ولد الشاعر والمسرحي سهيل سليم محاميد في مدينة حيفا عام 1938، وقد عاش منذ سن العاشرة بدون أمّ حيث شُرّدت أمه إلى لبنان إثر نكبة 1948م، ولم يرها إلا عندما بلغ الثانية والثلاثين من عمره وقد اضطر المحاميد وقتها للعمل كعامل زراعي في مستوطنات صهيونية تبعد 50 ميلاً عن قريته أم الفحم، وبسبب سوء أوضاعه الاقتصادية لم يتمكن من إتمام دراسته، ولكنه وبالرغم من عمله كعامل زراعي في المستوطنات الصهيونية استأنف المحاميد تعليمه باللغة العبرية في مدرسة ليلية يهودية وفيما بعد درس المسرح في جامعة تل أبيب.
أسس المحاميد مع مجموعة من الأصدقاء جمعية" نسيم السنديان" وقد تولّى رئاستها إلى وفاته.
و قد برع المحاميد الأديب و الفنان في الشعر و المسرح. و قد أصدر ديوانين شعريين هما "اغتصاب" و "من صدى النزيف"، و مخطوطة مسرحية شعرية و مخطوطة مجموعة قصصية قصيرة، كما أخرج و مثّل في العديد من المسرحيات.
توفي سهيل المحاميد بعد صراع مع مرض السرطان في الثاني من كانون الثاني عام 1998م، عن عمر يناهز الستين عاماً قضاها في العمل الفني والأدبي الملتزم بالقضايا الوطنية والقومية والإنسانية.
من أشعاره في ديوان اغتصاب قصيدة:
صُمود
يا طالباً مَوتي بنارِكَ و الحديدْ أُقتُلْ و دَمِّرْ و اسبِ و افعلْ ما تُريدْ
أجسادُنا رَهْنُ الفِداءِ و روحُنا للمَوْتِ سِرنا طائعينَ و لَنْ نَحيدْ
إن كُنتَ تبغي قاصِداً تَرحالَنا لا تستطيعُ شهيدُنا تِلْوَ الشهيدْ
يَرمي بوجهكَ صاعقاً و مُجَلجِلاً كالرعدِ و أَسمى يرفَعُ المَجْدَ التليدْ
لا تَحْسَبَنَّ إذا هَدَمْتَ معالِمي أن ينتهي جذري و أغصاني تَبيدْ
و اعلم بِأنّي في الديارِ مُرابطٌ لَمْ أنهزِم بل أرقُبُ النصر العتيدْ
يا طالباً مَوتي بنارِكَ و الحديدْ أُقتُلْ و دَمِّرْ و اسبِ و افعلْ ما تُريدْ
أجسادُنا رَهْنُ الفِداءِ و روحُنا للمَوْتِ سِرنا طائعينَ و لَنْ نَحيدْ
إن كُنتَ تبغي قاصِداً تَرحالَنا لا تستطيعُ شهيدُنا تِلْوَ الشهيدْ
يَرمي بوجهكَ صاعقاً و مُجَلجِلاً كالرعدِ و أَسمى يرفَعُ المَجْدَ التليدْ
لا تَحْسَبَنَّ إذا هَدَمْتَ معالِمي أن ينتهي جذري و أغصاني تَبيدْ
و اعلم بِأنّي في الديارِ مُرابطٌ لَمْ أنهزِم بل أرقُبُ النصر العتيدْ
وقال أيضا في رثاء زميل له:
فَقيهٌ شَقَّ بَطْنَ الأَرْضِ وَالْتَحَفَا قَريرَ الْعَيْنِ فِي كَنَفِ الْجُدودِ غَفَا
كَريِمٌ جادَ أَبْقى لِلْمَلا خَيْرًا كُنوزًا مِنْ جَميلِ التِّبْرِ وَاعْتَكَفَا
دَعاهُ اللهُ عُدْ لِلدَّارِ يا عَبْدي فَقَدْ عانَيْتَ مِنْ فَرْطِ الْعَطاءِ كَفى
أَنا الْمَوْلَى أَنا الرَّحْمنُ وَالأَدْرى فَفِي الدُّنْيا الْبَلاءَ الْكُلُّ قَدْ ذَرَفا
خُلودُ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ مُنْتَظَرٌ نَقِيَّ الْقَلْبِ إِنْ وَقَعَ الْمُنَى عَصَفا
أَحِبَّائِي أَهذي الدَّارُ مَوْطِنُنا ؟ وَكَمْ نَيْقى نَعيشُ الْقَهْرَ وَالتَّرَفا
وَكَمْ نَحْيا وَكَمْ نَخْتالُ كَمْ نَبْكِي شَهيدًا أَوْ فَتًى فَدَّى الرُّبَى وَوَفا
وَمَنْ يَدْري مَتى يُجْتَثُّ مَوْقِعُهُ مِنَ الدُّنْيا بِلا عِلْمٍ بِهِ عَرَفا
فَصَبْرًا أَيُّها الأَحْبابُ لا تَهِنُوا وَسُبْحانَ الَّذي بِالْخَلْقِ قَدْ لَطَفا
سَلامُ اللهِ نَبْعَثُهُ وَنَرْفَعُهُ إِلَى مَنْ خَلَّفَ الأَسْتارَ وَالصُّحُفا
وَعاشَ الْعُمْرَ مِعْطاءً وَفَيَّاضًا وَمِقْدامًا مَضَى ما هانَ ما ضَعُفا
جِنانُ الْخُلْدِ مَأْوى كُلُّ مَرْضِيٍّ فَلا خَوْفٌ عَلَى مَنْ جاءَها شَغَفا
ومن قصائده الجميلة قصيدة تقاليد:
ضُحى،
عربيَّةٌ هَيفاءُ تبكي لُؤلؤاً
جَمْراً تَدَحرَجَ، حَرَّقَ الوجهَ الجميلا
قرويَّةٌ سمراءُ يَقطُرُ دَمعُها
ماساً أضاءَ بَريقُهُ الشرقَ الأصيلا
و فَتِيَّةٌ قمحيةُ اللونِ تُمَرَّغُ في الدماءِ ذَبيحَةً
كالشاةِ تَرجو المستحيلا
و فَتىً ينادي:أدرِكوها، وَيْحَكُمْ
و انقَضَّ يُنقذُها فَاَردوهَ قتيلا
و أَتى الرضيعُ يُعالجُ الصدرَ المُخَضَّبَ بالدماء ِيَمُجُّ ثَدْيَيْها قليلا
فَتَلَقَّفَتْهُ يَدا الجريحةِ، أَطبَقَتْ شَغَفاً عليهِ، تَنَهَّدَتْ،
شَهَقَتْ طويلاً
و َ غَدَتْ ضَحيَّةَ مَنْ رَمى بالمُحصَناتِ و أَقْبَلَتْ
زُمَرُ الُشاةِ يُباركونَ القَتلَ بالقالِ و قيلَ
و تَراقَصوا حولَ القتيلةِ مُعلِنينَ بأنَّهم
قّصّوا الخبيثَ من السلالةِ، زَغرَدوا
أرخوا صَهيلا خَلَعوا القتيلةَ من مكانٍ وَدَّ لَو تبقى
تُزَكّيهِ
يُخالطُ عِطرُها وَجهَ الترابِ
يُضيئُ ماضيها السبيلا
قَلَعوا الفتى من إرضِهِ الثَكلى
بَكَت
لَحِقَتْ به الأرضُ لِتُبقيهِ الخليلا
فَشَقَقتُ مِن توّي السبيلَ إلى ضُحى
أَسْتَكْشِفُ الأَمرَ أو الذَّنبَ المَهولا
فَبَكَتْ كثيراً و استقامت ، أَقْسَمَتْ
قالت: وشاةٌ أشعلوا ناراً فَتيلا
و َغَدَتْ تُناجي ربَّها،
تَشكو لهُ مِن ذَنْبِهِم
وَ تَحُثُّهُ التبديلا
وَ دَعَتْ: إلهي أنتَ تَعلَمُ أنَّ قَتلانا ضحايا غَدْرِهِم
رباهُ إني سوفَ أشهدُ أنهم
بُرَءاءُ: حَسبيَ أن تكونَ وكيلا
و تَحَرَّكَتْ تَهذي تَجُرُّ ذيولَها
حُزناً و تُرخي في الفضاءِ عَويلا
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر