سؤال اليوم - ماذا تعني الدولة اليهودية ؟ ,,, بقلم / عمر حلمي الغول
التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو جورج ميتشل المبعوث الاميركي للشرق الاوسط امس الاول، وهو اللقاء الاول لهما بعد تسلم نتنياهو مقاليد الامور في اسرائيل، ولكنها الجولة الرابعة لميتشل للمنطقة منذ تسلمه لمهام منصبه، وفي اعقاب اللقاء اعلن رئيس الحكومة اليمينية المتطرفة على مسامع المبعوث الاميركي ما لا يتوافق مع ما اراد ان يسمعه، حين اعلن: ان اسرائيل تشترط اعترافا فلسطينيا بها كدولة يهودية لاستئناف المفاوضات. ولم يأت نتنياهو في تصريحه على خيار حل الدولتين، وبقي يدور في ذات الدائرة المغلقة، التي تضرب ركائز العملية السياسية برمتها في المنطقة.
في حين اكد المبعوث الاميركي في كل اللقاءات التي جمعته مع القيادات الاسرائيلية التزام الرئيس اوباما بهدف حل الدولتين، حيث تعيش دولة فلسطينية في سلام جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل. وهو ما لا يعجب تلك القيادات اليمينية المتطرفة، ليس هذا فحسب، بل ان وزير الخارجية العنصري البغيض، ليبرمان تصرف مع ميتشل بطريقة وقحة بعد اللقاء معه، حيث لم يصافحه ولم يودعه حسب الاصول البروتوكولية، فضلا عن انه وصف المفاوضات التي انطلقت في انابوليس بولاية ماريلاند الاميركية عام 2007 بأنها تؤدي الى طريق " مسدود ".الامر الذي يشير الى ان امام الادارة الاميركية طريقا طويلا لاقناع الحكومة الاسرائيلية بخيار حل الدولتين، هذا اذا تمكنت من القدرة على اقناعها في ظل السياسة العبثية التي تتبعها.
واذا عاد المرء الى ما طرحه نتنياهو كشرط لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، فانه يلحظ ان زعيم الليكود اراد اولا ان يضع العصي في دواليب عربة التسوية السياسية، بهدف تعطيل حركتها. وثانيا شاء ان يؤكد على ان صانع القرار في اسرائيل متسلح بالشارع الاسرائيلي، الذي ينحو نحو اليمين اكثر فاكثر، ليس مستعدا لدفع استحقاقات التسوية السياسية حتى بحدودها الدنيا.وثالثا هدف من خلال طرح خيار الحل الاقتصادي كبوابة للتسوية السياسية، الاستمرار بسياسة التسويف والمماطلة لكسب الوقت وفرض الوقائع على الارض للحيلولة لاحقا دون بلوغ التسوية السياسية لمراميها، وهي الحل السياسي القائم على حل الدولتين، وخاصة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967 ورابعا وهو الاهم، ان شرط الاعتراف باسرائيل ك "دولة يهودية " انما يهدف الى موافقة الفلسطينيين على خيار الترانسفير الذي ينادي به ليبرمان وكل قادة اليمين المتطرف في اسرائيل. وهذا ما لا يمكن لاي قائد فلسطيني ان يعترف به حتى لو اعترفت به الدنيا كلها.
دولة اسرائيل، هي دولة كل مواطنيها من العرب الفلسطينيين اصحاب الارض الاصليين والاسرائيليين اليهود وكل من يعيش بها.وعلى القيادات الاسرائيلية من مختلف الوان الطيف السياسي الصهيوني ان تعي جيدا ان خيار التسوية السياسية القائم على حل الدولتين المستقلتين وذات السيادة والمتجاورتين بسلام هو الخيار الامثل لهم اذا شاؤوا ان يعيشوا بسلام مع شعوب المنطقة. وهذا الخيار هو الانسب لهم في هذه المرحلة التاريخية، لان ما اعطاه العرب عموما والفلسطينيون خصوصا في هذه المرحلة قد لا يتكرر فيما بعد. واذا اضاعت القيادات الاسرائيلية الصهيونية الفرصة القائمة، لا سيما وان حدود القوة والغطرسة لا تستمر الى ما لا نهاية.وبقاء الحال من المحال، فالعرب لا يمكنهم الرضوخ الى مشيئة اسرائيل ومن معها من دول العالم، وبالضرورة سيضطرون الى اعادة النظر بخيارهم التسووي، وسيسحبون مبادرتهم، وحينئذ لن ينفع الندم الاسرائيلي والدولي.
ما تقدم يفرض على الفلسطينيين اولا اعادة نظر جدية بآليات عملهم وسياساتهم، ولا يغالي المرء اذا ما اكد للمرة الالف ان ترميم الجسور داخل الصف الفلسطيني وعودة الروح للوحدة الوطنية والتخلص من خيار الانقلاب والانقسام، هو الرد الاولي على سياسات اسرائيل المستفيدة الوحيدة من حالة الانقسام والتشرذم. كما ان العرب جميعا مطالبون ايضا باعادة نظر في سياساتهم وخياراتهم لان حال الانقسام في الصف العربي لا يفيد في مواجهة اسرائيل، كما ان بقاء المبادرة العربية مطروحة على طاولة المفاوضات دون جدول زمني لا يفيد التكتيك ولا الاستراتيجية العربية، وعليهم ان يوظفوا اوراق القوة المتوفرة بين ايدهم بطريقة مختلفة عما هو قائم الآن، ليتمكنوا من الضغط على اسرائيل للاستجابة الى مصالحهم.
وفي السياق على اطراف الرباعية الدولية وخاصة الادارة الاميركية الضغط على اسرائيل لاعادة نظر بسياساتها المتطرفة والعنصرية، لبلوغ هدف التسوية السياسية وضمان حل الدولتين، لان ضياع الفرصة السانحة الآن سيكون وبالا على شعوب المنطقة والسلم العالمي برمته.
ما زال المجال مفتوحا امام جميع القوى والدول في المستويات المحلية والعربية والدولية لممارسة الضغط على اسرائيل ودفع صانع القرار فيها الى الاستجابة لاستحقاقات التسوية السياسية، واخراج المنطقة من فوهة البركان الذي تزجها اسرائيل زجا اليه. فهل يرتقي الجميع الى مستوى المسؤولية واعادة الامور الى ما يجب ان تكون عليه من خلال الزام القيادات الاسرائيلية بخيار حل الدولتين؟
التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو جورج ميتشل المبعوث الاميركي للشرق الاوسط امس الاول، وهو اللقاء الاول لهما بعد تسلم نتنياهو مقاليد الامور في اسرائيل، ولكنها الجولة الرابعة لميتشل للمنطقة منذ تسلمه لمهام منصبه، وفي اعقاب اللقاء اعلن رئيس الحكومة اليمينية المتطرفة على مسامع المبعوث الاميركي ما لا يتوافق مع ما اراد ان يسمعه، حين اعلن: ان اسرائيل تشترط اعترافا فلسطينيا بها كدولة يهودية لاستئناف المفاوضات. ولم يأت نتنياهو في تصريحه على خيار حل الدولتين، وبقي يدور في ذات الدائرة المغلقة، التي تضرب ركائز العملية السياسية برمتها في المنطقة.
في حين اكد المبعوث الاميركي في كل اللقاءات التي جمعته مع القيادات الاسرائيلية التزام الرئيس اوباما بهدف حل الدولتين، حيث تعيش دولة فلسطينية في سلام جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل. وهو ما لا يعجب تلك القيادات اليمينية المتطرفة، ليس هذا فحسب، بل ان وزير الخارجية العنصري البغيض، ليبرمان تصرف مع ميتشل بطريقة وقحة بعد اللقاء معه، حيث لم يصافحه ولم يودعه حسب الاصول البروتوكولية، فضلا عن انه وصف المفاوضات التي انطلقت في انابوليس بولاية ماريلاند الاميركية عام 2007 بأنها تؤدي الى طريق " مسدود ".الامر الذي يشير الى ان امام الادارة الاميركية طريقا طويلا لاقناع الحكومة الاسرائيلية بخيار حل الدولتين، هذا اذا تمكنت من القدرة على اقناعها في ظل السياسة العبثية التي تتبعها.
واذا عاد المرء الى ما طرحه نتنياهو كشرط لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، فانه يلحظ ان زعيم الليكود اراد اولا ان يضع العصي في دواليب عربة التسوية السياسية، بهدف تعطيل حركتها. وثانيا شاء ان يؤكد على ان صانع القرار في اسرائيل متسلح بالشارع الاسرائيلي، الذي ينحو نحو اليمين اكثر فاكثر، ليس مستعدا لدفع استحقاقات التسوية السياسية حتى بحدودها الدنيا.وثالثا هدف من خلال طرح خيار الحل الاقتصادي كبوابة للتسوية السياسية، الاستمرار بسياسة التسويف والمماطلة لكسب الوقت وفرض الوقائع على الارض للحيلولة لاحقا دون بلوغ التسوية السياسية لمراميها، وهي الحل السياسي القائم على حل الدولتين، وخاصة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967 ورابعا وهو الاهم، ان شرط الاعتراف باسرائيل ك "دولة يهودية " انما يهدف الى موافقة الفلسطينيين على خيار الترانسفير الذي ينادي به ليبرمان وكل قادة اليمين المتطرف في اسرائيل. وهذا ما لا يمكن لاي قائد فلسطيني ان يعترف به حتى لو اعترفت به الدنيا كلها.
دولة اسرائيل، هي دولة كل مواطنيها من العرب الفلسطينيين اصحاب الارض الاصليين والاسرائيليين اليهود وكل من يعيش بها.وعلى القيادات الاسرائيلية من مختلف الوان الطيف السياسي الصهيوني ان تعي جيدا ان خيار التسوية السياسية القائم على حل الدولتين المستقلتين وذات السيادة والمتجاورتين بسلام هو الخيار الامثل لهم اذا شاؤوا ان يعيشوا بسلام مع شعوب المنطقة. وهذا الخيار هو الانسب لهم في هذه المرحلة التاريخية، لان ما اعطاه العرب عموما والفلسطينيون خصوصا في هذه المرحلة قد لا يتكرر فيما بعد. واذا اضاعت القيادات الاسرائيلية الصهيونية الفرصة القائمة، لا سيما وان حدود القوة والغطرسة لا تستمر الى ما لا نهاية.وبقاء الحال من المحال، فالعرب لا يمكنهم الرضوخ الى مشيئة اسرائيل ومن معها من دول العالم، وبالضرورة سيضطرون الى اعادة النظر بخيارهم التسووي، وسيسحبون مبادرتهم، وحينئذ لن ينفع الندم الاسرائيلي والدولي.
ما تقدم يفرض على الفلسطينيين اولا اعادة نظر جدية بآليات عملهم وسياساتهم، ولا يغالي المرء اذا ما اكد للمرة الالف ان ترميم الجسور داخل الصف الفلسطيني وعودة الروح للوحدة الوطنية والتخلص من خيار الانقلاب والانقسام، هو الرد الاولي على سياسات اسرائيل المستفيدة الوحيدة من حالة الانقسام والتشرذم. كما ان العرب جميعا مطالبون ايضا باعادة نظر في سياساتهم وخياراتهم لان حال الانقسام في الصف العربي لا يفيد في مواجهة اسرائيل، كما ان بقاء المبادرة العربية مطروحة على طاولة المفاوضات دون جدول زمني لا يفيد التكتيك ولا الاستراتيجية العربية، وعليهم ان يوظفوا اوراق القوة المتوفرة بين ايدهم بطريقة مختلفة عما هو قائم الآن، ليتمكنوا من الضغط على اسرائيل للاستجابة الى مصالحهم.
وفي السياق على اطراف الرباعية الدولية وخاصة الادارة الاميركية الضغط على اسرائيل لاعادة نظر بسياساتها المتطرفة والعنصرية، لبلوغ هدف التسوية السياسية وضمان حل الدولتين، لان ضياع الفرصة السانحة الآن سيكون وبالا على شعوب المنطقة والسلم العالمي برمته.
ما زال المجال مفتوحا امام جميع القوى والدول في المستويات المحلية والعربية والدولية لممارسة الضغط على اسرائيل ودفع صانع القرار فيها الى الاستجابة لاستحقاقات التسوية السياسية، واخراج المنطقة من فوهة البركان الذي تزجها اسرائيل زجا اليه. فهل يرتقي الجميع الى مستوى المسؤولية واعادة الامور الى ما يجب ان تكون عليه من خلال الزام القيادات الاسرائيلية بخيار حل الدولتين؟
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918