الألتزام الأممي للشيوعين يفرض عليهم مواقف معينة بالنسبة للمصالح الوطنية وقد تكزن هذه تكون هذه المواقف متعارضة مع المصلحة الوطنية التى تتطلب منهم مواقف ايجابية تتماشى وتحقيقها على الوجه المناسب . وفكرة التبعية للإتحاد السوفياتي أصبحت بالنسبة للشيوعي غير الروسى مبدءأ من المباديء التى يعتنقها ويلتزم وبذبك تكون مصلحة الاتحاد السوفياتى مقدمة على أي مصلحة وطنية في الوطن الذى يعيشه الشيوعى ، وقد عرف عن الشيوعيين خارج نطاق الاتحاد السوفياتى وتقديم مصلحة الاتحاد السوفياتى وتسويغ مواقفه على المصلحة الوطنية التى توجب على المواطن ايا كان مذهبه ومنهجه الفكري ان يلزمها ويعمل من أجلها ، وقد تعلموا هذا وتشربته أفكارهم من خلال التعاليم الشيوعية فقد جاء في محاضرة لستالين ألقاها في موسكو عام 1924:
ان من واجب الشيوعي في كل الأحوال أن يناضل ضد الوطنية الضيقة وان لا يحصر نفسه في حركته المحدودة الأفق ) .
ويقول جورج ديمتروف ( الاتحاد السوفياتى هو الوطن الكبير لعمال العالم أجمع ) .
والشيوعيون في البلاد العربية كغيرهم من الشيوعيين في العالم يشعرون بالتبعية للاتحاد السوفياتي مرتكز الشيوعية في العالم ولهم مواقف تتنافي والروح الوطنية بل كثيراً ما تتعارض مع المصلحة الوطنية إلى درجة أنهم أحياناً يوصفون بالخيانة من جراء تلك المواقف .
يقول الأستاذ جلال السيد في كتابه حقيقة الأمة العربية الصفحة 292:
( وكان انتهاء هذه العناصر المقيمة في البلاد العرب والتى ليست من العرب الى المذهب الشيوعي انتماء يحقق رغبتين . الرغبة الأولى : ان الشيوعية تعفيها من الواجبات النضالية من اجل المصلحة الوطنية فهي تتظاهر بأن جميع التحركات والمحاولات النضالية من باب العبث فإنها أحلت نفسها من الاشتراك فيها وكأن شيوعيتها تبرير لسلوكها المنافق المتراخي الذي ليس له اثر في كيان الوطن ) بل لقد اصبحوا وكأنهم جسم غريب يعيش في جسد هذه الامة لا يستطيع التفاعل مع احداثها والوقوف الى جانب مصلحتها الوطنية فما عادوا يتأثرون بأي حدث وطنى إلا من خلال ما تمليه عليهم عقيدتهم الشيوعية وارتباطهم بالأم الرؤوم الاتحاد السوفياتي .
( وبذلك فقد اصبح الشيوعيون من العرب غرباء في كل شئ عن الامة العربية وقد عزلوا عن جسم الامه فلم يعودوا يتأثرون بالتيارات التي تتاثر بها لان كيانهم غير كيانها فأفراح الامه لا تفرحهم واحزانهم لا تحزنهم وهم يقيمون بين ظهراني الامة ليكونوا عيونا للشيوعية الدولية
ويقول الدكتور سعدون حمادي في كتابه نحن والشيوعيه في الازمه الحاضرة الصفحه 21_22:
( ان التاريخ السياسي الحديث للبلاد العربيه يدل بشكل واضح على ان الحركه الشيوعيه لم تكن قوة مؤثرة فعاله في الاحداث والتغيرات التي حدثت ... جاء الكفاح ضد الاستعمار الغربي في سوريه ولبنان والعراق ومصر من اجل الاستقلال والسياده الذي تمثل في ثوره 1920 وثورة 1941وما تبعها من انتفاضات في العراق والثوره السوريه وحركه المقاومة المستمره للفرنسيين والنضال الوطني في مصر الذي تمثل بثوره عرابي والنضال الذي قاده سعد زغلول فكانت حصة الحركه الشيوعية اما ضعيفه جدا تصل حد الرمزيه او معدومة بالمرة بل على العكس ، وقفت الحركه الشيوعية في بعض الفترات ضد النضال الوطني وبصف الاستعمار كما حدث في العراق وسوريه اثناء الحرب الاخيرة .
وخاضت الامه العربيه ولا تزال الي اليوم كفاحا مريرا في سبيل كيانها ووجودها ضد الغزو الصهيوني الموجه لقلب البلاد العربية فكان موقف الحركة الشيوعية في ذلك انها لم تكتف بعدم المساهمة بل ذهبت لابعد من ذلك فطعنت هذا النضال القومي ووقفت ضده )
ولا ادل على هذه الأقوال من الواقع الذي تمثل بمواقف الشيوعيين حيال القضايا الوطنيه في الأوطان التي يعيشون فيها والتى يمثلون فيها كمواطنين مثلهم مثل غيرهم من بقية المواطنين الذين يعملون من أجل مصلحة وطنهم فبأ النسبة لقضية الاسكندرون..
اعترف الحزب بحق فرنسة فى ((اكتساب صداقة تركية من ؟أجل صيانة السلم والدفاع عنه ))...ووافق الحزب فى أيلول 1937على تعديل المععاهدة السورية الفرنسية ,بما يتفق مع حلول الاسكندرونة بعدان صدقتها عصبة الامم )(صوت الشعب 17/9/1937)
(واشادت صحيفة الحزب باالاواصر الوثيقة بين فرنسه وتركيه وباتفاقية لواء الاسكندرية )صوت الشعب 18/9/1937)
وكان (الحزب الشيوعى قد اعلن انتهاء النضال الوطنى والانصراف الى ((العمل المنتج ))و((الاصلاح الداخلى )) وقد جاء هذا الاعلان بعد توقيع معاهدة عام 1936بين فرنسة وسورية وقبل ان تصدق من قبل الحكومة الفرنسية فى باريس وعلى افتراض تصديقها _علما أنها لم تصدق _فهى لم تكن سوى نصر جزئى للحركة الوطنية فى سورية ولا يستوجب تصديقها اقاء السلاح والقعود _ عن النضال ضد الوجود الفرنسى فى البلاد بل ان الحزب الشيوعى السورى اللبنانى يدعو صراحة الى التحالف مع فرنسة _فى الوقت الذى تستعمر فيه فرنسة سورية ولنان ويخشى من استعمار ألمانية وايطالية بدلا من استعمار فرنسة
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر