سؤال عالماشي-أبوعلي مصطفى.. أنت حي فينا ,,, بقلم / موفق مطر
يحضر أبو علي مصطفى حيا عند كل حديث عن الصدق والإخلاص في العطاء، ولحظة
ضرب المثل عن إرادة المناضلين وكيفية تحقيق الأهداف الوطنية، تحضر روح
الشهيد القائد كلما استذكرنا قادة أضافوا لمواصفات وسمات القائد خصالاً
ومعاني جديدة كنا بحاجة لإضافتها إلى ذاكرتنا الوطنية في وقت عمل البعض
على تبديد ها وإفراغها من مضامينها.
كان صاحب رؤية بعيدة المدى، فكان أعظم من أقزام الحزبية والفئوية، وكان
كبيرا بفلسطين التي كان يراها أكبر من الجميع، يرى بعقلانية الطريق
لتحريرها، طاردا العفوية والتلقائية من تفكيره، فهو القائل :" أنا مقتنع
قناعة تامة، ودون مزايدة على أحد أن الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني هو
صراع مصيري تناحري ولا يمكن إزالته إلا اذا امتلكنا قوة وطاقة الفعل
الوطني على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقتالية، ولابد أن
نفكر تفكيراً أشمل، فالاستراتيجية - كما نراها -لا تنبني على ركيزة واحدة،
بل على مرتكزات سياسية برنامجية سليمة، ومرتكزات اقتصادية متينة قادرة على
إدامة الصراع، ومرتكزات مجتمعية تنظيمية جيدة، وعلى مرتكزات امتلاك الحق
في مقاومة الاحتلال".
عاد أبو علي مصطفى إلى الوطن مجسما شعار حق العودة بعد أن مارس هذا الحق
بالكفاح والمقاومة، ففي عام 1965 ذهب بدورة عسكرية سرية ( لتخريج ضباط
فدائيين ) في مدرسة انشاطي الحربية في مصر، وعاد منها ليتولى تشكيل
مجموعات فدائية، وأصبح عضواً في قيادة العمل الخاص في إقليم الحركة
الفلسطيني، في أعقاب حرب حزيران عام 1967 اتصل مع الدكتور جورج حبش- رحمه
الله- فأسس مع رفاق آخرين لمرحلة الكفاح المسلح، وكان أحد المؤسسين منذ
إنطاق الجبهة الشعبية.
قاد الدوريات الأولى نحو الوطن عبر نهر الأردن، تولى مسؤولية الداخل في
قيادة الجبهة الشعبية، ثم المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الأردن إلى عام
1971، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الإحتلال،
غادر الأردن سراً إلى لبنان إثر إنتهاء ظاهرة وجود المقاومة المسلحة في
أعقاب حرب تموز1971 وهذا ما يؤكد قناعته بأن النضال يجب أن يكون بين
الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية بالتحرير والاستقلال، وأن العمل بين
الجماهير ولمصلحتها هو المعنى الحقيقي للقيادة، وان مدرسة الجماهير
والمداومة المباشرة فيها هي خير مدرسة يتخرج القادة من صفوفها بامتياز.
جسم المعارضة بأحسن صورها شكلا ومضمونا، فكان قائدا رصينا عفيف اللسان،
طاهر المقاصد، حريصا على مصالح الشعب الفلسطيني العليا، ثابتا على نهج
ومبادئ الجبهة الشعبية وبرنامجها السياسي، انتمى لفلسطين أولا، أعطاها
عمره وحياته وفكره، ولم يأخذ منها مكاسب مادية، أو مواقع سلطوية. تدرج في
المسؤوليات القيادية ولم يهبط على موقع القيادة ببراشوت سحري، فابو علي
مصطفى نائباً للأمين العام. كان نائبا للأمين العام منتخبا في العام
1972حتى عام 2000، وانتخب في المؤتمر الوطني السادس أمينا عام للجبهة
الشعبية.
عاد للوطن في نهاية أيلول عام 1999. وكان معارضا للأسلوب السياسي للسلطة
ولقيادة منظمة التحرير الفلسطينية لكن معارضته لم تمنعه من إبداء الاحترام
والالتزام بالأهداف البعيدة المدى للشعب الفلسطيني.فهو القائل :" في
تجربتنا كان هناك صلة دائمة مع الوطن ولاشك أن رفاقنا كانوا دائماً حريصين
على أن ينقلوا لنا الصورة بكل زواياها، لكن هناك فرقا بين أن ترى صورة
الإنسان وبين أن ترى الإنسان نفسه".
كان متفقا ومتوافقا مع إخوانه المناضلين في الحركة الوطنية
الفلسطينية على الهدف الأساس، فلم يحول المبادئ إلى مجرد شعارات دعائية،
ولم يتبع أساليب تضليل، لم يفكر برفع معنويات الناس ودفعهم للموت من اجل
رفع أسهم أو أرقام أرصدة أو لكسب مساحات وهمية في القواعد الجماهيرية، فقد
كان مؤمنا بوعي الجماهير وبقدرتها على إحداث التغيير المطلوب نحو الأفضل،
لم يشهر سلاحا، ولم يخوف ولم يرعب بسلاح المقاومة أحدا من أبناء الشعب
الفلسطيني فهو قد قال :" نحن نحتاج إلى مراجعة سياسية شاملة، تضمن استقراء
كيفية فهم العدو، بموضوعية. وهذا يتطلب شجاعة في نقد الذات والمساءلة".
وقال أيضا :" هذا الجيل كبر ونما وأصبحت له تجربته الخاصة، ليس من موقع
التناقض مع تجربتنا، ولكن من موقع الإغناء، في مشهد الانتفاضة كان هناك
إبداعات لم تبتدعها قيادة الثورة في م.ت.ف، تمثلت في وضع قوانين علاقات
اجتماعية ليست مكتوبة، ولكنها قوانين ثورية شعبية في نظم العلاقات العامة،
وفي التضامن الاجتماعي، وفي مسائل عديدة أخرى، نبعت من واقع التجربة
نفسها".. فهلا استنسخنا هذا القائد وجعلناه في ذاكرتنا الوطنية مثالا
يحتذى ؟!
يحضر أبو علي مصطفى حيا عند كل حديث عن الصدق والإخلاص في العطاء، ولحظة
ضرب المثل عن إرادة المناضلين وكيفية تحقيق الأهداف الوطنية، تحضر روح
الشهيد القائد كلما استذكرنا قادة أضافوا لمواصفات وسمات القائد خصالاً
ومعاني جديدة كنا بحاجة لإضافتها إلى ذاكرتنا الوطنية في وقت عمل البعض
على تبديد ها وإفراغها من مضامينها.
كان صاحب رؤية بعيدة المدى، فكان أعظم من أقزام الحزبية والفئوية، وكان
كبيرا بفلسطين التي كان يراها أكبر من الجميع، يرى بعقلانية الطريق
لتحريرها، طاردا العفوية والتلقائية من تفكيره، فهو القائل :" أنا مقتنع
قناعة تامة، ودون مزايدة على أحد أن الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني هو
صراع مصيري تناحري ولا يمكن إزالته إلا اذا امتلكنا قوة وطاقة الفعل
الوطني على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقتالية، ولابد أن
نفكر تفكيراً أشمل، فالاستراتيجية - كما نراها -لا تنبني على ركيزة واحدة،
بل على مرتكزات سياسية برنامجية سليمة، ومرتكزات اقتصادية متينة قادرة على
إدامة الصراع، ومرتكزات مجتمعية تنظيمية جيدة، وعلى مرتكزات امتلاك الحق
في مقاومة الاحتلال".
عاد أبو علي مصطفى إلى الوطن مجسما شعار حق العودة بعد أن مارس هذا الحق
بالكفاح والمقاومة، ففي عام 1965 ذهب بدورة عسكرية سرية ( لتخريج ضباط
فدائيين ) في مدرسة انشاطي الحربية في مصر، وعاد منها ليتولى تشكيل
مجموعات فدائية، وأصبح عضواً في قيادة العمل الخاص في إقليم الحركة
الفلسطيني، في أعقاب حرب حزيران عام 1967 اتصل مع الدكتور جورج حبش- رحمه
الله- فأسس مع رفاق آخرين لمرحلة الكفاح المسلح، وكان أحد المؤسسين منذ
إنطاق الجبهة الشعبية.
قاد الدوريات الأولى نحو الوطن عبر نهر الأردن، تولى مسؤولية الداخل في
قيادة الجبهة الشعبية، ثم المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الأردن إلى عام
1971، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الإحتلال،
غادر الأردن سراً إلى لبنان إثر إنتهاء ظاهرة وجود المقاومة المسلحة في
أعقاب حرب تموز1971 وهذا ما يؤكد قناعته بأن النضال يجب أن يكون بين
الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية بالتحرير والاستقلال، وأن العمل بين
الجماهير ولمصلحتها هو المعنى الحقيقي للقيادة، وان مدرسة الجماهير
والمداومة المباشرة فيها هي خير مدرسة يتخرج القادة من صفوفها بامتياز.
جسم المعارضة بأحسن صورها شكلا ومضمونا، فكان قائدا رصينا عفيف اللسان،
طاهر المقاصد، حريصا على مصالح الشعب الفلسطيني العليا، ثابتا على نهج
ومبادئ الجبهة الشعبية وبرنامجها السياسي، انتمى لفلسطين أولا، أعطاها
عمره وحياته وفكره، ولم يأخذ منها مكاسب مادية، أو مواقع سلطوية. تدرج في
المسؤوليات القيادية ولم يهبط على موقع القيادة ببراشوت سحري، فابو علي
مصطفى نائباً للأمين العام. كان نائبا للأمين العام منتخبا في العام
1972حتى عام 2000، وانتخب في المؤتمر الوطني السادس أمينا عام للجبهة
الشعبية.
عاد للوطن في نهاية أيلول عام 1999. وكان معارضا للأسلوب السياسي للسلطة
ولقيادة منظمة التحرير الفلسطينية لكن معارضته لم تمنعه من إبداء الاحترام
والالتزام بالأهداف البعيدة المدى للشعب الفلسطيني.فهو القائل :" في
تجربتنا كان هناك صلة دائمة مع الوطن ولاشك أن رفاقنا كانوا دائماً حريصين
على أن ينقلوا لنا الصورة بكل زواياها، لكن هناك فرقا بين أن ترى صورة
الإنسان وبين أن ترى الإنسان نفسه".
كان متفقا ومتوافقا مع إخوانه المناضلين في الحركة الوطنية
الفلسطينية على الهدف الأساس، فلم يحول المبادئ إلى مجرد شعارات دعائية،
ولم يتبع أساليب تضليل، لم يفكر برفع معنويات الناس ودفعهم للموت من اجل
رفع أسهم أو أرقام أرصدة أو لكسب مساحات وهمية في القواعد الجماهيرية، فقد
كان مؤمنا بوعي الجماهير وبقدرتها على إحداث التغيير المطلوب نحو الأفضل،
لم يشهر سلاحا، ولم يخوف ولم يرعب بسلاح المقاومة أحدا من أبناء الشعب
الفلسطيني فهو قد قال :" نحن نحتاج إلى مراجعة سياسية شاملة، تضمن استقراء
كيفية فهم العدو، بموضوعية. وهذا يتطلب شجاعة في نقد الذات والمساءلة".
وقال أيضا :" هذا الجيل كبر ونما وأصبحت له تجربته الخاصة، ليس من موقع
التناقض مع تجربتنا، ولكن من موقع الإغناء، في مشهد الانتفاضة كان هناك
إبداعات لم تبتدعها قيادة الثورة في م.ت.ف، تمثلت في وضع قوانين علاقات
اجتماعية ليست مكتوبة، ولكنها قوانين ثورية شعبية في نظم العلاقات العامة،
وفي التضامن الاجتماعي، وفي مسائل عديدة أخرى، نبعت من واقع التجربة
نفسها".. فهلا استنسخنا هذا القائد وجعلناه في ذاكرتنا الوطنية مثالا
يحتذى ؟!
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918