الفنانة التشكيلية الفلسطينية (هيفاء الأطرش) من مواليد مدينة دمشق من أصول فلسطينية تعود في حيزها الجغرافي إلى لواء حيفا، تخرجت من قسم النحت في معهد الفنون التطبيقية بدمشق، وتابعت رحلتها الفنية التشكيلية كنحاتة مميزة ما بين قريناتها السوريات والفلسطينيات، ومشاركة دائمة نشطة في المعارض الجماعية، وهي عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع سوريا.
أعمالها النحتية أشبه بمعزوفات شكلية تُغني نشيدها البحثي على تنويعات الخشب وتوليفاته الطبيعية، ومزاولة تقنيات النحت التشكيلي المباشر، تُعمل يدها الماهرة وخبرتها الفنية فعلها البصري في عين المتلقي وبصيرته، وتدفعه لخوض غمار مقولاتها الشكلية السردية المؤتلفة من عناق الفكرة التعبيرية الرمزية، المتجانسة مع توليفات السطوح المشغولة في تالفات الغائر والنافر وتجاويف سطوحها الطبيعية والمصنوعة في ثنايا الخشب، راسمة حدوداً بصرية مفتوحة على التأمل والتقاط مساحة ما من التفكير البصري.
أسلوبها التقني محمول بالاتجاهات التعبيرية الرمزية المتغنية بالوجوه الإنسانية، وحركات الأجساد المتداعية فوق تنويعات السطوح الخشبية والمنحنيات، تجوب معالم القول البصري المتاح، والمتجانس مع مساحة الوعي الذاتي للنحاتة ومُخيلتها القادرة على رسم حدود المعاني والتصورات الموضوعية، لدورة الحياة الاجتماعية ومكانة الإنسان فيها. تأخذ من دورة الأحزان الفلسطينية بعضاَ من رموزها وتجليات بوح قصيدتها النحتية الغارقة بالتعبيرات المحزونة والمتفائلة بآن معا.
القطع الخشبية في تفاصيلها الطبيعية متعددة السطوح، والمشغولة وفق تقنيات النحت الجداري، أو النحت الكامل ثلاثي الأبعاد المنظورة، ومقترنة بمواصفات التأليف الشكلي الذي يميز سطوحها من بروز وتجاويف وتداخل منحنيات ومقطوع، تلك المكشوفة على الاشتغال التقني المباشر، بأزاميل الحفر والقشط والتأليف السردي، والمتحركة في حيز الكتلة والفراغ، من كونها ميدانها البحثي للوصول إلى حلول شكلية تعبيرية مناسبة، وخصوصيتها وتفردها في التقني لمجاز الوصف والمبالغة في اختيار الفكرة المطروحة.
الأنثى في أعمالها النحتية هي سيدة مواقفها البصرية، والمفردة التشكيلية الأكثر تواجداَ في عموم منحوتاتها الخشبية، معنية بنبش المحسوس الداخلي لدى الفنانة، وناقلة أمينة لما يجول في خاطرها من معاني وترميز، منحازة لبنات جنسها كدلالة طبيعية أو تعويضاَ عن جموح فكرتها الموصولة بتناقضها المشروع مع رؤية الرجال في التعامل التقني مع المشاهد والكتل والنصوص. ترى في أعمالها صورة معبرة عن نبضها الإنساني الداخلي،بلمسات واقعية تعبيرية وتوصيفات تقنية ملحوظة فوق مسارات السطوح.
النحت الجداري لديها يقترب من واحة النحت السوري القديم، فيها محاكاة رمزية للقي وأختام الاسطوانية الطينية، فيها عناصر ومفردات مشبعة بروح البساطة والتبسيط الشكلي، وتحويرات المساحات المتجاورة والمتوالدة من واحة الرمز والإحالات الدلالية، عناصر متحركة فوق السطوح في مقاطع إنسانية حركية تخرج النحت من صمته، عبر وجوه وأجساد متناثرة بمتواليات شكل وتجاور.
القدس موجودة في ثنايا نصوصها النحتية المسرودة، تأخذ صورة بصرية حافلة بالمعاني، يتساوق فيه المكان والحيز الجغرافي بالإنساني، وتُظهر تجليات أعمال فنية تشكيلية حفلت بمثل هذه المتآلفات الشكلية التي تذكرنا بلوحة "سليمان منصور" المعروفة باسم جبل المحامل، فالوجه الإنساني الأنثوي هو المرتكز الحامل لهموم القدس المدينة المقدسة ومركز الثقل البصري، وكأنها قطعة من جبل فلسطيني مشبع بحقائق التاريخ وتجلياته، وتوليفاته الرمزية التي تُشير إلى مكانة القدس في المعتقد الديني والدنيوي، مصحوبة بتقنيات التشكيل المبسطة والمليئة بالتداخلات المرئية للكتل والسطوح.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر