تملك الأمة الاسلامية من ذات طبيعته أضعافا مضاعفة لا يمكن استئصالها من التاريخ والوجدان، ما يعني بالضرورة أن القدس ستعود لنا وكافة فلسطين حتما، فان اعتمد الغرب على رجال أحلام اليقظة.. فصلاح الدين واقع ويقين وإن غدا لناظره لقريب.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر