في زاوية "حياتنا" في صحيفة الحياة الجديدة وتحت عنوان "رماد" وصف حافظ البرغوثي الاقتصاد الفلسطيني بالرماد الذي لا يمكن اشعاله، جاء ذلك عقب لقاء تم مع رئيس الوزراء د. سلام فياض امس.
وقال البرغوثي: محمد بوعزيزي دخل تاريخ تونس باعتباره أول من قرع الجرس أو أول من أشعل عود الكبريت عندما حرق نفسه بعد جرح كبريائه وصفعه من قبل أفراد الشرطة الذين تعسفوا في استخدام السلطة ضده كشاب خريج لا يجد عملاً سوى بيع الفاكهة في كشك غير مرخص فابتزوه وأخذوا الفاكهة دون دفع ثمنها، ولما اشتكاهم الى الوالي، لم يحرك ساكناً، بل زادوا من مضايقته وكان كبرياؤه آخر ما تبقى له، فصفعته شرطية فاشتعل احتجاجاً ولحق بمحمد بوعزيزي رجل جزائري يدعى محسن بو طرفيف الذي أحرق نفسه لعدم حصوله على عمل ومسكن في بلده الخضرة.
تونس والجزائر بلدان غنيان بالرجال والثروات ولكن التنمية غير متنوعة وتقتصر على المدن وتهمل الريف، ولهذا الاهمال عواقب وخيمة نجدها الآن، وقد حاول بعضنا ان يحتج على غلاء الاسعار لكن حالتنا غريبة وعجيبة وغير قابلة للمقارنة او الاحتراق لأننا عملياً تحت احتلال يتبع اقتصادنا اقتصاده وهو اقتصاد متطور يبلغ أدنى الاجور فيه اعلى أجر عندنا ويتحكم الاقتصاد الاسرائيلي والاحتلال في كل شيء عندنا من الابرة حتى السيارة، ولذلك فالأولى ان نحتج على الاحتلال وان نحرق أنفسنا على الحواجز والمعابر التي تحاصرنا.
فنحن عملياً لا نملك اقتصاداً بل اقتصاد نفقات جارية وليس اقتصاداً انتاجياً لان الاحتلال يمنع نشوء أية صناعات انتاجية حقيقية، ونسبة الفقر تزداد يومياً وفقاً لما قاله رئيس الوزراء يوم أمس حيث ان عدد العائلات الفقيرة التي تتقاضى مساعدات من الشؤون الاجتماعية سيرتفع من 65 ألف عائلة الى 95 ألف عائلة.
وعدد العاطلين عن العمل في الاراضي الفلسطينية وصل الى 218 ألفاً وهذا يعني اننا قبل نهاية هذا العام إما على موعد مع الحرية او موعد مع الجوع.
فالمساعدات الخارجية عملياً ليست موجهة لانعاش الاقتصاد بل لتسد جوعاً فقط. وحالها حال ما ورد في طرفة حديثة تقول: ان اميركياً وصل الى فندق ودفع مائة دولار لموظف الاستقبال كعربون ريثما يعاين غرف الفندق لاختيار واحدة لمنامه. فقام موظف الاستقبال وأخذ المائة دولار وسارع الى اللحام وسددها عن دين سابق في ذمته، فقام اللحام وسارع الى تاجر المواشي وسددها عن دين في ذمته، فتوجه تاجر المواشي الى تاجر الاعلاف وناوله المائة دولار عن دين سابق، فقام تاجر الاعلاف وتوجه الى مومس وسدد لها ديناً عليه، فقامت المومس وتوجهت الى الفندق وسددت المائة دولار لموظف الاستقبال عن أجور غرفة تستأجرها لاستقبال زبائنها، ولما انصرفت نزل الاميركي بعد معاينة الغرف وقال لموظف الاستقبال ان الغرف لم تعجبه وتناول المائة دولار وغادر.
وهذا بالتحديد ما يحدث عندنا مع المساعدات الخارجية، لكن واجابة على سؤال لماذا لا نحرق أنفسنا احتجاجاً على ارتفاع الاسعار؟ الجواب هو اننا صرنا رماداً والرماد غير قابل للاشتعال مع الاسف.
لكن على أية حال أفتى عدد من الحاخامات بجواز اقامة معسكرات ابادة للفلسطينيين وهذا يريحنا من مشقة الاحتراق الذاتي.
وقال البرغوثي: محمد بوعزيزي دخل تاريخ تونس باعتباره أول من قرع الجرس أو أول من أشعل عود الكبريت عندما حرق نفسه بعد جرح كبريائه وصفعه من قبل أفراد الشرطة الذين تعسفوا في استخدام السلطة ضده كشاب خريج لا يجد عملاً سوى بيع الفاكهة في كشك غير مرخص فابتزوه وأخذوا الفاكهة دون دفع ثمنها، ولما اشتكاهم الى الوالي، لم يحرك ساكناً، بل زادوا من مضايقته وكان كبرياؤه آخر ما تبقى له، فصفعته شرطية فاشتعل احتجاجاً ولحق بمحمد بوعزيزي رجل جزائري يدعى محسن بو طرفيف الذي أحرق نفسه لعدم حصوله على عمل ومسكن في بلده الخضرة.
تونس والجزائر بلدان غنيان بالرجال والثروات ولكن التنمية غير متنوعة وتقتصر على المدن وتهمل الريف، ولهذا الاهمال عواقب وخيمة نجدها الآن، وقد حاول بعضنا ان يحتج على غلاء الاسعار لكن حالتنا غريبة وعجيبة وغير قابلة للمقارنة او الاحتراق لأننا عملياً تحت احتلال يتبع اقتصادنا اقتصاده وهو اقتصاد متطور يبلغ أدنى الاجور فيه اعلى أجر عندنا ويتحكم الاقتصاد الاسرائيلي والاحتلال في كل شيء عندنا من الابرة حتى السيارة، ولذلك فالأولى ان نحتج على الاحتلال وان نحرق أنفسنا على الحواجز والمعابر التي تحاصرنا.
فنحن عملياً لا نملك اقتصاداً بل اقتصاد نفقات جارية وليس اقتصاداً انتاجياً لان الاحتلال يمنع نشوء أية صناعات انتاجية حقيقية، ونسبة الفقر تزداد يومياً وفقاً لما قاله رئيس الوزراء يوم أمس حيث ان عدد العائلات الفقيرة التي تتقاضى مساعدات من الشؤون الاجتماعية سيرتفع من 65 ألف عائلة الى 95 ألف عائلة.
وعدد العاطلين عن العمل في الاراضي الفلسطينية وصل الى 218 ألفاً وهذا يعني اننا قبل نهاية هذا العام إما على موعد مع الحرية او موعد مع الجوع.
فالمساعدات الخارجية عملياً ليست موجهة لانعاش الاقتصاد بل لتسد جوعاً فقط. وحالها حال ما ورد في طرفة حديثة تقول: ان اميركياً وصل الى فندق ودفع مائة دولار لموظف الاستقبال كعربون ريثما يعاين غرف الفندق لاختيار واحدة لمنامه. فقام موظف الاستقبال وأخذ المائة دولار وسارع الى اللحام وسددها عن دين سابق في ذمته، فقام اللحام وسارع الى تاجر المواشي وسددها عن دين في ذمته، فتوجه تاجر المواشي الى تاجر الاعلاف وناوله المائة دولار عن دين سابق، فقام تاجر الاعلاف وتوجه الى مومس وسدد لها ديناً عليه، فقامت المومس وتوجهت الى الفندق وسددت المائة دولار لموظف الاستقبال عن أجور غرفة تستأجرها لاستقبال زبائنها، ولما انصرفت نزل الاميركي بعد معاينة الغرف وقال لموظف الاستقبال ان الغرف لم تعجبه وتناول المائة دولار وغادر.
وهذا بالتحديد ما يحدث عندنا مع المساعدات الخارجية، لكن واجابة على سؤال لماذا لا نحرق أنفسنا احتجاجاً على ارتفاع الاسعار؟ الجواب هو اننا صرنا رماداً والرماد غير قابل للاشتعال مع الاسف.
لكن على أية حال أفتى عدد من الحاخامات بجواز اقامة معسكرات ابادة للفلسطينيين وهذا يريحنا من مشقة الاحتراق الذاتي.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر