ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    حتى الأموات يريدون العودة

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : حتى الأموات يريدون العودة Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    حتى الأموات يريدون العودة Empty حتى الأموات يريدون العودة

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 18 أكتوبر 2009, 10:03 am

    عمر أحمد
    في مشهد من المشاهد المُلهمة والتي تجسد معاناة الشعب الفلسطيني وحسرته، تشرذمه ولوعته، يمتزج الوطن بأبنائه وينصهر معهم ليكوّن لوحة إبداعية الأفكار، ليلكية الألوان، عميقة المضمون.
    في مخيمات اللجوء وتجمعات الشتات، ينام الكبار والصغار وهم ينتظرون العودة، يحلمون بها ويرسمون في أذهانهم مشهدها المرتقب، يحدوهم لها صبرهم الطويل لنيل هذا الحق المقدس وإيمانهم بأنه لايضيع حق وراءه مطالب، وفي مقابر اللجوء والشتات أيضا يأبى اللاجئون تنازلا عن حقوقهم حتى عندما يفارقون هذه الدنيا، تراهم في مقبرة سحاب في الأردن مثالا في منظرٍ يستوقف حواسك ويأخذ تفكيرك إلى أفق بعيد من التأمل وقد كتب على قبر الواحد منهم إضافة إلى معلوماته التي تُعرِّفه بأنه من القرية هذه أو القرية تلك من قرى فلسطين بشرقها وغربها، فهذا من طيرة حيفا وهذا من الخيرية وذاك من صرفند العمار، وأنت ترمق هذا المنظر تمتزج لديك مشاعر العزة مع الحسرة حين تتأمل حب هذا الإنسان الفلسطيني لوطنه وإيمانه العميق بحقه بالعودة إليه حتى وإن كان جسداً مسجى، وكأني به يأبى إلا أن يكون في قوافل العائدين، وكأنه يقول لمن بقي من الأحياء أن يأخذوه إلى بلدته تلك التي طالما تمنى أن يطأ ترابها حياً، ليس أقل اليوم من أن يكون فيها مثواه الأخير.
    وكأنه يقول لمن حوله حين يعودون إلى ديارهم أن يأخذوه إلى حيث كان ومن حيث أتى، فثرى الوطن ليس كأي ثرى وترابه ليس ككل التراب.
    وكأني به أيضاً يثبّت بموقفه هذا أمام كل العالم وأمام كل من يفرط في المقدسات والحقوق من ساسة أتقنوا كل أساليب التنازل والخيانة، وامتهنوا كل أدوار الذل والمهانة أن لاعودة عن العودة وأن أحداً لايملك حق التفريط فيها وأنه حق فردي كما هو للأحياء فهو أيضا للأموات.
    هذا المشهد وعلى الرغم من بساطته ورمزيته إلا أن به الكثير من الرسائل:
    أولاً: أن الحق في العودة إلى الديار هو حق فردي وجماعي، وأن هؤلاء الأفراد لم يتنازلوا عن حقوقهم ورفضوا المساومة عليها وهم أحياءٌ ولم يتنازلوا عنها أمواتاً، وتوصياتهم هذه إنما هي دلالة على رفضهم كل مؤامرات التوطين وتضييع الحقوق وهم يريدون العودة ويرغبونها وهذه عناوينهم هناك، وبما أنه حق حق فردي وجماعي فإن على المتآمرين على الحقوق أن يستنطقوا كل هؤلاء الأموات حتى يعطوهم الحق في التفاوض على حقوقهم.
    ثانياً: أن هذا الإنسان الفلسطيني قد عانى في حياته صعاباً كثيرةً وقدم كل أشكال الصمود والتحدي في مواجهة الاحتلال وليس أقل من أن ينال دعماً ومساندة من كل أبناء العالم الحر فضلاً عن أن ينالها من أبناء جلدته حتى يكونوا له عونا على استرداد حقوقه المسلوبة والمنتهكة من عشرات السنين.
    ثالثاً: أن في هذا رسالة لكل من يفرط ويتآمر من هؤلاء الذين يطالعوننا كل يوم وهم يتطاولون ويساومون على الحقوق والثوابت وفي مقدمتها حق العودة من بوش إلى نتيناهو إلى بعضٍ من أبناء جلدتنا الذين يسوقون مبادرات باليةً ومحترمة.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024, 7:48 am