كشك ابو علي ..وقف صهيوني ؟؟
كتبهايوسف غيشان ، في 9 نيسان 2009
أول أمس كعادتي كنت جالسا في مقري الدائم عند صديقي حسن ابو علي في كشك الثقافة العربية، كنت منهمكا في تقليب صفحات الديوان الجديد للراحل الكبير محمود درويش . كان ابو علي منهمكا مع وفد سياحي ما، يتحدثون ويقومون بتصويره في الكشك ، ويبدو ان شابا افريقيا بينهم طلب ان يقوم الدليل بتصويره مع ابي علي .اخذ ابو علي (هيئة الآكشن)…لم ابه كثيرا بالموضوع وواصلت تقليب صفحات الديوان بشغف.
بدون سابق ولا لاحق علا صوت ابو علي موجها حديثه للدليل:
- يا كلب يا حقير يا ابن … ا….
دهشت ، فلم ار ابو علي بهذه العصبية من قبل ، خصوصا بعد ان تحول الى مسبات من العيار الثقيل وتحت الحزام مباشرة ، والرجل يعتذر ويحاول تقبيل راس غيفارا وسط البلد.
توجه ابو علي لي بالكلام :
- شفت هالحقير بدو ايخليني اتصور مع يهودي ، بقولله شو جنسيته بقللي يهودي اسرائيلي …انا اجل من هيك وأرفع..يا…..
عندها ادركت سر هذه الثورة….تخيل ان يأتيك شخص ينوي ان يلتقط معك صورة تذكارية ، بعد ان اغتصب ارضك وسكن بيتك وسرق وطنك وقتل اهلك وأحبابك وحولك الى لاجيء ضائع في المنافي ، تحت حجة ان البيت ( بيتك )كان له قبل ثلاثة الاف عام بعد ان اغتصبه اجداده من اجدادك الأوائل بناة اول حضارة على هذه الأرض….. وتخيل ان هذا المدعي هو اسمر اللون افريقي الملامح(ربما يكون من يهود الفلاشا ، او ان الوالده احضرته اسيرا في بطنها من احدى غزواتها العاطفية العارضة لزنجي احضر لها البيتزا الى غرفتها في الفندق خلال غياب الزوج في مهمة تجسسية) …انها بعصة فعلا، لا بل اثنتين !!.
فجأة اختفى الدليل السياحي مع كامل الجرابيع الذين معه ، لكن انفعال ابو علي لم يتوقف ، وصار الرجل يرتجف من الغضب ، وهو يستعرض فيما يبدو جميع سني عمره مذ تشرد أهله وهو في الكوفلية ، ثم خروجه من المدرسة ليشرع في العمل ببيع الصحف منذ عام 1956 حتى يعيل اهله، حيث خرج الى الرصيف منذ ذلك الوقت وما يزال،بينما (اخو أل…) قادم كسائح ويجد في نفسه من الوقاحة التي ورثها عن اخواله ما يسمح له بطلب صورة تذكارية ..صورة تجمع. لقتيل بالقاتل ، والمغتصب بكسر الصاد بالمغتصب بفتحها ،والمجرم بالضحية….فعلا انه انفعال مبرر!.
الجميل انه ،وبعد قليل شرع عدد من الشباب الذين عرفوا بالقصة او شاهدوها، بالسلام على ابو على وتقبيله تقديرا لموقفه الشجاع ، لا بل ان بعضهم اشترى كتبا ومجلات لمجرد ان يفخر في انه اشتراها من كشك طرد اليهود الاسرائيليين من حرمه.
ابتسمت بعد دقائق …نظر الي ابو علي شزرا فقلت له باني ابتسم وأنا اتخيل ان احفاد هذا الأسير سيأتون بعد عقود ليطالبوا او ليحتلوا الكشك الذي وقف عنده والدهم ذات يوم…الم يفعلوا هذا في فلسيطن وما زالوا ؟؟؟؟.
قال لي بحزن:
- بترش على الموت سكر يا يوسف!!
وانشغل عني بفيلق جديد من المهنئين، فأدركت تماما ان علي الذي باع الجمل لم ولن يكون ابن او حفيد هذا الرجل قط.
كتبهايوسف غيشان ، في 9 نيسان 2009
أول أمس كعادتي كنت جالسا في مقري الدائم عند صديقي حسن ابو علي في كشك الثقافة العربية، كنت منهمكا في تقليب صفحات الديوان الجديد للراحل الكبير محمود درويش . كان ابو علي منهمكا مع وفد سياحي ما، يتحدثون ويقومون بتصويره في الكشك ، ويبدو ان شابا افريقيا بينهم طلب ان يقوم الدليل بتصويره مع ابي علي .اخذ ابو علي (هيئة الآكشن)…لم ابه كثيرا بالموضوع وواصلت تقليب صفحات الديوان بشغف.
بدون سابق ولا لاحق علا صوت ابو علي موجها حديثه للدليل:
- يا كلب يا حقير يا ابن … ا….
دهشت ، فلم ار ابو علي بهذه العصبية من قبل ، خصوصا بعد ان تحول الى مسبات من العيار الثقيل وتحت الحزام مباشرة ، والرجل يعتذر ويحاول تقبيل راس غيفارا وسط البلد.
توجه ابو علي لي بالكلام :
- شفت هالحقير بدو ايخليني اتصور مع يهودي ، بقولله شو جنسيته بقللي يهودي اسرائيلي …انا اجل من هيك وأرفع..يا…..
عندها ادركت سر هذه الثورة….تخيل ان يأتيك شخص ينوي ان يلتقط معك صورة تذكارية ، بعد ان اغتصب ارضك وسكن بيتك وسرق وطنك وقتل اهلك وأحبابك وحولك الى لاجيء ضائع في المنافي ، تحت حجة ان البيت ( بيتك )كان له قبل ثلاثة الاف عام بعد ان اغتصبه اجداده من اجدادك الأوائل بناة اول حضارة على هذه الأرض….. وتخيل ان هذا المدعي هو اسمر اللون افريقي الملامح(ربما يكون من يهود الفلاشا ، او ان الوالده احضرته اسيرا في بطنها من احدى غزواتها العاطفية العارضة لزنجي احضر لها البيتزا الى غرفتها في الفندق خلال غياب الزوج في مهمة تجسسية) …انها بعصة فعلا، لا بل اثنتين !!.
فجأة اختفى الدليل السياحي مع كامل الجرابيع الذين معه ، لكن انفعال ابو علي لم يتوقف ، وصار الرجل يرتجف من الغضب ، وهو يستعرض فيما يبدو جميع سني عمره مذ تشرد أهله وهو في الكوفلية ، ثم خروجه من المدرسة ليشرع في العمل ببيع الصحف منذ عام 1956 حتى يعيل اهله، حيث خرج الى الرصيف منذ ذلك الوقت وما يزال،بينما (اخو أل…) قادم كسائح ويجد في نفسه من الوقاحة التي ورثها عن اخواله ما يسمح له بطلب صورة تذكارية ..صورة تجمع. لقتيل بالقاتل ، والمغتصب بكسر الصاد بالمغتصب بفتحها ،والمجرم بالضحية….فعلا انه انفعال مبرر!.
الجميل انه ،وبعد قليل شرع عدد من الشباب الذين عرفوا بالقصة او شاهدوها، بالسلام على ابو على وتقبيله تقديرا لموقفه الشجاع ، لا بل ان بعضهم اشترى كتبا ومجلات لمجرد ان يفخر في انه اشتراها من كشك طرد اليهود الاسرائيليين من حرمه.
ابتسمت بعد دقائق …نظر الي ابو علي شزرا فقلت له باني ابتسم وأنا اتخيل ان احفاد هذا الأسير سيأتون بعد عقود ليطالبوا او ليحتلوا الكشك الذي وقف عنده والدهم ذات يوم…الم يفعلوا هذا في فلسيطن وما زالوا ؟؟؟؟.
قال لي بحزن:
- بترش على الموت سكر يا يوسف!!
وانشغل عني بفيلق جديد من المهنئين، فأدركت تماما ان علي الذي باع الجمل لم ولن يكون ابن او حفيد هذا الرجل قط.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر