قد نقلت في مقال سابق نسخه مصغره لخارطه الوطن العربي الحالي والتي في مجملها خارطه مهلهله وضعيفه لبلدان عربيه أصيبت بالوهن والإنقسامات وبلدان أخري كان نصيبها التشرذم والإنعزال ثم الإنحدار وأخري سقطت في هاويه العماله والخيانه فكانت منذ نشأتها صناعه غربيه ,فبعد أن كان للوطن العربي خارطه جغرافيه واحده تجمعهم صارت الأن وطن مقسم ومفتت لدول ودويلات داخل دوله ومن ثم أصبحت قبائل وطوائف وفرق مذهبيه تتدعمها الدول الغربيه والمنظمات الصهيونيه, وبعد التمحص في الخارطه الجغرافيه للوطن العربي نلقي نظره علي الخارطه السياسيه للأنظمه التي تحكم وتتحكم في البلدان العربيه, والعامل المشترك في معظم الأنظمه العربيه هي الديكتاتوريه والإستبداد سواء إن كانت أنظمه جمهوريه أو ملكيه متوارثه إلي جانب الفساد الذي يعتري تلك النظم, فبعد أن إستولت علي إراده شعوبها بالقهر وحكمت بالحديد والنار أيضا إستولت و نهبت وسرقت ثروات تلك البلدان وجعلت الثروه بيد الحاكم وعائلته وثله من المحيطين به, ومن يعارضها فكان السجن والإعتقال وأيضا الإغتيال نصيبه وقدره المحتوم ومن هنا أصبح المواطن العربي فقير وأبكم ومكمم الأفواه ولا يفكر إلا في كيفيه سد متطلبات الحياه اليوميه من مأكل ومسكن وغيرها من الضروريات إلي جانب الضرائب الباهظه التي أثقلت كاهل المواطن البسيط فجعلته لا يفكر ولا يعي وهكذا تحقق هدف تلك الأنظمه في صرف أنظار المواطن بعيدا عن شئون الحكم والسياسيه والعلاقات الدوليه, والغريب بأن الدول الغربيه وأمريكا التي تتدعي وتنادي بحقوق الإنسان والمواطن والديمقراطيه هي التي تدعم تلك الأنظمه الفاسده والمستبده وهي التي تغض الطرف عن ممارستها بحق شعوبها,و في الوقت الذي نشاهد صوت الغرب وأمريكا يعلوا في مناطق أخري محتجين ومنددين بالإستبداد, والموقف الأمريكي والغربي ليس ببعيد حيال الإنتخابات الرئاسيه الإيرانيه وما حدث فيها من تدخل غربي سافر في الشئون الإيرانيه بحجه الديمقراطيه ولا ننسي أيضا بأن تدمير العراق جاء بحجه تطبيق الديمقراطيه وإزاله الإستبداد كأن باقي الدول العربيه أنظمتها ديمقراطيه ومنتخبه وخاليه من المشاكل مع شعوبها ومعارضيها , ولكن لكل شيء ثمن ومقابل والبديهي بأن الغرب وأمريكا هي أرادت بأن من يحكم العرب يجب أن تكون أنظمه فاسده حتي تكون ضعيفه وتنفذ ما يطلب منها وتكون خادمه للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقه العربيه ولذلك أمريكا صمتت وغضت الطرف عن إستبداد الأنظمه العربيه لانهم موقنين بأن الشعوب العربيه تكره أمريكا وتبغض الصهاينه , ومن المستحيل بأن تسمح أمريكا أن يختار الشعب العربي حاكمه ورئيسه من خلال إنتخابات حره ونزيه بعد التجربه التي أوصلت حماس للحكم, وما زالت أمريكا والغرب تعاني من تجربه فوز حركه حماس في الإنتخابات الفلسطينيه وأدعياء الديمقراطيه هم من إنقلبوا عليها عندما فازت حماس وفرضت الحصار علي حكومتها وعلي الشعب العربي في قطاع غزه والضفه عقابا له علي إختيار حماس, ومن خلال آفه الحكم الشمولي والفساد والإستبداد كان ذلك هو المدخل الأساسي لتنفيذ الأجنده الأمريكيه والتي تخدم دوله الكيان الصهيوني أمنيا وإقتصاديا وسياسيا ومن هنا إنبثق ما يسمي محور الإعتدال العربي الذي يجمع مصر والإردن والسعوديه ودول الخليج العربي والتي كانت ومازالت وظيفته هو فرض الأجنده الغربيه والصهيونيه علي باقي الدول العربيه من خلال تبنيه نهج التفاوض والتسويه السياسيه للقضيه الفلسطينيه و تصفيتها بتقديم التنازلات والإعتراف بدوله الكيان الصهيوني الغاصب ومجابهه كل دوله وكيان عربي مضاد ينادي ويدعم المقاومه والكفاح المسلح في إداره الصراع مع الكيان الصهيوني وفي سبيل ذلك رأينا معاهدات وإتفاقات الذل والمهانه مع الكيان الصهيوني من كامب ديفيد المصريه مرورا بوادي عربه الإردنيه حتي إوسلوا التي أنتجت سلطه فلسطينيه وظيفتها القضاء علي المقاومه وشطب خيار الكفاح المسلح من أجندتها وكسر إراده الفلسطينين وأيضا وظيفتها توفير الأمن وحمايه الكيان الغاصب عن طريق ملاحقه المقاومين وإعتقالهم أو تسليم المطلوبين الفلسطينين للكيان الصهيوني وفي حالات أخري كان يتم إغتيال المقاومين ويتم ذلك كله في إطار إتفاقيه خارطه الطريق التي لم تلتزم بها إسرائيل ولكن تنفذها السلطه الفلسطينيه لتوفر الأمن والأمان للصهاينه في ظل إغتصاب الأراضي ومعاناه الأسري داخل سجون الصهاينه وعمليات تهويد القدس وتهديد المسجد الأقصي والحفر تحت أركانه وجدرانه, والحال لا يختلف كثيرا في أنظمه دول الخليج العربي وعلي رأسها السعوديه والتي وفرت الكثير من الدعم المادي والبشري لخدمه الأمريكان والغرب منذ الحرب الأفغانيه السوفتيه التي إنكسر فيها الإتحاد السوفيتي وصارت مجرد دول وأقاليم متنازعه فكان ذلك هديه من تلك الأنظمه العربيه لأمريكا والغرب, وأيضا الدعم الخليجي للقوات الأمريكيه في حصارها وغزوها للعراق حتي إحتلاله ومازالت دول الخليج العربي مرتعا للأمريكان وأنظمتها تقدم كل الدعم للأمريكان والغرب وأكبر دليل علي ذلك هي القواعد الأمريكيه والفرنسيه في كل دول الخليج العربي فصارت البلاد مستباحه وفقدت سيادتها وصار الملوك والإمراء مجرد قطع من الشطرنج يحركها البيت الأبيض والسيده وزيره الخارجيه الأمريكيه السابقه والحاليه التي كانت تأمر نظرائها العرب فيطيعوا ويستجيبوا للأوامر والطلبات الأمريكيه التي هي في الغالب كلها تصب في مصلحه الكيان الصهيوني وأمنه, وللحديث بقيه في مقال قادم لإستكمال الباقي من الخارطه السياسيه للأنظمه العربيه وتأثرها بالمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقه والمواجهه بين معسكر الإعتلال والإنحطاط العربي مع معسكر مايسمي الممانعه والصمود.
3 مشترك
من الواقع العربي تأتينا أوهام السلام و الحرب القادمه2 بقلم:وائل المهدي
وائل المهدي- ضيف الشرف
- جنسيتك : مصرية
اعلام الدول :
نقاط : 159
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/02/2010
عـائـــدون- Admin
- جنسيتك : فلسطينية
اعلام الدول :
رقم العضوية : 1
نقاط : 10504
السٌّمعَة : 11
تاريخ التسجيل : 23/01/2009
نحن في عصر انحطاط وعهر عربي
مشكور
مشكور
ابو جهاد نمر- مشرف جدارية وطن
- جنسيتك : فلسطينية
اعلام الدول :
نقاط : 1501
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
هذا صحيح عائدون
تحياتي اخ وائل
تحياتي اخ وائل
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر