تشهد مدينة اللد في مركز الأراضي المحتلة عام 1948 في هذه الأيام فعاليات عديدة تقوم على تنظيمها العديد من الأحزاب الدينية والسياسية في ذكرى نكبتها.
ويعاني أهالي اللد من موجة عنصرية متزايدة من قبل المؤسسة والشعب الإسرائيلي، حيث يتم التضييق عليهم في البناء والمسكن والأرض والتعليم أيضاً.
ويعاني أهالي اللد من موجة عنصرية متزايدة من قبل المؤسسة والشعب الإسرائيلي، حيث يتم التضييق عليهم في البناء والمسكن والأرض والتعليم أيضاً.
وضمن تلك الفعاليات التي امتدت على مدار أسبوع كامل كانت المسيرة الأولى التي تقام في اللد من 61 عاماً، والتي شاركت فيها جميع أحزاب المدينة على مختلف أرائها ومعتقداتها.
وانطلقت تلك المسيرة من أمام مسجد "دهمش" المعروف، هذا المسجد الذي لم يفارق اسمه ذاكرة أهالي اللد والشعب الفلسطيني يوما ما.
ففي هذا المسجد، ارتكبت العصابات اليهودية مجزرة راح ضحيتها عام 1948 نحو 167 فلسطينياً ارتقوا شهداء بعد محاصرتهم فيه، معتقدين أنهم بلجوئهم إلى بيت الله سيكونون في مأمن من يد المجرمين.
واحتشد المئات من أبناء وأحفاد اللاجئين الفلسطينيين الذين بقوا في اللد بعد تهجيرهم من باقي القرى الفلسطينية لإحياء ذكرى نكبة هذه المدينة، رافعين اللافتات التي تحمل كل منها اسم قرية أو مدينة هجر الاحتلال أهلها.
تهويد المدن العربية
وانطلقت مسيرة اللديين لتجوب أحياء المدينة العربية فقط، فالمدينة لم تعد ملكهم وشوارعها أصبحت ملكاً لمستعمرين يهود أبوا أن يتركوا أهلها يعيشون بسلام فاختاروا أن يقاسموهم أحياء مدينتهم وشوارعها.
وبعد مسير طويل تذكر خلاله المشاركون مسيرة آبائهم وأجدادهم في رحلة اللجوء إلى الأردن وسوريا بعد أن طردوا من بيوتهم وقراهم الممتدة في شمال فلسطين وجنوبها، أقيم مهرجان خطابي في ساحة المسجد الكبير للمدينة.
وقال الشيخ يوسف الباز وهو أحد قادة الحركة الإسلامية في أراضي 48: "إن مدينة اللد ستبقى مدينة اللد وسيبقى اسمها في ذاكرة أهلها، رضي (كاتس) بذلك أم أبى، رضي ليبرمان بذلك أم أبى".
وجاءت أقوال الشيخ باز تعقيباً على قرار وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس "عبرنة" اللافتات المؤدية إلى المدن والقرى العربية في محاولة للتهويد.
وأضاف الشيخ الباز لـ"صفا": "إذا كانت المؤسسة الإسرائيلية تظن أن قانون النكبة الذي تحاول من خلاله طمس الهوية الفلسطينية سيرهبنا، فإننا نقول لها إن قانونها هذا بالنسبة لنا في سلة المهملات".
وأشار إلى أن أهالي المدينة قطعوا على أنفسهم عهداً بأن يعلموا صغارهم والأجيال القادمة كل الجرائم الإسرائيلية التي حدثت في هذا المكان، قائلاً: "ستبقى النكبة في ذاكرتنا حتى يعود آخر لاجئ ومهجر إلى بيته في اللد".
العنصرية الإسرائيلية
من جهتها، أوضحت عضو اللجنة الشعبية في اللد مها النقيب أن تنظيم هذه الفعاليات في ذكرى نكبة اللد جاء احتجاجاً على الظروف المأساوية التي يعيشها فلسطينيو 48 في هذه الأيام العصيبة، وفي فترة القوانين العنصرية التي تصدرها سلطات الاحتلال يوماً بعد يوم.
وقالت النقيب لـ"صفا" : "المؤسسة الإسرائيلية سعت وما زالت تسعى لتحويلنا إلى شعب فاقد لذاكرته، ولكننا قمنا بتنظيم هذه المسيرة تأكيداً منا أننا لن ننسى مدينتنا وتاريخنا ودعماً لوجودنا وبقائنا في أرضنا ولن يضرنا حذف كلمة النكبة من مناهج التعليم بل سنظل نعلمها لأبنائنا".
وشارك في مسيرة أحياء ذكرى نكبة اللد عدد من أهالي مدينة حيفا التي تعيش أجواء مماثلة لتلك التي يعيشها أهالي اللد في ظل وجود مستعمرين يهود فرضوا وجودهم بالقوة على مواطنيها الفلسطينيين.
وشنت حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو هجمة شرسة على فلسطينيي 48، وذلك من خلال فرض قوانين عنصرية ضد المواطنين العرب منها قانون منع إحياء ذكرى النكبة وقانون آخر يمنع استعمال مصطلح "نكبة الشعب الفلسطيني" في المناهج الدراسية العربية.
وحسب تقارير وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية فإن عرب اللد ينقصهم نحو 400 صف تعليمي لم يتم سوى بناء 40 منها حتى اليوم.
العودة والبقاء
وأشارت النقيب إلى أن سلطات الاحتلال "تسمح لمنظمات استعمارية يهودية ببناء شقق سكنية على أراضي المدينة وتساعدهم بمبالغ مالية، حيث لا يجد العربي مكاناً يبني فيه منزلاً لأبنائه، وإذا وجد فالأرض غير موجودة للبناء الأمر الذي يهدد مستقبل الأزواج الشابة".
وكما في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة عام 1948، تهدم سلطات الاحتلال العشرات من منازل أهالي اللد بذريعة البناء غير المرخص، وتلجأ العديد من العائلات إلى لجان الزكاة واللجان الخيرية لمساعدتها على السكن مقابل دفع الأجرة.
وكان العشرات من أهالي اللد وفلسطينيي 48 نظموا العديد من المظاهرات الاحتجاجية ضد سياسة هدم البيوت في المدينة.
وتبلغ نسبة السكان العرب في اللد في هذه الأيام نحو 23% بعد أن تم تهجير الآلاف منهم عام 1948 وقتل المئات.
واختتمت النقيب قائلة: "قمنا بإحياء هذه الذكرى لكي لا ننسى اللد ونكبتها، ونحن سنحيي هذه الذكرى بإذن الله مع عودة أهالي اللد اللاجئين، ولن نتخلى عن حق العودة مهما طال الزمان".
وكان لمؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادي الفلسطيني الراحل جورج حبش نصيبه في هذه المسيرة، حيث شرح عضو اللجنة الشعبية في المدينة جابي طنوس بإسهاب حول حياة المناضل الراحل ابن مدينة اللد.
وقال طنوس: "لن يهدأ لأهل اللد بال قبل أن يعود جثمان جورج حبش إلى فلسطين ليدفن في أرض مدينته".
وفي الختام لخص أحد الشخصيات الاعتبارية في المدينة أبو خميس حامد، وهو ممن عايشوا النكبة بكل آلامها قصة اللد ونكبتها، قائلا: "إن اللد العربية الفلسطينية باقية بقاء الزيتون، شوكة في حلق غاصبيها".
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر