ألقت الطفلة فاطمة العيسى، ابنة الثلاثة عشر ربيعا، باللجوء في نهر الأردن، ومارست حق العودة، عبر اختراقها للحواجز والحدود، ووصولها إلى أرض الوطن، للمشاركة في فعاليات الملتقى الثقافي الفلسطيني الثالث.
وعاشت فاطمة، ابنة قرية الخالصة المهجرة، أجمل لحظات حياتها في انتظار خروجها من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، باتجاه وطنٍ طالما تغنت به، وأطلقت في وصفه أجمل الكلمات، في مشهد عجز عنه الكثيرون.
داهمها الخوف على الحدود الأردنية، وخشيّت أن لا يتحقق حلمها بعناق الغالية فلسطين، وأن يعيدها الإسرائيليون من حيث أتت، وأن تتكسر أحلامها على صخرة الإحتلال، حالها حال الكثيرين من أبناء جيلها في الوطن والشتات.
وتحقق حلمها، وعبرت الحدود، لا مبالية بالجنود المتربصين عليّها، وسارت بخطوات الواثق إلى أرضها، ووطنها، إلى 'البلاد' كما أحبت أن تسميها، متخليةً عن صفة اللجوء، لتعيش حق العودة ولو لأيام معدودة.
أحلام فاطمة ورفاقها القادمين من عين الحلوة، تجاوزت أحلام الأطفال في العالم، وطرقت أبواب الحرية، ورسمت حدود الوطن المسلوب، الذين عرفوه من حكايات أجدادهم، ومن صور القتل والدمار الذي تتناقله وسائل الإعلام.
وتقول فاطمة لـ'وفا' بلغة تجاوزت الخطباء على كل المنابر: 'لا أصدق إني بفلسطين، أعيش تحت سمائها، وأمشي فوق ترابها، واستنشق هوائها، وأحيي ناسها، وعندما تجولت في محافظاتها، شعرت بأني الآن والآن فقط ولدت لأحيا في بلدي'.
وأضافت: 'شاركنا بمسابقة للفنون الشعبية والدبكة في المخيم، وقالوا لنا أن الفائز سيعود للبلاد، سيزورها ويشارك في الملتقى على تراب الوطن، ورغم أننا لم نصدق، إلا أننا أجتهدنا وفزنا بالمرتبة الأولى، وها نحن الآن فعلا في الوطن'.
وسارعت للتعريف عن بلدتها المهجرة الخالصة، وأشارت إلى أن وجودها في عين الحلوة هو مسألة وقت، حتى تتحرر 'البلاد' وتعود إلى فلسطين، عودة دائمة غير مشروطة، قائلةً: 'الخالصة بلدي قريبة من الحدود اللبنانية، تشتهر بالخضراوات، هكذا قالت لي جدتي'.
فاطمة التي تجاوزت عمرها الزمني بكثير، استهلت مشوارها في الوطن بزيارة لضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، وهناك عبرت عن حزنها الشديد لفراقه، مشيرةً إلى أنها كانت تتمنى رؤيته حيا، في فلسطين المحررة.
وقالت أنها وقفت على القبر وراحت ترتجل الكلمات: 'قوم يابه، قوم يابه، بعدك نايم، قوم شوف، شوف شو صار، بدهم يذبحوا الدالية، إلي أنت زرعتها، ورعيتها وسقيتها وصار إلها جذور، قوم شوف شو صار، بدهم يغتالوك مرة ثانية، لأن الدالية خلقت من رحم كوفيتك يابه'.
وعبرت عن حزنها الشديد، لأن عودتها للوطن توقفت على مشاركتها في فعاليات الملتقى، لمدة عشرة أيام فقط، إلا أنها أشارت إلى أيمانها العميق بالعودة الدائمة، قائلةً: 'سعيدة بوجودي في الوطن، وسأغادره لأحكي ما عشته للأهل في عين الحلوة، إلا أنني سأعود مجددا'.
فراسة أطفال عين الحلوة، وإيمانهم المطلق بالعودة للوطن، لم تتوقف على فاطمة فقط، بل ظهرت من خلال أحاديث من صغروها سنا، ومن رافقوها في الرحلة من عين الحلوة إلى 'البلاد'، فشاركوها الفرحة، وقاسموها الأماني'.
وهو ما أشار إليه الطفل علي قاسم الحسن، (11 عاما)، الذي باشر بالقول: 'أنا علي الحسن، من بلدة عمقه قضاء عكا، تحررت من كلمة لاجئ الآن، أتمنى من الفلسطينيين أن يتحدوا حتى يعود كل الفلسطينيين إلى أرضهم'.
وشاركه الأماني صديقه محمود قاسم، (11 عاما) من الخالصة، الذي أشار إلى أن الخوف داهمهم جميعا على الحدود الأردنية، خشيةً من أن لا يسمح لهم بالدخول، إلى 'البلاد الجميلة'، لافتاً إلى أن الاحتلال يفقدها جمالها وروعتها.
جمال روح فاطمة ورفاقها، لامس كل منطقة زارتها في 'البلاد'، من شمال الضفة إلى جنوبها، وفي القدس والداخل، حين كانت تقودهم في حلقات الدبكة، وتتقدمهم في الأهازيج والغناء، تغني الجفرا وظريف الطول، وتهتف للوطن والحرية.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر