صدحت الليلة الماضية (2-10) حناجر أكثر من ثمانين ألف مشارك في مهرجان الأقصى في مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني بهتافات: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" والذي نظمته الحركة الإسلامية في الداخل، وسط مشاركة القيادات الدينية والوطنية في الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة.
واستهلّ المهرجان بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ يوسف الباز، وألقى الشيخ خالد حمدان رئيس بلدية أم الفحم كلمة باسم البلدة المضيفة رحب فيها بالضيوف.
واعتبر "المهرجان مؤتمراً للجماهير العربية الفلسطينية التي تطلق منه رسالة الخير ورسالة الحب ورسالة العطاء لديننا الحنيف، رسالة الإسلام، رسالة أرض الإسراء والمعراج، وأصبح هذا المهرجان وهذا المؤتمر تنطلق منه نداءات الخير ".
وفي كلمته، رحب الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بالحشد الجماهيري الكبير الذي حضر المهرجان، كما رحب بالوفد القادم من القدس الشريف، ووجه تحية إلى "كل الذين دافعوا عن المسجد الأقصى المبارك قبل أيام نيابة عن المليار ونصف مليار مسلم وعربي بحيث مثلوا الصمود والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك".
ووجه تحية للأسيرات اللواتي تم الإفراج عنهن من سجون الاحتلال اليوم، موضحاً أن مخاطر المخططات الاحتلالية المدعومة أمريكياً تسعى الى تقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين.
وأضاف: "إننا نؤكد أن الأقصى في خطر والقدس في خطر، وأن كل القرائن والأدلة التي اجتمعت بين أيدينا تبيّن لنا أن مؤسسة الاحتلال باتت تخطط لتقسيم المسجد الأقصى المبارك بناء على موافقة أمريكية صامتة، ولذلك ازدادت الاعتداءات الاحتلالية القبيحة على المسجد الأقصى المبارك وكان آخرها اعتداء المتطرفين اليهود بحماية شرطة الاحتلال التي تصدى لها المرابطون في المسجد الأقصى وأحبطوا هذا الاقتحام مما أدى إلى إصابة العشرات من الشبان والشيوخ". لافتاً إلى أعمال حفر الأنفاق التي تتزايد يوماً بعد يوم، وقال: "إن الاحتلال الإسرائيلي سيزول عن المسجد الأقصى، في حين أنّ الله تعالى أنزل العقاب على كل من سوّلت له نفسه الاعتداء على المسجد الأقصى".
وأضاف، في كلمته، التي قوطعت بالتكبير وهتافات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى: "أقول للمؤسسة الإسرائيلية إن كل احتلال سولت له نفسه أن يحتلّ القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك قد زال، وكذلك فإنّ الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشريف والأقصى المبارك سيزول بإذن الله ".
وتابع الشيخ صلاح: "إننا بتنا نعلم علم اليقين أنه ما من ظالم مهما ملك من القوة العسكرية وأجهزة المخابرات ، ما من ظالم سولت له نفسه في الماضي أن يعتدي على المسجد الأقصى إلا وعاقبه الله تعالى".
وحذر الشيخ صلاح من اقتحام الجماعات المتطرفة التي تهدد المسجد الأقصى المبارك يوم الأحد القادم وخلال هذا الأسبوع لان هذه الاقتحامات قد تشعل المنطقة بنار ستأكل الأخضر واليابس".
من جهته، ألقى فضيلة الدكتور الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى كلمة أطلق فيها صرخة مدوية محذراً من أن المسجد الأقصى المبارك يتعرض إلى مخاطر تلو المخاطر داعياً المسلمين في العالم إلى التنبه إلى هذه المخاطر.
واستهجن الشيخ صبري صمت العرب والمسلمين جراء ما يجري في القدس وقال: "إن السلطات الإسرائيلية تريد ان تضع اليد على المسجد الأقصى المبارك، وإننا لن نتنازل عن شبر واحد من المسجد الأقصى بكل ساحاته وجميع مرافقه وجدرانه".
وطالب الشيخ صبري الحضور بمزيد من التواصل مع المسجد الأقصى وقال: "احرصوا على التواجد في المسجد الأقصى المبارك في جميع الأوقات، فقد أقبل شهر رمضان فكان عامراً بالمسلمين ولا بدّ من إعماره الآن وفي جميع الأوقات لأن وجودكم هو حماية لهذا البيت المبارك، وأنّ المحاولات لوضع اليد والتدخل في شؤون المسجد الأقصى المبارك قائمة وبشكل مبرمج فعلينا جميعا أن نتصدى لهذه الاعتداءات وهذه المؤامرات على المسجد الأقصى المبارك".
من جهته، حيا رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد زيدان المشاركين بالمهرجان الضخم، وقال: "إن هذا المهرجان يوجه رسالة قوية للأمة العربية من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى ورسالة إلى المؤسسة الإسرائيلية مفادها ان الاحتلال لن يستمر وأن الجماهير العربية لن تقبل أساليب القمع والاضطهاد وترفض كل أساليب محو ذكرى النكبة ومحاولات التهويد".
وبدوره، استنكر المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الاعتداءات الاحتلالية على القدس والمسجد الأقصى، وقال: "نجتمع هنا لنرفع صوتنا عالياً ولنقول بفم واحد وبقلب واحد لا للاحتلال لا للتخويف لا للحصار لمدينتنا المقدسة الخالدة والمباركة، ونقول إنه عندما يستهدف الأقصى الشريف يستهدف مدينة القدس جميعها، ذلك لأن القدس هي مدينة واحدة وهي لا تتجزأ، إنها المدينة المقدسة إنها الأرض التي نعتبرها قطعة من السماء على الأرض، إنها المدينة التي تحتضن المقدسات، وعندما يستهدف الأقصى تستهدف كنيسة القيامة، وعندما تستهدف القيامة يستهدف المسجد الأقصى المبارك، ذلك لأننا أمة واحدة وشعب واحد، وأهل المدينة معاً عملوا كمسلمين ومسيحيين جنباً إلى جنب من أجل بناء حضارة وثقافة واحدة.
وأضاف المطران حنا: "الأقصى في خطر وسيبقى في خطر ما دام هناك احتلال، والحل الجذري لما يعاني منه المسجد الأقصى ومما تعاني منه مدينة القدس هو أن ينتهي الاحتلال، وأن يزول لكي تعود مدينة القدس مدينة عربية بامتياز بكل مقدساتها، عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة".
وأرسل كل من عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية رسالة تحية وتضامن وتواصل مع المهرجان الرابع عشر وقضية القدس والمسجد الأقصى الذي تلاها الناطق باسم الحركة الإسلامية المحامي زاهي نجيدات، معرباً عن أمله أن يتحرر المسجد الأقصى من نير الاحتلال وشدد على ضرورة الوقوف في وجه السياسة الإسرائيلية التي تهدد مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وألقيت في المهرجان كلمة مصورة للبروفيسور أكمل الدين إحسان اوغلو رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي أعرب فيها عن تضامن ودعم منظمة المؤتمر الإسلامي للجهود الوطنية المخلصة للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك .
أما الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني فأكد، في كلمته، أن المسجد الأقصى المبارك حق خالص للمسلمين ولا حق لليهود ولو في ذرة تراب واحدة فيه.
وقال: "للمرة الرابعة عشر نقف في هذا الموقف وقد أطلقناها صرخة يوم راودنا إحساس وشعور من خلال ما عرفنا وعاينّا من أن المسجد الأقصى المبارك يتهدده الخطر فعلا، وكانت الأيام التي أكدت للدنيا أن صرختنا هذه لم تكن صرخة في واد، ولم تكن نفخة في رماد، إنما كانت صرخة تردد صداها في العالم العربي والإسلامي وغيره، لتصبح فعلا قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك هي قضية كل العرب".
وأضاف: "هي قضية كل المسلمين، بل هي قضية كل العقلاء في هذا الكون الذين إذا أرادوا فعلا أن يساهموا في كل سلام حقيقي فلا يمكن أن يكون هذا السلام إلا أن تكون القدس عربية فلسطينية والمسجد الأقصى المبارك مسجد إسلامي خالص ليس لغير المسلمين فيه نصيب".
وتخلل المهرجان عرض المسرحية الإنشادية التي حملت عنوان "القدس الجريحة" من إنتاج مؤسسة الفجر الفنية والتي تتحدث عن القدس والأقصى والمخططات الهادفة إلى طمس معالمه وشملت الاعتداء الأخير عليه، وأناشيد إسلامية هادفة لفرقة النور الإسلامية، كما تم تكريم مولانا إحسان هندركس رئيس مجلس القضاء الإسلامي في جنوب إفريقيا لمناصرته قضية القدس والأقصى، كما تم الإعلان عن أسماء الفائزين في المسابقة الشعرية.
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918