الهوية المفقودة 1968

الكاتب: معاذ أحمد العالم
لا تسلني يا صــديقي .... مـن أنـا
فالدنا تعـرف أوراقي.... "مـهاجـر"
لا تسلني ولـتسل عـني السـنين
آه لـو تعرف حـقا من أكــون
فليكن قلبك مثـل الصخـر وإسمع
وإليــك القصـة الحمـراء أروي
فامسك العينين عن دمعك وإسـمع
**********
أنـا من في زحمة الـدنيا تَعـنى
أنـا من عـاش على الجرح وغنى
أنـا من سار على الـدرب المرير
أنـا مـن قاسى ليالي الزمهــرير
وعلى الأشواك حـطـت كـاهـلاه
وحـديد الـقيد يـوهن راحتـــاه
لا تلمني يا صديقي....
فقطاري في ثنايا الدرب قد ضل وتـاه
**********
نازح عـبر متـــاهات الـسـنين
بل شريد من تفاهات الظنون
كل مـا أمـلك في جيبي هـويــة
كتبـت بالـدم يقـطر مـن فـؤادي
بين أسطرهـا تفقـــدت بــلادي
لم أجـدها..... لم أجد غير تواقيع الجريمة
بيـن أسطرهـا وحقــد الهـمجـية

**********
عربي من فلسطين وأرض العرب أرضي
ودمائي من دماء العرب تخفق ملىء قلبي
عندما يسألني الجلاد من أنت؟ .... وما إسمك؟
يصعب الرد فكم حيرت في رد الجواب!!!
عربي... يسقط السوط على رأسي كـذبت
من فلسطين ... تأكد من جوابك قد زللـت
من بلاد الشام والنيل ومن أرض الجزيـرة
من ربى لبنان.... من مصر الكبيــــرة
من بلاد النفط والتمر ومن كل البلاد العربية
يسقط السوط على شفتاي ...... تكــذب!!
فلتقل يا إبن الزنــا..... من أين أنـــت؟
وأصدق الرد وإلا قـد قضـــــيت
**********
أينما أمشي ترافق خطوتي درب التـعاسـة
في كل ثانية تباع كرامتي ثمن النخاسة
ليتني مت وليت اليوم لم أدرِ الحقيقـــة
فبلادي يا صديقي لم تعد إسمي تطيــقـه
***********
عندما تهفوا السجون لزائر... قيل أطلبــوه
وإذا ما إشتاقت الأحبال رأســا فأشنقــوه
وإذا مـا إستنبطوا شيأ برأسي جـربــوه
فأنا كـبش الفدا في كل حـين يذبـحــوه
***********
أترى يا صاحبي نبقى بلا إسم وعنوان ودار
ويظل يعبث يا صديقي في مصائـرنا التـجار
في كل يوم نفتدي الدنيا بآلاف الضــحايـا
ودمانا خضبت من أرض عدنان الزوايـــا
فإلى متى يا صاحبي نبقى تُسيّرنــا البغـايا

اختيار جميل
كل الاحترام ... سوزان