زكريا المدهون
انشغل بسّام المظلوم من مدينة غزة بتدوير عود من الخيزران على لهب شديد الاشتعال ليكون قطعة في كرسي يقوم بتصنيعه في محاولة منه للحفاظ على هذه الحرفة التي ورثها عن والده قبل 30 عاماً.
وتعتبر صناعة الخيزران من الحرفة اليدوية التقليدية التي يشتهر بها قطاع غزة، لكن القائمين عليها يحذرون من اندثارها وانقراضها جرّاء الحصار الإسرائيلي.
وقال المظلوم والعرق بتصبب على جبينه من شدة الحر: 'ورثت هذه الحرفة عن والدي قبل 30 عاماً، لكنها أصبحت الآن غير مجدية بسبب الحصار الإسرائيلي وارتفاع أسعار المواد الخام المهربة'.
وتفرض اسرائيل منذ منتصف العام 2007 حصاراً مشدداً على قطاع غزة، أدى إلى إغلاق 90% من المنشآت الاقتصادية في قطاع غزة، وانضمام العاملين فيها إلى جيش البطالة كما يقول اقتصاديون محليون.
وأوضح المظلوم في تصريح لـ'وفا'، أن الحصار أثر بشكل كبير على صناعة الخيزران لعدم إدخال المواد الخام اللازمة مثل: القش وأعواد الخيزران والدبابيس وغيرها.'
وأشار إلى أنهم يعتمدون الآن في صناعتهم على الخيزران المهرّب عبر الإنفاق الأرضية الممتدة بين قطاع غزة والأراضي المصرية وهي ذات أسعار مرتفعة جداً.
وقال المظلوم: 'يبلغ سعر عود الخيزران المهرب سبعة دولارات، بينما كان سعر الإسرائيلي قبل الإغلاق ثلاثة دولارات، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات المصنّعة وبالتالي عزوف غالبية المواطنين عن شرائه إلا المقتدرين جداً.
ويعتمد أهالي قطاع غزة على الأنفاق لتهريب المواد الغذائية والمحروقات وغيرها من الأساسيات بعد منع إدخالها من قبل الجانب الإسرائيلي.
ولفت المظلوم إلى أنه كان يصدر منتجاته قبل الحصار إلى اسرائيل والضفة الغربية، وحالياً يعتمد على السوق المحلية، مشيراً إلى تراجع سعة الإنتاج لديه وهي باتت حسب طلب الزبائن. وشدد على أنه تكبد خسائر فادحة بسبب الحصار، كما قام بتقليص عدد العمل لديه.
وقال: 'يعمل لديّ حالياً ستة عمال يتقاضون رواتبهم حسب البيع.'
وتعود نشأة الخيزران إلى بلاد الصين وبلاد شرق آسيا، وقد ازدهرت هذه الحرفة في فلسطين فترة الانتداب البريطاني وما زالت حتى اليوم.
وعن طبيعة منتجاته من الخيزران، أوضح المظلوم أنهم يصنعون الكراسي والكنب والطاولات وأسرّة الأطفال وشمّاعات الملابس وهي ذات رونق جميل.
واشتكى المظلوم من أن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يؤدي إلى توقف العمل لديه ويكبده خسائر، مشيراً إلى أن العديد من مصانع الخيزران في غزة أغلقت أبوابها، كما اشتكى من عدم وجود أية جهة تقوم بدعمهم والوقوف إلى جانبهم للحفاظ على هذه الحرفة التي بدأت تفقد بريقها.
وبلغ عدد مصانع الخيزران في قطاع غزة قبل انتفاضة 1987 حوالي 60 مصنعاً، وتقلص عددها في هذه الأيام إلى 12 بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي والحصار الحالي.
وفي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أغلق أبو جمال الأيوبي مصنعاً للخيزران بعد إفلاسه وعدم قدرته على دفع إيجار المكان.
وقال لـ'وفا':' إنني أعمل اليوم أجيراً بعد إغلاق مصنعي وتكبدي خسائر بقيمة سبعة آلاف دولار أميركي.' وأضاف الأيوبي بنبرة حزن:'كنت معلماً وتحولت اليوم إلى عامل لدى الناس.'
وأكد أن الحصار الإسرائيلي كان السبب الرئيسي فيما وصل إليه وضعه الآن، مشيراً إلى قيامه بتسريح ستة عمال كان يعملون لديه.
وحذر الأيوبي من انقراض هذه الحرفة التراثية، داعياً الجهات المسؤولة إلى الحفاظ عليها ورعايتها.
من جانبه، انهمك محمد الجرجاوي بتشطيب طاولة صغير بتثبيت القش عليها بواسطة دبابيس حديدية.
وقال: 'أعمل في هذه الحرفة منذ 12 عاماً لكنها تراجعت في الوقت الحاضر وخاصة خلال الحصار، مبدياً تشاؤمه على مستقبل هذه الحرفة.
وأعتبر الخبير الاقتصادي عمر شعبان، الصناعات اليدوية من الصناعات الوطنية الهامة التي يجب الحفاظ عليها ودعمها.
وقال لـ'وفا': 'إن هذه الصناعات تشكل مصدر دخل للعديد من الأسر، وهي تحتاج إلى رأس مال صغير'.
وشدد شعبان على أن الحصار الإسرائيلي مسّ هذه الصناعات كباقي الصناعات الوطنية في قطاع غزة، وذلك من خلال عدم استيراد المواد الخام اللازمة لها وبالتالي أصابتها بالركود.
وأضاف، بالنسبة لصناعة الخيزران إحدى الصناعات التقليدية، فأكد أن تكلفتها علية لأنها تعتمد على المواد الخام المستوردة من دول جنوب شرق أسيا، محذراً من اندثار هذه الصناعة الوطنية والتراثية المعبرة عن الهوية الوطنية والثقافية لفلسطين.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن منتجات الخيزران كانت تعتمد في تسويقها بشكل كبير على المؤسسات والأفراد المقتدرين جداً، لكن في الوضع الحالي تراجعت مبيعاتها بنسبة كبيرة.
وأبدى شعبان، خوفه الشديد من انقراض صناعة الخيزران في قطاع غزة لسببين الأول: إنها صناعات عائلية يتم توارثها، والسبب الثاني: غياب الدورات التدريبية لإتقان وتعلم هذه الحرفة والحفاظ عليها من الضياع.
انشغل بسّام المظلوم من مدينة غزة بتدوير عود من الخيزران على لهب شديد الاشتعال ليكون قطعة في كرسي يقوم بتصنيعه في محاولة منه للحفاظ على هذه الحرفة التي ورثها عن والده قبل 30 عاماً.
وتعتبر صناعة الخيزران من الحرفة اليدوية التقليدية التي يشتهر بها قطاع غزة، لكن القائمين عليها يحذرون من اندثارها وانقراضها جرّاء الحصار الإسرائيلي.
وقال المظلوم والعرق بتصبب على جبينه من شدة الحر: 'ورثت هذه الحرفة عن والدي قبل 30 عاماً، لكنها أصبحت الآن غير مجدية بسبب الحصار الإسرائيلي وارتفاع أسعار المواد الخام المهربة'.
وتفرض اسرائيل منذ منتصف العام 2007 حصاراً مشدداً على قطاع غزة، أدى إلى إغلاق 90% من المنشآت الاقتصادية في قطاع غزة، وانضمام العاملين فيها إلى جيش البطالة كما يقول اقتصاديون محليون.
وأوضح المظلوم في تصريح لـ'وفا'، أن الحصار أثر بشكل كبير على صناعة الخيزران لعدم إدخال المواد الخام اللازمة مثل: القش وأعواد الخيزران والدبابيس وغيرها.'
وأشار إلى أنهم يعتمدون الآن في صناعتهم على الخيزران المهرّب عبر الإنفاق الأرضية الممتدة بين قطاع غزة والأراضي المصرية وهي ذات أسعار مرتفعة جداً.
وقال المظلوم: 'يبلغ سعر عود الخيزران المهرب سبعة دولارات، بينما كان سعر الإسرائيلي قبل الإغلاق ثلاثة دولارات، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات المصنّعة وبالتالي عزوف غالبية المواطنين عن شرائه إلا المقتدرين جداً.
ويعتمد أهالي قطاع غزة على الأنفاق لتهريب المواد الغذائية والمحروقات وغيرها من الأساسيات بعد منع إدخالها من قبل الجانب الإسرائيلي.
ولفت المظلوم إلى أنه كان يصدر منتجاته قبل الحصار إلى اسرائيل والضفة الغربية، وحالياً يعتمد على السوق المحلية، مشيراً إلى تراجع سعة الإنتاج لديه وهي باتت حسب طلب الزبائن. وشدد على أنه تكبد خسائر فادحة بسبب الحصار، كما قام بتقليص عدد العمل لديه.
وقال: 'يعمل لديّ حالياً ستة عمال يتقاضون رواتبهم حسب البيع.'
وتعود نشأة الخيزران إلى بلاد الصين وبلاد شرق آسيا، وقد ازدهرت هذه الحرفة في فلسطين فترة الانتداب البريطاني وما زالت حتى اليوم.
وعن طبيعة منتجاته من الخيزران، أوضح المظلوم أنهم يصنعون الكراسي والكنب والطاولات وأسرّة الأطفال وشمّاعات الملابس وهي ذات رونق جميل.
واشتكى المظلوم من أن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يؤدي إلى توقف العمل لديه ويكبده خسائر، مشيراً إلى أن العديد من مصانع الخيزران في غزة أغلقت أبوابها، كما اشتكى من عدم وجود أية جهة تقوم بدعمهم والوقوف إلى جانبهم للحفاظ على هذه الحرفة التي بدأت تفقد بريقها.
وبلغ عدد مصانع الخيزران في قطاع غزة قبل انتفاضة 1987 حوالي 60 مصنعاً، وتقلص عددها في هذه الأيام إلى 12 بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي والحصار الحالي.
وفي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أغلق أبو جمال الأيوبي مصنعاً للخيزران بعد إفلاسه وعدم قدرته على دفع إيجار المكان.
وقال لـ'وفا':' إنني أعمل اليوم أجيراً بعد إغلاق مصنعي وتكبدي خسائر بقيمة سبعة آلاف دولار أميركي.' وأضاف الأيوبي بنبرة حزن:'كنت معلماً وتحولت اليوم إلى عامل لدى الناس.'
وأكد أن الحصار الإسرائيلي كان السبب الرئيسي فيما وصل إليه وضعه الآن، مشيراً إلى قيامه بتسريح ستة عمال كان يعملون لديه.
وحذر الأيوبي من انقراض هذه الحرفة التراثية، داعياً الجهات المسؤولة إلى الحفاظ عليها ورعايتها.
من جانبه، انهمك محمد الجرجاوي بتشطيب طاولة صغير بتثبيت القش عليها بواسطة دبابيس حديدية.
وقال: 'أعمل في هذه الحرفة منذ 12 عاماً لكنها تراجعت في الوقت الحاضر وخاصة خلال الحصار، مبدياً تشاؤمه على مستقبل هذه الحرفة.
وأعتبر الخبير الاقتصادي عمر شعبان، الصناعات اليدوية من الصناعات الوطنية الهامة التي يجب الحفاظ عليها ودعمها.
وقال لـ'وفا': 'إن هذه الصناعات تشكل مصدر دخل للعديد من الأسر، وهي تحتاج إلى رأس مال صغير'.
وشدد شعبان على أن الحصار الإسرائيلي مسّ هذه الصناعات كباقي الصناعات الوطنية في قطاع غزة، وذلك من خلال عدم استيراد المواد الخام اللازمة لها وبالتالي أصابتها بالركود.
وأضاف، بالنسبة لصناعة الخيزران إحدى الصناعات التقليدية، فأكد أن تكلفتها علية لأنها تعتمد على المواد الخام المستوردة من دول جنوب شرق أسيا، محذراً من اندثار هذه الصناعة الوطنية والتراثية المعبرة عن الهوية الوطنية والثقافية لفلسطين.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن منتجات الخيزران كانت تعتمد في تسويقها بشكل كبير على المؤسسات والأفراد المقتدرين جداً، لكن في الوضع الحالي تراجعت مبيعاتها بنسبة كبيرة.
وأبدى شعبان، خوفه الشديد من انقراض صناعة الخيزران في قطاع غزة لسببين الأول: إنها صناعات عائلية يتم توارثها، والسبب الثاني: غياب الدورات التدريبية لإتقان وتعلم هذه الحرفة والحفاظ عليها من الضياع.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر