الفنان التشكيلي الفلسطيني (محمود خليلي)، من مواليد مخيم "النيرب" في مدينة حلب السورية عام 1957، من أصول فلسطينية تعود إلى قرية "الجش" في الجليل الأعلى شمال فلسطين، مواهبه الفنية متعددة المشارب والميادين، أحب المسرح والفن التشكيلي، وانتسب إليها ممثلاً هاوياً في الحالة الأولى، ورساما ومصوراً أكاديمياً في الحالة الثانية، درس فنون التصوير الملون في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق متخرجاً عام 1982، ساهم مساهمة فعالة في تشكيل فرع سوريا لاتحاد الفنانين التشكيلين، وتسلم أمانة فرعه ما بين أعوام 1991-2001، عمل في مجال تدريس مواد التربية الفنية في مدارس الأونروا في سوريا حقبة من الزمن، وهو عضو عامل في مجموعة من الاتحادات الفلسطينية والسورية التشكيلية والتعبيرية، مشارك في جميع المعارض الفنية التشكيلية الجماعية، والمجموعات الفنية الفلسطينية داخل سوريا وخارجها.
لوحاته التصويرية تبحث لها عن بقعة ضوء في ميادين الاتجاهات الواقعية التعبيرية، والتعبيرية الرمزية الممزوجة بمسحة سريالية بالفن، تُمكنه وتمكن محتواها الشكلي المسرود وتقنياته المجبولة بعناية من سكينه وريشته في رسم معالمه المنضوية بمساحات نصوصه، تجعل عين المتلقي يجول في واحتها متأملاً ومتنقلاً ما بين عوالمه المتخيلة، ورصد طريقته التعبيرية المشغولة وقدرته على نسج رؤاه البصرية، المتوارية في صور تعبيرية شتى، تتناغم مع ذاكرة شعب ووطن، ومواطنين حالمين بالعودة إلى بلادهم التي أخرجوا منها عنوة وبغير حق، فلسطين هي العنوان والمقصد، ومفتاح الأسرار والأنوار ومسالك الابتكار الموعودة بالنصر الإلهي.
لوحات تصويرية يصوغها بنزق الباحث المتسرع، والمكتشف المغامر الذي يحفر قنوات أفكاره، ومقولاته الفنية التشكيلية في متواليات المشابهة والمحاكاة الشكلية المسكونة في مجموع نصوصه، وكأنها مربوطة بخيط تعبيري واحد، قوامه التخيل المبرر في مجون الصورة، والوحدة العضوية الجامعة لمناطق أوصافة الشكلية ومحتواها الموضوعي وحلتها الجمالية، بما يمتلك من موهبة ودربة وخبرة أكاديمية، أمدته بفسحة من التحليق الرمزي، والمداعبة الشكلية لروح القص الأسطوري، المتداعية عبر المفردات التشكيلية المرصوفة.
من خلال المتاح شكلياً بالخط واللون والمساحة المتسعة على عناق الرموز، ومتواليات الملونات المشتقة من معين دائرة الألوان الرئيسة، والتي تجد في الملونات الأساسية من أحمر واصفر وأزرق، وتدريجاتها اللونية المتماهية مع روح الفكرة المنشودة، بعضاً من الأنساق التعبيرية المواتية لمقولة الفنان، ومتساوقة مع مخيلته المفتوحة على ذاكرة المكان البصرية الفلسطينية، ومسرحتها في صور وتعبيرات ومفردات متناسلة من الأسطورة حيناً، ويوميات القضية ونضال شعبها الفلسطيني حيناً، ومن خلال التحامه المحموم كفنان وإنسان بهموم شعبه وقضيته الفلسطينية في معابر الابتكار والسياسية والحرب المشروعة على جبهة المواجهة الثقافية والحضارية، والتمسك بألف باء البعد الحضاري والموروث الثقافي والنضالي، لشعبينا العربي الفلسطيني بجميع زوايا حياته اليومية في كثير من الأحوال.
لوحاته التصويرية منحازة في مضامينها، وتوليفة عناصره ومفرداته التشكيلية المنثورة فوق سطوح الخامات المستعملة، إلى يوميات وجوده كفلسطيني يخوض حربه على جبهة الفن التشكيلي، يسبر من خلالها شجونه وتطلعاته، وحدائق أماله المعلقة بالثورة الفلسطينية وشخصية الفدائي، والأحصنة رموز الثورة متعددة الوجوه والأسماء، والمقاومين الجدد في عصر الانتفاضات الشعبية الفلسطينية، في يوم الأرض الفلسطيني بأراضي الثماني والأربعين، وانتفاضة الحجارة عام 1987، والأقصى عام 2000، تجمل رمزية المدلول وخلفية المعنى، بما تحوي لوحاته من إشارات خطيّة ولونية.
ومن عادة الفنان "خليلي"، أن يصبغ لوحاته بألوان أحادية اللون أو من نسيج لوني واحد وأن اختلفت الدرجات اللونية حدة، برودة أو حرارة، توافقاً أو تعارضاً، تجمع الرؤى ومناقب الفكرة في مساحة الوصف التعبيري، المنفلت من عقال الأكاديمية التقليدية، وهي اقرب في بعضها لمساحة الإعلان والمناشير الصوريّة التحريضية، مشبعة بمضامين شتى، موزعة ما بين المقاومة والتراث عبر شخوص وملامح وأماكن ورموز بألوانه الزاهية والخارجة في كثير من الأحوال عن التقنيات المدرسية، وما لوحاته عن مدينة القدس إلا حالات سردية متوالدة من مقامات بصرية متعددة تضم في طياتها تجليات الحلم بالعودة وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف، راقه فيها استحضار رموز ومعطيات من واقع الحياة اليومية الفلسطينية المقاومة، والمتفائلة والمحبة للسلام وعدالة القضية الفلسطينية، والتي أراد أن تكون مدينة القدس في مظاهرها العمرانية وأوابدها التاريخية، ومكانتها الدينية والسياسية متواضعة في قلب اللوحة، ومُحاطة برمزية حمام السلام المزعوم في مقابلة شكلية وموضوعية مع السيدة الفلسطينية المتدثرة بملابس التراث الشعبي الفلسطيني كرمزية مقاومة، متمسكة بالجذور والتاريخ عبر ملونات دائرة الألوان الأساسية وتدريجاتها الاشتقاقية كقيم لونية مُضافة لرمزية التضحية والتمسك بالأرض.
ونراه في لوحة مشابهة عن مدينة القدس الشريف، يُدخلنا في مساحة الرمز وسريالية الوصف التقني والفكرة الموصوفة، وما تمثله الأحصنة من مضامين دالة على مفهوم الثورة، وهي تواجه أقدارها في صراع محتدم ودائم مع آلات الدمار الصهيوني العسكرية، تشي بحقيقة المواجهة ديمومة الصراع، مُدرجة في سياق كتل شكلية مرصوفة، متناغمة الملونات وحدود خطوط الرسم والمحتوى البصري المعانق لخصوصية القدس واستعارة لمفاهيم الثورة والمقاومة ومواجهة العدوان .وإقرار بديمومة الصراع ما بين الطائفة المؤمنة بعقائده النضالية، والطائفة الصهيونية الضالة والمعتدية .والمدعومة بقوى الاستكبار الأمريكي والأوربي وسواها، وتبيان لعدالة القضية الفلسطينية، ومكانة التاريخ والموروث الحضاري في خوض مفاعيل الصراع.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر