إسرائيل تعوي والقوافل تسير بقلم:وائل المهدي

إن القوافل البحريه والبريه والتي هدفها كسر الحصار المفروض علي قطاع غزه هو نمط من أنماط المقاومه والنضال وله بعدين أولها إنساني لتقديم المساعدات من غذاء وأدويه ومستلزمات طبيه ورغم قلتها إلا أنها تعمل علي تخفيف الوضع الإنساني المتدهور في القطاع , والبعد الأخر وهو الإستراتيجي فهو تحرير قطاع غزه بحريا وبريا من قبضه السيطره الصهيونيه والمدعومه من أمريكا ومصر والسلطه الفلسطينيه وبعض الدول الأوربيه لكي تصبح غزه محرره بالفعل وليس كما تدعي إسرائيل بإنسحابها من القطاع وأنها ليست محتله لغزه والواقع يقول بأن إسرائيل حاصرت غزه من جميع الجهات البريه وكذلك من البحر وجعلت من القطاع سجن كبير وعزلته عن العالم وأكملت حصارها وأحكمته خصوصا بعد فوز حركه حماس في الإنتخابات وبعد الحسم العسكري التي قامت به حماس في قطاع غزه وإدارتها للقطاع, والهدف من حصار غزه يستفيد منه كل الأطراف التي تشترك مع إسرائيل وتساعدها في تنفيذ منهج الحصار ومن أهم تلك الأهداف هو منع السلاح من دخول غزه ووصوله ليد فصائل المقاومه و ذلك الهدف ليس فقط لخدمه إسرائيل التي تعاني من ضربات المقاومه لها وزعزعت إستقرار الكيان الصهيوني من الداخل ولكن أيضا هدف لمحور ما يسمي دول الإعتدال العربي التي أقرت الحصار وصمتت عن معاناه مليون ونصف مليون مواطن عربي في غزه وليس فقط إقرار وصمت ولكن يوجد من شارك في ذلك الحصار من تلك الدول وهي مصر والسلطه الفلسطينيه, وتلك الدوله العربيه لا تريد أن يصل السلاح لقطاع غزه ولفصائل المقاومه حتي لا تزداد شوكه المقاومه وتضعف تدريجيا نتيجه الضربات الصهيونيه من جهه وعدم التسلح من جهه أخري وتكون النتيجه هو القضاء علي المقاومه والكفاح المسلح ليتسني كليا فرض أجنده التسويه والمفاوضات وتقديم المزيد من التنازلات دون معارضه أو مقاومه من فصائل المقاومه الفلسطينيه, والهدف الأخر المشترك بين إسرائيل ودول الإعتدال العربي هي تركيع حركه حماس وإضاعفها في غزه والقضاء علي سيطرتها للقطاع ويعولون في ذلك بقيام المواطنين في غزه بتمرد وعصيان داخل القطاع للإنقلاب علي حماس وحكومتها, فتلك أيضا فكره صهيونيه لضمان أمن جنوب دوله الكيان الصهيوني وهي هدف السلطه الفلسطينيه التي تري بأن حماس هي العدو الوحيد وهي تعرقل كل مخططات السلطه في التسويه وتقديم التنازلات وكذلك هي هاجس لمصر بخشيتها من إزدياد قوه حركه حماس التي هي في الأصل جزء من جماعه الإخوان المسلمون المعارضه الرئيسيه والخصم الأقوي للنظام في مصر,فكل من إشتراك في الحصار من صهاينه وعرب وغرب كانوا ينتظرون ويتمنون هدف ونتيجه واحده ولكن كانت النتيجه صفر . فحماس لم تركع أو تخضع لشروط الرباعيه الدوليه والتي منها الإعتراف بإسرائيل ولم تنكسر شوكتها وخصوصا بعد الحرب الأخيره علي غزه بل جاءت النتيجه عكسيه من خلال دعم الرأي العام العربي والإسلامي لحماس وأصبحت حركه عالميه لها مناصرين في كل دوله, والمقاومه ما زالت بخير في غزه وكل يوم نسمع عن تصدي فصائل المقاومه لهجوم الجيش الصهيوني علي أطراف القطاع وأيضا العمليات النوعيه التي تقوم بها فصائل المقاومه من وقت لأخر, وفي المقابل كان فشل ذريع للكيان الصهيوني عسكريا وأمنيا في التعامل مع قطاع غزه من خلال الحصار وكذلك فشل ذريع للسلطه الفلسطينيه وأنظمه الإعتدال العربي في ملف المفاوضات والتسويه بعد أكثر من سبعه عشر عاما من التفاوض المباشر والمؤتمرات والتنازلات والإتفاقات والمبادرات وأخرها المبادره العربيه للسلام التي تجاهلتها إسرائيل وضربت بها عرض الحائط بالرغم من التنازلات العربيه التي تحتويها المبادره, ومع ظلام سماء غزه كان بزوغ الفجر يظهر من خلال القوافل البريه والبحريه التي كانت تزداد وتقوي بقوه المشاركين فيها من أحرار العالم وكان أخرها إسطول الحريه المكون من بضعه سفن تحمل متضامنين من دول مختلفه ومساعدات وكان الدور التركي بارز من خلال المتضامنين الأتراك والدعم الرسمي لإسطول الحريه ,وكان هدف الإسطول هو كسر الحصار البحري والوصول لميناء غزه وتقديم المساعدات الإنسانيه ومواد بناء وأجهزه طبيه, ولكن الكيان الصهيوني دائما يرتكب حماقات نتيجه غبائه السياسي وغطرسته فتحول إسطول الحريه المتجه لغزه إلي موقعه إسطول الحريه بعد الهجوم البربري من قراصنه القوات البحريه الصهيونيه للإسطول في عرض المياه الدوليه وخصوصا الهجوم الشرس علي إحدي سفن الإسطول وهي سفينه مرمره التي ترفع العلم التركي والكويتي ومن خلال الصور ومافيها من عمليات حصار بحري للإسطول إلي جانب إنزال جوي يتضح بأنها كانت معركه شرسه وغير متكافئه وينكشف أيضا بأن الكيان الصهيوني نفذ الهجوم كما خطط له مسبقا , وأظهر المتضامنين الأتراك شجاعه في مواجهه الجنود الصهاينه مما أوقع منهم تسع شهداء وعدد كبير من الجرحي وبعدها تم الإستيلاء علي سفينه مرمره وجرها إلي ميناء أسدود الصهيوني ومن ثم إعتقال كل المتضامنين والتحقيق معهم وسط تعتيم إعلامي صهيوني وفي نفس الوقت كانت الأنظارفي العالم كله تترقب تلك الموقعه والمعركه , وكانت لموقعه إسطول الحريه نتائج مبهره علي الصعيد الإقليمي والدولي ولو تمكن ذلك الإسطول من الوصول لغزه بسلام ما كان تأثيره اكبر ونتائجه أقوي من نتيجه إعتراضه ومهاجمته في عرض المياه الدوليه بذلك الإسلوب الوحشي والدموي فكانت دماء الشهداء الأتراك والجرحي ومعاناه باقي المتضامنين هي وقود لثوره وإنتفاضه الأحرار في كل أرجاء المعموره ضد حصار غزه والتوحش الصهيوني وفي ذلك ذكرت صحيفه الإندبدنت بأن إعتراض إسرائيل علي إسطول الحريه أحدث تغير جوهري في ميزان القوه بالشرق الأوسط وهو الأكبر منذ إنهيار الإتحاد السوفيتي. , وكانت للقياده التركيه الشجاعه مواقف أربكت الكيان الصهيوني و ذلك هو سبب إفراج إسرائيل عن كافه المتضامنين ,وتدهورت العلاقه أكثر بين تركيا وإسرائيل وتم سحب تركيا لسفيرها مع التهديد بمعاقبه إسرائيل, وأيضا من ضمن النتائج هو القرار المصري بفتح معبر رفح لأجل غير مسمي وهو قرار سياسي بقدر ماهو إنساني نتيجه ضغط الرأي العام المصري والعربي والمنظمات الإنسانيه الغربيه, وكذلك إستنكار الدول الأوربيه للهجوم علي الإسطول ومراجعه مواقفها تجاه حصار غزه ومطالبه بعض الدول الأوربيه بتحقيق دولي لتلك الجريمه بالإضافه للمطالبه الشعبيه من خلال المؤسسات الحقوقيه بمقاضاه قاده إسرائيل , ومن النتائج هو لفت أنظار العالم بأسره تجاه قضيه الحصار وأيقنوا بفشل تحقيق الهدف المنشود من الحصار كما ذكرت صحيفه تايم بأن الحصار علي غزه ثبت فشله وإقترب من نهايته وأيضا ذكرت الواشنطن بوست بأن الحصار علي غزه ينهار, وبدأت أمريكا والغرب والمنظمات الدوليه لإيجاد آليه لرفع الحصار عن غزه مع مراعاه أمن الكيان الصهيوني و التفكير في تجريد حماس من سيطرتها علي القطاع وهي فكره السلطه الفلسطينيه ومصر ومطالبتهم بالرجوع بتطبيق إتفاقيه 2005 للمعابروالتي من بنودها إشراك إسرائيل في السيطره ومراقبه حركه المعابر ومنها معبر رفح , ومن النتائج هي إستنهاض كل أحرار العالم وتحديهم للغطرسه الصهيونيه وللإمبراليه الأمريكيه من خلال الحملات الأوربيه والمؤسسات الإنسانيه لتجهيز قوافل بحريه أخري وتحديدا قافله إسطول الحريه 2 التي سوف تكون أضخم من حيث عدد السفن والمتضامنين والمساعدات, ورغم نباح إسرائيل وعواء بعض الأنظمه العربيه الداعمه للكيان الصهيوني وبعض الأقلام القذره لبعض الكتاب والصحفيين العرب خصوصا في السعوديه والخليج الذين برروا الهجوم الصهيوني علي القافله مع مباركتهم للحصار المفروض علي حماس وقطاع غزه, فالبرغم من ذلك كله فإن قوافل الخير وأساطيل الحريه سوف تسير وتبحر لقطاع غزه حتي ينتهي الحصار ويتحررالقطاع من القبضه الصهيونيه فالقوافل تسير وإسرائيل وعملائها ينبحون.

ان المنطلق الذي يتحدث به الأخ عائدون وبعض المعتلين والمتخاذلين العرب يجعلنا نمتنع عن المطالبه بفك الحصار عن غزه والضفه الغربيه وازاله الحواجز والتوقف عن المطالبه باي حق من حقوقنا حتي تمم تلك المصالحه وهذا منطق عقيم وغريب .