أعيدوني إلى تراب وطني .. نفسي أرجع للمجدل وأقبل ترابها وأموت وتدفن عظامي فيها
أتذكرها وكأني تركتها أمس وكأن الزمن كان ساعات وليس سنوات، وأن عقارب الساعة توقفت منذ النكبة حتى يومنا هذا، النكبة جرحا غائرا ما زال يقطر دماً ولن يتوقف حتى تعود إلى ديارها في بلدتها المجدل التي هُجِّرت منها حسب وصفها ، أمي وهى اللاجئة الحاجة أم محمد تحكى وتستذكر عشية النكبة في عامها الواحد والستين قالت :" لايمر على يوم إلا وذكرى بلدتي بقلبي وروحي وعقلي وجسدي، بل أحس أنى هنا بغزة بجسدي فقط ، وكل وجداني في بلدتي المجدل أراها كما أرى نفسي" ذكرى النكبة يحمل في طيّاته آلام وذكريات قاسية وموجعة في حياة الحاجة أم محمد تزداد مرارة كلما ازداد عدد سنين النكبة والتشرّد.ولاتزال اللاجئة الحاجة أم محمد عودة (77عاماً)، من سكان حي الشيخ رضوان بشمال غزة والتي عاشت سنوات طويلة فى مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، تحتفظ في ذاكرتها بروعة وجمال الحياة التي كانت تعيشها في بلدتها المجدل التي هُجِرت منها قسراً عام 1948م على يدي العصابات الصهيونية والذين فيما بعد أقاموا دولة إسرائيل على تراب أرض فلسطين التاريخية.
تقول اللاجئة أم محمد : " نفسي أروح عليها دوما أتذكر كل مابها، وكيف كنا عايشين، مثل هذه الأيام كانت تطرق جدتي سارة على الباب لاذهب معها أنا وعمى يوسف إلى كروم البحر ونرى التوت ونلقط حباته في سلال صغيرة نأخذه ونأكل منه مانشاء، ثم تذهب جدتي وعمى يبيعوا الباقى في سوق كان بالقرب من جامع المجدل، وكانت تباع سلة التوت مابين شلن إلى ثلاث قروش فلسطينية.
وأنت تسمع للحاجة أم محمد تشعر بشدة الحنين ولوعة الاشتياق تظهر في عينيها ناطقة بهذا الحب لبلدتها، ' في كل لحظة أتذكر بلدتى التي حرمني الاحتلال الاسرائيلى منها، أتذكرها بطرقاتها وأزقتها، وشوارعها ، وسوقها وجامعها ،واحلم برؤيتها وتقبيل ترابها من جديد'.
رغم صغر سنها الحاجة مريم وهى أم محمد عندما هجرت من بلدتها المجدل حيث كانت بعمر 13 عاما إلا أنها توصف بلدتها وكأنها بها " وطنك وأرضك ودارك لاتروح عن بالى أبدااااااا، مع العلم أن بيتنا بالتأكيد هدموه اليهود"
يشار الى أن مدينة المجدل (عسقلان) تقع على بعد حوالي 25كم إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة وحوالي 5كم من شاطئ البحر الأبيض المتوسط وكانت المجدل حتى عام 1948 بلدة فلسطينية عربية وسكانها وفق إحصائية الانتداب البريطاني لعام 45 حوالي عشرة آلاف نسمة ومساحتها 42،334 دونما ، وحاليا المدنية بأكملها استولى عليها اليهود الذين حلو محل سكانها الأصليين ويلق عليهم المجادلة .
تصف لنا الحاجة أم محمد بيتها كأنها تراه بعينها الآن وتشير بيدها " كان لدينا بيت بسيط واسع يقع في المنطقة الشمالية من المجدل وأنت في طريقك لقرية حمامة عند الواد به ثلاث غرف على سطر واحد كل غرفة مساحتها مايزيد عن أربعة أمتار، وكان المطبخ وفناء ، وبرندة وحمامات وممر طويل يصل إلى بستان صغير نزرع به، وكنا زارعين موز وليمون وعنب ونعنع وورد وليمون والنعنع والجرجير والبقدونس وكنا نقطن حارة تسمى (الشقاقرة) نسبة إلى آل شقورة وأما جيراننا فكانوا من عائلات دهمان وحسن اسعد ودار حمش.
وحول العائلات التي كانت تسكن المجدل قبل نكبة 1948، أشارت إلى أنها كانت (المدهون، زقوت، لبد، وعبيد، شرخ ،.وأضافت: بعد النكبة تشتت هذه العائلات في عدة أماكن، فمنهم من استقر في غزة ، ومخيم الشاطئ ورفح وجباليا وخانيونس.
وبدأت تذرف دموعها وتتوسل فى حديثها بين الحين والأخر بعبارة ترددها " خذوني إلى بلدتي" تستذكر أنها ذهبت آخر مرة فى صيف عام 1970 وتقول والدموع تتسلل من عينيها بأن الاحتلال لم يبقي على بناء في القرية: وانا ماشية وقفت طلع لي رجل يهودي يبيع ذهب وقال لي اننى تائهة قلت له لالا ولكن أنتم أخذتوا بلدتى ، ثم سألته أين مكان كان به الجامع وعندما وصلت له عرفت أنى بوسط البلد عرفت البيت في الشمال طريق حمامة عند الوادي جلست عند باب البيت وأخذت أتذكرها وسرحت وأنا أتذكر بنات البلد رؤوفة ، ومريم ، وفيقة ، فاطمة ، وهم صغار وكنا نلعب ونلهو... لقد مكثت وقتها ساعات كانت أجمل ساعات بحياتى .
وتصف المجدل قائلة ، 'إنها جميلة إنها جنة الله على الأرض'، وتقول: كانت المجدل والقرى المجاورة لها غنية بكل الخيرات، ويعتمد سكانها بشكل كامل على العمل في الصناعة خاصة النسيج والزراعة، وكانت لها أراض وحقول ومراعي كبيرة تصل مساحتها آلاف الدونمات، يزرع جزء منها بالقمح والشعير والذرة والحمص والكرسنة كما كانت كروم كثيرة تزرع بالزيتون والخيار والفقوس والبندورة والبامية.
وتتابع الحاجة أم محمد بمرارة: المجدل تعتبر مدنية ويحيطها الكثير من القرى، حمامة وبيت دراس والجورة ونعيله وبرير وبربرة، وكان عدد سكانها عند وقوع النكبة ما يزيد عن 14 ألف نسمة، وكان فيها مدرسة واحدة للبنات في حارة البوليس ومدرسة أخرى للأولاد ليست ببعيدة عنها تشتمل على عدة صفوف وأنهيت فيها دراستي حتى الصف الثالث ، وكان بالمجدل مقهى منها عائلة صمد وحج أحمد حمادة، وعدة دكاكين .
تستشعر وأنت تسمع الحاجة أم محمد وهى تروى تفاصيل دقيقة عن طبيعة الحياة وبساطتها وقوة النمط العائلى الغالب على نظام البيوت ، وعن بساطة المأكل والمشرب والملبس وقتها ، ومن العادات المحببة التي مازالت تتذكرها، الأعراس التي كانت تقام في القرية، تقول :" كان لها لون خاص فقبل العرس بثلاث أيام كان النساء أقارب العريس يحملوا سكر في صواني ويضعوا شمع حوله ويضعوا ريحان ونعنع ويظلوا يغنوا العرس، وقبل الحنة بيومين أهل العروسة يأخذوا العفش ويروحوا لبيت العريس يضعوه وسط الأغانى والزغاريد ، ويجيبوا الحنة ويوزعوا على الناس، وكان العرس تشعر أنه لأهالي البلدة جميعا وكانت أجمل الأغاني ننشدها على دلعونا ، ياظريف الطول"
وتروى الحاجة أم محمد كيف هجرت من بلدتها " عندما طرودنا اليهود من المجدل، استولوا على كل مابها من أرض وممتلكات فلم نأخذ شيئاً نهائيا، كنا نعتقد أننا سنرجع بعد يومين ثلاث على الأكثر شهر، حتى فرشة ولحاف لم نأخذ ، وهجرنا بالقتل والخوف والرعب ولقد مشيت على الأقدام من المجدل حتى غزة حتى تورمت قدماى ، كنا نسير ونسمع ضرب الطيران الصهيوني لنا "
وتتذكر الحاجة أم محمد " لقد حضر الجيش المصري في 15 آيار 1948 بعدما خرج الإنجليز وقد وصل عند أسدود والسبع والفالوجا ، وفى هذا الوقت عندما هاجم اليهود المجدل كان يلجأ لها أناس كثيرة من القرى التي حولنا والتي قامت العصابات الصهيونية بطردهم مثل قرية المسمية، وكوكبة ، وعجس، ويبنة، أسدود كما وصلت أعداد قليلة من يافا "
تقول " كنا لانعرف النوم من دوي المدافع وإطلاق النار من العصابات الصهيونية وطردنا والتحقت بنا آلاف العائلات والأطفال والنساء الأبرياء الذين شردوا من قريتنا للنجاة بأنفسهم من قصف هذه العصابات الإجرامية النازية الصهيونية.
وتسترجع الحاجة بذاكرته أحداث النكبة عام 1948م، كنا نسمع كثيرا عن مجازر بشعة يرتكبونها عند دخولهم إلى القرى الفلسطينية، وهذا أدخل الخوف في قلوبنا وأرعبنا منها دير ياسين ويافا .
وتعد المجدل بلدة في فلسطين التي استولوا عليها في عام 1948 واسمها كنعاني الأصل وهي تعني القلعة أو مكان الحراسة، وسميت مجدل جاد ، وجاد هو إله الحظ عند الكنعانيين.
'صحَونا من النوم وصراخ ونداءات داخل الشوارع ، كنت اسمع صوت إطلاق النار وكأنه فوق رؤؤسنا خرجت بالثوب المجدلاوى المطرز وكنت مع أبى وحملت أختي ليلى الصغيرة 4 سنوات ومسكت يد أخي إبراهيم ومشينا على طريق الساحل ولا أعلم أين وجهتي '
وكنا ونحن نسير، أرى طوابير شيوخ وعجائز وأطفال وفتيات يهربون تاركين خلفهم كل ما يملكون، وكان الصراخ يعلو هنا وهناك من أجل أن يتذكر فقط أنهم ما نسوا أحدا من أطفالهم وصغارهم الرضع في الفراش، بعض النسوة عدن تحت القصف الصهيوني ليحملن أطفالهن بعد أن اعتقدن أنه مع أحد من أبناء العائلة " وتقول " استولت العصابات الصهيونية على فلسطين بتطهير عرقي وإبادة وقتل وهدم القرى والمدن والاستيلاء على الممتلكات وتزيف التاريخ بأكمله وإحلال يهود مكان شعب فلسطين " .
وزادت قائلة : بقي أهالي المجدل والقرى المجاورة في البساتين والمزارع المجاورة، يحتمون تحت الأشجار، والخوف كان بادياً على الجميع، وأنا من بينهم، لم يكن هنالك سلاح في القرية، أمام قصف مدفعي وجوي، ليل نهار، ثم بدأت العصابات تقصف البيوت وتدمّرها، ونحن نرى أعمدة الدخان تتصاعد من القرية، فبدأت عملية النزوح نحو الجنوب .
أتذكرها وكأني تركتها أمس وكأن الزمن كان ساعات وليس سنوات، وأن عقارب الساعة توقفت منذ النكبة حتى يومنا هذا، النكبة جرحا غائرا ما زال يقطر دماً ولن يتوقف حتى تعود إلى ديارها في بلدتها المجدل التي هُجِّرت منها حسب وصفها ، أمي وهى اللاجئة الحاجة أم محمد تحكى وتستذكر عشية النكبة في عامها الواحد والستين قالت :" لايمر على يوم إلا وذكرى بلدتي بقلبي وروحي وعقلي وجسدي، بل أحس أنى هنا بغزة بجسدي فقط ، وكل وجداني في بلدتي المجدل أراها كما أرى نفسي" ذكرى النكبة يحمل في طيّاته آلام وذكريات قاسية وموجعة في حياة الحاجة أم محمد تزداد مرارة كلما ازداد عدد سنين النكبة والتشرّد.ولاتزال اللاجئة الحاجة أم محمد عودة (77عاماً)، من سكان حي الشيخ رضوان بشمال غزة والتي عاشت سنوات طويلة فى مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، تحتفظ في ذاكرتها بروعة وجمال الحياة التي كانت تعيشها في بلدتها المجدل التي هُجِرت منها قسراً عام 1948م على يدي العصابات الصهيونية والذين فيما بعد أقاموا دولة إسرائيل على تراب أرض فلسطين التاريخية.
تقول اللاجئة أم محمد : " نفسي أروح عليها دوما أتذكر كل مابها، وكيف كنا عايشين، مثل هذه الأيام كانت تطرق جدتي سارة على الباب لاذهب معها أنا وعمى يوسف إلى كروم البحر ونرى التوت ونلقط حباته في سلال صغيرة نأخذه ونأكل منه مانشاء، ثم تذهب جدتي وعمى يبيعوا الباقى في سوق كان بالقرب من جامع المجدل، وكانت تباع سلة التوت مابين شلن إلى ثلاث قروش فلسطينية.
وأنت تسمع للحاجة أم محمد تشعر بشدة الحنين ولوعة الاشتياق تظهر في عينيها ناطقة بهذا الحب لبلدتها، ' في كل لحظة أتذكر بلدتى التي حرمني الاحتلال الاسرائيلى منها، أتذكرها بطرقاتها وأزقتها، وشوارعها ، وسوقها وجامعها ،واحلم برؤيتها وتقبيل ترابها من جديد'.
رغم صغر سنها الحاجة مريم وهى أم محمد عندما هجرت من بلدتها المجدل حيث كانت بعمر 13 عاما إلا أنها توصف بلدتها وكأنها بها " وطنك وأرضك ودارك لاتروح عن بالى أبدااااااا، مع العلم أن بيتنا بالتأكيد هدموه اليهود"
يشار الى أن مدينة المجدل (عسقلان) تقع على بعد حوالي 25كم إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة وحوالي 5كم من شاطئ البحر الأبيض المتوسط وكانت المجدل حتى عام 1948 بلدة فلسطينية عربية وسكانها وفق إحصائية الانتداب البريطاني لعام 45 حوالي عشرة آلاف نسمة ومساحتها 42،334 دونما ، وحاليا المدنية بأكملها استولى عليها اليهود الذين حلو محل سكانها الأصليين ويلق عليهم المجادلة .
تصف لنا الحاجة أم محمد بيتها كأنها تراه بعينها الآن وتشير بيدها " كان لدينا بيت بسيط واسع يقع في المنطقة الشمالية من المجدل وأنت في طريقك لقرية حمامة عند الواد به ثلاث غرف على سطر واحد كل غرفة مساحتها مايزيد عن أربعة أمتار، وكان المطبخ وفناء ، وبرندة وحمامات وممر طويل يصل إلى بستان صغير نزرع به، وكنا زارعين موز وليمون وعنب ونعنع وورد وليمون والنعنع والجرجير والبقدونس وكنا نقطن حارة تسمى (الشقاقرة) نسبة إلى آل شقورة وأما جيراننا فكانوا من عائلات دهمان وحسن اسعد ودار حمش.
وحول العائلات التي كانت تسكن المجدل قبل نكبة 1948، أشارت إلى أنها كانت (المدهون، زقوت، لبد، وعبيد، شرخ ،.وأضافت: بعد النكبة تشتت هذه العائلات في عدة أماكن، فمنهم من استقر في غزة ، ومخيم الشاطئ ورفح وجباليا وخانيونس.
وبدأت تذرف دموعها وتتوسل فى حديثها بين الحين والأخر بعبارة ترددها " خذوني إلى بلدتي" تستذكر أنها ذهبت آخر مرة فى صيف عام 1970 وتقول والدموع تتسلل من عينيها بأن الاحتلال لم يبقي على بناء في القرية: وانا ماشية وقفت طلع لي رجل يهودي يبيع ذهب وقال لي اننى تائهة قلت له لالا ولكن أنتم أخذتوا بلدتى ، ثم سألته أين مكان كان به الجامع وعندما وصلت له عرفت أنى بوسط البلد عرفت البيت في الشمال طريق حمامة عند الوادي جلست عند باب البيت وأخذت أتذكرها وسرحت وأنا أتذكر بنات البلد رؤوفة ، ومريم ، وفيقة ، فاطمة ، وهم صغار وكنا نلعب ونلهو... لقد مكثت وقتها ساعات كانت أجمل ساعات بحياتى .
وتصف المجدل قائلة ، 'إنها جميلة إنها جنة الله على الأرض'، وتقول: كانت المجدل والقرى المجاورة لها غنية بكل الخيرات، ويعتمد سكانها بشكل كامل على العمل في الصناعة خاصة النسيج والزراعة، وكانت لها أراض وحقول ومراعي كبيرة تصل مساحتها آلاف الدونمات، يزرع جزء منها بالقمح والشعير والذرة والحمص والكرسنة كما كانت كروم كثيرة تزرع بالزيتون والخيار والفقوس والبندورة والبامية.
وتتابع الحاجة أم محمد بمرارة: المجدل تعتبر مدنية ويحيطها الكثير من القرى، حمامة وبيت دراس والجورة ونعيله وبرير وبربرة، وكان عدد سكانها عند وقوع النكبة ما يزيد عن 14 ألف نسمة، وكان فيها مدرسة واحدة للبنات في حارة البوليس ومدرسة أخرى للأولاد ليست ببعيدة عنها تشتمل على عدة صفوف وأنهيت فيها دراستي حتى الصف الثالث ، وكان بالمجدل مقهى منها عائلة صمد وحج أحمد حمادة، وعدة دكاكين .
تستشعر وأنت تسمع الحاجة أم محمد وهى تروى تفاصيل دقيقة عن طبيعة الحياة وبساطتها وقوة النمط العائلى الغالب على نظام البيوت ، وعن بساطة المأكل والمشرب والملبس وقتها ، ومن العادات المحببة التي مازالت تتذكرها، الأعراس التي كانت تقام في القرية، تقول :" كان لها لون خاص فقبل العرس بثلاث أيام كان النساء أقارب العريس يحملوا سكر في صواني ويضعوا شمع حوله ويضعوا ريحان ونعنع ويظلوا يغنوا العرس، وقبل الحنة بيومين أهل العروسة يأخذوا العفش ويروحوا لبيت العريس يضعوه وسط الأغانى والزغاريد ، ويجيبوا الحنة ويوزعوا على الناس، وكان العرس تشعر أنه لأهالي البلدة جميعا وكانت أجمل الأغاني ننشدها على دلعونا ، ياظريف الطول"
وتروى الحاجة أم محمد كيف هجرت من بلدتها " عندما طرودنا اليهود من المجدل، استولوا على كل مابها من أرض وممتلكات فلم نأخذ شيئاً نهائيا، كنا نعتقد أننا سنرجع بعد يومين ثلاث على الأكثر شهر، حتى فرشة ولحاف لم نأخذ ، وهجرنا بالقتل والخوف والرعب ولقد مشيت على الأقدام من المجدل حتى غزة حتى تورمت قدماى ، كنا نسير ونسمع ضرب الطيران الصهيوني لنا "
وتتذكر الحاجة أم محمد " لقد حضر الجيش المصري في 15 آيار 1948 بعدما خرج الإنجليز وقد وصل عند أسدود والسبع والفالوجا ، وفى هذا الوقت عندما هاجم اليهود المجدل كان يلجأ لها أناس كثيرة من القرى التي حولنا والتي قامت العصابات الصهيونية بطردهم مثل قرية المسمية، وكوكبة ، وعجس، ويبنة، أسدود كما وصلت أعداد قليلة من يافا "
تقول " كنا لانعرف النوم من دوي المدافع وإطلاق النار من العصابات الصهيونية وطردنا والتحقت بنا آلاف العائلات والأطفال والنساء الأبرياء الذين شردوا من قريتنا للنجاة بأنفسهم من قصف هذه العصابات الإجرامية النازية الصهيونية.
وتسترجع الحاجة بذاكرته أحداث النكبة عام 1948م، كنا نسمع كثيرا عن مجازر بشعة يرتكبونها عند دخولهم إلى القرى الفلسطينية، وهذا أدخل الخوف في قلوبنا وأرعبنا منها دير ياسين ويافا .
وتعد المجدل بلدة في فلسطين التي استولوا عليها في عام 1948 واسمها كنعاني الأصل وهي تعني القلعة أو مكان الحراسة، وسميت مجدل جاد ، وجاد هو إله الحظ عند الكنعانيين.
'صحَونا من النوم وصراخ ونداءات داخل الشوارع ، كنت اسمع صوت إطلاق النار وكأنه فوق رؤؤسنا خرجت بالثوب المجدلاوى المطرز وكنت مع أبى وحملت أختي ليلى الصغيرة 4 سنوات ومسكت يد أخي إبراهيم ومشينا على طريق الساحل ولا أعلم أين وجهتي '
وكنا ونحن نسير، أرى طوابير شيوخ وعجائز وأطفال وفتيات يهربون تاركين خلفهم كل ما يملكون، وكان الصراخ يعلو هنا وهناك من أجل أن يتذكر فقط أنهم ما نسوا أحدا من أطفالهم وصغارهم الرضع في الفراش، بعض النسوة عدن تحت القصف الصهيوني ليحملن أطفالهن بعد أن اعتقدن أنه مع أحد من أبناء العائلة " وتقول " استولت العصابات الصهيونية على فلسطين بتطهير عرقي وإبادة وقتل وهدم القرى والمدن والاستيلاء على الممتلكات وتزيف التاريخ بأكمله وإحلال يهود مكان شعب فلسطين " .
وزادت قائلة : بقي أهالي المجدل والقرى المجاورة في البساتين والمزارع المجاورة، يحتمون تحت الأشجار، والخوف كان بادياً على الجميع، وأنا من بينهم، لم يكن هنالك سلاح في القرية، أمام قصف مدفعي وجوي، ليل نهار، ثم بدأت العصابات تقصف البيوت وتدمّرها، ونحن نرى أعمدة الدخان تتصاعد من القرية، فبدأت عملية النزوح نحو الجنوب .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر