ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    أنفاق غزة.. تجارة مع الموت.. والمتابعة الأمنية جعلت العمل فيها معقدا

    ابنة عكا
    ابنة عكا
    مشرفة أجراس وطنية
    مشرفة أجراس وطنية


    انثى الجدي جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : أنفاق غزة.. تجارة مع الموت.. والمتابعة الأمنية جعلت العمل فيها معقدا Palestine_a-01
    نقاط : 6860
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 03/03/2009

    أنفاق غزة.. تجارة مع الموت.. والمتابعة الأمنية جعلت العمل فيها معقدا Empty أنفاق غزة.. تجارة مع الموت.. والمتابعة الأمنية جعلت العمل فيها معقدا

    مُساهمة من طرف ابنة عكا الأحد 18 أكتوبر 2009, 11:07 am

    للموت في غزة ثلاثة أشكال، فإما أن تموت قصفا.. أو حصارا منتظرا دواء لن يأتي.. أو صامتا كحياتك تماما، تدفن نفسك قبل أن تُدفن.. فلا يحق لأحد النوح عليك سوى الأرض، ولن تجد كفنا لك سوى التراب.. أما معزوك فهم كُثر. هذه العبارات تطبق على المواطنين في قطاع غزة بعد ان لجأ الفلسطينيون خلال السنوات الأخيرة للعمل في حفر الأنفاق لتهريب كل شيء من مصر إلى القطاع نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة واشتداد وطأة الحصار، خصوصا بعد الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة.
    مهنة الانفاق أصبحت الأكثر رواجا وجاذبية للشباب رغم خطرها الشديد وعلمهم أنهم يذهبون للموت بأنفسهم.. ولكن لا مفر أمامهم سوى العمل في أخطر المهن ليجدوا ما يطعمون به الأفواه الجائعة التي بانتظارهم. الأنفاق عبارة عن ممرات سرية تحت الأرض على خط الحدود بين قطاع غزة ومصر، وتُحفر على انخفاضات كبيرة، وقد يصل طولها إلى 800 متر، وعرضها لمترين.
    ويقدر الخبراء تكلفة النفق الواحد بين 60 الى 70 ألف دولار، يتم دفع نصف المبلغ لأصحاب البيوت التي يقع النفق تحتها والنصف الثاني يدفع للوازم الحفر والمعدات والعمال والمهندسين.
    ورغم ارتفاع تكلفة حفر النفق الواحد فإن مالكه يحقق من ورائه أرباحا طائلة ودخلا يتراوح بين 80 و90 ألف دولار شهريا، هذا حسبما قال احد مالكي الانفاق في غزة.
    ويعود تاريخ حفر الأنفاق إلى أوائل الثمانينات بعد ترسيم الحدود بين مصر و(إسرائيل) عقب اتفاقية 'كامب ديفيد'، حيث كانت تستخدم لتهريب السجائر والذهب والسلع وبعض العملات الأجنبية.
    ومع بدء الانتفاضة الأولى عام 1987 استخدمت الأنفاق لتهريب الأسلحة، وكان لا يتعدى طول النفق آنذاك ثلاثين مترا، ويتم حفرها من الجانبين، ويربط كل نفق بين منزلين متقابلين على جانبي الحدود.
    ومع قدوم السلطة الوطنية أواخر عام 1994، وشروعها في محاربة الأنفاق في إطار التنسيق الأمني مع إسرائيل، قامت قوات الاحتلال بتدمير آلاف المنازل المحاذية للشريط الحدودي، الأمر الذي زاد من طول هذه الأنفاق، حيث يبلغ الطول الحالي ما بين 700 و1000 متر، بعمق يصل إلى ما بين 15 و40 قدما، ونشطت تلك الظاهرة مع اندلاع انتفاضة الأقصى قبل ثماني سنوات، حيث استخدمتها فصائل المقاومة الفلسطينية لتهريب الأسلحة والذخائر.
    ومع اشتداد وطأة الحصار المفروض على قطاع غزة، منذ ثلاثة اعوام، وازدياد وتيرته بعد الحرب الاخيرة على غزة، لم يجد الفلسطينيون أمامهم من خيار سوى اللجوء للأنفاق لسد رمق احتياجاتهم عن طريق تهريب الأدوية والأغذية وقطع غيار السيارات والأجهزة الإلكترونية، وحتى البنزين والسولار، والحيوانات النادرة وطيور الزينة وتهريب قطع الغيار الدقيقة للإلكترونيات والأجهزة الكهربائية وكل مستلزمات قطاع غزة التي تعينهم على الحياة ومواجهة الحصار.
    ويقوم التجار على الجانب المصري بإيداع البضائع دون تغليفها حتى تصل أكبر كمية ممكنة إلى غزة، ويقوم صاحب النفق باستلامها، ويبلغ ثمن إدخال الطن الواحد دفعة واحدة حوالي 7 آلاف دولار، فيما تصل أجرة إدخال الكيلو الواحد 350 دولارا.
    وتقدر أوساط فلسطينية وجود ما يقارب 1000 نفق تحت الأرض بين رفح المصرية والفلسطينية، وتغض الحكومة الفلسطينية في غزة، والتي تسيطر عليها حركة حماس، الطرف عن الأنفاق وتكتفي بالمراقبة من بعيد خشية تهريب المخدرات عبرها.
    قال احمد (26 عاما) أحد عمال الأنفاق إن الحياة المعيشية في قطاع غزة باتت صعبة جداً، مشيراً إلى أن قلة العمل دفعته للعمل في مهنة الموت وتحمل كل مخاطرها.
    وقال إنه كل صباح يودع أمه وزوجته ويطلب منهما السماح، مشيرا إلى أن شعورا داخليا يراوده باستمرار بأنه لن يعود للبيت مرة أخرى، ونهايته ستكون تحت رمال حارقة أو وسط غاز خانق، قال 'مات الكثير من الشبان هكذا'، لافتاً إلى أنه تعرض لحوادث من هذا النوع ثلاث مرات، لكنه عاد للعمل.
    ويوضح أحمد أن هناك عددا من مضخات الهواء فوق النفق على مسافات مختلفة يتم تشغيلها لمدة ربع ساعة كل ساعة، لتزويد من هم تحت الرمال بالهواء عبر خراطيم تنعش الرئتين وتزودهم بالأوكسجين إلى وقت محدد، ثم يتم تشغيل هذه المضخات بين الحين والآخر على التوالي.
    وللاطمئنان على باقي الفريق على طول النفق يقول أحمد، إن ذلك يتم في الظروف العادية بالاتصال عبر هاتف معلق على جدران الرمال للاطمئنان على بعضهم بعضا والتواصل، ومتابعة جلب البضائع من فتحة النفق في رفح المصرية إلى الجانب الفلسطيني.
    ويتم سحب البضائع وفقاً له عبر 'البايلات' وهي صفائح بلاستيكية مرفوعة الغطاء تتصل ببعضها بعضا بواسطة حبل طويل يتم سحبه من فتحة النفق إلى الفتحة بالجهة المقابلة بواسطة موتور ملفوف عليه حبل طويل. واضاف احمد أن العمل في الأنفاق لم يعد كالسابق، مستبعداً أن تعود المرحلة الذهبية التي عملت فيها الأنفاق إلى سابق عهدها.
    وأضاف أن العمل في الأنفاق قبل الحرب الإسرائيلية كان مريحاً جداً ومربحاً جداً، لكنه مع زيادة المتابعة الأمنية أصبح معقداً جداً ومكبداً للخسائر.
    وحسب أحمد وبعض مالكي الأنفاق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة فإن تجارة الأنفاق تشغل أكثر من 6000 عامل بشكل مباشر، فيما أصبحت السوق المحلية تعتمد بشكل كبير على البضائع التي تمر عبر الأنفاق، خاصة خلال الأشهر الأخيرة.
    ولم يقتصر التهريب على البضائع، فمع إغلاق معبر رفح، المنفذ الوحيد بين قطاع غزة والعالم الخارجي، أصبحت تستخدم الأنفاق لتهريب الفلسطينيين من خارج فلسطين والمغتربين الذين يودون العودة إلى قطاع غزة.
    'أحلام' كانت أحدهم والعالقة منذ سبعة أشهر، كل الأبواب أوصدت في وجهها لدخول مدينة غزة، فقررت خوض مغامرة 'الأنفاق'، وقالت 'دفعت 1000 دولار مقابل تهريبي لغزة مع شحنة من السجائر.. مغامرة لن أنساها طوال حياتي، فقد استغرقت ما يقارب خمس عشرة دقيقة مرت كالدهر'.
    وأضافت: 'وبعد تحديد موعد معين استعددت للمغادرة، وقتها كان الطرف الآخر في غـزة على أهبة الاستعداد وفي انتظار الإشارة المُتفق عليها لتبدأ عملية السحب.. جلست على مقعدٍ خشبي أشبه بصندوق تُحيط به العجلات ومُثبت طرفه عند الجانب الفلسطيني بأحبال مُخصصة للسحب الثقيل.. كانت تجربة مخيفة وتنطوي على عدة مخاطر.. فعملية السحب قد تتوقف في أي لحظة نتيجة لعطل كهربائي.. وربما لا قدر الله يتعرض النفق لانهيار.. أو يتم كشفه سواء من الجانب المصـري أو الإسرائيلي.. ولكن الله لطف'.
    وبحسب مصادر فلسطينية فإن أكثر من 1500 شخص دخلوا قطاع غزة عن طريق الأنفاق بعد احتجازهم في مصر لعدة أشهر وسط ظروف مأساوية خانقة. ويلقى العديد من الشباب حتفهم نتيجة عملهم داخل الأنفاق، فالبعض قتل نتيجة انهيارات في الأرض وتشققات في التربة أثناء عملية الحفر، والبعض الآخر نتيجة استنشاقه الغاز السام الذي يضخه الأمن المصري في الأنفاق التي يكتشفها، وهناك من قتل خلال عملية تفجيرات إسرائيلية داخل النفق.
    وحسب احصائية لمركز حقوق الانسان في غزة،، فان عدد الذين قتلوا داخل الأنفاق اكثر من 115 شخصا و 121 مصابا، من بينهم 44 قتلوا عام 2009.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 27 نوفمبر 2024, 12:56 am