بدأت قصة لبنان مع اللاجئين الفلسطينيين نهاية عام 1947 بعد صدور قرار تقسيم فلسطين عن الأمم المتحدة حيث وصل إلى جنوب لبنان ما لا يقل عن مائة ألف فلسطيني، ليزداد العدد بعد المعارك التي شهدتها فلسطين في عام 1948 وليتضاعف بشكل كبير بعد حرب عام 1967.
ويؤرخ للعلاقة اللبنانية الفلسطينية الملتبسة عدد كبير من الاتفاقيات والأحداث وإن كان أهمها اتفاق القاهرة في عام 1969. وكانت القمة العربية التي عقدت في سبتمبر (أيلول) عام 1964 في قصر المنتزه في الإسكندرية أقرت «خطة العمل العربي الجماعي لتحرير فلسطين عاجلا أو آجلا». واستثني لبنان آنذاك من تشكيل جيش التحرير الفلسطيني.
وقع الإشكال الفلسطيني الأول في 20 يوليو (تموز) 1966 عندما اعتقل آمر كتيبة مشاة في الجيش اللبناني عند الحدود اللبنانية الجنوبية مجموعة فلسطينية مسلحة ببنادق حربية وقنابل يدوية كانت تحاول عبور الحدود عند بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. وكان آمر الكتيبة الذي اعتقل المجموعة الفدائية آنذاك الضابط سعد حداد الذي تولى في ما بعد قيادة «جيش لبنان الجنوبي». أما قائد المجموعة الذي ادعى حينها أنه رقيب أول في الجيش السوري فكان ياسر عرفات. وقد حقق معه رئيس فرع الأمن الداخلي، سامي الخطيب، الذي تولى مناصب وزارية وانتخب نائبا في سنوات لاحقة. وسلم عرفات إلى السوريين هو ومجموعته. فيما تقول روايات إن رئيس جهاز المخابرات السورية حينها، العقيد أحمد سويداني، تدخل لإطلاق سراحه.
بعد الهزيمة التي منيت بها الجيوش العربية في عام 1967، تغاضت الحكومة اللبنانية عن تدريبات على السلاح كان الفلسطينيون يقومون بها في محيط منزل احمد الشقيري، أول رئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وكانت مسيرة تشييع اللبناني المنتمي إلى قوات «العاصفة» خليل الجمل الذي قتل في معركة الكرامة في الأردن الشرارة الأولى لانطلاق العمل الفلسطيني المسلح إلى العلن في لبنان.
وفي عام 1969 دخلت قوات لـ«فتح» إلى منطقة العرقوب في الجنوب اللبناني. وهي المنطقة التي أصبحت تعرف في ما بعد بـ«فتح لاند». وبدأت تمتد من الشرق إلى الغرب على طول الحدود مع فلسطين المحتلة. وانتهى الأمر إلى صدام مع الجيش اللبناني وصولا إلى اتفاق القاهرة في 3 نوفمبر(تشرين الثاني) 1969 في عهد الرئيس شارل حلو الذي أوفد رئيس الحكومة آنذاك، رشيد كرامي، ليناقش مع عرفات، بإشراف وزير الدفاع المصري محمد فوزي، بنود الاتفاق الذي وقعه قائد الجيش اللبناني العماد إميل البستاني مع عرفات. وهو الاتفاق الذي اعتبر أن الكفاح المسلح الفلسطيني عمل يعود لمصلحة لبنان، كما هو لمصلحة الثورة الفلسطينية والعرب جميعاً. وكان اتفاق القاهرة يمنع دخول الجيش المخيمات الفلسطينية وأتاح للمنظمات الفلسطينية الدخول في مواجهات عسكرية مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية. ووضع مخيمات اللاجئين تحت سيطرة المنظمات الفلسطينية المسلحة. وفي المقابل، أكد الاتفاق عدم تدخل الفلسطينيين في الشأن اللبناني الذي يعود الأمن فيه إلى السلطات اللبنانية وحدها. وسقط اتفاق القاهرة بعد الحرب العربية ـ الإسرائيلية في عام 1973 ومع استعادة مصر وسورية بعض الأراضي التي احتلتها إسرائيل، فتحول لبنان إلى ساحة العمل الفلسطيني المسلح الوحيدة حيث انتقلت إليه قوات اليرموك الفلسطينية ووحدات أخرى من سورية والأردن، بحيث أن التنظيمات الفلسطينية لم تلتزم بأي من بنود اتفاق القاهرة. وكان الاعتداء الإسرائيلي على لبنان في عام 1973 والذي استهدف قيادات فلسطينية في عملية كوماندوس وتبادل الجانبين اللبناني والفلسطيني الاتهامات بالتقصير في منع هذا الهجوم سبباً لإشعال مواجهات اندلعت في ابريل (نيسان) 1973 وانتهت إلى بروتوكول حمل اسم الفندق الذي اجتمع فيه الطرفان في 15 و16 و17 مايو(أيار)، وهو «اتفاق ملكارت». وتضمن البروتوكول آلية لتطبيق اتفاق القاهرة. وأقر الطرفان اللبناني والفلسطيني تجميد الهجمات العسكرية انطلاقا من الأراضي اللبنانية ومنع التجول بالسلاح أو إقامة الحواجز والظهور باللباس العسكري خارج المخيمات. إلا أن التنظيمات الفلسطينية خرقت هذا الاتفاق وعززت حضورها وتسلحها في مختلف المناطق اللبنانية. وكان الصدام اللبناني ـ الفلسطيني الأكبر في 13 ابريل (نيسان) 1975، الشرارة الأولى للحرب اللبنانية. خاض الفلسطينيون معارك عدة في لبنان كان أعنفها معارك تل الزعتر وجسر الباشا وضبية وبرج حمود والمسلخ في صيف عام 1976. وكان الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في عام 1978 ثم في عام 1982 وصولاً الى بيروت مما ادى إلى إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. ووقعت مجزرة صبرا وشاتيلا في العام نفسه. وفي عام 1985 اندلعت حرب المخيمات التي شنتها حركة «أمل» التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري واستمرت حتى عام 1986، مع دخول الجيش السوري إلى بيروت.
وتخضع معظم المخيات الفلسطينية في لبنان لحصار غير معلن يفرضه الجيش اللبناني منذ عام 1991. وهناك 16 مخيما رسميا هدم 3 منها خلال الحرب اللبنانية، هي مخيمات تل الزعتر وجسر الباشا وجرود بعلبك. أما المخيمات الأخرى فهي: مخيم ضبية، مخيم برج البراجنة، مخيم مار الياس، مخيم شاتيلا، مخيم صبرا، مخيم عين الحلوة، مخيم المية ومية، مخيم نهر البارد، مخيم البداوي، مخيم البص، مخيم البرج الشمالي، مخيم الرشيدية، ومخيم الجليل. وتضاف إلى هذه المخيمات مواقع عسكرية في كل من الناعمة جنوب بيروت ومنطقة كوسايا في البقاع عند الحدود اللبنانية ـ السورية. ويقدر عدد الفلسطينيين الموجودين اليوم في لبنان بنحو 300 ألف لاجئ. وكانت الأمم المتحدة قد حفظت لهم حق العودة إلى أرضهم بموجب القرار194 الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) 1948.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر