بشغف كبير ينتظر تجّار القدس المناسبات الدينية والوطنية، وخاصة شهر رمضان الكريم، وعيديْ الفطر والأضحى المباركين، والأعياد الميلادية المجيدة، ويستعدون لذلك على طريقتهم الخاصة وبشكل يليق بالمناسبات.
وتبدأ محالهم تزدهر بالسلع والبضائع المتنوعة في خطوة يرون فيها فرصة لتعويض أيام السنة بالكامل والتي تشهد ركودا وكسادا تجاريا كبيرا بسبب عوامل كثيرة في مقدمتها سياسات الاحتلال التي تستهدف القطاع التجاري في القدس كاستهدافها لسائر القطاعات في المدينة لدفع المقدسي للهجرة عن المدينة وصولا إلى تهويدها.
ومع اقتراب عيد الأضحى نفض التجار الغبار عن محالهم بعد الركود الذي أصاب أسواق المدينة عقب عيد الفطر السعيد، وشمّروا عن سواعدهم لاستقباله، وزادت ساعات فتحهم لمحالهم حتى ساعات متأخرة نسبياً من الليل، وهذا أمر فريد في المدينة التي تنام مبكرا.
الاحتلال وعبر اذرعه المختلفة لا تهدأ له سريرة وهو يرى حال تجار القدس وأسواق المدينة العتيقة والتاريخية يتقدم ويزدهر، ما يصاحب ذلك من إبراز طاغ بهوية المدينة العربية الإسلامية، فيستعد هو الأخر، وعلى طريقته للتنغيص على التجار من خلال أساليب متعددة بات يعرفها أهل المدينة.
وما حصل في الأيام الماضية من حملات دهم ضرائبية واسعة النطاق للمحال التجارية في بلدتي العيسوية وسلوان المتاخمتين للبلدة القديمة، وامتدادها اليوم إلى المحال التجارية في أسواق القدس القديمة، سوى صورة أوّلية ومصغرة لما يمكن أن يُقدم عليه الاحتلال للتضييق على المواطنين ومحاولة قهر إرادتهم وعزيمتهم.
وبتنهدات عميقة، قال عصام بدر، وهو تاجر في سوق العطارين التاريخي في البلدة القديمة بالقدس لـ'وفا' إنه 'نادم جداً على جلب كميات من الملابس استعدادا لعيد الأضحى'، لافتا إلى أن مصلحة ضرائب الاحتلال ترقب بدقة ما يجري في أسواق المدينة ولا يهنأ لها بال إلا بالتنكيد على التجار وتبدأ بعمليات اقتحام وحشية للمحال أشبه ما تكون بمداهمات العصابات.
وأوضح أنه كسائر تجار المدينة ينتظر بفارغ الصبر الأيام القليلة التي تسبق عيد الأضحى والتي تشهد نشاطا ملحوظا بعمليات تسوق المواطنين، وذلك لتعويض الأيام السابقة والتي وصف حالتها باليائسة والمحبطة.
ولفت إلى أن مصلحة الضرائب باتت لا تفارق أسواق البلدة، وخلال دهمها للمحال التجارية تقوم بالتدقيق بدفاتر تسجيل الضريبة وقليل جدا من يفلت من قبضتها، وقال إن 'العديد من أصحاب المحال فضلوا إغلاق محالهم وفتحها في ساعات الليل تجنبا وتحسبا من مباغتة سلطات ضرائب الاحتلال لهم'.
أما زياد صبيح وهو تاجر في سوق خان الزيت، فأكد أن القوة الشرائية ضعيفة وعمليات التسوق غير اعتيادية، معزيا السبب لعدم وجود الأموال الكافية مع المواطنين الذين لا يكادوا خرجوا من الأزمة التي رافقتهم نتيجة اجتماع شهر رمضان وعيد الفطر وافتتاح المدارس في وقت واحد وبمجموعها استنزفت أولياء الأمور ووضعتهم في ضائقة كبيرة.
وقال لـ'وفا': صحيح أن الأسواق تعج بالمواطنين لكن المحال التجارية تخلو تقريبا من المتسوقين، مؤكدا أن الاحتلال نجح بضرب الحركة التجارية في المدينة وخاصة في أسواق القدس القديمة من خلال سياسات ممنهجة وملاحقات ضرائبية أكبر بكثير من المعقول، فضلا عن إغلاق القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني، بالإضافة إلى غياب الثقافة الوطنية الخاصة بعملية التسوق، حيث يتوجه الكثيرون إلى أسواق ومتاجر القدس الغربية وقد 'بلعوا طعم الدعايات اليهودية'.
التاجر احمد اسعيد وهو صاحب محل تجاري في شارع صلاح الدين قرب أسوار المدينة وسط القدس المحتلة، قال إن 'الأسواق تتحرك إيجابا في مثل هذه المناسبات ولا يعكر الأجواء سوى الاحتلال واذرعه وخاصة مصلحة الضرائب المتعددة وأساليبها الوحشية التي تتبعها مع التجار وأمام المتسوقين؛ ما يترك آثاراً نفسية سلبية تجاه نوجه المواطنين للتسوق من هذه المحال'.
ولكنه أكد أن كل سياسات الاحتلال لا يمكنها دفع أي تاجر لإغلاق محله والرحيل، مشددا على أن الحفاظ على أسواق القدس وخاصة الموجودة في البلدة القديمة هدف سامي ويدرك التجار أهميته في المساهمة بالحفاظ على هوية المدينة وطابعها العربي الإسلامي.
وأشار عبد الرحيم علمي، من سوق خان الزيت إلى أن الكثير من الأهالي باتوا يفضلون الشراء من البسطات وعدم دخول البلدة القديمة وأسواقها التي تعج بالحركة.
وأوضح أن أصحاب البسطات لا يلتزمون بضرائب أو بأجرة محال، وبالتالي فأسعارهم دائما ما تكون اقل من أسعار المحال التجارية؛ الأمر الذي يستقطب المواطنين للشراء منها.
وأكد أن انتشار عناصر شرطة وحرس حدود في البلدة بشكل كبير بالإضافة إلى عمليات الملاحقة التي تنفذها سلطات الضرائب لتجار القدس القديمة عوامل كافية لشل الحركة التجارية فيها، ورغم ذلك فإن تجار البلدة القديمة يصارعون من أجل الثبات والصمود.
وطالب حسن خطيب تاجر بشارع الزهراء بدعم مقومات صمود تجار القدس، وتكثيف المساعي لوقف سياسات الاحتلال تجاه التجار ومحالهم، والعمل بوتيرة اكبر على فضح وكشف أساليب الاحتلال- التي تشبه أساليب العصابات- في كافة المحافل والميادين المحلية والإقليمية والدولية، والعمل على تمكين التاجر المقدسي من الصمود في محله وتثبيته في القدس التي تتعرض لعمليات تهويد متسارعة.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر