قالت المفوضة العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) كارين أبو زيد إنه يجب إعطاء قضية اللاجئين الفلسطينيين "أولوية في سلم أولويات قضايا محادثات السلام"، معبرة عن تشككها في أفكار طرحت قبل أسابيع بإعطاء اللاجئين الجنسية الفلسطينية وجواز سفر فلسطيني، لكن مع بقائهم في البلاد الموجودين فيها حاليا، واصفة الفكرة بأنها "محيرة". |
كما حثت أبو زيد دول العالم على زيادة الدعم المالي لـ "أونروا"، موضحة أن المتاعب المالية الحالية التي تواجهها المفوضية هي الأخطر، وأدت إلى وقف بعض أنشطتها المهمة مثل برنامج المنح الدراسية. وانتقدت كارين أبو زيد ضمنا قرار السلطة الفلسطينية تأجيل نظر تقرير القاضي ريتشارد غولدستون حول جرائم الحرب التي اركبتها اسرائيل في غزة، موضحة أن "العدالة يجب أن تكون أساس السلام". كما وصفت الأوضاع الإنسانية في غزة بأنها سيئة جدا، محذرة أيضا من التدهور الشديد في وضع مخيم "نهر البارد" في لبنان الذي ما زالت "أونروا" ممنوعة من إعادة بنائه بسبب مشكلات قانونية مع السلطات في لبنان. وقالت أبو زيد في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية "ان هناك عجزا بنحو 100 مليون دولار، كما لا نحصل على ميزانية كافية لأنشطتنا الطارئة، لكن ما يثير قلقنا أكثر هو عدم حصولنا على أموال تكفي تغطية أنشطتنا الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية. هذا العام مثلا، ونحن بالفعل في نهايته، لدينا عجز بـ17 مليون دولار. نأمل أن تؤدي اتصالاتنا في نيويورك وخلال الجمعية العامة إلى سد العجز ومساعدتنا حتى نهاية العام. لكن هذا يثير قلقنا البالغ على العام المقبل 2010 حيث نبدأ العام وليس لدينا شيء". وحول سؤال ما إذا كانت سيطرة "حماس" على غزة أثرت على الدعم الذي يقدم لـ "أونروا"، قالت: "لا. بل على العكس جاءت لـ "اونروا" منح أكبر بعد سيطرة "حماس"، لأن الدول المانحة لم ترد أن تترك "حماس" تنفرد بتقديم الخدمات، ولأنهم يعرفون المشكلات الحقيقة التي تواجه القطاع، خاصة بعد حرب غزة في كانون الثاني (يناير) الماضي. كثير من الأموال خصصت، أو على الأقل قيل إنها ستخصص لإعادة البناء، وسنتمكن من إعادة بناء الكثير إذا فتحت الحدود وإذا دخلت المواد اللازمة للبناء. فإذا فتحت الحدود، فإن لدينا كثير من الأموال التي يمكن استخدامها في إعادة البناء، إضافة إلى أنشطة أخرى مثل دعم المدارس وغير ذلك. وبالتالي لا أعتقد أن سيطرة "حماس" على غزة أثرت سلبيا على مسألة المساعدات الممنوحة لنا، بل العكس بالعكس". وأشارت أبو زيد إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الأردن وسورية "هم تقريبا مواطنون. اللاجئون في هذين البلدين يمكنهم دخول المدارس والجامعات والانخراط في سوق العمل، أي إنهم يعيشون نسبيا بشكل جيد جدا وبطريقة أقرب لحياة المواطنين في تلك البلاد. وتستحق حكومتي الأردن وسورية الكثير من الثناء. أما لبنان، فكانت في الماضي مشكلة فيما يتعلق بالطريقة التي كان يعامل بها اللاجئون والطريقة التي كان ينظر بها إليهم، فلم يكن مسموحا لهم بالعمل في كثير من القطاعات أو المناصب، ولم يكن مسموحا لهم بتحسين الأوضاع في المخيمات التي يعيشون فيها. لكن منذ 2005 مع تولي حكومة فؤاد السنيورة تغيرت القوانين وبات من حق اللاجئين الفلسطينيين البحث عن عمل، وسمح لـ "أونروا" بتحسين ظروف الحياة في المخيمات. وعملت الحكومة اللبنانية معنا في التواصل مع المانحين، وحصلنا على نحو 250 مليون دولار لتحسين مستويات المعيشة في المخيمات. وتابعت "لكن المشكلة الحقيقية في لبنان هي الأوضاع في مخيم نهر البارد الذي تم تدميره تماما في صيف 2007 وقد قمنا بتنظيف الأرض من مخلفات الحرب، وعندما اقتربنا من نقطة البناء وإعادة التعمير، رفعت قضية تمنعنا من البناء في أرض ملكيتها حكومية. وعدتنا الحكومة بأن القضية ستحل وسيكون بإمكاننا أن نبني. لقد مر عامان كاملان وهؤلاء اللاجئون يعيشون في مخيمات موقتة، وهذا تغيير عن أحوال مخيم نهر البارد قبل الحرب، فقبل الحرب كان المخيم من أفضل المخيمات حالا وكان في وضع اقتصادي جيد، ومركزا للتجارة، وغالبية اللاجئين فيه كانوا في حال جيدة، ولديهم أعمالهم المزدهرة، ونريد أن نساعدهم على العودة إلى ذلك الوضع قريبا". وفيما يخص تقرير القاضي ريتشارد غولدستون حول الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس، قالت: "لقد رحبنا به كثيرا في "أونروا"، ونعتقد أنه تقرير صلب متماسك، فيه كثير من التفاصيل وكثير من التوثيق. لقدأجرينا تحقيقنا الخاص حول الحرب فيما حدث من دمار في البنية التحتية، لكن تقرير غولدستون يركز على الناس وما حدث لهم. ونراقب عن كثب ما سيحدث للتقرير. أما بشأن قرار السلطة تأجيل نظر مجلس حقوق الإنسان لتقرير غولدستون، يمكنني فقط أن أقول إن الفلسطينيين في قطاع غزة أصيبوا بخيبة أمل عميقة، وإحباط شديد، وشعروا مرة أخرى بإنكار حقهم في العدالة. فيما يتعلق بالأونروا، ستواصل المفوضية الدفاع عن مبدأ المساءلة والمحاسبة، وهو مبدأ ضروري جدا لدفع عملية السلام. أخذ توصيات تقرير غولدستون بجدية كان سيكون خطوة في الاتجاه الصحيح". ووصفت أبو زيد الوضع في غزة بأنه "سيئ جدا". هناك مواد طبية وغذائية أساسية دخلت القطاع، لكن الناس لا تستطيع أن تعيش على المواد الغذائية أو الطبية الأساسية. أكثر من 60 في المئة من سكان غزة يعيشون على الحصص الغذائية التي تقدمها "أونروا"، وذلك منذ الانتفاضة الأولى في تشرين الأول ( أكتوبر) 2000، بعدما توقفت إسرائيل عن استقبال عمال فلسطينيين وتوقف حصول غالبية الفلسطينيين على أجور منتظمة. الناس بلا عمل ويعيشون على الدقيق والعدس والزيت وبودرة اللبن والقليل من السكر. وهذا سيئ جدا، خاصة أنه مستمر منذ نحو 10 سنوات. غالبية الناس ما زالت تعيش في خيام أو منازل مستأجرة. الشتاء مقبل والأوضاع ستصبح أصعب جدا على الفلسطينيين في غزة والناس تحتاج إلى مياه وإلى كهرباء. غزة كمدينة يعيش الناس فيها في عمارات من عدة طوابق ويحتاجون إلى كهرباء ومياه جارية وتدفئة وغاز. لكن هذه أشياء شحيحة جدا، وعندما يتم تهريبها عبر الأنفاق تصبح أثمانها مرتفعة جدا. كما أن أحد الأشياء الشحيحة في غزة هي السيولة المالية بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل وتسريح العمال. ربما يكون لديك مال في البنك، لكنك لا تستطيع أن تحوله إلى سيولة في يدك وتذهب به إلى محل لشراء مواد غذائية". وحول عملية السلام وقضية اللاجئين، أوضحت أبو زيد أن لا نجاح لأية مفاوضات من دون انخراط اللاجئين. "اللاجئون قضية للحل النهائي مثل القدس والمياه والحدود، لكن لا أحد يتحدث إلى اللاجئين. هناك كثير من المحادثات الجارية الآن، اللاجئون غير منخرطين فيها. تجرى تلك المباحثات من دون حتى التشاور مع اللاجئين أو معرفة ماضيهم. ما ندعو إليه هو ضرورة وضع موضوع اللاجئين في قائمة متقدمة للأولويات. يجب أن نبدأ بحث الموضوع ووضع معالم أساسية له وإعطاء اللاجئين فرصة الاختيار. فيجب أن يختار اللاجئون مصيرهم بشكل حر. ويجب أن يشاركوا في التفاوض ويجب أن يتم التشاور معهم. يجب أن يقولوا: هذا ما نريده. ولن نعرف ماذا يريد اللاجئون حتى نعطيهم حق الكلام ونعطيهم خيارات متعددة. هل يعيشون في الدولة الفلسطينية؟ هل يظلون في البلاد التي هم فيها؟ هل يتوجهون إلى دولة ثالثة"؟ |
المفوضة العامة لوكالة "أونروا": مشكلاتنا المالية هي الأخطر ويجب أن يشارك اللاجئون في التفاوض وتقرير غولدستون "متوازن"
لمى جبريل- المدير العام
- جنسيتك : اردنية
اعلام الدول :
رقم العضوية : 2
نقاط : 27505
السٌّمعَة : 43
تاريخ التسجيل : 25/01/2009
- مساهمة رقم 1
المفوضة العامة لوكالة "أونروا": مشكلاتنا المالية هي الأخطر ويجب أن يشارك اللاجئون في التفاوض وتقرير غولدستون "متوازن"
» رئيس الاستخبارات الصهيونية: "السلام مع سوريا مصلحة إسرائيلية ويجب التفاوض مع حماس"
» هل تجاوز هجوم "حماس" على السلطة الفلسطينية أزمة غولدستون إلى حد استغلالها في صراعها السياسي مع "فتح"؟
» بيريز: تقرير "غولدستون" "منحاز" ولا تفاوض بشأن حق الدفاع عن النفس
» في المؤتمر السنوي لـ"بدائل"؛ د.زحالقة: الأخطر هو محاولات إسرائيل تقسيم القضية..
» مذكرة إلى الرأي العام دفاعاً عن مصالح اللاجئين وحقوقهم في مواجهة الأزمة المالية لوكالة الغوث
» هل تجاوز هجوم "حماس" على السلطة الفلسطينية أزمة غولدستون إلى حد استغلالها في صراعها السياسي مع "فتح"؟
» بيريز: تقرير "غولدستون" "منحاز" ولا تفاوض بشأن حق الدفاع عن النفس
» في المؤتمر السنوي لـ"بدائل"؛ د.زحالقة: الأخطر هو محاولات إسرائيل تقسيم القضية..
» مذكرة إلى الرأي العام دفاعاً عن مصالح اللاجئين وحقوقهم في مواجهة الأزمة المالية لوكالة الغوث
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر