من صحافتهم : كتاب الحاخامين: الحفاظ على هوية الدولة اليهودية
بقلم: أمونا الون
لعله عن حق أثار الحظر الفقهي الذي فرضه كتاب الحاخامين على بيع أو تأجير الشقق للعرب، اعتراضاً عاصفا بهذا القدر. لعله حتى كان من الأفضل لو فهم الحاخامون الموقعون بأنه حتى لو كان هذا قضاءاً فقهياً، فلا ينبغي لهم أن ينشروه على الملأ بشكل يجعله قضاءاً لا يمكن للجمهور أن يفي بمتطلباته.
ولكن السؤال هو كيف، أن لم يكن من خلال الامتناع عن نقل العقار اليهودي إلى إياد عربية، يقترح كل الليبراليون العاصفون الحفاظ على هوية دولة إسرائيل كدولة يهودية. كثيرون منهم يعارضون، في إطار هذا الحفاظ، إحلال السيادة الإسرائيلية على مناطق يهودا والسامرة. ولكن أفلا يرون أن إسرائيل قد تصبح دولة ثنائية القومية حتى داخل حدود 67؟ أفلا يفهمون بأن كتاب الحاخامين يأتي في محاولة لمنع ذلك؟
حتى الآن لم نسمع، من داخل العاصفة والمعمعان، حتى ولا اقتراح بديل واحد لذاك الذي طرحه الحاخامون. إن لم يكن لطيفاً ـ ولا يوجد من هو لطيف له ـ رد العربي اللطيف على أعقابه وهو الذي كل ما يطلبه هو أن يستأجر لنفسه مأوى، فما هو برأي الليبراليين ما ينبغي عمله للحفاظ على الهوية اليهودية لدولة إسرائيل؟ يبدو أن المجتمع الإسرائيلي ملزم بأن يحدد لنفسه، مرة واحدة والى الأبد، مفاهيم مثل «عنصرية»، «غريب مقيم»، «الليبرالية» و «الديمقراطية»، التي تتطاير هنا في الآونة الأخيرة كأكياس النايلون في الريح. يبدو أن عليه أن يستوضح عدة أمور أساسية مثل متى يكون عدم المساواة «تمييزاً»، ومتى يكون اعترافاً بالفارق بين شعبين مختلفين. أو: لماذا مسموح إقامة سور بين يهود وعرب في السامرة، ومحظور التفريق بين يهود وعرب داخل مدينة اللد.
من شبه اليقين أنه سيتضح، في ظل إعادة استيضاح هذه المفاهيم، بأنه لا يوجد أي مكان للمقارنة بين تأجير شقة لعربي في إسرائيل وبين تأجير شقة ليهودي في فرنسا أو في بريطانيا. اليهود في فرنسا وفي بريطانيا هم أقلية، أما العرب في الشرق الأوسط فهم أغلبية ساحقة. اليهود في فرنسا وفي بريطانيا مثل «الغريب المقيم» الكلاسيكي الذي تحدثت عنه التوراة، لا يتطلعون إلى تحرير أراضي الدول التي يسكنون فيها، ويستعيدونها لأنفسهم. وهم لا يحاولون، لغرض التحرير المنشود السيطرة على أكبر قدر ممكن من البيوت والأراضي ودحر الانجليز والفرنسيين، ببطء ولكن بثبات، إلى الخارج.
يحتمل أن يكون كل هذا الجدل بالفعل مناسبا لشعب أوروبي عادي، مقياسي، وليس لبقايا الشعب اليهودي الذي يكافح هنا، حيال 22 شعباً مسلماً معادياً، على مجرد وجوده. ومثل أشجار الصنوبر، التي هي أيضاً جلبت إلى إسرائيل من أوروبا رغم أنها لا تناسب على ما يبدو طبيعة بلاد إسرائيل، ونهايتها أن تشعل حريق الغابات. من استيضاح المفاهيم قد يأتي أيضاً الحل السليم لهذه المشكلة المعقدة. وليس في كتاب الحاخامين أحادي الجانب، بل في تشريع رسمي، مرتب، لدولة تعرف نفسها ومكانها وأهدافها.
المصدر : جريدة اسرائيل اليوم 14 / 12 / 2010
بقلم: أمونا الون
لعله عن حق أثار الحظر الفقهي الذي فرضه كتاب الحاخامين على بيع أو تأجير الشقق للعرب، اعتراضاً عاصفا بهذا القدر. لعله حتى كان من الأفضل لو فهم الحاخامون الموقعون بأنه حتى لو كان هذا قضاءاً فقهياً، فلا ينبغي لهم أن ينشروه على الملأ بشكل يجعله قضاءاً لا يمكن للجمهور أن يفي بمتطلباته.
ولكن السؤال هو كيف، أن لم يكن من خلال الامتناع عن نقل العقار اليهودي إلى إياد عربية، يقترح كل الليبراليون العاصفون الحفاظ على هوية دولة إسرائيل كدولة يهودية. كثيرون منهم يعارضون، في إطار هذا الحفاظ، إحلال السيادة الإسرائيلية على مناطق يهودا والسامرة. ولكن أفلا يرون أن إسرائيل قد تصبح دولة ثنائية القومية حتى داخل حدود 67؟ أفلا يفهمون بأن كتاب الحاخامين يأتي في محاولة لمنع ذلك؟
حتى الآن لم نسمع، من داخل العاصفة والمعمعان، حتى ولا اقتراح بديل واحد لذاك الذي طرحه الحاخامون. إن لم يكن لطيفاً ـ ولا يوجد من هو لطيف له ـ رد العربي اللطيف على أعقابه وهو الذي كل ما يطلبه هو أن يستأجر لنفسه مأوى، فما هو برأي الليبراليين ما ينبغي عمله للحفاظ على الهوية اليهودية لدولة إسرائيل؟ يبدو أن المجتمع الإسرائيلي ملزم بأن يحدد لنفسه، مرة واحدة والى الأبد، مفاهيم مثل «عنصرية»، «غريب مقيم»، «الليبرالية» و «الديمقراطية»، التي تتطاير هنا في الآونة الأخيرة كأكياس النايلون في الريح. يبدو أن عليه أن يستوضح عدة أمور أساسية مثل متى يكون عدم المساواة «تمييزاً»، ومتى يكون اعترافاً بالفارق بين شعبين مختلفين. أو: لماذا مسموح إقامة سور بين يهود وعرب في السامرة، ومحظور التفريق بين يهود وعرب داخل مدينة اللد.
من شبه اليقين أنه سيتضح، في ظل إعادة استيضاح هذه المفاهيم، بأنه لا يوجد أي مكان للمقارنة بين تأجير شقة لعربي في إسرائيل وبين تأجير شقة ليهودي في فرنسا أو في بريطانيا. اليهود في فرنسا وفي بريطانيا هم أقلية، أما العرب في الشرق الأوسط فهم أغلبية ساحقة. اليهود في فرنسا وفي بريطانيا مثل «الغريب المقيم» الكلاسيكي الذي تحدثت عنه التوراة، لا يتطلعون إلى تحرير أراضي الدول التي يسكنون فيها، ويستعيدونها لأنفسهم. وهم لا يحاولون، لغرض التحرير المنشود السيطرة على أكبر قدر ممكن من البيوت والأراضي ودحر الانجليز والفرنسيين، ببطء ولكن بثبات، إلى الخارج.
يحتمل أن يكون كل هذا الجدل بالفعل مناسبا لشعب أوروبي عادي، مقياسي، وليس لبقايا الشعب اليهودي الذي يكافح هنا، حيال 22 شعباً مسلماً معادياً، على مجرد وجوده. ومثل أشجار الصنوبر، التي هي أيضاً جلبت إلى إسرائيل من أوروبا رغم أنها لا تناسب على ما يبدو طبيعة بلاد إسرائيل، ونهايتها أن تشعل حريق الغابات. من استيضاح المفاهيم قد يأتي أيضاً الحل السليم لهذه المشكلة المعقدة. وليس في كتاب الحاخامين أحادي الجانب، بل في تشريع رسمي، مرتب، لدولة تعرف نفسها ومكانها وأهدافها.
المصدر : جريدة اسرائيل اليوم 14 / 12 / 2010
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر