في مثل هذا اليوم؛ قبل أربعين يوما غاب عنّا شاعر الأغنية الثورية 'طالعلك يا عدوي طالع...'، التي حفظها الكثير من الشيب والشباب، نساء ورجالا وأطفالا، ممن عايشوا زمن الثورة في أوج اشتعالها، دون أن يأبهوا باسم مؤلفها الشاعر محمد حسيب القاضي.
محمد حسيب القاضي، 'شاعر الثورة'، اللقب الذي لازمه طيلة سني عطائه الإبداعي لم يكتب عنه إلا القليل القليل، ولم ينشر عنه سوى شذرات لا تفي مسيرته الأدبية الحافلة حقها فأطلق عليه بعض معارفه، بعد رحيله لقبا يناسب تعففه عن الظهور والتظاهر: 'شاعر الظل'.
هو واحد من أولئك الراحلين الذين تركوا أعمالا إبداعية في مجال الأدب والصحافة الأدبية، سجلوا فيها القضية الفلسطينية شعرا وأغنية ونصا، وساهموا في تشكيل الذاكرة الجمعية الوطنية، التي ستبقى مشعلا في سواد الظلم والمظالم.
حتى اليوم، عندما تصدح الإذاعات أو مكبرات الصوت بالأغاني الثورية الحماسية مع وقوع حدث دراماتيكي جراء اعتداء المحتل والشعور بالتململ جراء أعماله التعسفية، سرعان ما تخطر على البال بقوة أغاني الثورة في أوج مجدها 'يا جماهير الأرض الـمحتلة ثوري..ثوري'، 'وفدائية فدائية'، و'طالعلك يا عدوي طالع'، و'المجد للثورة'، و'بأيدي رشاشي'، و'حنا ثوارك يا بلادي'، و'يا شعبنا في لبنان'، وتتسلل كلماتها وإيقاعاتها على الشفاه في دندنة مألوفة. ولكن أكثرنا لا يعرف من هو الشاعر الذي أبدع نصوص هذه الأغاني الخالدة.
انه محمد حسيب القاضي؛
هو من أنشد الأرض وأحلام العودة إليها،
هو من كتب عن الثورة والثوار، وعبر عن التصميم والتحدي،
هو من جعل الجماهير تهتف في المهرجانات والاحتفالات، في البيوت والمدارس والساحات:
'طالعلك يا عدوي طالع
من كل بيت وحارة وشارع
بسلاحي وإيماني طالع
طالعلك يا عدوي طالع
حربنا حرب الشوارع طالعلك يا عدوي
طالعلك يا عدوي
طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحارة وشارع'.
ولد الشاعر محمد حسيب القاضي قبل سنتين من هجرة عائلته من يافا عام 1948 إلى قطاع غزة، وبدأ مسيرة الكتابة محررا أدبيا في جريدة 'أخبار فلسطين' التي كانت تصدر في غزة خلال ستينيات القرن الماضي.
اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد سيطرتها على قطاع غزة سنة 1967 وفصل آنذاك من عمله.
غادر قطاع غزة بعد ذلك إلى القاهرة، وساهم هناك بإنشاء إذاعة 'صوت العاصفة' ثم 'صوت فلسطين'، وعمل لاحقا مديرا لإذاعة فلسطين التي كانت تبث من الجزائر، ثم من صنعاء. وترأس تحرير جريدة الأشبال التي صدرت في تونس وقبرص خلال الثمانينيات.
ترجمت قصائده إلى عدة لغات، منها الإنجليزية، الإيطالية، الفارسية والبلغارية. حاز على جائزة القلم الدولي للشعر عام 1995 إلى جانب عدد من الجوائز الأخرى في تونس والقاهرة وغيرها.
صدر للشاعر القاضي عددا من المؤلفات النثرية والشعرية بالعربية المحكية وبالفصحى منها: 'فصول الهجرة الأربعة' عام 1974، 'نشيد للرجل والبندقية' عام 1975/1985، 'مريم تأتي' 1983، 'أربعاء أيوب' 1983، 'أقبية الليل' 1985، 'إنه الصراخ وأنا فيه' 1989، 'الرماد الصباحي' 1989، 'قمر للعواء' 1996، ثم 'رمادك في رقصة' 1997، فضلا عن مسرحيتين شعريتين هما 'دولة أيوب' عام 1997، و'شمهورش' عام 2001.
فارق محمد حسيب القاضي الحياة في أحدى مستشفيات القاهرة في الثلاثين من ابريل/ نيسان عام 2010.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر