حيفا لا تخاف النار وفلسطين كبيرة

الكاتب: عبلة درويش
ليس في الكوارث الطبيعية شماتة ولا فرحة على مصيبة، لكننا كفلسطينيين اعتلانا القهر من ظلم الاحتلال، ففي كل نواحي حياتنا تجد تدخلا باعتداء وانتهاك، فكم عانى اهالي الاسرى ولكن.. لا السجن باق ولا زرد السلاسل، وحقا فقد احترق السجانون جمرا فكثيرا ما احترقت قلوب امهات الاسرى والاسيرات وكثيرا ما احترقت قلوب الاسرى وغرفهم بفعل وحدات نحشون وحدات اخرى من جنود السجون، ورغم تضامنا مع بسمة امهات الاسرى وعلى الوهن الذي عانت منه اسرائيل وعجزها بامتياز على اطفاء الحرائق واستنجدت بالعالم اجمع لتظهر طفولتها البائسة التي لبست قناع الرجال ولكن... تلك حيفا يا شعب، اسرائيل تحترق ولكن تلك حيفا الفلسطينية واهالينا في الداخل هم من تحيطهم النيران وتهدد حياتهم فلا يرغبون حقا في التهجير مرة اخرى.

فكم صمدت حيفا، وصمدت امام الحرائق، فحيفا لا تخاف... حيفا صامدة... فلو خافت لما سكنت الشاطئ قبل ان تتعلم السباحة، حيفا لم تخف العدو فكيف ستخاف من الطبيعة، رحلت طبيعة الكرمل وجبال الكرمل العتيدة ولكنها باقية وستعود يوما لتبث للعدو انها فلسطينية بامتياز ولا يسقطها القتل ولا الحرق.

ورغم سقوط "رتبة اسرائيل العسكرية" التي صاحت بها دوما، الا انها تكابر على ضعفها وتحاول اصدار التبريرات الزائفة لمحاولة حماية اسمها امام العالم، الا ان انكشفت ان لم تكن اصلا واضحة، فهي قادرة دوما على اشعال الحرائق لكنها عاجزة عن اطفائها، فكم نشرت اسرائيل قطعان مستوطنيها لاحراق اراضي المزارعين في قرى الضفة، لتقع في حفرتها التي حفرتها دوما لنا، لتعجز عن انقاذ جنودها من لهيب النار.

كما وانتقد الكثيرون مشاركة طواقم الدفاع المدني الفلسطيني باخماد نيران الكرمل، لكن "الكبير" يظهر في الازمات، و"الكبير" من يتعالى على جراحه، ولا تمثل هذه المشاركة تعاطفا مع المحتل انما احساس بحيفا الفلسطينية وهي مظهر فلسطيني حضاري وقيم انسانية فلسطينية بحتة مفقودة في الجانب الاخر، وهدف فلسطيني في شباك السياسة وان لم يكن لها اثر في المستقبل، لكنها ليست بتصرف غريب على الفلسطينيين، وقيمهم الانسانية حتى لو تجردت هذه القيم عند الاسرائيليين، وكم استغربت بعض التصريحات والعناوين التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام التي غاب عن بالها مليون ونصف مليون فلسطيني يقبعون في الداخل المحتل.

حيفا تعلن مقاومة السجانين ولو بعد حين

عاشت حيفا