حين يجري الحديث عن الأحبة الذين غادروا حياتنا شهداء على طريق الحرية والاستقلال، تختلج القلب مشاعر فياضة لا يستطيع أن يوظِّف لوصفها أبلغ المفردات والتراكيب، فمهما حاولنا أن نعبِّر عن أولئك الأبطال لن نوفيهم ما يستحقونه.
وحين نبدأ بالحديث عن بطل كالزميل حسن شقورة، تستحضرنا مشاهد و مواقف عديدة، تحتاج أن نفرد لأجلها مجلدات، ينهل منها كل من يقرأها طموحاً وشموخاً وإباءً منقطع النظير، فنحن هنا نتحدث عن شخصية تجمع في طياتها إنساناً رقيق المشاعر ومجاهداً مقداماً ومهندساً مبدعاً وصحفياً متميزاً.
وإذ نستحضر سيرة الصحفي حسن شقورة في ذكرى استشهاده السنوية، نعلم يقيناً أننا لن نوفيه نذراً يسيراً مما قدَّم لدينه وأمته وقضيته العادلة، فقد كان شهيدنا يُغفل – على الدوام – الراحة البدنية، كي يسمو بالمبادئ القيمة التي ترعرع، ونشأ من أجل إعلائها والسمو بها.
والده: تجارة رابحة ...
فقد تحدَّث الوالد أبو إياد شقورة ( 49 عاماً) عن نجله الشهيد حسن قائلاً:" إن أبرز ما لازم حسن منذ طفولته أنه كان مميزاً حيث انسحب هذا الأمر على دراسته حياته العملية فيما بعد".
ويضيف والد الشهيد حديثه عن حسن :"فقد كنت حريصاً أنا وزوجتي أن ينشأ حسن – كما جميع أبنائي- على موائد القرآن، حيث كان لذلك بالغ الأثر في تكوين شخصيته".
ويوضح أبو إياد قائلاً:" ولقد أثمرت هذه التربية القرآنية - ولله الحمد- في أن يكون نجلي محبوباً بين أقرانه والبيئة المحيطة، وكذلك من قبل زملائه في العمل"، مبيَّناً أن حسن – ومنذ صغره - كان يتمتع بعلاقات اجتماعية واسعة، أسست لأن يكون فيما بعد شخصية مجمع عليها.
ويُعرِّج والد الشهيد حسن شقورة على أن لتلك التربية أثرٌ كبير في تشرب نجله الشهيد لنهج الجهاد والمقاومة، لاسيما وأن معظم من تتلمذ على أيديهم في موائد القرآن ارتقوا شهداء أمثال أنور الشبراوي ومعين البرعي وعلاء الكحلوت وعبد الله المدهون.
وذكر أبو إياد أنه "احتسب حسن منذ اللحظة الأولى التي سمع بها بنبأ ارتقائه شهيداً"، مضيفاً :"لحظتها اعتبرت هذا الأمر تجارة رابحة مع الله، وإن شاء الله نكون من شفعاء حسن، وندخل جنان الفردوس ببركة دمائه الطاهرة".
زوجته: الدموع تلازمني منذ استشهاده ...
أما زوجة الشهيد، الصحفية أمل الحجار، فاستذكرت بمرارةٍ مشفوعةٍ بالصبر حبيبها حسن، قائلةً:" صدقاً تعجز كل الكلمات عن وصف إنسان مثل حسن تجتمع فيه العديد من الصفات الملائكية التي يصعب توافرها جملةً واحدة في أي شخص".
وتضيف أمل:" لقد كان فعلاً بمثابة الزوج المخلص و الصديق الوفي والأب الحنون والأخ والابن وكل شيء في حياتي، رغم أنه لم يمضِ على زواجي به فترة طويلة".
وتشير أمل إلى أن زوجها اتسم بأدبه وأخلاقه الرفيعة في تعامله مع الجميع لاسيما معها ومع والديه وأهلها الذين عشقهم وكان يتردد عليهم دوماً، موضحةً بالقول:" لقد استطاع حسن بابتسامته الرقيقة المرحة، وخفة ظله أن يفرض حبه على الآخرين، فكل من سمع أحبه، فكيف بالذين تعاملوا معه؟".
وتلفت الصحفية الحجار النظر إلى أن حسن كان يحمل هماً أكبر من سني عمره اليسيرة، قائلةً:" لقد كان كل همه هو الدفاع عن المسجد الأقصى وخدمة قضيته التي ارتقى في سبيلها الشهداء .. باختصار لقد كانت عيناه تنام ولكن قلبه لم يكن ينام عن الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني".
وتستذكر أمل سهر زوجها الليالي من أجل إنجاز عمله على أكمل وجه بغية الدفاع عن الحقيقة، وتصميمه على وضع لمساتها الأخيرة على تصاميمه الفنية، ومشاورته لها في كل ما يخص عمله، وتقول:" أكثر ما كان يعجبني في حسن هو أنه كان رجل حق لا يخاف في الله لومة لائم، ناهيك طبعاً عن تدينه وأخلاقه وتسامحه".
وتتابع حديثها :" واليوم أحزن كثيراً عندما تحدث مناسبة سعيدة كونه ليس بجواري، فمنذ رحيله لم أذق طعم الفرحة في قلبي وعيناي أبداً .. ذهب الحبيب وذهبت أحلامي وفرحتي، ولم يبقَ لي في الدنيا سوى جرح كبير لن يداويه إلا لقائي بربي".
وتنهي أمل حديثها بدموع - قالت إنها تلازمها منذ ارتقاء زوجها - :" برحيله فقدت الأمان والحنان، وأحلامي التي حلمنا بها سوياً وكل ما أملك، لأعيش وحيدةً في دنيا الآلام والأحزان، التي أثقلت كاهلي".
مديره: سنبقى حافظين لوصيتك ...
وللصحفي صالح المصري مدير إذاعة صوت القدس - التي كان يعمل فيها حسن- حكايات لا تنسى مع الشهيد حسن، وذلك يتضح من كلام أهله وذويه، حيث أكدوا أن العلاقة التي كانت تربط المصري بنجلهم الشهيد علاقة أخوية مبنية على الود والمحبة.
ويجدد المصري في الذكرى السنوية لاستشهاد زميله حسن، تأكيده أن الإذاعة ستبقى محافظةً على عهدها بمواصلة غرس ثقافة الجهاد في المجتمع، قائلاً:" إذا أردت أن أقول شيئاً في ذكرى استشهادك يا حسن يمكني أن أقول: نحن كما تركتنا لم نهادن، ولن نلين، ولن نضل الطريق رغم كثرة الحفر .. وأؤكد لك غرسنا كبر والحصاد ملأ الدنيا ببركة دماءك الطاهرة ..".
وتابع الصحفي المصري حديثه قائلاً:" إن إذاعة القدس التي كانت حلماً لك ولنا، أصبحت اليوم أمل الثوار، وزاد المرابطين، وصوت فلسطين كل فلسطين .. وأبشر أيها البطل الهمام فأنت لا زلت تدفعنا للعمل والسهر والجد والتطوير، وأنت كما أنت في دفتر الدوام وعلى طاولة الإفطار وفي كل صفحاتنا .. عنوانٌ لكل مجتهد ومقاوم .. كيف لا وأنت من قدم روحه وكل وقته كي يعلو هذا الصوت في كل الفضاءات .. فسلامٌ لروحك الطاهرة في كل وقت وكل حين".
وحين نبدأ بالحديث عن بطل كالزميل حسن شقورة، تستحضرنا مشاهد و مواقف عديدة، تحتاج أن نفرد لأجلها مجلدات، ينهل منها كل من يقرأها طموحاً وشموخاً وإباءً منقطع النظير، فنحن هنا نتحدث عن شخصية تجمع في طياتها إنساناً رقيق المشاعر ومجاهداً مقداماً ومهندساً مبدعاً وصحفياً متميزاً.
وإذ نستحضر سيرة الصحفي حسن شقورة في ذكرى استشهاده السنوية، نعلم يقيناً أننا لن نوفيه نذراً يسيراً مما قدَّم لدينه وأمته وقضيته العادلة، فقد كان شهيدنا يُغفل – على الدوام – الراحة البدنية، كي يسمو بالمبادئ القيمة التي ترعرع، ونشأ من أجل إعلائها والسمو بها.
والده: تجارة رابحة ...
فقد تحدَّث الوالد أبو إياد شقورة ( 49 عاماً) عن نجله الشهيد حسن قائلاً:" إن أبرز ما لازم حسن منذ طفولته أنه كان مميزاً حيث انسحب هذا الأمر على دراسته حياته العملية فيما بعد".
ويضيف والد الشهيد حديثه عن حسن :"فقد كنت حريصاً أنا وزوجتي أن ينشأ حسن – كما جميع أبنائي- على موائد القرآن، حيث كان لذلك بالغ الأثر في تكوين شخصيته".
ويوضح أبو إياد قائلاً:" ولقد أثمرت هذه التربية القرآنية - ولله الحمد- في أن يكون نجلي محبوباً بين أقرانه والبيئة المحيطة، وكذلك من قبل زملائه في العمل"، مبيَّناً أن حسن – ومنذ صغره - كان يتمتع بعلاقات اجتماعية واسعة، أسست لأن يكون فيما بعد شخصية مجمع عليها.
ويُعرِّج والد الشهيد حسن شقورة على أن لتلك التربية أثرٌ كبير في تشرب نجله الشهيد لنهج الجهاد والمقاومة، لاسيما وأن معظم من تتلمذ على أيديهم في موائد القرآن ارتقوا شهداء أمثال أنور الشبراوي ومعين البرعي وعلاء الكحلوت وعبد الله المدهون.
وذكر أبو إياد أنه "احتسب حسن منذ اللحظة الأولى التي سمع بها بنبأ ارتقائه شهيداً"، مضيفاً :"لحظتها اعتبرت هذا الأمر تجارة رابحة مع الله، وإن شاء الله نكون من شفعاء حسن، وندخل جنان الفردوس ببركة دمائه الطاهرة".
زوجته: الدموع تلازمني منذ استشهاده ...
أما زوجة الشهيد، الصحفية أمل الحجار، فاستذكرت بمرارةٍ مشفوعةٍ بالصبر حبيبها حسن، قائلةً:" صدقاً تعجز كل الكلمات عن وصف إنسان مثل حسن تجتمع فيه العديد من الصفات الملائكية التي يصعب توافرها جملةً واحدة في أي شخص".
وتضيف أمل:" لقد كان فعلاً بمثابة الزوج المخلص و الصديق الوفي والأب الحنون والأخ والابن وكل شيء في حياتي، رغم أنه لم يمضِ على زواجي به فترة طويلة".
وتشير أمل إلى أن زوجها اتسم بأدبه وأخلاقه الرفيعة في تعامله مع الجميع لاسيما معها ومع والديه وأهلها الذين عشقهم وكان يتردد عليهم دوماً، موضحةً بالقول:" لقد استطاع حسن بابتسامته الرقيقة المرحة، وخفة ظله أن يفرض حبه على الآخرين، فكل من سمع أحبه، فكيف بالذين تعاملوا معه؟".
وتلفت الصحفية الحجار النظر إلى أن حسن كان يحمل هماً أكبر من سني عمره اليسيرة، قائلةً:" لقد كان كل همه هو الدفاع عن المسجد الأقصى وخدمة قضيته التي ارتقى في سبيلها الشهداء .. باختصار لقد كانت عيناه تنام ولكن قلبه لم يكن ينام عن الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني".
وتستذكر أمل سهر زوجها الليالي من أجل إنجاز عمله على أكمل وجه بغية الدفاع عن الحقيقة، وتصميمه على وضع لمساتها الأخيرة على تصاميمه الفنية، ومشاورته لها في كل ما يخص عمله، وتقول:" أكثر ما كان يعجبني في حسن هو أنه كان رجل حق لا يخاف في الله لومة لائم، ناهيك طبعاً عن تدينه وأخلاقه وتسامحه".
وتتابع حديثها :" واليوم أحزن كثيراً عندما تحدث مناسبة سعيدة كونه ليس بجواري، فمنذ رحيله لم أذق طعم الفرحة في قلبي وعيناي أبداً .. ذهب الحبيب وذهبت أحلامي وفرحتي، ولم يبقَ لي في الدنيا سوى جرح كبير لن يداويه إلا لقائي بربي".
وتنهي أمل حديثها بدموع - قالت إنها تلازمها منذ ارتقاء زوجها - :" برحيله فقدت الأمان والحنان، وأحلامي التي حلمنا بها سوياً وكل ما أملك، لأعيش وحيدةً في دنيا الآلام والأحزان، التي أثقلت كاهلي".
مديره: سنبقى حافظين لوصيتك ...
وللصحفي صالح المصري مدير إذاعة صوت القدس - التي كان يعمل فيها حسن- حكايات لا تنسى مع الشهيد حسن، وذلك يتضح من كلام أهله وذويه، حيث أكدوا أن العلاقة التي كانت تربط المصري بنجلهم الشهيد علاقة أخوية مبنية على الود والمحبة.
ويجدد المصري في الذكرى السنوية لاستشهاد زميله حسن، تأكيده أن الإذاعة ستبقى محافظةً على عهدها بمواصلة غرس ثقافة الجهاد في المجتمع، قائلاً:" إذا أردت أن أقول شيئاً في ذكرى استشهادك يا حسن يمكني أن أقول: نحن كما تركتنا لم نهادن، ولن نلين، ولن نضل الطريق رغم كثرة الحفر .. وأؤكد لك غرسنا كبر والحصاد ملأ الدنيا ببركة دماءك الطاهرة ..".
وتابع الصحفي المصري حديثه قائلاً:" إن إذاعة القدس التي كانت حلماً لك ولنا، أصبحت اليوم أمل الثوار، وزاد المرابطين، وصوت فلسطين كل فلسطين .. وأبشر أيها البطل الهمام فأنت لا زلت تدفعنا للعمل والسهر والجد والتطوير، وأنت كما أنت في دفتر الدوام وعلى طاولة الإفطار وفي كل صفحاتنا .. عنوانٌ لكل مجتهد ومقاوم .. كيف لا وأنت من قدم روحه وكل وقته كي يعلو هذا الصوت في كل الفضاءات .. فسلامٌ لروحك الطاهرة في كل وقت وكل حين".
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر