بعد أن فرغ "أبو رامي" من تلميع حبات الطماطم وترتيبها, وصَفَّ الخيار بشكل هندسي يُلفت نظر المارين, جلس على كرسيه بوجه واجم وعيون حيرى، واضعا يده على خده بانتظار مشترٍ أو حتى متفرج ليلقي نظرة على بضاعته.
بعلامات الضيق والتذمر اعترف أبو رامي: "أنا على هذا الحال منذ أسابيع، وزاد الوضع سوءا خلال شهر رمضان، فلا يوجد مشترون ولا متفرجون؛ فأسعار الخضروات نار وتلسع الجيوب وخصوصا في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة".
وهو ينظر إلى الخضروات بحسرة تابع: "رغم تواجدها عندي في المتجر إلا أنني لا أجرؤ على إدخالها البيت إلا بالمناسبات؛ فهي تكلفني الكثير، وسأخسر بالتأكيد لو امتلأت ثلاجاتي بالخضروات والفواكه".
وتشهد أسواق قطاع غزة ارتفاعا كبيرا في أسعار الخضروات والفواكه مع حلول شهر رمضان المبارك؛ الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثيرين من المواطنين حتى المقتدرين منهم عن اقتنائها.
حتى السلطة!!
وفيما كان الحاج أبو الوليد يتنقل من بائع لآخر لشراء بعض الخضروات اللازمة لعمل طبق من السلطة علا صوته متذمرا من الأسعار المرتفعة, وبنبرات الغضب قال: "ألا يكفي ما نحن فيه حتى طبق السلطة حرمونا منه!.. لا أدري بأي حال سأعود للمنزل فالكل ينتظرني بيدين ممتلئتين؟!".
وبسخرية سأل "أبو أحمد" أحدَ الباعة عن إمكانية شراء حبتين من الطماطم وأخرى من الخيار وحزمة من البقدونس لتكفي طبق السلطة, وأضاف قائلا: "أصبحت الطماطم أغلى من التفاح والمانجو، وسعر الخيار يضاهي سعر الموز".
عمران صاحب العشرة أعوام أخذ يقنع والدته بأن تحضر طبق التبولة على مائدة الإفطار، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل؛ بسبب عدم وجود أي نوع من الخضروات في المنزل، وشراؤها من السوق يحتاج لميزانية خاصة.
وقد فرض ارتفاع أسعار الخضروات المتزايد منذ أول أيام شهر رمضان على الأسرة الغزية الاستغناء عن عادات رمضانية كثيرة تضمها وجبة الإفطار ومن أهمها طبق السلطة والتبولة.
ويتزامن الغلاء مع الفقر والبطالة التي تسري في المجتمع الفلسطيني بسبب الحصار المفروض عليه منذ ثلاث سنوات ليزيد من المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون خلال شهر رمضان.
عُسر الحال
"التنظيم الرمضاني للمائدة".. شعار رفعته أسرة أم يوسف لخفض قائمة استهلاك الخضروات خلال الشهر اقتصادا للمصروف, وعن تلك الخطة، قالت: "تتميز المائدة الرمضانية بالسلطات المتنوعة والشوربات، ولكن هذا العام مختلف بسبب الأسعار الباهظة؛ لذلك اضطررت أنا وأسرتي لرفع هذا الشعار طيلة الشهر".
وتابعت قائلة: "في أول أربعة أيام نوعت مائدتي بالسلطات والشوربات المتنوعة احتفالا برمضان، ولكن خلال الأيام التالية سيكون إما نوع واحد من السلطة أو الشوربة وباقي الشهر سيكون يوما بعد يوم.. والفتوش والتبولة للمناسبات فقط".
وقال أبو أمجد، الأب لخمسة أطفال وهو ينظر إلى الخضروات والفواكه التي تُزين الأسواق: "في رمضان تكثُر طلبات الصغار ويشتهون كل شيء يرونه، وعُسر الحال يمنعني من تحقيق أمنياتهم الصغيرة".
وأضاف بحسرة: "غول الغلاء نال كل شيء؛ فكل ما أستطيع توفيره هو الخبز وأصناف قليلة من الطعام.. في الماضي كنت أستعيض عن اللحوم بالخضروات والبقوليات، والآن حتى هذه لا أستطيع شراءها؛ فأسعارها وصلت حدود السماء.. لا أدري ماذا أفعل؟!".
وتُعتبر السلطة والفتوش والتبولة من الأطباق التقليدية في شهر رمضان، وتتربع على عرش المائدة الفلسطينية؛ لقيمتها الغذائية، وسهولة تحضيرها, ولكن هذا العام غابت لدى أغلب العائلات؛ فتكلفة طبق يكفي لخمسة أفراد وصل إلى 25 شيكلا، أي ما يقارب 10 دولارات.
وللحوم نصيب
ولم يتوقف ارتفاع الأسعار بالتزامن من بداية رمضان على أنواع الخضار والفواكه، بل امتد إلى مختلف أنواع اللحوم الحمراء منها والبيضاء؛ حيث وصل سعر كيلو اللحم الواحد إلى 80 شيكلا، أي ما يقارب 20 دولارًا.
وفي تفسيره لارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضار بالإضافة إلى اللحوم، قال التاجر عمر حمادة: "يعود السبب إلى قلة العرض وزيادة الطلب في السوق الفلسطينية؛ حيث يزيد استهلاك المواد الغذائية والخضروات في رمضان.. وأيضا خلو السوق من المواد الخام والأعلاف وبذور النباتات".
وأردف قائلا: "لهذا العام خصوصية تختلف عن السنوات السابقة بسبب تشديد الحصار الجائر، وتضيق الخناق على الأنفاق".
ومن جانبه، أكد حسن أبو عيطة الوكيل المساعد في وزارة الزراعة بغزة أن العرض والطلب يحكم ثمن الخضروات، وبسبب نهاية الموسم الزراعي قلت المنتجات الزراعية؛ الأمر الذي أدى لارتفاع أسعارها.
بعلامات الضيق والتذمر اعترف أبو رامي: "أنا على هذا الحال منذ أسابيع، وزاد الوضع سوءا خلال شهر رمضان، فلا يوجد مشترون ولا متفرجون؛ فأسعار الخضروات نار وتلسع الجيوب وخصوصا في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة".
وهو ينظر إلى الخضروات بحسرة تابع: "رغم تواجدها عندي في المتجر إلا أنني لا أجرؤ على إدخالها البيت إلا بالمناسبات؛ فهي تكلفني الكثير، وسأخسر بالتأكيد لو امتلأت ثلاجاتي بالخضروات والفواكه".
وتشهد أسواق قطاع غزة ارتفاعا كبيرا في أسعار الخضروات والفواكه مع حلول شهر رمضان المبارك؛ الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثيرين من المواطنين حتى المقتدرين منهم عن اقتنائها.
حتى السلطة!!
وفيما كان الحاج أبو الوليد يتنقل من بائع لآخر لشراء بعض الخضروات اللازمة لعمل طبق من السلطة علا صوته متذمرا من الأسعار المرتفعة, وبنبرات الغضب قال: "ألا يكفي ما نحن فيه حتى طبق السلطة حرمونا منه!.. لا أدري بأي حال سأعود للمنزل فالكل ينتظرني بيدين ممتلئتين؟!".
وبسخرية سأل "أبو أحمد" أحدَ الباعة عن إمكانية شراء حبتين من الطماطم وأخرى من الخيار وحزمة من البقدونس لتكفي طبق السلطة, وأضاف قائلا: "أصبحت الطماطم أغلى من التفاح والمانجو، وسعر الخيار يضاهي سعر الموز".
عمران صاحب العشرة أعوام أخذ يقنع والدته بأن تحضر طبق التبولة على مائدة الإفطار، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل؛ بسبب عدم وجود أي نوع من الخضروات في المنزل، وشراؤها من السوق يحتاج لميزانية خاصة.
وقد فرض ارتفاع أسعار الخضروات المتزايد منذ أول أيام شهر رمضان على الأسرة الغزية الاستغناء عن عادات رمضانية كثيرة تضمها وجبة الإفطار ومن أهمها طبق السلطة والتبولة.
ويتزامن الغلاء مع الفقر والبطالة التي تسري في المجتمع الفلسطيني بسبب الحصار المفروض عليه منذ ثلاث سنوات ليزيد من المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون خلال شهر رمضان.
عُسر الحال
"التنظيم الرمضاني للمائدة".. شعار رفعته أسرة أم يوسف لخفض قائمة استهلاك الخضروات خلال الشهر اقتصادا للمصروف, وعن تلك الخطة، قالت: "تتميز المائدة الرمضانية بالسلطات المتنوعة والشوربات، ولكن هذا العام مختلف بسبب الأسعار الباهظة؛ لذلك اضطررت أنا وأسرتي لرفع هذا الشعار طيلة الشهر".
وتابعت قائلة: "في أول أربعة أيام نوعت مائدتي بالسلطات والشوربات المتنوعة احتفالا برمضان، ولكن خلال الأيام التالية سيكون إما نوع واحد من السلطة أو الشوربة وباقي الشهر سيكون يوما بعد يوم.. والفتوش والتبولة للمناسبات فقط".
وقال أبو أمجد، الأب لخمسة أطفال وهو ينظر إلى الخضروات والفواكه التي تُزين الأسواق: "في رمضان تكثُر طلبات الصغار ويشتهون كل شيء يرونه، وعُسر الحال يمنعني من تحقيق أمنياتهم الصغيرة".
وأضاف بحسرة: "غول الغلاء نال كل شيء؛ فكل ما أستطيع توفيره هو الخبز وأصناف قليلة من الطعام.. في الماضي كنت أستعيض عن اللحوم بالخضروات والبقوليات، والآن حتى هذه لا أستطيع شراءها؛ فأسعارها وصلت حدود السماء.. لا أدري ماذا أفعل؟!".
وتُعتبر السلطة والفتوش والتبولة من الأطباق التقليدية في شهر رمضان، وتتربع على عرش المائدة الفلسطينية؛ لقيمتها الغذائية، وسهولة تحضيرها, ولكن هذا العام غابت لدى أغلب العائلات؛ فتكلفة طبق يكفي لخمسة أفراد وصل إلى 25 شيكلا، أي ما يقارب 10 دولارات.
وللحوم نصيب
ولم يتوقف ارتفاع الأسعار بالتزامن من بداية رمضان على أنواع الخضار والفواكه، بل امتد إلى مختلف أنواع اللحوم الحمراء منها والبيضاء؛ حيث وصل سعر كيلو اللحم الواحد إلى 80 شيكلا، أي ما يقارب 20 دولارًا.
وفي تفسيره لارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضار بالإضافة إلى اللحوم، قال التاجر عمر حمادة: "يعود السبب إلى قلة العرض وزيادة الطلب في السوق الفلسطينية؛ حيث يزيد استهلاك المواد الغذائية والخضروات في رمضان.. وأيضا خلو السوق من المواد الخام والأعلاف وبذور النباتات".
وأردف قائلا: "لهذا العام خصوصية تختلف عن السنوات السابقة بسبب تشديد الحصار الجائر، وتضيق الخناق على الأنفاق".
ومن جانبه، أكد حسن أبو عيطة الوكيل المساعد في وزارة الزراعة بغزة أن العرض والطلب يحكم ثمن الخضروات، وبسبب نهاية الموسم الزراعي قلت المنتجات الزراعية؛ الأمر الذي أدى لارتفاع أسعارها.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر