الفنانة التشكيلية الفلسطينية ( هنادي جواد حجازي) من مواليد مدينة الخليل عام 1980، بعد نيلها الشهادة الثانوية، تابعت دراستها الجامعية في كلية الفنون الجميلة بجامعة النجاح وحصلت على الإجازة الجامعية، ميدانها العملي بعد التخرج أعمال الديكور والتصميم الداخلي والجرافيك، وقد سبق لها المشاركة في العديد من المعارض الجماعية داخل فلسطين وخارجها، وهي عضو في رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وجمعية العنقاء الثقافية في الخليل.
الفنانة هنادي حجازي صورة شخصية
لوحاتها الفنية متوافقة ومجالها الأكاديمي (التصميم الداخلي)، ومُنسجمة مع تجليات المحاولة والتجريب واستنباط طرق تقنية خاصة لمعابر وصفها ومقولاتها الفنية، تعكس مُحددات تفكيرها البصري، وطريقتها في مد الجسور مع مداخل بوحها السردي المنثور فوق سطوح الخامات المستعملة، والقائمة على تبسيط الرؤى المُتخيلة، والوصول لأقصى مدى ممكن من الشفافية والتبسيط، والسذاجة الشكلية عَبر خطوط كتابة عربية لا تلتزم قواعدها الكلاسيكية، ومساحات لونية متحررة من القيود التقليدية وشروط النسب الذهبية، خارجة بذلك عن سرب الواقعية ومتانة الرصف التقني، باحثة لها عن موطئ قدم في ميادين الحداثة التعبيرية.
يوميات طفل فلسطيني
نصوص ورموز مُتداعية في أحضان اللوحات، كعناصر شكلية مُختزلة لأبعادها الشكلية "الثلاثية المنظورة"، ومكتفية بنسيج البعدين (الطول والعرض)، المتهادية على رقص اللون المصمت، والمندرج في الخلفيات المتممة والمجاورة للعناصر الرئيسة. تشدو صياغة مكونات مفتونة بالمساحة المتسعة واحتضان الأشكال الهندسية المحورة لأماكن وشخوص، تسبر جسد بنيتها التشكيلية كعازفة منفردة في ميدانها، تجمع خطوط الكتابة الساذجة الأدبية في مضمونها، والمتجاورة مع نصوص السرد التشكيلي الملون كحاضنة طبيعية للتوليفات التقنية، تفوح منها ترانيم الحداثة، وطلاقة التلخيص والاختزال.
تجليات
تقنياتها محسوبة الخطى الشكلية، تبني سماتها المحسوسة، ورؤاها البصرية المتداعية في مدونات السرد الخطي واللوني الطافحة بخصوصية الوصف، وفتنة التجريب على مساحات شكلية مريحة،تقتحم أسوارها بلا تعقيدات اللوحة الكلاسيكية، ولا ضرورة لتواجد اللمسات الواقعية وسواها. تُدوّن مقاماتها الشكلية على سطوح الخامات بأريحية تقنية، وتُوزع المفردات والعناصر بلا مقدمات شكلية غامضة، تلم أشتات الرؤى والتجربة التقنية في قالب وصفي مُتجانس مع مقدرتها الفنية في الرسم والتلوين والابتكار.
عازف
لوحات مصمتة مسحوب منها ألق الفكرة التعبيرية، وغائب عنها قوة الرسم الكلاسيكي والتأليف الرصين، الموصول بالقصيدة البصرية اللافتة، ومكتفية بالمتيسر المنشور في واحة المداعبة الشكلية والعبث اللوني داخل نسج المساحات، ككتل شكلية منسجمة وحيز فراغها وكتلها المنشودة، ولا تخرج عن دائرة ميول الفنانة الذاتية واهتمامها الشخصي ومجال دراستها الأكاديمية "الديكور"، لاسيما في اختيار العناصر والرموز والخطوط والملونات، ومجموع المتآلفات البينية والمشتركة في عموم لوحاتها، وعدم تقيدها في نمط فني واحد، بل تترك الباب موارباً ومفتوحاً على مقاصد التجريب وفتنة المحاولة والتعلم، والعبور الفني المريح من واحة التجريد الهندسي للمساحات المرسومة.
تجليات الأرض والإنسان
لوحاتها مسكونة بأحاسيس الطفولة، وترنو البوح الصريح عن مكنونات الفنانة الداخلية ورغبتها بالرسم والتلوين في لحظة اختيار شكلي فاصلة، تختلط فيها العاطفة بالواقع، الأنثى بالمجتمع، الانتماء لذاكرة وطن مُستباحة أرضه، مقطعة أوصاله بجدران الفصل العنصري الصهيوني، وجدار الفصل العنصري الصهيوني له في جعبتها التصويرية أكثر من مقام ومقال، تستعير الكلام المنثور في واحاته من معين الذاكرة الشعبية الحافظة والمتسعة للمقولات، تستقر في جسد اللوحات كبنية تشكيلية متممة ومتوازنة في حركتها وملوناتها مع امتداد المساحة اللونية الحرة، والمعبرة عن حالة انفعالية هنا وهناك.
تكوين
ألوانها متناسلة من دائرة الألوان الأساسية (الأحمر، الأصفر، الأزرق) بما تحوي من مشتقات لونية متدرجة عبر متواليات الأخضر والبرتقالي والبني وسواه، تدور في فلك الأشكال الهندسية لمسطحات المربع والدائرة والمستطيل والمعين، والمنحنيات المتكررة كحدود فاصلة للمكونات والعناصر المتوالدة في بنية النص المسرود، بوصفها صورًا شكلية متناغمة مع نفحات الرمز والإحالة الشكلية المنفعلة بالحدث الفلسطيني، كفسحة مناسبة لتدوين مقامات شكلية مُعبرة عن المؤثرات المُدمرة لجدار الفصل العنصري الصهيوني، وما أحدثه هذا الجدار في حياة الشعب العربي الفلسطيني من متغيرات، من كونه شعب محكوم بالمقاومة والأمل.
الجدار
لوحتها ( الجدار) تلخيص بصري مُعبر عن انحيازها لمواطنتها الفلسطينية، وموقفها الشخصي والنضالي من مسألة جدار الفصل العنصري الصهيوني، مستحضرة الملونات الحارة من مزيجي الأحمر والأصفر ومشتقاته البرتقالية لما يعنيه اللون من رمزية دلالية، وأخذ موقعه ومكانته الطبيعية في الإرث الفلسطيني المتبع في مفهوم اللون وإحالته الفكرية المتصلة بالثورة، فالمساحة اللونية المتسعة والموزعة ما بين الخلفية البرتقالية، والجسر الافتراضي المعمد بالأحمر الدموي، وما يتخللها من عناصر جزئية هنا وهناك، تجعل المشهد في حلة لونية أحادية الجانب، أحمر وأصفر وما بينهما من مشتقات لونية رافضة لجدار الموت البطيء وللظلم الصهيوني المقيم، وتشكيل بيارق أمل ورايات ترشدنا إلى طريقنا عبر السلالم المتهادية داخل نسيج اللوحة التصويري.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر