_مات وترك فينا من لا يموت_
من هو قاتل رسام الكاريكاتير ناجي العلي ؟؟؟وهل هناك جرم اقترفه ناجي ليكون الثمن الذي يدفعه هو حياته؟؟؟ تساؤلات كثيرة تراودنا يوميا ولكن للأسف ما من مجيب.
ناجي العلي هو فنان مبدع فلسطيني لا حدود لريشته الحرة فهو كان يعلم أنها ستكلفه حياته يوما ما ،وان قضية موته ليست سوى قضية وقت ليس إلا، فقد قال ناجي العلي عن كل إنسان يقول الحقيقة ويتحدث عن فلسطين/
اللي بدو يكتب لفلسطين, واللي بدو يرسم لفلسطين, بدو يعرف حالو : ميت. فريشة ناجي أثارت الخوف والشكوك لدى الكثير ،واخترقت هذه الريشة وزعزعت امن الكثير، لذا قاموا بالتخطيط لقتل ضمير الثورة ناجي العلي، وهو كان يعلم بذلك فقد هدد أكثر من مرة ،ولكن ومع هذا فهو لم يخاف من الموت يوما بل كان هذا هو حافز له، فكان عندما يمسك ريشته ليرسم يرسم كأنه سيموت غدا،فهو حقا كان وما زال فنان مبدع وعظيم يستحق منا كل الاحترام والتقدير.
ولد الفنان ناجي سليم حسين العلي عام 1937 في منطقة الشجرة ما بين طبرية والناصرة الواقعة في الجليل الشمالي من فلسطين لتبدأ قصة بطل فلسطيني جديد، وفي عام 1948 هجر الرفيق ناجي العلي عندما كان يبلغ عشرة أعوام هو وعائلته قسرا عن أرضه ليعيش حياة البؤس والشقاء والحرمان في الغربة ،فقال ناجي عن هذه العشرة أعوام من حياته /أذكر هذه السنوات العشر أكثر مما أذكره من بقية عمري، أعرف العشب والحجر والظل والنور ، لا تزال ثابتة في محجر العين كأنها حفرت حفراً .. لم يخرجها كل ما رأيته بعد ذلك.
ذهب ناجي العلي هو وعائلته إلى مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان بالقرب من مدينة صيدا ليبدأ معاناته في الغربة لا يعرف طعما للاستقرار، فكانت رحلته هي سبب إلهامه في رسوماته، وقد قامت القوات الإسرائيلية باعتقال ناجي وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال ، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها. وكذلك قام الجيش اللبناني باعتقاله أكثر من مرة وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن.
ثم قام ضمير الثورة ناجي العلي بالالتحاق بمدرسة مهنية في القبة قرب طرابلس, وحصل منها على شهادة دبلوم في الميكانيك هيأت له فرصة العمل في الورشات الصناعية.
بعد ذلك التحق الفنان ناجي بالقسم الفني في احد المعاهد المهنية في طرابلس اللبنانية ليتخرج عام 1953 و قرر الرسام الكاريكاتير ناجي العلي بعد ذلك الالتحاق بالأكاديمية اللبنانية للفنون عام 1960ولكن ظروفه السياسية عطلت إكماله للدراسة فعمل مدرسا للرسم في صور لمدة ثلاث سنوات في الكلية الجعفرية، بعد ذلك هاجر الرفيق ناجي العلي إلى الكويت ليبدأ عمله في مجلة الطليعة الكويتية عام 1963 والهدف من ذلك هو جمع مبلغ كاف من المال يمكنه من الدراسة في القاهرة أو ايطاليا ،وقد عمل الفنان في هذه المجلة كرسام ومخرج ومحرر، وفيها قام الفنان بإبداع رسومات عدة لروايات الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني بالإضافة إلى رسومات عدة لاقت قبول وترحيب كبيرين مما أدى إلى إهماله لفكرة الدراسة وتوجهه نحو فن الكاريكاتير لأنه وجد فيه أداة مناسبة لإيصال أفكاره إلى الناس وبعد ذلك تنقل الرسام ناجي العلي بين عدة صحف كويتية منها السياسة الكويتية السفير اللبنانية صحيفة القبس وغيرها ونشر له ما يقارب بأربعين ألف لوحة غير ما حظر عليه نشره
ابتكر ضمير الثورة ناجي العلي ابنه حنظلة في عام 1969 وحنظلة هو صبي في العاشرة من عمرة ظهر رسم حنظلة للمرة الأولي في جريدة السياسة الكويتية وعن حنطلة يقول ناجي: ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر ، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء.
واما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.
وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب : عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.
ويقول ناجي العلي بأن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تحفظ روحه من الانزلاق، وهو نقطة العرق التي تلسع جبينه إذا ما جبن أو تراجع. وقد أصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته.
وعن اتفاقيات الاستسلام والتنازل عن فلسطين يقول ناجي العلي كلما ذكروا لي الخطوط الحمراء طار صوابي, أنا أعرف خطا أحمرا واحدا: إنه ليس من حق أكبر رأس أن يوقع على اتفاقية استسلام وتنازل عن فلسطين.
وفي يوم الأربعاء بتاريخ 22 يوليو 1987 أطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي وهو في لندن عندما كان خارجا من مقر صحيفة القبس فأصابة قرب انفه ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 اغسطس 1987، ودفن ناجي في لندن رغم طلبه بان يدفن قرب والده.
جسد ناجي العلي لم يعد بيننا للأسف ولكن نعلم أن روحه الطاهرة لم تفارقنا يوما ولن تفارقنا أبدا بالإضافة إلى أن ناجي العلي ترك فينا حنظلة الذي لن يموت أبدا ونتمنى أن نرى وجه حنظلة قريبا ويبقى السؤال من هو قاتل ناجي العلي؟؟؟
بقلم.ريتا رضوان عيد
من هو قاتل رسام الكاريكاتير ناجي العلي ؟؟؟وهل هناك جرم اقترفه ناجي ليكون الثمن الذي يدفعه هو حياته؟؟؟ تساؤلات كثيرة تراودنا يوميا ولكن للأسف ما من مجيب.
ناجي العلي هو فنان مبدع فلسطيني لا حدود لريشته الحرة فهو كان يعلم أنها ستكلفه حياته يوما ما ،وان قضية موته ليست سوى قضية وقت ليس إلا، فقد قال ناجي العلي عن كل إنسان يقول الحقيقة ويتحدث عن فلسطين/
اللي بدو يكتب لفلسطين, واللي بدو يرسم لفلسطين, بدو يعرف حالو : ميت. فريشة ناجي أثارت الخوف والشكوك لدى الكثير ،واخترقت هذه الريشة وزعزعت امن الكثير، لذا قاموا بالتخطيط لقتل ضمير الثورة ناجي العلي، وهو كان يعلم بذلك فقد هدد أكثر من مرة ،ولكن ومع هذا فهو لم يخاف من الموت يوما بل كان هذا هو حافز له، فكان عندما يمسك ريشته ليرسم يرسم كأنه سيموت غدا،فهو حقا كان وما زال فنان مبدع وعظيم يستحق منا كل الاحترام والتقدير.
ولد الفنان ناجي سليم حسين العلي عام 1937 في منطقة الشجرة ما بين طبرية والناصرة الواقعة في الجليل الشمالي من فلسطين لتبدأ قصة بطل فلسطيني جديد، وفي عام 1948 هجر الرفيق ناجي العلي عندما كان يبلغ عشرة أعوام هو وعائلته قسرا عن أرضه ليعيش حياة البؤس والشقاء والحرمان في الغربة ،فقال ناجي عن هذه العشرة أعوام من حياته /أذكر هذه السنوات العشر أكثر مما أذكره من بقية عمري، أعرف العشب والحجر والظل والنور ، لا تزال ثابتة في محجر العين كأنها حفرت حفراً .. لم يخرجها كل ما رأيته بعد ذلك.
ذهب ناجي العلي هو وعائلته إلى مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان بالقرب من مدينة صيدا ليبدأ معاناته في الغربة لا يعرف طعما للاستقرار، فكانت رحلته هي سبب إلهامه في رسوماته، وقد قامت القوات الإسرائيلية باعتقال ناجي وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال ، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها. وكذلك قام الجيش اللبناني باعتقاله أكثر من مرة وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن.
ثم قام ضمير الثورة ناجي العلي بالالتحاق بمدرسة مهنية في القبة قرب طرابلس, وحصل منها على شهادة دبلوم في الميكانيك هيأت له فرصة العمل في الورشات الصناعية.
بعد ذلك التحق الفنان ناجي بالقسم الفني في احد المعاهد المهنية في طرابلس اللبنانية ليتخرج عام 1953 و قرر الرسام الكاريكاتير ناجي العلي بعد ذلك الالتحاق بالأكاديمية اللبنانية للفنون عام 1960ولكن ظروفه السياسية عطلت إكماله للدراسة فعمل مدرسا للرسم في صور لمدة ثلاث سنوات في الكلية الجعفرية، بعد ذلك هاجر الرفيق ناجي العلي إلى الكويت ليبدأ عمله في مجلة الطليعة الكويتية عام 1963 والهدف من ذلك هو جمع مبلغ كاف من المال يمكنه من الدراسة في القاهرة أو ايطاليا ،وقد عمل الفنان في هذه المجلة كرسام ومخرج ومحرر، وفيها قام الفنان بإبداع رسومات عدة لروايات الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني بالإضافة إلى رسومات عدة لاقت قبول وترحيب كبيرين مما أدى إلى إهماله لفكرة الدراسة وتوجهه نحو فن الكاريكاتير لأنه وجد فيه أداة مناسبة لإيصال أفكاره إلى الناس وبعد ذلك تنقل الرسام ناجي العلي بين عدة صحف كويتية منها السياسة الكويتية السفير اللبنانية صحيفة القبس وغيرها ونشر له ما يقارب بأربعين ألف لوحة غير ما حظر عليه نشره
ابتكر ضمير الثورة ناجي العلي ابنه حنظلة في عام 1969 وحنظلة هو صبي في العاشرة من عمرة ظهر رسم حنظلة للمرة الأولي في جريدة السياسة الكويتية وعن حنطلة يقول ناجي: ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر ، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء.
واما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.
وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب : عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.
ويقول ناجي العلي بأن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تحفظ روحه من الانزلاق، وهو نقطة العرق التي تلسع جبينه إذا ما جبن أو تراجع. وقد أصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته.
وعن اتفاقيات الاستسلام والتنازل عن فلسطين يقول ناجي العلي كلما ذكروا لي الخطوط الحمراء طار صوابي, أنا أعرف خطا أحمرا واحدا: إنه ليس من حق أكبر رأس أن يوقع على اتفاقية استسلام وتنازل عن فلسطين.
وفي يوم الأربعاء بتاريخ 22 يوليو 1987 أطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي وهو في لندن عندما كان خارجا من مقر صحيفة القبس فأصابة قرب انفه ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 اغسطس 1987، ودفن ناجي في لندن رغم طلبه بان يدفن قرب والده.
جسد ناجي العلي لم يعد بيننا للأسف ولكن نعلم أن روحه الطاهرة لم تفارقنا يوما ولن تفارقنا أبدا بالإضافة إلى أن ناجي العلي ترك فينا حنظلة الذي لن يموت أبدا ونتمنى أن نرى وجه حنظلة قريبا ويبقى السؤال من هو قاتل ناجي العلي؟؟؟
بقلم.ريتا رضوان عيد
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر