في جنوب القدس : قرارات بهدم 10 منازل لبناء جسر وشق مقطع من (شارع الطوق الشرقي ) ومصادرة مئات الدونمات

في جنوب القدس : قرارات بهدم 10 منازل لبناء جسر وشق مقطع من (شارع الطوق الشرقي ) ومصادرة مئات الدونمات
الجمعة مايو 1 2009 -
القدس - – أكد حاتم عبد القادر مستشار رئيس الوزراء لشؤون القدس والمحامي احمد الرويضي رئيس وحدة القدس في الرئاسة ان مخطط الطوق الشرقي سيقضي على مستقبل أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مع عزل جنوب الضفة الغربية عن شمالها وفصل القدس وضمها إلى إسرائيل عمليا خاصة اذا ربطنا هذا المخطط مع باقي المخططات المتعلقة بكتلة ادوميم E1.

وقال عبد القادر ان السلطة الفلسطينية تعكف على إعداد مخططات هيكلية شاملة حيث انتهت من إعداد مخطط مساحة للأراضي التي سوف يشملها شارع الطوق الشرقي الذي يلتهم آلاف الدونمات من اراضي المواطنين في جنوب شرق مدينة القدس ويدمر عشرات المنازل التي تقع ضمن نطاق هذا الشارع خاصة في مناطق صور باهر وأم طوبا وجبل المكبر.

واضاف ان هذه المخططات والأعمال الهندسية التي تمت سوف توضع تحت تصرف المواطنين لدعم الالتماسات التي قدموها ضد شارع الطوق الشرقي وخاصة اصحاب المنازل المهددة بالهدم .

وكانت اللجنة اللوائية في بلدية القدس قد أجلت الأسبوع الماضي النظر في الاعتراضات المقدمة ضد شارع الطوق الشرقي ، بسبب عدم النظر في الاعتراضات من قبل اللجنة المحلية حيث أصر المحامون على ضرورة عرض الاعتراضات على اللجنة المحلية قبل عرضها على اللجنة اللوائية البلدية من وراء هذا الإجراء كسب الوقت وحرق المراحل من اجل التسريع في شق الشارع .

الرويضي : مثلث استيطاني

من جانبه اعتبر المحامي احمد الرويضي رئيس وحدة القدس في الرئاسة ان المخطط في حي السواحرة جزء من مخطط يهدف الى اقامة مثلث استيطاني يمتد ما بين حاجز - الكونتينر جنوبا والنبي داود شرقا وعناتا شمالا، وبالتالي فان التحرك السياسي لمواجهة المخطط هو عنوان عمل الرئاسة الفلسطينية لمواجهة هذا المخطط حيث ان تجربتنا قضائيا أثبتت بان القضاء الإسرائيلي هو جزء من الأدوات الإسرائيلية في تنفيذ برنامج التهويد والإحلال الديموغرافي.

وقال الرويضي ان تحركا سياسيا هو الاشمل والأوسع فلسطينيا حيث يعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب الشهر الحالي لبحث الانتهاكات الإسرائيلية في القدس وان موضوع الشارع الالتفافي والبناء الاستيطاني الذي اعلن عنه الاسبوع الماضي سيكون على جدول الاجتماع إضافة الى لقاء الرئيس القادم مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في الثلث الأخير من الشهر الجاري .

ومضى الرويضي يقول : نحن في وحدة القدس ننسق مع لجنة الدفاع عن اراضي السواحرة للمتابعة الشعبية والقانونية.

وسبق ان قام وفد من قناصل وسفراء الدول المعتمدة لدى السلطة الوطنية في القدس ورام الله بزيارة المكان والإطلاع على المخططات هناك.

مواطن متضرر من المخطط

ومن جانبه قال المواطن موسى محمد جمعة 56 عاماً من سكان جبل المكبر احد اصحاب المنازل المهددة بالهدم ل( ے ) ان الهدف الإسرائيلي أصبح معروفا بعد بناء الجدار الفاصل وهو التضييق علينا في البناء والسكن لدفعنا إلى الانتقال للجهة الثانية من الجدار أي الى الضفة الغربية ليستولوا على أراضينا ويسحبوا هويتنا وكافة حقوقنا ونصبح في نظرهم ( غائبين ) ونحن على مرمى حجر من أرضنا وهذا لن يكون بإذن الله .

وقال ان البلدية وسلطات التنظيم والبناء تريد تدمير الحي بكامله بحجة الجسر الخاص بشارع الطوق الشرقي والجدار ، قدمنا مخططا هيكليا أول مرة فرفض وفي المرة الثانية كان الرد انه لابد ان يشمل المخطط اكثر من 10 دونمات ففعلنا وجندنا جميع اصحاب الاراضي وجمعنا أكثر من 70 دونما ورغم ذلك رفض المخطط وزعمت البلدية ان المنطقة مصنفة خضراء ولا يمكن تغيير التصنيف ...!؟

ووصف هذه المماطلة والتسويف بسياسة اقتلاع وتهجير بهدف التهويد.

وأوضح ان المسؤولين في البلدية الذين يتجولون في المنطقة بصورة شبه يومية اكدوا للمواطنين ان كافة المنازل التي بنيت في هذه المنطقة بعد العام 1967 سوف يجري هدمها ، اليوم 10 منازل وفي المرحلة المقبلة الباقي .

واوضح جمعة ان منزله مكون من 3 غرف ومنافعها بمساحة 100 متر مربع

و وفق الخريطة التي وزعتها السلطات الإسرائيلية للطريق الالتفافي بيتي مؤشر عليه باللون الأصفر ومن ضمن أكثر من 10 منازل تم إخطارها بالهدم من اجل بناء جسر ضخم يشكل جزءا من طريق التفافي يربط مستوطنة رمات رحيل في جنوب القدس بمستوطنة معالية أدوميم في جنوب شرق المدينة .

ووصف الشارع بانه مدمر سيلتهم مساحات واسعة من الاراضي الفلسطينية الزراعية والتي تعتبر والمساحة المتبقية لتوسع المواطنين الفلسطينيين في تلك المنطقة التي اصبحت محاطة ومحاصرة بالمستوطنات .

واكد جمعة ان عائلته تسكن المنطقة أجيالا متعاقبة منذ مئات السنين وتعيش الى جانب أراضيها التي أصبحت مقسمة داخل وخارج الجدار ومصنفه منطقة ( حرام – جدار ) ممنوع البناء فيها أو استغلالها ودمرت اجزاء منها عمليات الحفر والتجريف لبناء الجدار من الجانبين .

وقال ان الاسرة مكونة من 12 فرداً منهم شابان احدهما أنهى المرحلة الجامعية الثانية وينوي الزواج ولكن لا مكان يستطيع السكن فيه خاصة وان البيت صغير وضيق ، أما الثاني فخرج إلى سوق العمل مبكراً وينوي هو الأخر الزواج والعائق عدم وجود سكن .

واوضح انه قام شخصياً قام بهدم غرفة بناها في العام 1994 تحت تهديد وضغط البلدية التي تصنف المنطقة بأنها خضراء ممنوع البناء فيها مشيراً الى ان سياسة البلدية والحكومة الإسرائيلية منذ بداية السبعينات واضحة بمنع البناء والتوسع في القدس الشرقية .

ولفت جمعة الى ان حجة البلدية بالنسبة للمنازل العشرة المنوي هدمها أنها تأتي في حرم الجدار أو الطريق الالتفافي الرابط بين مستوطنة (رمات رحيل و معالية ادوميم ).

وقال نحن شيدنا منازلنا في أراضينا قبل ان تأسيس إسرائيل وقبل الجدار العنصري وقبل شق الشارع الألتفافي .. وتساءل هل يعقل ان تهدم منازلنا ونشرد من اجل تسهيل مرور المستوطنين وربط المستوطنات في الجنوب مع الشرق لتطويق القدس وعزل الناس عن اراضيها والحد من تواصلهم .

واكد ان الشارع الألتفافي – الطوق الشرقي مغلق أمام الفلسطينيين في القرى والمناطق الفلسطينية ومحصور استخدامه للمستوطنين فقط .