ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م)

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Empty الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م)

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الإثنين 24 أغسطس 2009, 9:35 am

    حسني أدهم جرار
    تقديم:
    الدكتور مأمون جرار أديب التزم الإسلام عقيدة ومنهجاً وسلوكاً في الحياة .. له تجربة أصلية في مجال الشعر والقصة .. وهو أحد الوجوه الأدبية والنقدية والفكرية في الساحة الأردنية والساحة العربية .. وهو يرأس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في الأردن منذ عدة سنوات.
    حياته ودراسته:
    على ربوة من ربا فلسطين، تطل على السهول يانعة خضراء، وفي بلدة تقع بمنتصف المسافة بين مدينتي نابلس وجنين- عرفت باسم صانور ولد الشاعر مأمون فريز محمود جرار عام 1949م .. ونشأ في أسرة محافظة متدينة، عرفت باستقامتها وتمسكها بإسلامها، وبدأ تعليمه الابتدائي في مدرسة صانور، وأتمه وواصل دراسته الإعدادية والثانوية في مدينة جنين، وتخرج فيها عام النكبة الثانية 1967، وكان من المتفوقين في امتحان الشهادة الثانوية.
    ولما اغتصب اليهود مدينة جنين وما تبقى من أرض فلسطين، اتجه شاعرنا إلى عمان لمواصلة تعليمه الجامعي، والتحق بكلية الآداب بالجامعة الأردنية في بعثة دراسية من وزارة التربية والتعليم، وفي عام 1971 أتم دراسته الجامعية وحصل على الليسانس في اللغة العربية وآدابها، وكان ترتيبه الأول في دفعته ثم حصل على الدبلوم العالي في التربية عام 1973م. وفي عام 1977، التحق بقسم الدراسات العليا بالجامعة الأردنية، وحصل على ماجستير في اللغة العربية وآدابها عام 1980، وكان موضوع رسالته "أصداء الغزو المغولي في الشعر العربي" من القرن السابع إلى القرن التاسع للهجرة. وحصل على دكتوراة في منهج الأدب الإسلامي، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1981، وكان عنوان رسالة الدكتوراة: خصائص القصة الإسلامية.
    حياته العلمية:
    عمل الدكتور مأمون بعد تخرجه من الجامعة الأردنية مدرساً لمادة اللغة العربية في مدارس وزارة التربية والتعليم بالأردن لتسع سنوات من عام 1971-1980. ثم عمل مدرساً في مدارس الإمارات العربية المتحدة لمدة سنتين من عام 1980-1982. ثم توجه إلى الرياض وعمل محاضراً، ثم أستاذاً مساعداً في جامعة الملك سعود بكلية الآداب – قسم اللغة العربية ثماني سنوات من عام 1982-1990م.
    وعاد إلى عمّان وعمل محاضراً غير متفرغ في كلية تأهيل المعلمين، وكلية الدعوة وأصول الدين، ثم عميداً لكلية الخوارزمي في بداية عام 1991، وأستاذاً مساعداً في جامعة عمان الأهلية. وعمل باحثاً متفرغاً للتأليف في دار البشير لسنة واحدة من عام 1992-1993م. واستقر به المقام أستاذاً مساعداً في جامعة العلوم التطبيقية ابتداء من عام 1993، وما زال يعمل فيها حتى اليوم .. وفي أثناء عمله في جامعة العلوم التطبيقية قام بالأعمال الإدارية التالية: عمل رئيساً لقسم اللغة العربية في العام الدراسي 97/1998، ورئيساً لقسم اللغة العربية وقسم التربية والعلوم الاجتماعية في العام الدراسي 2000/2001، وعضواً للجنة البحث العلمي في العام 98/1999، وعضواً لمجلس الجامعة في العام 98/1999، وعضواً للجنة الكتاب السنوي في العام 94/1995م، وقام بأعمال إدارية وعلمية في جامعات ولجان أخرى منها: عضو نادي الشعر في جامعة الملك سعود بالرياض، وعضو لجنة الجامعة الأردنية لإعداد معجم ألفاظ الحياة العامة في مجمع اللغة العربية الأردني 1998/2000، وعضو لجنة الإشراف على مراجعة الموسوعة الفلسطينية 1999/2001م.
    وقام بتحكيم بحوث وكتب لجهات علمية، منها: مجلة الدارة السعودية، ورابطة الأدب الإسلامي العالمية، ومجلة إسلامية المعرفة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، والجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا، وجامعة الزرقاء الأهلية، وجامعة النجاح بفلسطين.
    نشاطه:
    كان الدكتور مأمون منذ صغره من الشباب الذين لهم نشاط في مجالات كثيرة من مجالات العمل الإسلامي، وخاصة المجال الأدبي والمجال التربوي .. فكان في مدينة جنين من أكثر الشباب نشاطاً. ومن الأنشطة التي قام بها، عندما كان الداعية الإسلامي المعروف الدكتور يوسف القرضاوي عام 1966 بزيارة للضفة الغربية، وقام بجولة ألقى فيها محاضرات في جنين ونابلس والقدس والخليل وغيرها، رافقه الدكتور مأمون في تلك الجولة، وألقى قصائد في تلك المحاضرات وكان وقتها ما زال طالباً في المرحلة الثانوية من دراسته.
    وفي عمان شارك في كثير من مجالات النشاط ... فكان في الجامعة الأردنية من أعضاء اللجنة القائمة على توجيه الشباب، في اتحاد الطلاب، توجيهاً إسلامياً وكان يكتب في الصحف منذ عام 1964، وقد نشر العديد من المقالات الإسلامية والأدبية والاجتماعية والتربوية في كثير من الصحف والمجلات الأردنية والعربية والإسلامية وشارك في تقديم عدد من الأحاديث والندوات في الجامعات، وفي الإذاعة الأردنية والقنوات الفضائية العربية، وشارك في كثير من المناسبات الإسلامية والوطنية التي أقيمت في الأردن وفي بلدان كثيرة من الوطن العربي والإسلامي .. كما شارك في كثير من المؤتمرات والندوات الأدبية والعلمية، منها: الندوة العالمية للأدب الإسلامي في لكنو بالهند عام 1981، وندوة الأدب الإسلامي في الرياض التي أقيمت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1985، والملتقى الدولي الأول للفن الإسلامي في قسنطينة بالجزائر عام 1990، والملتقى الدولي الأول للأدب الإسلامي في وجدة بالمغرب عام 1994م، والملتقى الدولي الثاني للأدب الإسلامي في الدار البيضاء في المغرب عام 1998 وملتقى جامعة آل البيت الثقافي الثاني بالأردن عام 1998، ومؤتمر الأدب الإسلامي الواقع والطموح في جامعة الزرقاء بالأردن عام 1999، ومؤتمر الأدب في خدمة الدعوة في جامعة الأزهر بمصر عام 1999، والملتقى الأول للأدبيات الإسلاميات بالقاهرة عام 1999، وندوة اللغة العربية متطلباً جامعياً بالجامعة الهاشمية، عام 2001م، والملتقى الدولي الرابع للأدب الإسلامي في فاس بالمغرب عام 2004م.
    وللدكتور مأمون نشاط إعلامي متعدد ومتميز، ومن هذا النشاط:
    1- كتابة زاوية في جريدة الدستور الأردنية بعنوان "بصائر"
    2- كتابة زاوية أسبوعية في جريدة اللواء الأردنية بعنوان "آفاق".
    3- المشاركة في برنامج "في ظلال الإيمان" في الإذاعة الأردنية.
    4- إعداد وتقديم برنامج أسبوعي في الإذاعة الأردنية بعنوان "نظرات في آيات".
    5- إعداد وتقديم برنامج بعنوان "تسبيحات كونية" لقناة الرسالة الفضائية.
    6- تقديم برنامج "أحلى أمسيات" في قناة الرسالة الفضائية خلال شهر رمضان المبارك لعام 1427هـ.
    وللدكتور مأمون ارتباط بعدد من الهيئات والجمعيات: فهو عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، ورئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في الأردن منذ عام 1995م، وعضو مجلس أمناء رابطة الأدب الإسلامي العالمية منذ عام 1995م، وعضو مجلس إدارة جمعية الدراسات والبحوث الإسلامية في عمان منذ عام 2004م.
    شعره
    الدكتور مأمون شاعر موهوب، قال الشعر منذ صباه، شعره فيه متعة وفيه جمال، امتاز بالرقة والصفاء، وجاء صادق الإحساس والتصوير، نسج أكثره على منوال النظم العربي الأصيل، ولكنه تأثر بالشعر الحديث ونسج على منواله، ولم يخرج فيه عن الوزن الشعري.
    كانت بدايته مع الشعر عام 1961، وكان ينشر إنتاجه في جريدة المنار والشهاب والمجتمع، وصدرت له أول مجموعة شعرية في عام 1969 بعنوان "القدس تصرخ"، وصدرت مجموعة ثانية عام 1981 بعنوان "قصائد للفجر الآتي"، وصدرت مجموعة ثالثة عام 1983 بعنوان "مشاهد من عالم القهر". ثم اتجه للكتابة النثرية الأدبية، التي تجلت في عدد من الأعمال القصصية، مثل: "صور ومواقف من حياة الصالحين"، و "صور ومواقف من حياة الصالحات"، و"من قصص النبي"، و"شخصيات قرآنية".
    توقف الدكتور مأمون عن الشعر سنوات. بل شغل عنه، وكان يراوده شعر لا يرتضيه، ويستعصي عليه شعر يتطلع إليه ... يقول في قصيدة بعنوان "شكوى من الشعر":

    يا منبت الشعر ما للشعر يجفوني
    أسعى إليه ولكن لا يواتيني
    كل ليلة بتّ فيها حائراً قلقاً
    استمطر الشعر أبياتاً فيعصيني
    عجبت يا صاح من شعر يطاوعني
    يوم الرخاء وحين البأس يعصيني
    ثم بدأ شاعرنا ينظم بعض القصائد من حين لآخر، ولما اجتمعت لديه مجموعة جديدة، أصدرها بعنوان "رسالة إلى الشهداء"، ووعد بأن يتابع مسيرته الشعرية، ويخرج لنا مجموعات أخرى جديدة.
    والدكتور مأمون شاعر مؤمن صادق انبثق شعره من واقع الحياة التي يعيشها ..، فقد أحس نكبة أمته ودافع عن قضاياها، وساهم بشعره في كثير من المناسبات الإسلامية، وحمل آمال أمته وآلامها وتطلع إلى استئناف حياة إسلامية تكون الطريق لتحرير وطنه المغتصب .. فجاء شعره تعبيراً عن خلجات نفسه وتصويراً لومضات مشاعره، وصار لنا واحداً من الحداة لركب الإيمان السائر على درب الحق.
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Empty رد: الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م)

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الإثنين 24 أغسطس 2009, 9:38 am

    طرق في شعره معظم أغراض الشعر، ونظمه في مجالات متعددة. نظمه في الدعوة إلى الإسلام، وفي قضايا الأمة العربية والإسلامية، وفي نكبة بيت المقدس وفلسطين، وفي الجهاد والاستشهاد .. وله شعر في الرثاء وذكر الموت، وشعر وطني ووجداني، وشعر في الوصف .. وهو في جميع أشعاره ينبض بروح إسلامية.
    طرق في شعره معظم أغراض الشعر، ونظمه في مجالات متعددة. نظمه في الدعوة إلى الإسلام، وفي قضايا الأمة العربية والإسلامية، وفي نكبة بيت المقدس وفلسطين، وفي الجهاد والاستشهاد .. وله شعر في الرثاء وذكر الموت، وشعر وطني ووجداني، وشعر في الوصف .. وهو في جميع أشعاره ينبض بروح إسلامية.
    نكبة فلسطين في شعره
    كان لفلسطين وطن الشاعر نصيب كبير من شعره، وكان لضياع بيت المقدس، وضياع ما تبقى من فلسطين الكثير الكثير من شعره .. فشاعرنا ولد بعد نكبة 1948 بعام واحد، وأنهى دراسته الثانوية عام النكبة الثانية 1967م .. وواكب أحداث القضية حدثاً حدثاً، وعاش معها بأفكاره وأحاسيسه، وكان لتلك الأحداث والنكبات أثر واضح في حياته الشعرية ..
    فمن وحي الهزيمة القاسية التي منيت بها الأمة عام 1967، والتي ضاعت فيها البقية الباقية من فلسطين، فكانت لقمة سائغة ليهود، ليحكموا بعدها قبضتهم على فلسطين المسلمة كلها .. من وحي هذه الهزيمة المريرة التي فجرت براكين الغضب في النفوس، نجد شاعرنا الدكتور مأمون يستحث شعبنا المكبل ليفك قيوده، ويحرر إرادته من عوامل الخوف والذل والهوان، فيقول في قصيدة بعنوان "أيها الشعب":

    أيها الشعب كيف ترضى بذل
    كيف ترضى بأن تذل وترغم؟
    أيها الشعب أين روحك ضلت؟
    أين تاهت؟ وأين نارك تضرم؟
    أيها الشعب هل مرادك عيش
    فيه تحيا كما البهائم تنعم؟
    أين روح الجهاد يا شعب تسري
    فيثور الأبطال ثورة ضيغم؟
    وهو ينكر على أبناء شعبه الذين نزحوا من غربي النهر بعد هزيمة فكرروا ما حدث في الهجرة الأولى عام 1948، ويحذرهم من مخاطر ذلك داعياً إياهم للثبات والجهاد، والتأسي بأبطال الفتح الإسلامي كخالد وأبي عبيدة. وحتى يستثير حميتهم ويحفزهم للجهاد، وعدم الركون إلى حياة الدعة والهوان، طلباً لسلامة الأبدان، نراه يضرب لهم أمثلة من بعض الأحياء والجمادات التي أنفت الذل والقعود، وأبت إلا حياة الحركة والحرية، لتحقيق رسالتها ووجودها في الحياة، فيقول:

    كيف تأبى الطيور عيشة ذل
    ثم نرضى ونحن يا شعب أعلم
    كيف تأبى المياه طول سكون
    ثم نرضى ونحن يا شعب أحكم
    كيف تأبى الرياح، إلا هياجاً
    ثم نرضى السكون والليل مظلم
    أيها الشعب قم نجاهد نكافح
    إنما الخلد في الطريق فأقدم
    ثم يضرب لشعبه المكلوم مثالاً لنضال شعب الجزائر الذي حصل على حريته واستقلاله بالدم والنار.. ولهذا فهو يحذر أبناء شعبه النازح من الانخداع والسير في طريق ما يسمى بالسلام والاستسلام، بديلاً عن طريق الجهاد، فيقول:

    فتية الحق في الجزائر ثاروا
    قدموا النفس في المعارك والدم
    لم يهابوا بأس العدو وساروا
    في دروب للنصر والبغي يهزم
    ثم نالوا الحقوق من بعد لأي
    وكذا اليوم إن أردت .. تقدم
    وضح الدرب ثورة ونضال
    وفداء للمجد .. والحق سلم
    لا سلام فالسلم مطلب ذل
    إن أردناه فهو موت محتم
    ويستقر شاعرنا في عمان لمواصلة دراسته الجامعية، ويشعر بما حل بشعبه من التشرد والبعد عن الوطن، فينظم قصيدة بعنوان:"ماذا أقول"، يقول فيها:

    ماذا أقول ومن سيفقه قولتي
    وإذا صرخت فمن سيسمع صرختي
    أسفي على صف تمزق شمله
    وغدا مثالاً قاتلاً .. للفرقة
    والعرب سكرى في الصراع كأنما
    لم يعلموا أبداً خيوط الخطة
    الكل يقصد ذلنا وهواننا
    أفغير ربي منفذ من شدة ..؟
    لو أن لي من قوة في أمتي
    لجعلتها تسعى لنيل القمة
    لجعلتها بالدين أعظم أمة
    تبدو على الدنيا بدين الرحمة
    لجعلتها نوراً يضيء على الملا
    تبدو لعين الناظرين كشعلة
    لكنها منكوبة بعصابة
    هم أسّ كلّ تهدّم أو نكبة
    طلاب حكم لا رجال قيادة
    أطفال لهو .. لا أشاوس نهضة
    وقد أدى تكرار المصائب والمحن التي منيت بها أمتنا، كنكبة فلسطين الأولى عام 1948، والنكبة الثانية عام 1967، وإقدام يهود على حرق المسجد الأقصى عام 1968، وما تلا ذلك من فتن ومحن .. أدى ذلك إلى تبلد الأحاسيس، وموت المشاعر، وشيوع حالة من اللامبالاة عند أبناء الأمة، حتى لكأن المصائب التي انصبت على رؤوسنا لا تعنينا، وكأننا لسنا المستهدفين بها .. فنظم شاعرنا قصيدة بعنوان "الأمة المخدرة" بين فيها بألم واضح، وتهكم مرير أن اللهو والطرب هو رد الناس على ضياع الحقوق وتوالي النكبات، حتى غدت حياتهم كالأنعام، لا هم لهم سوى الأكل والشرب واللهو، فأضحت الأعصاب مخدرة والمشاعر متبلدة ميتة .. ويتساءل الشاعر بألم واستنكار عن سبب رضانا عن استباحة اليهود للأقصى وتدنيسهم لمسرى النبي صلى الله عليه وسلم، بينما ننخدع بسلم يرتبه لنا أعداؤنا، لنقعد عن العمل لاسترداد وطننا بالجهاد والاستشهاد، فيقول:

    الحق ضاع وضاعت أمة العرب
    فليس في الناس غير اللهو واللعب
    نحيا كما ترتع الأنعام في دعة
    ولا يزلزلنا سيل من النّوب
    كأنما نحن أعصاب مخدرة
    مات الشعور بها من نشوة الطرب
    فمالنا نرتضي أن يستباح حمى
    مسرى الرسول ولا نهتز من غضب
    وما لنا نرتضي سلماً يزينه
    من راح يشري تراب القدس بالذهب
    ويمر العيد بشاعرنا عام 1969، ووطنه تعصف فيه النوائب، فينظم قصيدة بعنوان "العيد الحزين"، يقول فيها:
    أنا لست أدري كم من الأعياد يمضي يا جنين
    وأنا بعيد عنك .. يعروني لجنتك الحنين
    سأظل أهفو للقا .. هيهات تسليني السنين
    العيد أقبل يا جنين .. وإنه العيد الحزين
    ولما بدأت كتائب الإيمان تعد العدة للجهاد، بعد نكبة 1967، وتدخل في عمليات فدائية جهادية ضد اليهود في فلسطين، واكب الشعراء الإسلاميون هذا التحول الإيماني في مسيرة القضية الفلسطينية، وأخذوا يرصدون هذه العمليات، يصفون أبطالها، ويمجدون جهادهم واستشهادهم لإعلاء كلمة الله، وطرد الغاصبين من أرض فلسطين .. فنظم شاعرنا قصيدة على لسان فدائي، وطن نفسه على البذل والتضحية، وانطلق يجاهد في سبيل الله شوقاً إلى لقياه وحنيناً إلى جنته .. ووجه هذا المجاهد رسالة إلى أمه المؤمنة، تمنى فيها عليها بألا تقابل استشهاده بالبكاء، وألا تتحسر عليه بالحزن، وإنما تقابل ذلك بالفرحة تغمرها ،وبالزغاريد تنطلق من فمها، ابتهاجاً بمكانة ابنها عند الله، وقال في قصيدته[7]:


    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Empty رد: الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م)

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الإثنين 24 أغسطس 2009, 9:45 am

    ولما تخاذلت أمتنا عن تحرير الأقصى وفلسطين، وأصبحت القضية في ملف النسيان ..وبدأت تبرز بين حين وآخر شنشنات للتآمر عليها. نظم شاعرنا قصيدة بعنوان:"رسالة إلى الوطن المنسي"، قال فيها:
    كنت يا وطني فوق كل الشفاه
    نشيداً يحرك فينا عروق الحياة
    يفجر شوقاً إلى لحظة الزحف والانتصار
    يعكر صفو النعيم المزيف
    ينشر في مائنا والطعام "عروق المرار"
    وكنا نردد في كل صبح:
    غداً سنعود!
    نعود ليافا. نعود لحيفا
    وعكا وللناصرة
    نعود إلى عسقلان .. نعود ... نعود .. !
    وفي عام 1981 حينما شعب الكنانة لما يسمى "بمسيرة السلام" ومعاهدة الذل التي فرضت عليه آنذاك .. وزج بخيرة أبناء الشعب في السجون والمعتقلات .. وعمت الشارع العربي والإسلامي موجة من الاستياء والاستنكار، وقاد تلك الموجة الكثير من الكتاب والأدباء والشعراء، ونظم الدكتور مأمون قصيدة بعنوان "سلام شعب مصر"، تحدث فيها عن محنة الشعب في مصر، وقال فيها:

    طغى في مصر من خرق الحدودا
    وألقى فوق معصمها القيودا
    لتسلم مصر سالمت الأعادي
    وكبلت المدافع والجنودا
    مبادرة . مفاوضة ... وصلح
    غدت في عصرنا حدثاً مجيدا
    ولكن الشاعر لا ينسى أن في مصر شعباً أبياً يأبى الضيم ويرفض الهوان، معتقداً بأن السلام مع الأعداء المحتلين ذل واستسلام، فقال:

    وكم في مصر من حر أبي
    لغير الله لا يرضى السجودا
    تمرد قال: لا فالصلح كفر
    لإسرائيل لن نرضى وجودا
    وتربة مصر للأعداء نار
    وللأحباب نملؤها ورودا
    لنا في الحرب تاريخ طويل
    منعنا البغي فيه أن يسودا
    ولما صار جيش اليهود يغير على مخيمات اللاجئين في فلسطين كل يوم .. يقصفهم من الطائرات الحربية، ويهدم المنازل على رؤوسهم بالجرافات والمجنزرات، ويجرف المزروعات ويقتلع الأشجار .. وأمتنا تشاهد أشلاء الأطفال والنساء في الشوارع وبين الأنقاض، بإحساس متبلد وشعور ميت .. فنظم قصيدة في موسم الحج عام 1402هـ/1982، بعنوان "ألم تهزكم الأشلاء"، ووجهها إلى الحجيج، وقال فيها:

    لبيك لبيك والأقصى ينادينا
    وفي المخيم أشلاء تنادينا
    لم يتركوا فيه لا طفلاً ولا امرأة
    إلا وذاق من الموت الأفانينا
    كم صرخة خرجت والرعب يكتمها
    شقت إلينا مدى الآفاق تدعونا
    تقول: يا أمة ضاعت كرامتها
    وسيق رضّعها للموت غافينا
    ألم تهزكم الأشلاء ثاوية
    تحت الركام .. ألم تسلبكم الهونا؟
    ألم تزلزل رقاداً في ضمائركم
    فتنهضوا في سبيل الله سارينا
    فما حياة وأرض القدس ضارعة
    إلى الحجيج وقد جاؤوا ملبينا
    بالبيت طافوا وأموا طيبة فمتى
    نراهم في رحاب القدس داعينا
    متى يثير لهيب الثأر في دمنا
    ناراً تهب على الدنيا براكينا؟
    متى فقد طال تشريد يطاردنا
    فما يفارقنا إلا ويأتينا !!
    ولما هب شعب فلسطين في انتفاضة الأقصى، وقدم أبناؤه نموذجاً جديداً في الجهاد والعمليات الاستشهادية، نظم شاعرنا عدداً من القصائد للشهداء والاستشهاديين، وعبر في قصيدة قصيرة بعنوان "توقيعان شعريان" عن جوهر أبناء فلسطين الذين لا يصيبهم اليأس، فقال:

    كل قطرة دم
    من وريد الشهيد
    وعدُ سنبلة
    بانبعاث جديد
    وقال:

    نخط على الدرب
    وقع خطانا
    ويخطو عليه سوانا
    فتعفو خطانا
    ولما وقعت معركة جنين والمخيم "المشهورة" في نيسان من عام 2002م .. وقدم فيها أبناء جنين والمخيم ملحمة وأسطورة في الجهاد والاستشهاد .. نظم الدكتور مأمون قصيدة بعنوان "جنين الشهيدة"، أهداها إلى أبطال مخيم جنين .. وقدم فيها تأكيداً لمعاني الشهادة، ونقداً لاذعاً للواقع العربي، حيث التفرج على ذبح الأهل وهدم البيوت في جنين والمخيم .. فقال فيها:
    لا بأس يا جنين
    ملحمة تضاف في ملاحم السنين
    نقرأ فيها قسوة الجزار إذ
    يعمل في أعصابك السكين
    لكنه لم يسمع الأنين
    صبرت حتى الموت عن قولة (أخ)
    ولم تجئك نصرة ابن العم
    أو معونة من أخ
    وأنت تذبحين
    والأعين العمياء تبصر الجزار والسكين
    شعره الإسلامي والاجتماعي:
    نشأ الدكتور مأمون في بيئة دينية محافظة، وتربى في أسرة ملتزمة بالإسلام فوالده الشيخ فريز جرار من وجهاء محافظة جنين، ومن قادة الحركة الإسلامية فيها .. ومدينته "جنين" كان لها دور بارز في الجهاد ضد الغزاة، وكانت معقلاً من معاقل شيخ الجهاد عز الدين القسام ..
    والدكتور مأمون صاحب فكر إسلامي أصيل، ولديه تصور إسلامي شامل وشعره ينطلق من تصور إسلامي في نظرته إلى الكون والإنسان والحياة، وفي نظرته إلى القضايا والأحداث. وهو يدعو في شعره إلى العودة للدين والاحتكام لشريعته والاقتداء بعلمائه وقادته الأطهار، ومن ذلك قوله:

    ما لم تقم للدين فينا دولة
    ويسوسنا قوم من الأطهار
    فلليل ممتد المدى وديارنا
    محفوفة بطارق الأخطار
    وهو ينعى على المسلمين تفرقهم في هذه الأيام .. فهم لم يتمسكوا بالدين، ولم يسلكوا درب العالمي، فخسروا الدين والدنيا، ويقول في ذلك:

    ماذا أقول وفي قلبي مواجعه
    والمسلمون حيارى مثل قطعان
    ما أحسنوا الدين والدنيا وما سلكوا
    درب المعالي وساروا درب عبدان
    انظر إلى دول الإسلام تلق بها
    دماً مراقاً .. وتحقيراً لإنسان
    لكنما أملي في عصبة سلكت
    درب الهدى .. لم يرعها ليل طغيان
    ولكن بارقة أمل دخلت نفسه عندما زار ندوة العلماء بلكنو في الهند، وشارك في الندوة الأولى للأدب الإسلامي التي عقدت سنة 1981، وشاهد بعثاً للدين وتثبيتاً لأركانه، فوجه تحية لندوة العلماء، قال فيها:

    في لكنو قلعة للدين شامخة
    لاحت محاسنها في خير عنوان
    أكرم بمن فيك من أهل التقى فلقد
    أدّوا فرائض كانت طي نسيان
    لمثل هذا الذي في الهند نشهده
    ليعمل الناس في مصر وسودان
    وللدكتور مأمون شعر اجتماعي هادف، يعكس في كثير من تجاربه الشخصية نظمه في عدد من الجوانب الاجتماعية الإنسانية. فله قصائد في الرثاء، منها قصيدته التي بعنوان "كل شيء لانتهاء"[16]، نظمها عام 1973، عند وفاة الأستاذ حسن الهضيبي المرشد العام الثاني للحركة الإسلامية .. وفي هذه القصيدة وقفة مع الآلام التي يعانيها الداعية المسلم، وفيها دعوة للصمود أمام هذه الآلام، ودعوة إلى التفكير العميق في المصير الذي يمثله العنوان "كل شيء لانتهاء" .. وقد وجه الشاعر قصيدته هذه إلى السائرين على درب الراحل حسن الهضيبي، وقال فيها:
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Empty رد: الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م)

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الإثنين 24 أغسطس 2009, 9:47 am

    كل شيء لانتهاء!
    هكذا كان من الله القضاء!
    فاصبروا مهما يطل ليل البلاء!
    كل شيء لانتهاء!
    قف قليلاً ... !
    أنت عبر الموكب الدامي شعاع أبدي!
    يولد النور على جبهتك الخضراء في صبح ندي!
    وحياة أنت تمتد .. وتمتد .. وتبقى كالغد !
    دائماً تولد .. في كل انتفاضة قلب مهتد !!
    لك يا حامل نور الله في الخلد بقاء !
    والذي كان ستنساه إذا حان اللقاء !
    فنعيم الخلد يفني .. كل ما يبني الشقاء !
    كل شيء لانتهاء ...
    هكذا كان من الله القضاء
    فاصبروا مهما يطل ليل البلاء !
    وللدكتور مأمون قصيدة، نظمها في المدينة المنورة في 21/8/2000م، يتمنى فيها أن يموت في المدينة المنورة وأن يدفن فيها، وهذه غاية المنى عنده .. والقصيدة فيها من الموعظة والتوجيه التربوي لشبابنا بما يذكرهم بالموت، ويشدهم إلى طريق الاستقامة والتقوى، والتمسك بتعاليم الإسلام .. يقول فيها:

    يا حياة بما نحب ضنينه
    مُنية العمر ميتةٌ في المدينة
    بالأنوار طيبة حين تبدو
    لمحبٍّ ألقى إليها حنينه
    طيبة الطيب هل تضمّين جسماً
    شده الشوق منذ فارق طينه؟
    وله قصائد فيها وقفات تأمل .. منها قصيدة بعنوان "وقفة على الآثار" وقصيدة "الجمال في الكون"، ومنها قصيدة بعنوان "خمسون"، يرصد فيها ما حلّ به بعد خمسين عاماً من العمر، حيث الشيب، وذهاب الطفولة والصبا، وكأن عمره رماد أو سراب ... لكنه يهفو إلى ما يتوج هذا العمر الفاني، وهذا الرماد والسراب، بسفر ناجح إلى الآخرة، حيث النور والفوز بمرضاة الله تعالى، فيقول:

    خمسون عاماً ذوت، هل أفلت العمر
    خمسون والأمنيات الخضر قد نسلت
    خمسون يا غمضة للطرف هل رحلت
    هل دار بي زمني في العمر دورته
    قبضت كفي على عمري فما حملت
    قد آن للقلب أن تعلى معارجه
    يا باعث الشوق هيجني إلى سفر
    أنر بمشكاة قلبي للهدى فلقاً
    والشيب في جنبات الشعر ينفجر
    أوراقها وذوى في البرعم الزهر
    عني الطفولة؟ هل ولى الصبا النضر
    حتى استفقت وحولي تنعق النذر
    إلا رماداً فلا فحمٌ ولا شرر
    وآن للفجر أن يزهى به السحر
    يكون في الملأ الأعلى له خبر
    به البصيرة تهدى الدرب والبصر
    وله قصيدة بعنوان "وقفة مع البحر"، حاول فيها أن يعيد الاتصال بين الإنسان والطبيعة، قال فيها:
    أيها البحر أسمع في صمت ليلك تسبيح ربي
    هيبة الخلق فيك تنور قلبي
    وإبداع ما فيك يطلق عقلي بتسبيح ربي
    آه يا بحر من أين ماؤك
    من أين تعمر أعماقك الكائنات
    ها هو الحوت .. ها سمك القرش .. ها كل حجم ولون وشكل
    آه يا بحر .. من أبدع الحسن في هذه السابحات؟
    رأيه في الشعر والأدب
    الدكتور مأمون أديب إسلامي .. له رأي في الشعر والأدب ينطلق من منظور إسلامي .. فالشعر عنده رسالة، وليس زخرف قول أو زينة كلام .. وإنما هو رسالة يريد إيصالها للمتلقين ..
    وهو يرى أن الشعر العربي الأصيل هو الشعر العمودي المنظوم، أما الشعر الحر فهو لون مستحدث من ألوان الشعر العربي يناسب إيقاع العصر الحديث وطبيعته .. ويرى أن أحد اللونين لا ينفي الآخر، وإن كان يعتقد أن البقاء للشعر العمودي الموزون المقفى الذي عرفه العرب قديماً، ويبقى الحكم على الشعر للقراء أو النقاد الذين ينظرون إليه من زوايا متعددة ومختلفة.
    والأدب الإسلامي عنده: هو الأدب الذي ينطلق صاحبه أو منتجه من تصور الإسلام للإنسان والحياة والوجود، ويؤمن أن شعره وأدبه هو بعض عمله الذي يحاسب عليه، لذا لا بد للأديب أن يسخر موهبته لتحقيق العبودية لله، التي هي سبب وجود الإنسان، متمشياً في ذلك في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة) .. فلا بد من مراعاة جانب السحر الذي يعبر عنه بالصياغة الفنية التي تأخذ بالألباب، والالتزام بالقواعد الفنية في الأدب ليتميز عن الكلام العادي والتأليف الفكري ..
    وهو يرى أن للشعر دوراً في المعركة ض الباطل، وللكلمة المنثورة دور .. وأن الأدب بحد ذاته ليس هدفاً، بل وسيلة للتعبير عن فكر الإنسان .. ولا بد من أدائه بطريقة تضفي الحياة على الجمادات، وتجسم الأفكار وتبعث المشاعر وتحرك الخيال.
    آراء الأدباء والنقاد في شعره
    الدكتور مأمون أديب بارز في ميدان الأدب الإسلامي، وشاعر له حضور في ندوات الشعر وأمسياته في الساحة الأردنية والعربية .. تعرض شعره لدراسة عدد من الأدباء والنقاد، وقد اخترت من هذه الدراسات مقتطفات من أربع دراسات منها:
    الأولى: للكاتبة الأردنية وفيقة العجلوني، التي كتبت مقالاً إثر صدور ديوان الشاعر "مشاهد من عالم القهر" عام 1983، ونشرته في جريدة الرأي الأردنية وقالت فيه: يعتبر مأمون فريز جرار من الأصوات الشعرية الملتزمة التي تسخر البيان للإيمان، وتنتضي التعبير سلاحاً في المعركة، ومنذ مطلع الستينات إلى الآن لم يغادر مأمون دائرته العقدية، بل ازداد شعره لصوقاً بروح أمته، ولواذاً بقيمها، وصدوراً عنها فكان مثالاً للأديب الملتزم الذي لا يتخذ الكلمة لهواً وتزجية فراغ.
    ونحن مع ديوانه الجديد هذا في حضرة من هذا كله، إن لم نقل إن شاعرنا قد أضاف نفساً جديداً هو نفس التحدي والمواجهة على نحو ما نقرأ في مطلع القصيدة الأولى فيه حيث يقول:
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Empty رد: الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م)

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الإثنين 24 أغسطس 2009, 9:47 am

    أشرق في عتمة هذا الليل المظلم
    واهتف: إني مسلم
    أشرق في هذا الزمن المتخم بالأحزان
    والموت المجاني وأغلال السجان
    والمسخ الإجباري لتكوين الإنسان
    زمن الإحصاء لطيف الفكر ووسوسة الشيطان
    زمن الجاسوس اللاهث خلفك في كل مكان
    أشرق في عتمة هذا الليل المظلم
    واهتف: إني مسلم
    ومما قالته: "ولعل ما يجدر الانتباه إليه أن وضوح أفكار الشاعر والتزامه المبدئي لم يحولا دون أن يكون بيانه متصفاً بالجمال، غنياً بالصور، حافلاً بالبلاغة". ومما جاء في ختام هذا المقال: "وبعد، فأحسب أن مما نخلص إليه بعد هذه الوقفة العجلى هو ضرورة توجيه أنظار نقادنا ودارسينا إلى شعر مأمون فريز جرار الذي أعرف له أعمالاً أدبية لم تعط حقها من العناية، مع أنها تفوق كثيراً في المبنى والمعنى ما نراه موضع درس وتأمل لدى كثير من هؤلاء النقاد، فإذا كان بعض صغار الشعراء ممن لا يقيمون العربية، ولا يضبطون الوزن يقدمون في صحافتنا أحسن تقديم، فما بالنا إذن بمثل هذا الشاعر المتمكن وأضرابه؟!
    الثانية: للأديب الشاعر الأستاذ حكمت صالح، الذي أشار في كتابه "نحو آفاق شعر إسلامي معاصر: إلى مجموعة من الشعراء ذوي الإبداع الفني في الشعر الإسلامي المعاصر، فقال: فمنذ مطلع النصف الثاني من القرن العشرين بدأت تلوح في الأفق ملامح حركة شعرية شابة تصدر عن روح إسلامية، ورؤية إيمانية غير أننا نجد في معطيات هذه الحركة الكثير مما نجده لدى أي تجربة أو محاولة جديدة لم تستو على سوقها بعد. ومع ذلك ثمة إرهاصات تلتمع في قصيدة هذا الشاعر أو ذاك تمنحنا أملاً بأن شعراً إسلامياً أصيلاً قد بدأ يثبت خطواته في مساحة الإبداع الفني الحديث، ولا ننسى أن نلمح هنا – لا على سبيل الإحصاء – إلى هاشم الرفاعي، ومحمود حسن إسماعيل، ومحمد غزيل، ومحمد الحسناوي، وعمر بهاء الدين الأميري، وعبد القادر حداد، ووليد الأعظمي، ومأمون فريز جرار".
    الثالثة: للدكتور أحمد بسام ساعي، الذي تحدث في كتابه "الواقعية الإسلامية في الأدب والنقد" عن الشعراء الإسلاميين الذين حاولوا تطوير البناء العروضي في القصيدة التي اتخذت الشكل الجديد، فقال: "وتكاد هذه المحاولات الإسلامية، وعلى رأس هؤلاء: نازك الملائكة، ومحمود حسن إسماعيل، ومحمد المجذوب، ومحمد الحسناوي، وعصام الغزالي، وعبد الله عيسى السلامة، ومأمون فريز جرار، وشريف القاسم، ومحمد العيد الخطراوي، ومحمد هاشم رشيد" .. ووقف الدكتور أحمد بسام على تحليل قصيدة (على باب غرناطة) للشاعر مأمون جرار، ونشرها في إحدى الجرائد، وقال فيها كلاماً طيباً.
    الرابعة: للكاتب محسن عبود، الذي قدم قراءة في ديوان "رسالة إلى الشهداء"، نشرها في جريدة اللواء، وقال فيها: "مجموعة شعرية رابعة وقدرة لافتة على "الإدهاش" ومضامين سامية في إطار الالتزام، وتنويع في الشكل الشعري: نصوص عمودية وأخرى على شعر التفعيلة أو "الشعر الحر" .. ومع هذا فالمجموعة تضمنت على تنويع موضوعي خصب: الشهداء، القضية الفلسطينية، قضايا عربية، الطبيعة، الأصدقاء، الشعر وغير ذلك، ولكن تنضوي جميعها تحت الإطار الإسلامي أو الإطار الملتزم" ..
    وبعد أن تحدث عن عدد من قصائد المجموعة وذكر أنها أدت رسالتها، قال: "فإن هذه المجموعة أدت رسالتها الإسلامية والإنسانية، كما أدت رسالتها الفنية، فالفن رسالة أيضاً ليس فقط بما يتضمن من معاني سامية وإنما كذلك بما يشتمل عليه من أبعاد مؤثرة تخاطب النفوس وتثير العواطف وتصنع الرؤى الجميلة والصور المدهشة، مما يخلق لذة ونشوة يحتاجها المتلقي، والمجموعة وإن اشتملت على مقاطع عادية مباشرة- اقتضتها دواعي الرسالة- فإنها اشتملت كذلك على نصوص رائعة عكست قدرة الدكتور جرار الشعرية، على الرغم من إشارته التنبيهية التواضعية إلى أنه لا يدعي أنه شاعر محترف".
    آثاره الأدبية:
    1- القدس تصرخ (ديوان شعر)- دار البيان، الكويت 1969.
    2- قصائد للفجر الآتي (ديوان شعر)- مكتبة الأقصى، عمّان 1981.
    3- مشاهد من عالم القهر (ديوان شعر)- دار البشير، عمّان 1983.
    4- رسالة إلى الشهداء (ديوان شعر)- دار الأعلام، عمّان 2003.
    5- أصداء الغزو المغولي في الشعر العربي- مكتبة الأقصى، عمان 1983.
    6- الغزو المغولي أحداث وأشعار- دار البشير، عمان 1984.
    7- الاتجاه الإسلامي في الشعر الفلسطيني الحديث- دار البشير، عمان 1984.
    8- خصائص القصة الإسلامية- دار المنارة، جدة 1988.
    9- شخصيات قرآنية- دار البشير، عمان 1992.
    10- من قصص النبي صلى الله عليه وسلم- دار البشير، عمان 1992.
    11- نظرات إسلامية في الأدب والحياة- المكتب الإسلامي، بيروت 1993.
    12- صور ومواقف من حياة الصالحين (عشرة أجزاء)- دار البشير، عمان 1995.
    13- صور ومواقف من حياة الصالحات (جزءان)- دار البشير، عمان 1997.
    14- فنون النثر العربي القديم- جامعة القدس المفتوحة، عمان.
    15- اللغة العربية- للطالب الجامعي (مشترك)، عمان 1995.
    16- دراسات في اللغة والنحو والأدب (مشترك)، عمان 1997.
    17- المكتبة العربية والثقافة المكتبية (مشترك)، عمان 1997.
    18- في رحاب اللغة العربية (مشترك)، عمان 1999.
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Empty رد: الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م)

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الإثنين 24 أغسطس 2009, 9:49 am

    قصائد مختارة من شعره
    1
    القدس تصرخ
    منذ قديم الزمان، ومدينة القدس تتصف بصفات لم تنلها مدينة أخرى على وجه هذه المعمورة، فهي مدينة الأقصى، وأرض الإسراء والمعراج، وقبلة المسلمين الأولى. مدينة سجد على ثراها الطاهر أنبياء الهدى، وملائكة الرحمن .. مدينة حباها الله الخير، ومتعها بالبركة، وجعلها أرض المنشر والمحشر، مدينة الجنة تحن شوقاً إليها، بل إنها بقعة من بقاع الجنة، فعن أنس بن مالك قال: "إن الجنة تحن شوقاً إلى بيت المقدس، وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس، وهي صرة الأرض". وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من أراد أن ينظر إلى بقعة من بقع الجنة، فلينظر إلى بيت المقدس" .. مدينة ارتبطت بالجهاد والرباط، وبالفداء والاستشهاد .. مدينة أكرمها الله وجعل القائم فيها كالمجاهد في سبيل الله ...
    هذه المدينة المقدسة التي كانت مهوى القلوب المؤمنة، ومعقل الأجداد الفاتحين، وقلعة الرباط الأولى، تغيرت عليها الأحوال، وألمت بها النائبات، وأصبحت ترزح في الاحتلال وتحيا حياة الذل .. وأخذت تستغيث شباب الأمة الإسلامية وتنتظر نجدتهم وتترقب الخلاص من قيود الاحتلال ..
    ففي عام 1967، وقعت أسيرة في يد اليهود، وخيم الحزن على مآذن الأقصى، وعاث اليهود في حرمه الفساد ... وبدأت محاولات لهدمه، تارة بالحفر تحته، وتارة بمحاولة حرقه، والاعتداء على المصلين في رحابه ..
    ولذكر القدس والأقصى صدى في نفس المسلم .. ولذلك نرى الشعراء الإسلاميين يكثرون من الحديث عنهما، والتعبير عن مأساتهما .. يرددون صرخة القدس وصوت الأقصى، وينادون إلى الجهاد والاستشهاد ..
    وهذه القصيدة نظمها الدكتور مأمون عندما وقعت النكبة الثانية عام 1967، ووقعت مدينة القدس بأيدي اليهود ... يستصرخ فيها أمته العربية والإسلامية لإنقاذ الأقصى من براثن الأعداء .. ويذكرهم بعزة المسلمين في ماضيهم، ويدعوهم للعودة إلى منهج الإسلام والتمسك بتعاليمه، وتربية الأبناء على العزة والجهاد، لتعود لنا القدس وفلسطين ..
    لقد كان موضوع "القدس" غرضاً رئيسياً في شعر الدكتور مأمون، وقد أفرد لها ديواناً بعنوان "القدس تصرخ" .. وما زالت القدس تشكل هاجساً له، لا يستطيع مقاومته، فهو يذكر بقضيتها كلما ألمت بها حادثة أو حلت بها مصيبة .. ومن ذلك نراه يقول في قصيدة عام 1983م:

    صرخة في أرضنا ممتدة
    جلجلت في القدس يوم الاحتلال
    لم تزل في أفقنا دامية
    دعوة للموت في ساح النضال
    حرقوا المسجد أنشدنا له
    وفديناه بأشعار غوال
    ربما يهدم، هذه صرخة
    ربما يهدم في سود الليالي
    هذه القدس فمن ينقذها
    إن أرض القدس ميدان المعالي
    أبيات القصيدة[25]

    مالي أراكم ذاهلين سكارى
    مالي أراكم تائهين حيارى؟
    مالي أراكم قائمين على الخنا
    متقلبين به دجى ونهارا؟
    مالي أراكم تركضون لهوة
    خلف السراب .. ألا ترون منارا؟
    يا قوم أبكتني مصائب أمة
    لاقت سفينة ركبها إعصارا
    يا قومنا قد ذاب قلبي من أسى
    وتخافتت دقاته استنكارا
    مما أصاب الشعب في مهد الهدى
    لما غدا قومي هناك أسارى
    عجباً أذل الناس تغصب أرضنا
    وتعيث في حرماتنا استهتارا
    في المسجد الأقصى تدار رؤوسهم
    ويدنسون رحابه استحقارا
    وهناك في حرم الخليل تحلقوا
    رقصاً وشقوا عنده الأستارا
    قولوا بربي كيف يهدأ بالنا
    والقدس خلّفنا عليها العارا
    والقدس تصرخ أنقذوني فالعدى
    راموا بإسراء النبي دمارا
    ها هم بنو صهيون داسوا حرمتي
    جعلوا الغواية .. والفساد شعارا
    يا قوم كم من نكبة مرت ولم
    نوعظ بها إذ تحمل الإنذارا
    لم نلق بالاً للنذير وإنما
    سرنا نطاوع مجرماً جبارا
    سرنا على درب الغواية أمة
    بلهاء ... ماتت نفسها استصغارا
    هل نحن أحفاد النبي المصطفى
    أحفاد من رفع اللواء وسارا
    قبساً ينير لكل سارٍ حائر
    ضل الطريق وخبط الأغبارا
    أم نحن أحفاد لماركس نقتفي
    آثاره ونردد الأفكارا
    أم من أبي جهل مشينا دربه
    متمردين على الهدى كفارا
    يا قومنا كل المبادي كشفت
    تستقبل الروبل والدولارا
    لم يبق إلا مبدأ نرجو به
    أن نبلغ الآمال والأوطارا
    لم يبق إلا ديننا .. إسلامنا
    يمحو الفساد وينسف الأوكارا
    إسلامنا بالأمس أنشأ أمة
    كانت تعيش مذلة وصغارا
    فغدت بفضل الله أعظم أمة
    كانت لكل الحائرين منارا
    وإذا اتخذنا ديننا منهاجاً
    فبه نربي صفوة أبرارا
    يشرون دنياهم بأكرم ميتة
    حتى ينالوا الخلد والأنهارا
    وإذا تعود الدار أكرم عودة
    ونعود نرفع في الديار الغارا
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Empty رد: الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م)

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الإثنين 24 أغسطس 2009, 9:51 am

    قصائد مختارة من شعره
    2
    رسالة إلى استشهادي
    الشهيد هو من آمن بالله تعالى، وقاتل لإعلاء كلمة الله، وقتل في سبيل الله، والاستشهادي هو من آمن بالله تعالى، واستشعر حلاوة الإيمان في قلبه، وقدم نفسه لحياة أسمى من حياته التي يعيش .. فلا عجب أن يخترق تحصينات العدو، ويقوم بعملية استشهادية موجعة تؤلم العدو وتهز كيانه.
    والاستشهادي صاحب عقيدة، خلص إيمانه من كل شائبة، وتحررت نفسه من كل خوف، ووطن نفسه على البذل والتضحية، وثبت على طريق الجهاد، لا يهادن ولا يساوم .. انطلق يجاهد في سبيل الله شوقاً إلى لقياه وحنيناً إلى جنته.
    إنه فدائي صلب المراس، يتصف بالرجولة، يأنف الذل، ولا يقيم على ضيم. يقدم روحه فداء لعقيدته، ودمه دفاعاً عن وطنه، لا يهدأ له بال، ولا يستقر على حال حتى يتحرر وطنه، وترتفع فوقه راية الإسلام.
    ولهذا فإن الشهادة مطلب عزيز، وهدف نبيل، وشرف رفيع في الدنيا ومفخرة عالية في الآخرة .. من أكرمه الله بها غنم، ومن آثرها على غيرها فقد ذهب بعز الدنيا ونعيم الآخرة .. الحرص عليها خلق رباني وموقف بطولي، يذكي حماسة المجاهدين، ويستنهض همم المتثاقلين إلى الأرض اللاهثين وراء الشهوات.
    ومنذ قامت دولة الإيمان في مدينة رسول الله حرص الإسلام على تربية أبنائه على الجهاد وحبب إليهم طلب الشهادة دفاعاً عن العقيدة .. وغرس في نفوسهم أن سيد الشهداء حمزة ورجلاً قام إلى إمام جائر فنهاه فقتله .. وعلمهم أن الشهيد حي يرزق يعيش في كنف الله عز وجل .. فغدت الشهادة أمنية كل شاب مسلم عرف حقيقة الإسلام ..
    وفي عصرنا الحديث أدركت الحركة الإسلامية هذه المعاني فغرستها في نفوس الشباب، ونشأتهم عليها منذ الطفولة، وربتهم على الإيمان، فأصبح هتافهم المحبب: "الله غايتنا، والرسول قائدنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا" .. فكانت هذه المعاني الشعلة التي أنارت القلوب، والقبس الذي حرك النفوس، والإيمان الذي دفع الشباب إلى الجهاد والاستشهاد ..
    إلى هؤلاء الشباب الذين أذلوا الأعداء بعملياتهم الاستشهادية، ووقفوا على بوابة التاريخ شامخين، ليدخلوا الجنة من باب لا يفتح لسواهم .. نظم شاعرنا الدكتور مأمون هذه القصيدة عام 2002م ..
    وكما كان موضوع "القدس" غرضاً رئيسياً في شعر الدكتور مأمون فإن موضوع "الشهادة" هو أيضاً غرض رئيسي في شعره .. ففي هذا الموضوع، نجد له قصائد عدة .. فمجموعته الشعرية الرابعة بعنوان "رسالة إلى الشهداء" وهو عنوان القصيدة الأولى في المجموعة، تشتمل على قصائد أخرى عن الشهادة وعن فلسطين .. يقول في قصيدته الأولى من المجموعة:
    لولا الشهداء لكان الكون بحار ظلام
    ظلمات تغشاها ظلمات
    من شهوات الحرص على الفاني
    والغوص وراء التافه
    والركض وراء سراب
    فالحياة بكل صورها ونعيمها وألوانها وشهواتها أضغاث أحلام .. والشهيد وحده من عرف كيف يصحو ويبعث الحياة:
    ليس جنوناً طلب الموت لنيل الجنة
    ليس هباء جعل الجسد الفاني للأرض سمادا
    يعد بموسم خير في أيام الجدب ..
    بعام فيه يغاث الناس بنصر
    يا زيت القنديل تهاوت للموت ذبالته
    فتعود إليه حياة
    يا أعقل من كل العقلاء
    وتتكرر في قصائده بعض المعاني عن دور الشهيد في الحياة، وعن أنه الحي والآخرون الموتى، لأنه عرف الحقيقة فتقدم للشهادة صانعاً الحياة، وفائزاً بالجنة.
    أبيات القصيدة[26]
    1
    واقف أنت على بوابة التاريخ فادخل
    باب عز لم يفتح لسواك
    شامخ أنت عصي العزم
    تمتد رؤى الأمة في أفق مداك
    2
    ظنك الواهم فراراً
    فكرّت قبضة المجد
    تخط الذل في وجه عداك
    3
    أيها السائر في العتمة بدراً
    يقبس السارون من وهج سناك
    4
    أمل الحاضر أنت اليوم
    والمستقبل الموعود
    تأويل رؤاك
    5
    أنت في بوابة الأمجاد بدر
    فتقدّم
    صم سمعاً عن نداء
    جاء من خلفك رخواً
    وتقدم ..
    لا تلفّتْ نحو صوت الحذر الموبوء بالعجز
    ينادي من هناك
    من وحول علقت فيها عبيد الوهم
    نادوا بالهلاك
    6
    أنت حي ... وهم الموتى
    وإن أبحرت في الأفق شظايا
    تتجلى لعبيد الطين ...
    من أعلى علاك
    7
    إنها بوابة الخلد
    فأقدم
    اضغط الزر
    وكبّر
    افتح الشريان شلالاً من المجد
    ورش الأرض
    كن بستان ورد
    فيه فيض من شذاك
    8
    كن سماد الأرض
    ينبت من شقوق الصخر جيل
    يحمل الروح على الكف
    وعيناه على الخلد
    يحط الخطو في إثر خطاك
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م) Empty رد: الدكتور مأمون فريز جرّار (1369هـ،1949م)

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الإثنين 24 أغسطس 2009, 10:05 am

    قصائد مختارة من شعره
    3
    في مئوية الإمام المجدد حسن البنا
    كانت لفتة رائعة من الحركة الإسلامية في الأردن عندما دعت إلى إقامة احتفال بمناسبة مئوية الإمام المجدد حسن البنا في قاعة الأرينا بجامعة عمان الأهلية، في الفترة (16-18/11/2006) .. وقد حضر الاحتفال نخبة من العلماء والأدباء من الدول العربية والإسلامية وبخاصة من مصر وسورية ولبنان والعراق والجزيرة العربية ... أما في الأردن فقد أمت قاعة الاحتفال جماهير غفيرة على مدى ثلاثة أيام (مدة الاحتفال) ...
    وهذا الاحتفال .. كان أقل الواجب نحو إمام كان نموذجاً ربانياً من النماذج النادرة التي عرفها تاريخ الإسلام الطويل .. وكان أحد الدعاة الأبرار والمصلحين الأطهار، الذين عرفتهم أمة الإسلام، فصححوا مسيرتها، وقادوها إلى الهدى، وطبعوها بطابع الحق، وأرسوا لها دعائم دعوة تميزت بمنهج الوسطية والاعتدال ..
    عاش حسن البنا اثنين وأربعين عاماً، وتألق وهو لما يبلغ الثلاثين من عمره، وحمل رسالته إلى العالمين بشجاعة المؤمن، وبراعة القائد، وحكمة المجاهد، وصدق الداعية، فلم يلبث أن استمع له الناس، واجتمعت حوله القلوب .. فأقض مضاجع المستعمرين، وتكالبت القوى الحاقدة كلها على الخلاص منه، ذلك أن الصوت الذي كان يتحدث به هو صوت الحق، والكلمة التي كان يقولها هي الكلمة التي يخشاها الاستعمار، وهي الخطر الذي كان حريصاً على أن يحجبه عن المسلمين، حتى يظلوا في قبضة نفوذه، وحتى لا يفهموا دينهم الفهم الصحيح، فيحرروا أرضهم ويستعيدوا عزتهم ..
    وكان للدكتور مأمون مشاركة في هذا الاحتفال، فقد نظم قصيدة بعنوان "في مئوية الإمام المجدد حسن البنا" .. ولما استمعت إليها الجماهير المشاركة، لاقت استحساناً كبيراً ..
    أبيات القصيدة

    الخالدون مع السماء سماء
    في أفقهم تتلألأ الأضواء
    يمضي الزمان وهم شهود الورى
    مثل الرواسي ما لهن مضاء
    هم للقلوب منائر وضاءة
    والدرب من أنوارهم وضاء
    رسل مضوا فيه بهدي نبوة
    والصالحون على خطاهم جاؤوا
    في كل عصر كوكب متلألئ
    يجلى الظلام بنوره ويضاء
    يا باعث الإيمان في زمن طغت
    فيه العقول وعمّت الأهواء
    جددت أمر الدين في هذا الزمان
    فصح وصفك أنك البنّاء
    حسن وبالإحسان عمرك عامر
    فالدرب طيب والمدى أنداء
    نوراً أتيت وللظلام معاقل
    والمسلمون على الدروب غثاء
    لا همة تعلو بهم نحو العلا
    فهم عبيد مطامع وإماء
    أسرى هوان، والهوى ميزانهم
    وديارهم من فرقة أشلاء
    فحملت هم الدين ترجو بعثه
    في أمة هي للخلاص رجاء
    وجعلت عنوان الأخوة واحة
    يأوي إلى أفيائها الصلحاء
    لله درك في حياتك عبرة
    عمر قصير، والحصاد نماء
    أعْجزتْ من جاراك في سبل الهدى
    وامتد في خطواته الإعياء
    مئة مضت وطوى الزمان زمانها
    مذ لاح نجم قد علاه بهاء
    ومضى الزمان وما طواك مضيه
    فالذكر بعد الموت فيه بقاء
    هذي (الرسائل) للمسيرة منهج
    ومن (الوصايا) في الدروب ضياء
    وإذا الخطا تاهت وتاه دليلها
    فضياء فكرك للمتاه جلاء
    درب الشهادة قد دعاك فجزته
    وتتابعت من بعدك الشهداء
    قتلوك، واعتقلوا الدموع، وسلسلوا
    الأحزان، واحتمل الشهيد نساء
    قرعوا الكؤوس وأترعوها نشوة
    لما استطارت بالردى الأنباء
    نفضوا أياديهم وقرت أنفس
    منهم فهذي الطعنة النجلاء
    قتلوك، ما قتلوك، لكن أوقدت
    من وهج جرحك شعلة شهباء
    قتلوك وانفلق الصباح على المدى
    وترددت في العالم الأصداء
    في كل ركن للأخوة شعبة
    وبكل أرض للدعاة لواء
    ما ينقمون من الدعاة؟ أحبُّهم
    لهداهم أم أنهم شرفاء
    هم أنبتوا فيهم بذور تطرف
    لما استحلّوا عرضهم وأساؤوا
    واستكبروا وتجبروا وتفرعنوا
    وتنمردوا وتوهموا ما شاؤوا
    كم في السجون شواهد مكتومة
    أخفى بشاعة وجهها الرقباء
    يا قائد الشهداء ما زال المدى
    وطناً تغشي وجهه الظلماء
    لا وحدة بنيت ولا وطن علا
    وتحكمت بمصيرنا الأعداء
    يا حاملي الإسلام كونوا أهله
    فالدين درب هداية وعلاء
    وشفاء أمراض الورى لكنما
    بعض الدُّعاة- وسامحوني- داء
    ضاقت عقولهم فضاق سبيلهم
    والدين مما يهرفون براء
    مدوا الجسور فلستم حزباً فلا
    تأسركم الحزبية العمياء
    في صف بيت الله سووا صفكم
    بجماعة للمسلمين سواء
    أنتم طليعة نهضة منشودة
    في بعثها للعالمين شفاء
    والوعد وعد رسولنا بخلافة
    للعدل فيها راية علياء
    والفجر آت لا يكذب نوره
    إلا الذي في ناظريه عماء

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024, 10:39 pm