تشكل المياه العصب الأساسي للحياة على سطح الأرض بما تحتويه من عناصر تؤثر في نمو الكائنات الحية النباتية والحيوانية ،و يتزايد استهلاك هذه الطاقة يوميا ً مع تقدم الصناعة ونمو السكاني المتزايد الذي يؤدي إلى الزيادة في استهلاك هذه الطاقة محليا ً وعالميا ً . وتعتبر المياه من الطاقة المتجددة التي تعمل على تجديد ذاتي بفعل دورة المياه ؛ تحت تأثير التبخر بفعل الحرارة ، والتكاثف بفعل انخفاض الضغط الجوي الذي يشكل كتل الغيوم ، لتهطل الأمطار من جديد وتسلك مجراها إما عبر السيول الجارية على سطح الأرض من خلال الجداول والأنهار والينابيع ، أو تتركز في مكان واحد وترقد عبر البرك والبحيرات والبحار؛ أو تختزن في باطن الأرض كمياه جوفية .
غير أن من الملاحظ أن حصة الدول من المياه تختلف باختلاف المواقع الجغرافية والمناخية ، إذ نجد تفاوت بين البلدان في كمية المياه التي تتمتع بها ؛ سواء بين دول العالم أو بين دول العالم العربي . وذلك يعود إلى طبيعة المناخ وطبيعة التضاريس وموقع الدول على خطوط العرض وخطوط الطول ؛ ومدى قربها من البحار أو من المناطق الصحراوية أو القطبية . وهذا التفاوت ينعكس على أداء البلدان في تأمين هذا المورد لشعوبها ، في ظل تعاظم هذه المادة الحيوية الأساسية في نشاط الإنسان بمختلف أوجهه الاقتصادي الزراعي والصناعي؛ فقد كرست الأمم المتحدة الخميس الواقع في 20آذار، يوما ًعالميا ً للمياه التي يحرم منها أكثر من مليار شخص ويتوقع أن يزداد النقص فيها أكثر فأكثر في المستقبل تحت تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري والطلب الكبير المتواصل لسكان العالم. فلا يزال ثلث البشرية (2,4 مليار نسمة) يعيشون محرومين من المياه الصالحة للشرب وحتى من المراحيض والصرف الصحي. ويموت كل يوم 25 ألف شخص معظمهم من الأطفال بسبب النقص في المياه والمستلزمات الصحية وانخفاض حصة الفرد من الاستهلاك الشخصي.
إزاء ذلك ما هو شكل توزع هذا المورد ضمن المجتمع العربي؟ وما هو الدور الذي تؤديه طاقة المياه؟ وكيف نجد واقع الأمن المائي بين الدول العربية والآلية المعتمدة لتأمين هذا المورد؟
في ظل هذه الإشكالية لا بد من التحقق عبر النقاط التالية:
دور المياه في نشاط الإنسان
مفهوم الأمن المائي
واقع المياه في الوطن العربي
ندرة المياه والمشاكل الإقليمية الناتجة عنها.
تنمية وإدارة الموارد المائية.
أولاً : دور المياه في نشاط الإنسان :
تبرز أهمية المياه للإنسان من خلال ما تؤديه من أدوار تساعده في نشاطه اليومي المدني والاقتصادي ، حيث أن لولا هذا المورد لما استطاع أن ينشئ الإنسان حضارته من القدم لما حققته له من ادوار ، ومع مرور العصور وتقدم المجتمعات كان هذا المورد يزداد أهمية مع تقدم نشاط الإنسان الصناعي والتكنولوجي،أدوولفت بيار شوفالييه أخصائي الموارد المائية في المعهد الفرنسي للأبحاث، بأن استهلاك المياه عالميا ً يتوزع فيما يلي؛ فالمياه المخصصة للاستهلاك المنزلي -لأغراض النظافة الشخصية وتنظيف المنازل- لا تمثل سوى 10% من الاستهلاك العالمي مقابل 20% للصناعة خصوصا ً إنتاج الطاقة و70% للزراعة كمعدل وسطي. لكن مع تفاوت كبير لأن الزراعة يمكن أن تمتص في آسيا أكثر من 85% من الموارد المائية.
أما الأدوار التي تلعبه المياه بالنسبة للإنسان تكمن من خلال :
- الاستهلاك اليومي : وذلك من خلال الشرب والحاجات المنزلية المختلفة، وإذا نظرنا إلى حصة الأفراد اليومية من هذه الطاقة ضمن البلدان فإننا نجد أن متوسط استهلاك الفرد السنوي في أميركا يصل إلى 2200 م مكعب من ضمنه 275 م مكعب الحاجات المنزلية ، ففي أسترالية تنخفض إلى 1400 م مكعب و850الحاجات المنزلية لأفرادها سنوياً، فتنحدر إلى 500م مكعب متوسط استهلاك الفرد سنويا ً في الصين ويبلغ 30 م مكعب الحاجات المنزلية . أما متوسط حصة الفرد في الهند تبلغ 620 م مكعب و20 م مكعب فقط للحاجات المنزلية. إزاء ذلك نجد تفاوت كبير بين البلدان من حيث متوسط حصة الفرد وتلبية احتياجاته المنزلية التي تتعلق بالحاجة الأساسية الملحة للسكن الصحي السليم سواء من حيث النظافة ، أو الاستعمال الغذائي أو استهلاك المياه العذبة في الشرب.
- الاستهلاك الزراعي : وذلك عبر ري المزروعات والتي لا يمكن لها أن تحقق الإنتاج الزراعي الجيد إلا من خلال توافر هذا العنصر ، والذي جعل جميع البلدان تتسابق إلى تنفيذ السدود على مجاري الأنهار سعيا ً لتوفير هذا العنصر الحيوي لنو النبات وغنى التربة بموادها العضوية الحيوية بفعل الرطوبة.
- الاستهلاك الصناعي : حيث أن الكثير من الصناعات المعدنية والاستهلاكية وخاصة الصناعية منها لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال توفر العنصر المائي ، وتشكل ندرة المياه العامل المعرقل لاستغلال الطاقة المعدنية الجوفية منها والبترولية ، فنجد أن حصة المياه 20ليتر لكل كلغ من البترول ؛ تصل إلى 300ليتر لكل كلغ من الورق ؛ وترتفع إلى 2000ليتر لكل كلغ من البلاستيك خلال عملية التصنيع .
- كما تشكل المياه عنصر حيوي داعم لوسائل نقل الإنسان ، حيث نجد أن أقدم وسائل النقل عرفتها البشرية ؛هي وسائل النقل النهري والبحري عبر البواخر ، إذ ربطت الشعوب والحضارات ببعضها البعض عبر وسائل التنقل البحري وكان لهذه الوسيلة الدور الفعال في الاكتشافات الجغرافية ؛ عبر الرحالة بواسطة الأساطيل البحرية ، ورسمت الخصائص الجغرافية للكرة الأرضية عبر مسيرة البحث والاكتشافات البشرية المتواصلة.
- وأخيرا ً وليس آخرا ً ، إن المياه شكلت وما تزال تشكل مورد للطاقة الكهربائية ، من خلال ضغطها وقوة وجراها حيث شكلت مصدر نظيف متجدد للطاقة الكهربائية بدون تكلفة ، وبدون ضرر بيئي ؛ مما حدا الدول تبني مجاري المائية النهرية ؛ في توليد الطاقة الكهربائية التي تشكل عصب النمو الاقتصادي للمجتمعات الصناعية، والجدير بالذكر أستطاع الإنسان أن يولد الطاقة الكهربائية مؤخرا من قوة دفع الأمواج البحرية ، حيث أقامت بريطانية مؤخرا محطة لتوليد الطاقة الكهربائية على شواطئها البحرية مستغلة بذلك قوة الأمواج البحرية ، كتوليد طاقة نظيفة بديلة للطاقة الملوثة .
غير أن من الملاحظ أن حصة الدول من المياه تختلف باختلاف المواقع الجغرافية والمناخية ، إذ نجد تفاوت بين البلدان في كمية المياه التي تتمتع بها ؛ سواء بين دول العالم أو بين دول العالم العربي . وذلك يعود إلى طبيعة المناخ وطبيعة التضاريس وموقع الدول على خطوط العرض وخطوط الطول ؛ ومدى قربها من البحار أو من المناطق الصحراوية أو القطبية . وهذا التفاوت ينعكس على أداء البلدان في تأمين هذا المورد لشعوبها ، في ظل تعاظم هذه المادة الحيوية الأساسية في نشاط الإنسان بمختلف أوجهه الاقتصادي الزراعي والصناعي؛ فقد كرست الأمم المتحدة الخميس الواقع في 20آذار، يوما ًعالميا ً للمياه التي يحرم منها أكثر من مليار شخص ويتوقع أن يزداد النقص فيها أكثر فأكثر في المستقبل تحت تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري والطلب الكبير المتواصل لسكان العالم. فلا يزال ثلث البشرية (2,4 مليار نسمة) يعيشون محرومين من المياه الصالحة للشرب وحتى من المراحيض والصرف الصحي. ويموت كل يوم 25 ألف شخص معظمهم من الأطفال بسبب النقص في المياه والمستلزمات الصحية وانخفاض حصة الفرد من الاستهلاك الشخصي.
إزاء ذلك ما هو شكل توزع هذا المورد ضمن المجتمع العربي؟ وما هو الدور الذي تؤديه طاقة المياه؟ وكيف نجد واقع الأمن المائي بين الدول العربية والآلية المعتمدة لتأمين هذا المورد؟
في ظل هذه الإشكالية لا بد من التحقق عبر النقاط التالية:
دور المياه في نشاط الإنسان
مفهوم الأمن المائي
واقع المياه في الوطن العربي
ندرة المياه والمشاكل الإقليمية الناتجة عنها.
تنمية وإدارة الموارد المائية.
أولاً : دور المياه في نشاط الإنسان :
تبرز أهمية المياه للإنسان من خلال ما تؤديه من أدوار تساعده في نشاطه اليومي المدني والاقتصادي ، حيث أن لولا هذا المورد لما استطاع أن ينشئ الإنسان حضارته من القدم لما حققته له من ادوار ، ومع مرور العصور وتقدم المجتمعات كان هذا المورد يزداد أهمية مع تقدم نشاط الإنسان الصناعي والتكنولوجي،أدوولفت بيار شوفالييه أخصائي الموارد المائية في المعهد الفرنسي للأبحاث، بأن استهلاك المياه عالميا ً يتوزع فيما يلي؛ فالمياه المخصصة للاستهلاك المنزلي -لأغراض النظافة الشخصية وتنظيف المنازل- لا تمثل سوى 10% من الاستهلاك العالمي مقابل 20% للصناعة خصوصا ً إنتاج الطاقة و70% للزراعة كمعدل وسطي. لكن مع تفاوت كبير لأن الزراعة يمكن أن تمتص في آسيا أكثر من 85% من الموارد المائية.
أما الأدوار التي تلعبه المياه بالنسبة للإنسان تكمن من خلال :
- الاستهلاك اليومي : وذلك من خلال الشرب والحاجات المنزلية المختلفة، وإذا نظرنا إلى حصة الأفراد اليومية من هذه الطاقة ضمن البلدان فإننا نجد أن متوسط استهلاك الفرد السنوي في أميركا يصل إلى 2200 م مكعب من ضمنه 275 م مكعب الحاجات المنزلية ، ففي أسترالية تنخفض إلى 1400 م مكعب و850الحاجات المنزلية لأفرادها سنوياً، فتنحدر إلى 500م مكعب متوسط استهلاك الفرد سنويا ً في الصين ويبلغ 30 م مكعب الحاجات المنزلية . أما متوسط حصة الفرد في الهند تبلغ 620 م مكعب و20 م مكعب فقط للحاجات المنزلية. إزاء ذلك نجد تفاوت كبير بين البلدان من حيث متوسط حصة الفرد وتلبية احتياجاته المنزلية التي تتعلق بالحاجة الأساسية الملحة للسكن الصحي السليم سواء من حيث النظافة ، أو الاستعمال الغذائي أو استهلاك المياه العذبة في الشرب.
- الاستهلاك الزراعي : وذلك عبر ري المزروعات والتي لا يمكن لها أن تحقق الإنتاج الزراعي الجيد إلا من خلال توافر هذا العنصر ، والذي جعل جميع البلدان تتسابق إلى تنفيذ السدود على مجاري الأنهار سعيا ً لتوفير هذا العنصر الحيوي لنو النبات وغنى التربة بموادها العضوية الحيوية بفعل الرطوبة.
- الاستهلاك الصناعي : حيث أن الكثير من الصناعات المعدنية والاستهلاكية وخاصة الصناعية منها لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال توفر العنصر المائي ، وتشكل ندرة المياه العامل المعرقل لاستغلال الطاقة المعدنية الجوفية منها والبترولية ، فنجد أن حصة المياه 20ليتر لكل كلغ من البترول ؛ تصل إلى 300ليتر لكل كلغ من الورق ؛ وترتفع إلى 2000ليتر لكل كلغ من البلاستيك خلال عملية التصنيع .
- كما تشكل المياه عنصر حيوي داعم لوسائل نقل الإنسان ، حيث نجد أن أقدم وسائل النقل عرفتها البشرية ؛هي وسائل النقل النهري والبحري عبر البواخر ، إذ ربطت الشعوب والحضارات ببعضها البعض عبر وسائل التنقل البحري وكان لهذه الوسيلة الدور الفعال في الاكتشافات الجغرافية ؛ عبر الرحالة بواسطة الأساطيل البحرية ، ورسمت الخصائص الجغرافية للكرة الأرضية عبر مسيرة البحث والاكتشافات البشرية المتواصلة.
- وأخيرا ً وليس آخرا ً ، إن المياه شكلت وما تزال تشكل مورد للطاقة الكهربائية ، من خلال ضغطها وقوة وجراها حيث شكلت مصدر نظيف متجدد للطاقة الكهربائية بدون تكلفة ، وبدون ضرر بيئي ؛ مما حدا الدول تبني مجاري المائية النهرية ؛ في توليد الطاقة الكهربائية التي تشكل عصب النمو الاقتصادي للمجتمعات الصناعية، والجدير بالذكر أستطاع الإنسان أن يولد الطاقة الكهربائية مؤخرا من قوة دفع الأمواج البحرية ، حيث أقامت بريطانية مؤخرا محطة لتوليد الطاقة الكهربائية على شواطئها البحرية مستغلة بذلك قوة الأمواج البحرية ، كتوليد طاقة نظيفة بديلة للطاقة الملوثة .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر