تعد تربية الأطفال من المهام الأصعب التي توكل على عاتق الأبوين لما يتخللها من صعوبات في الإدراك لأهمية العوامل التي يجب توفرها لدى الأهل في أسلوبهم أثناء توليهم مثل هذه المهمة، إذ أنه لا بد من توفر عامل النضج لدى كل من الأب والأم والتنسيق وتحديد الأدوار فيما بينهما، والأخذ بعين الاعتبار الأسس والطرق التي تتناسب مع وضعية طفلهما ووفق ما يتمتع من خاصية نفسية وسيكولوجية ، لا سيما أدراك الأهل لأهمية السنوات الأولى من عمر الطفل؛ لما تعتبر سنوات الأولى من عمر الطفل الركن الأساسي لتكوين شخصيته المستقبلية.
تتطلب التنشئة الاجتماعية لدى الطفل العناية المستمرة والوعي الذهني من قبل ذويه في بناء شخصيته خُلقياً واجتماعياً ضمن جو أسري آمن تدفع إلى تكوين سليم لشخصيته المستقلة مستقبليا ً. وهذه الأجواء الأسرية السليمة تتوفر بفضل وجود قدر كافي من الوعي من قبل الأهل سواء الأب والأم في آن ٍ معا ً وإلمامهم بأسس العناية بطفلهما وشروط توفير الجو الأسري المستقر وعنصر التعامل مع وضعية طفلهما وفق وضعيتهما المهنية والمعيشية.
يعتبر العديد من علماء النفس بأن سنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل من أهم السنوات في تشكيل سلوكياته وبناء شخصيته المستقلة، من هنا نشير إلى أهمية وجود الأب والأم بحياة الطفل بشكل مستمر بكل مرحلة من مراحل حياته وخاصة المراحل الأولى من حياة طفلهما؛ لما يساعد في توفير إشباع الحنان الأسري الذي يمد الطفل بالأمان والثقة بأهله، واللذان يشكلان المثل الأعلى له وبما يجسدان إليه من صلة الوصل بالعالم الخارجي المحيط به. فإن الجو الأسري السليم يعزز لدى الأطفال الأمان النفسي في ظل تركيبة أسرية متماسكة ومتفاعلة في بناء شخصيته عبر تعزيز ثقته بنفسه من جهة وتوفير الأمن العاطفي من جهة أخرى. وتعتبر الأسرة المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تحتضن الطفل وتمده بالخبرات اللازمة في بناء قدراته واكتساب عناصر ثقافته الاجتماعية المحلية . حيث تتولى الأسرة في إعداده خلقيا ً وسلوكيا ً بما يتناسب مع هويته الاجتماعية المحيطة به ووفق ما يسودها من عادات وتقاليد وأعراف وديانة ممتدة عبر ثقافتها الاجتماعية المحلية . فلا بد هنا من الإشارة بمدى إمكانية تحقيق الأسرة اللبنانية المعاصرة دورها تجاه أبنائها وأطفالها في ظل انشغال الأب والأم خارج المنزل سعيا ً وراء تأمين مستلزماتها المعيشية التي باتت تتطلب وجود الأم إلى جانب الرجل خارج المنزل ضمن العمل الميداني وسوقه المهنية ؟
ونظرا ً لأهمية وجود الأم في منزلها وأهمية دورها تجاه أطفالها في السنوات الأولى من حياتهم عمدت الدول المتقدمة في تعزيز السياسات الحمائية للعائلة عبر تعزيز وجود الأم ضمن منزلها بجانب أطفالها في السنة الأولى من حياتهم بمنحها أجازة أمومة مدفوعة الأجر لمدة عام كامل كحد أدنى، فمثلا ً نجد أنه من أجل تنفيذ برامج العناية الأسرية فرضت فرنسا قانون يتصل بإمكانية الحصول على إجازة أسرية وذلك تتم عبر منح الأب أو الأم التفرغ عام كامل مدفوعة الأجر من أجل العناية بالطفل في حال وجود طفل لديه بعمر أقل من سنة أو في حال تبنيه طفل حسب ما أشارت إليه الدكتورة كارن إيليا (تخصص علم النفس الاجتماعي)؛ وأضافت أيضا ًعبر مقابلتها الإذاعية بأهمية وجود الأم إلى جانب طفلها خلال الأعوام الأولى من حياته في تركيبة شخصيته الاجتماعية والنفسية، لما لها من تعزيز الأمن والحماية العاطفية عبر إشباع عاطفة الطفل بالحنانة والأمان و لما يجد من تجسيد لوالديه المثل الأعلى الذي يتلقن عبرهما معاييره السلوكية ، خاصة أن الإنسان يتعرض بحياته لولادتين الأولى ولادة بيولوجية والثانية ولادة اجتماعية يتلقن عبرها قيم مجتمعه وعاداته وتقاليده عبر النسق الأساسي الأسري الذي ينتمي .
يتوجب على الأهل إذا ً، أن يعوا مدى أهمية الأسلوب المعتمد من قبلهم في ممارستهم العملية التربوية تجاه أطفالهم ،خاصة إذا كانت الأم تعمل خارج المنزل إلى جانب الأب ، فعليها أن تدرك أهمية الدور المناط بها كمنتجة ومستبعدة بحكم عملها المهني الذي يأخذ منها فترة زمنية طويلة لا تقل عن ثماني ساعات خارج منزلها والطفل تُرك بعهدة الحاضنة البديلة سواء في دور الحضانة أو لدى عهدة إحدى الأقرباء أو بعهدة المربية الأجنبية والتي تتولى بشكل كلي الإشراف على الطفل بظل غياب الأم وعدم وعي منها للآثار النفسية على طفلها جراء هذا الإهمال؛ وننوه هنا بأن الطفل يتأثر بشكل كبير بالشخص المحيط به . ننوه بالتأثير الكبير والسلبي للمربية الأجنبية بحياته ، فنجده يقلد سلوكيات المربية ويتعلم مبادئها ، ولا سيما لغتها خاصة إذا كانت مربية أجنبية فتتعهد تلقين مكتسباتها الثقافية التي تشكل مرجعيتها الأساسية، فيتأثر بثقافتها ويتلقى معاييرها الأخلاقية الموروثة والتي غالبا ً ما تتنافى مع معايير مجتمعه بحكم انتمائها الأجنبي والذي يساهم في تكوين لديه مرسبات ثقافية وسلوكية تتناقض مع بلده الأم وهذا ما يدفع لديه غربة اجتماعية في بنية شخصيته مستقبلا ً ؛ إذا لم تتنبه الأم لوجود المربية الأجنبية المطول في حياة ابنها دون أي رعاية منها لهذا الأمر والاتكال الكلي عليها في تربية أبنائها بحكم انشغالها المهني .من هنا نؤكد بالتأثير السلبي لغياب الأم المطول عن منزلها على حياة أبنائها إذا لم تتنبه إلى أسس التعامل مع طفلها وإيجاد الطريقة المناسبة للتعويض عن بعدها المطول عن المنزل وسد الفراغ العاطفي بالطريقة المناسبة؛ ولا ننسى كذلك تأثير بعد الأب بحكم عمله ونمط هذا العمل على نفسية الطفل وسلوكه. فغيابهما عن المنزل لا يوفر لديهما التعرف الكاف ٍعلى طباع أبنائها ومراقبة تصرفاتهم وتقويم سلوكهم عند اللزوم بحكم انشغالهما الكبير عن أسرتهما طيلة فترة عملهما من جهة أو ممارسة نشاطاتهما الاجتماعية بالمجتمع المدني المؤسساتي من جهة أخرى.
تتطلب التنشئة الاجتماعية لدى الطفل العناية المستمرة والوعي الذهني من قبل ذويه في بناء شخصيته خُلقياً واجتماعياً ضمن جو أسري آمن تدفع إلى تكوين سليم لشخصيته المستقلة مستقبليا ً. وهذه الأجواء الأسرية السليمة تتوفر بفضل وجود قدر كافي من الوعي من قبل الأهل سواء الأب والأم في آن ٍ معا ً وإلمامهم بأسس العناية بطفلهما وشروط توفير الجو الأسري المستقر وعنصر التعامل مع وضعية طفلهما وفق وضعيتهما المهنية والمعيشية.
يعتبر العديد من علماء النفس بأن سنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل من أهم السنوات في تشكيل سلوكياته وبناء شخصيته المستقلة، من هنا نشير إلى أهمية وجود الأب والأم بحياة الطفل بشكل مستمر بكل مرحلة من مراحل حياته وخاصة المراحل الأولى من حياة طفلهما؛ لما يساعد في توفير إشباع الحنان الأسري الذي يمد الطفل بالأمان والثقة بأهله، واللذان يشكلان المثل الأعلى له وبما يجسدان إليه من صلة الوصل بالعالم الخارجي المحيط به. فإن الجو الأسري السليم يعزز لدى الأطفال الأمان النفسي في ظل تركيبة أسرية متماسكة ومتفاعلة في بناء شخصيته عبر تعزيز ثقته بنفسه من جهة وتوفير الأمن العاطفي من جهة أخرى. وتعتبر الأسرة المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تحتضن الطفل وتمده بالخبرات اللازمة في بناء قدراته واكتساب عناصر ثقافته الاجتماعية المحلية . حيث تتولى الأسرة في إعداده خلقيا ً وسلوكيا ً بما يتناسب مع هويته الاجتماعية المحيطة به ووفق ما يسودها من عادات وتقاليد وأعراف وديانة ممتدة عبر ثقافتها الاجتماعية المحلية . فلا بد هنا من الإشارة بمدى إمكانية تحقيق الأسرة اللبنانية المعاصرة دورها تجاه أبنائها وأطفالها في ظل انشغال الأب والأم خارج المنزل سعيا ً وراء تأمين مستلزماتها المعيشية التي باتت تتطلب وجود الأم إلى جانب الرجل خارج المنزل ضمن العمل الميداني وسوقه المهنية ؟
ونظرا ً لأهمية وجود الأم في منزلها وأهمية دورها تجاه أطفالها في السنوات الأولى من حياتهم عمدت الدول المتقدمة في تعزيز السياسات الحمائية للعائلة عبر تعزيز وجود الأم ضمن منزلها بجانب أطفالها في السنة الأولى من حياتهم بمنحها أجازة أمومة مدفوعة الأجر لمدة عام كامل كحد أدنى، فمثلا ً نجد أنه من أجل تنفيذ برامج العناية الأسرية فرضت فرنسا قانون يتصل بإمكانية الحصول على إجازة أسرية وذلك تتم عبر منح الأب أو الأم التفرغ عام كامل مدفوعة الأجر من أجل العناية بالطفل في حال وجود طفل لديه بعمر أقل من سنة أو في حال تبنيه طفل حسب ما أشارت إليه الدكتورة كارن إيليا (تخصص علم النفس الاجتماعي)؛ وأضافت أيضا ًعبر مقابلتها الإذاعية بأهمية وجود الأم إلى جانب طفلها خلال الأعوام الأولى من حياته في تركيبة شخصيته الاجتماعية والنفسية، لما لها من تعزيز الأمن والحماية العاطفية عبر إشباع عاطفة الطفل بالحنانة والأمان و لما يجد من تجسيد لوالديه المثل الأعلى الذي يتلقن عبرهما معاييره السلوكية ، خاصة أن الإنسان يتعرض بحياته لولادتين الأولى ولادة بيولوجية والثانية ولادة اجتماعية يتلقن عبرها قيم مجتمعه وعاداته وتقاليده عبر النسق الأساسي الأسري الذي ينتمي .
يتوجب على الأهل إذا ً، أن يعوا مدى أهمية الأسلوب المعتمد من قبلهم في ممارستهم العملية التربوية تجاه أطفالهم ،خاصة إذا كانت الأم تعمل خارج المنزل إلى جانب الأب ، فعليها أن تدرك أهمية الدور المناط بها كمنتجة ومستبعدة بحكم عملها المهني الذي يأخذ منها فترة زمنية طويلة لا تقل عن ثماني ساعات خارج منزلها والطفل تُرك بعهدة الحاضنة البديلة سواء في دور الحضانة أو لدى عهدة إحدى الأقرباء أو بعهدة المربية الأجنبية والتي تتولى بشكل كلي الإشراف على الطفل بظل غياب الأم وعدم وعي منها للآثار النفسية على طفلها جراء هذا الإهمال؛ وننوه هنا بأن الطفل يتأثر بشكل كبير بالشخص المحيط به . ننوه بالتأثير الكبير والسلبي للمربية الأجنبية بحياته ، فنجده يقلد سلوكيات المربية ويتعلم مبادئها ، ولا سيما لغتها خاصة إذا كانت مربية أجنبية فتتعهد تلقين مكتسباتها الثقافية التي تشكل مرجعيتها الأساسية، فيتأثر بثقافتها ويتلقى معاييرها الأخلاقية الموروثة والتي غالبا ً ما تتنافى مع معايير مجتمعه بحكم انتمائها الأجنبي والذي يساهم في تكوين لديه مرسبات ثقافية وسلوكية تتناقض مع بلده الأم وهذا ما يدفع لديه غربة اجتماعية في بنية شخصيته مستقبلا ً ؛ إذا لم تتنبه الأم لوجود المربية الأجنبية المطول في حياة ابنها دون أي رعاية منها لهذا الأمر والاتكال الكلي عليها في تربية أبنائها بحكم انشغالها المهني .من هنا نؤكد بالتأثير السلبي لغياب الأم المطول عن منزلها على حياة أبنائها إذا لم تتنبه إلى أسس التعامل مع طفلها وإيجاد الطريقة المناسبة للتعويض عن بعدها المطول عن المنزل وسد الفراغ العاطفي بالطريقة المناسبة؛ ولا ننسى كذلك تأثير بعد الأب بحكم عمله ونمط هذا العمل على نفسية الطفل وسلوكه. فغيابهما عن المنزل لا يوفر لديهما التعرف الكاف ٍعلى طباع أبنائها ومراقبة تصرفاتهم وتقويم سلوكهم عند اللزوم بحكم انشغالهما الكبير عن أسرتهما طيلة فترة عملهما من جهة أو ممارسة نشاطاتهما الاجتماعية بالمجتمع المدني المؤسساتي من جهة أخرى.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر