حسني أدهم جرار
تقديم:
الدكتور مأمون جرار أديب التزم الإسلام عقيدة ومنهجاً وسلوكاً في الحياة .. له تجربة أصلية في مجال الشعر والقصة .. وهو أحد الوجوه الأدبية والنقدية والفكرية في الساحة الأردنية والساحة العربية .. وهو يرأس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في الأردن منذ عدة سنوات.
حياته ودراسته:
على ربوة من ربا فلسطين، تطل على السهول يانعة خضراء، وفي بلدة تقع بمنتصف المسافة بين مدينتي نابلس وجنين- عرفت باسم صانور ولد الشاعر مأمون فريز محمود جرار عام 1949م .. ونشأ في أسرة محافظة متدينة، عرفت باستقامتها وتمسكها بإسلامها، وبدأ تعليمه الابتدائي في مدرسة صانور، وأتمه وواصل دراسته الإعدادية والثانوية في مدينة جنين، وتخرج فيها عام النكبة الثانية 1967، وكان من المتفوقين في امتحان الشهادة الثانوية.
ولما اغتصب اليهود مدينة جنين وما تبقى من أرض فلسطين، اتجه شاعرنا إلى عمان لمواصلة تعليمه الجامعي، والتحق بكلية الآداب بالجامعة الأردنية في بعثة دراسية من وزارة التربية والتعليم، وفي عام 1971 أتم دراسته الجامعية وحصل على الليسانس في اللغة العربية وآدابها، وكان ترتيبه الأول في دفعته ثم حصل على الدبلوم العالي في التربية عام 1973م. وفي عام 1977، التحق بقسم الدراسات العليا بالجامعة الأردنية، وحصل على ماجستير في اللغة العربية وآدابها عام 1980، وكان موضوع رسالته "أصداء الغزو المغولي في الشعر العربي" من القرن السابع إلى القرن التاسع للهجرة. وحصل على دكتوراة في منهج الأدب الإسلامي، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1981، وكان عنوان رسالة الدكتوراة: خصائص القصة الإسلامية.
حياته العلمية:
عمل الدكتور مأمون بعد تخرجه من الجامعة الأردنية مدرساً لمادة اللغة العربية في مدارس وزارة التربية والتعليم بالأردن لتسع سنوات من عام 1971-1980. ثم عمل مدرساً في مدارس الإمارات العربية المتحدة لمدة سنتين من عام 1980-1982. ثم توجه إلى الرياض وعمل محاضراً، ثم أستاذاً مساعداً في جامعة الملك سعود بكلية الآداب – قسم اللغة العربية ثماني سنوات من عام 1982-1990م.
وعاد إلى عمّان وعمل محاضراً غير متفرغ في كلية تأهيل المعلمين، وكلية الدعوة وأصول الدين، ثم عميداً لكلية الخوارزمي في بداية عام 1991، وأستاذاً مساعداً في جامعة عمان الأهلية. وعمل باحثاً متفرغاً للتأليف في دار البشير لسنة واحدة من عام 1992-1993م. واستقر به المقام أستاذاً مساعداً في جامعة العلوم التطبيقية ابتداء من عام 1993، وما زال يعمل فيها حتى اليوم .. وفي أثناء عمله في جامعة العلوم التطبيقية قام بالأعمال الإدارية التالية: عمل رئيساً لقسم اللغة العربية في العام الدراسي 97/1998، ورئيساً لقسم اللغة العربية وقسم التربية والعلوم الاجتماعية في العام الدراسي 2000/2001، وعضواً للجنة البحث العلمي في العام 98/1999، وعضواً لمجلس الجامعة في العام 98/1999، وعضواً للجنة الكتاب السنوي في العام 94/1995م، وقام بأعمال إدارية وعلمية في جامعات ولجان أخرى منها: عضو نادي الشعر في جامعة الملك سعود بالرياض، وعضو لجنة الجامعة الأردنية لإعداد معجم ألفاظ الحياة العامة في مجمع اللغة العربية الأردني 1998/2000، وعضو لجنة الإشراف على مراجعة الموسوعة الفلسطينية 1999/2001م.
وقام بتحكيم بحوث وكتب لجهات علمية، منها: مجلة الدارة السعودية، ورابطة الأدب الإسلامي العالمية، ومجلة إسلامية المعرفة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، والجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا، وجامعة الزرقاء الأهلية، وجامعة النجاح بفلسطين.
نشاطه:
كان الدكتور مأمون منذ صغره من الشباب الذين لهم نشاط في مجالات كثيرة من مجالات العمل الإسلامي، وخاصة المجال الأدبي والمجال التربوي .. فكان في مدينة جنين من أكثر الشباب نشاطاً. ومن الأنشطة التي قام بها، عندما كان الداعية الإسلامي المعروف الدكتور يوسف القرضاوي عام 1966 بزيارة للضفة الغربية، وقام بجولة ألقى فيها محاضرات في جنين ونابلس والقدس والخليل وغيرها، رافقه الدكتور مأمون في تلك الجولة، وألقى قصائد في تلك المحاضرات وكان وقتها ما زال طالباً في المرحلة الثانوية من دراسته.
وفي عمان شارك في كثير من مجالات النشاط ... فكان في الجامعة الأردنية من أعضاء اللجنة القائمة على توجيه الشباب، في اتحاد الطلاب، توجيهاً إسلامياً وكان يكتب في الصحف منذ عام 1964، وقد نشر العديد من المقالات الإسلامية والأدبية والاجتماعية والتربوية في كثير من الصحف والمجلات الأردنية والعربية والإسلامية وشارك في تقديم عدد من الأحاديث والندوات في الجامعات، وفي الإذاعة الأردنية والقنوات الفضائية العربية، وشارك في كثير من المناسبات الإسلامية والوطنية التي أقيمت في الأردن وفي بلدان كثيرة من الوطن العربي والإسلامي .. كما شارك في كثير من المؤتمرات والندوات الأدبية والعلمية، منها: الندوة العالمية للأدب الإسلامي في لكنو بالهند عام 1981، وندوة الأدب الإسلامي في الرياض التي أقيمت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1985، والملتقى الدولي الأول للفن الإسلامي في قسنطينة بالجزائر عام 1990، والملتقى الدولي الأول للأدب الإسلامي في وجدة بالمغرب عام 1994م، والملتقى الدولي الثاني للأدب الإسلامي في الدار البيضاء في المغرب عام 1998 وملتقى جامعة آل البيت الثقافي الثاني بالأردن عام 1998، ومؤتمر الأدب الإسلامي الواقع والطموح في جامعة الزرقاء بالأردن عام 1999، ومؤتمر الأدب في خدمة الدعوة في جامعة الأزهر بمصر عام 1999، والملتقى الأول للأدبيات الإسلاميات بالقاهرة عام 1999، وندوة اللغة العربية متطلباً جامعياً بالجامعة الهاشمية، عام 2001م، والملتقى الدولي الرابع للأدب الإسلامي في فاس بالمغرب عام 2004م.
وللدكتور مأمون نشاط إعلامي متعدد ومتميز، ومن هذا النشاط:
1- كتابة زاوية في جريدة الدستور الأردنية بعنوان "بصائر"
2- كتابة زاوية أسبوعية في جريدة اللواء الأردنية بعنوان "آفاق".
3- المشاركة في برنامج "في ظلال الإيمان" في الإذاعة الأردنية.
4- إعداد وتقديم برنامج أسبوعي في الإذاعة الأردنية بعنوان "نظرات في آيات".
5- إعداد وتقديم برنامج بعنوان "تسبيحات كونية" لقناة الرسالة الفضائية.
6- تقديم برنامج "أحلى أمسيات" في قناة الرسالة الفضائية خلال شهر رمضان المبارك لعام 1427هـ.
وللدكتور مأمون ارتباط بعدد من الهيئات والجمعيات: فهو عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، ورئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في الأردن منذ عام 1995م، وعضو مجلس أمناء رابطة الأدب الإسلامي العالمية منذ عام 1995م، وعضو مجلس إدارة جمعية الدراسات والبحوث الإسلامية في عمان منذ عام 2004م.
شعره
الدكتور مأمون شاعر موهوب، قال الشعر منذ صباه، شعره فيه متعة وفيه جمال، امتاز بالرقة والصفاء، وجاء صادق الإحساس والتصوير، نسج أكثره على منوال النظم العربي الأصيل، ولكنه تأثر بالشعر الحديث ونسج على منواله، ولم يخرج فيه عن الوزن الشعري.
كانت بدايته مع الشعر عام 1961، وكان ينشر إنتاجه في جريدة المنار والشهاب والمجتمع، وصدرت له أول مجموعة شعرية في عام 1969 بعنوان "القدس تصرخ"، وصدرت مجموعة ثانية عام 1981 بعنوان "قصائد للفجر الآتي"، وصدرت مجموعة ثالثة عام 1983 بعنوان "مشاهد من عالم القهر". ثم اتجه للكتابة النثرية الأدبية، التي تجلت في عدد من الأعمال القصصية، مثل: "صور ومواقف من حياة الصالحين"، و "صور ومواقف من حياة الصالحات"، و"من قصص النبي"، و"شخصيات قرآنية".
توقف الدكتور مأمون عن الشعر سنوات. بل شغل عنه، وكان يراوده شعر لا يرتضيه، ويستعصي عليه شعر يتطلع إليه ... يقول في قصيدة بعنوان "شكوى من الشعر":
يا منبت الشعر ما للشعر يجفوني | أسعى إليه ولكن لا يواتيني |
كل ليلة بتّ فيها حائراً قلقاً | استمطر الشعر أبياتاً فيعصيني |
عجبت يا صاح من شعر يطاوعني | يوم الرخاء وحين البأس يعصيني |
ثم بدأ شاعرنا ينظم بعض القصائد من حين لآخر، ولما اجتمعت لديه مجموعة جديدة، أصدرها بعنوان "رسالة إلى الشهداء"، ووعد بأن يتابع مسيرته الشعرية، ويخرج لنا مجموعات أخرى جديدة.
والدكتور مأمون شاعر مؤمن صادق انبثق شعره من واقع الحياة التي يعيشها ..، فقد أحس نكبة أمته ودافع عن قضاياها، وساهم بشعره في كثير من المناسبات الإسلامية، وحمل آمال أمته وآلامها وتطلع إلى استئناف حياة إسلامية تكون الطريق لتحرير وطنه المغتصب .. فجاء شعره تعبيراً عن خلجات نفسه وتصويراً لومضات مشاعره، وصار لنا واحداً من الحداة لركب الإيمان السائر على درب الحق.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر