إبداء الرئيس محمود عباس رغبته بعدم الترشح للدورة الثانية في انتخابات الرئاسة الفلسطينية فتح باباً لأزمة سياسية فلسطينية جديدة . إن آثار ما أبداه الرئيس قد تجاوزت حدود الواقع السياسي الفلسطيني إلى دوائر أوسع إقليمية ودولية ؛ ذلك أن شخصية وسلوك ورؤيا الرئيس شكلت حالة متميزة من القيادات الفلسطينية الحديثة.
هذا المقال ليس مكرساً لفتح صفحات التميز والإبداع أو الفشل والإحباط الذي واجه دعاة البحث عن سلام مع محتل لا يرغب في ذلك، ولكن من أجل البحث عن مخرج من هذا النفق الذي دخل فيه شعب فلسطين دون أن يرى نوراً في آخره. واقع الحال الراهن يقول بأن شعب فلسطين يقف وحيداً في أتون معركة طاحنة أطرافها متعددة واحتمالاتها مفتوحة على كل الاتجاهات ، وما زال في منتصف الطريق ..!
هناك أسئلة كثيرة بدأت بالظهور وجميعها تحاول الإجابة على سؤال لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه ، هل كان ممكناً أن لا ندخل في نفق أوسلو، وهل تسرعت القيادات الفلسطينية التي وقعت تلك الاتفاقات ، وهل كان الوضع الدولي يسمح للقيادة الفلسطينية أن تحصل على شيء أفضل ؟ وهل كانت إدارة التفاوض الفلسطيني إدارة في مستوى الصراع، أم أنها تعاملت مع ما هو مطروح أمريكياً وإسرائيلياً حتى وجدت نفسها أخيراً أمام اشتراطات نتنياهو وحكومته اليمينية والقائمة على مواصلة الاستيطان، وضم القدس، وعدم الاعتراف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، بل ومطالبة الفلسطينيين بالإقرار بيهودية الدولة الإسرائيلية أي شطب حق العودة للفلسطينيين المطرودين من ديارهم ؟
ربما نجد عشرات الأسئلة ، وربما نسمع معلقات من الردود ، ولكن الشيء الذي لا يرغب الكثيرون في سماعه عبارة«ألم نقل لكم» وهي عبارة كيدية تقوم على التشفي والسلبية ولا تقدم حلولاً للمأزق السياسي الذي يمر به الشعب الفلسطيني ، وقد نجد ـ وهذا المضحك المبكي ـ أن بعض رواد التسوية مع الإسرائيليين والذين«نظًروا» للاتفاقات الموقعة يقدمون اليوم النصح والحكمة ولا يعلمون بأن الحكمة بأثر رجعي هي بحث عن تبرئة الذات ، وهي باللغة السياسية إنتهازية فاقعة ! تشبه حال الهاربين بقوارب النجاة عندما يشعرون بخطر الركوب في السفينة !
قراءة الموقف الذي أعلنه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية يجب أن تتم من زوايا أخرى، وأولها أن القرار الذي وصله الرئيس الفلسطيني هو إجباري لرغبة فلسطينية واسعة بالوصول إلى تسوية مع الإسرائيليين ؛ تقوم على القبول بمساومة تاريخية وتقبل بدولة بنسبة 22% من مساحة الأرض الفلسطينية التاريخية، وهي بذات الوقت فشل لشعار واقعي سياسي يقوم على موافقة الفلسطينيين واعترافهم بدولة إسرائيل وعلى قاعدة تقول بإمكانية قيام دولتين لشعبين على الأرض الفلسطينية التاريخية . استقالة الرئيس محمود عباس هي صرخة في وجه المجتمع الدولي ، وبوجه الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص من أنهم لم يلتقطوا الفرصة للوصول إلى سلام يشمل عموم المنطقة وكأنهم لا يدركون أن عدم حل أزمة الصراع ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيبقي الأبواب مفتوحة لصراع واسع في عموم المنطقة ، وبأن الشعب الفلسطيني لن يكون الوحيد في دفع الثمن ، وبأن هذا الغرور وروح التعالي والعنجهية التي واجهت بها حكومات إسرائيل الدعوات الفلسطينية للسلام سوف تدخل الشعب الإسرائيلي في الأم جديدة .
إذا ما غاب الرئيس أبو مازن عن القيادة الفلسطينية فسوف تدفع الأطراف العربية والإقليمية الثمن غالياً ؛ ذلك أن دفن روؤسهم في الرمال والتوهم بأنهم سيكونون بأمان هو خداع للنفس . كل من كان بالقرب من «أبو مازن» يعرف عن مدى الألم الذي كان يشعر به من حالة التنكر التي كان يواجهها من أغلب الأطراف الرسمية العربية وأبرزها الموقف المنحاز أو اللامبالي تجاه الانقسام الفلسطيني الداخلي ذو الأبعاد الإقليمية وعلى طريقة «يسعدهم ويبعدهم» . لا تعرف هذه الأطراف أو أغلبها أن حوالي ربع مليون عائلة فلسطينية من موظفين ومتقاعدين وأصحاب احتياجات اجتماعية وخاصة لا يتمكنون من الحفاظ على حياتهم لو قررت الحكومة الإسرائيلية مصادرة أو حجز أموال الضرائب الفلسطينية في نهاية كل شهر . لقد حصل ذلك أكثر من مرة وهو مرشح للحصول في الأشهر القادمة !.
نعم لقد وصل «أبو مازن» للطريق المسدود ولكنه ليس الوحيد من بين القيادات الفلسطينية؛ لقد وصل الشعب الفلسطيني عموماً إلى هذه الحالة، والمطلوب هو العودة لموقف فلسطيني واحد وموحد لمواجهة التحديات والعقبات وأعمال التنكر الدولي والإقليمي لمصالح الشعب الفلسطيني. عند ذلك سوف يعود الرئيس عن رغبته في التنحي، وسوف لن يخسر شعبنا الفلسطيني هذا القائد الوطني النزيه صاحب الوجه الواحد ، الصادق والأمين، رجل البدايات في الثورة الفلسطينية الحديثة.
هذا المقال ليس مكرساً لفتح صفحات التميز والإبداع أو الفشل والإحباط الذي واجه دعاة البحث عن سلام مع محتل لا يرغب في ذلك، ولكن من أجل البحث عن مخرج من هذا النفق الذي دخل فيه شعب فلسطين دون أن يرى نوراً في آخره. واقع الحال الراهن يقول بأن شعب فلسطين يقف وحيداً في أتون معركة طاحنة أطرافها متعددة واحتمالاتها مفتوحة على كل الاتجاهات ، وما زال في منتصف الطريق ..!
هناك أسئلة كثيرة بدأت بالظهور وجميعها تحاول الإجابة على سؤال لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه ، هل كان ممكناً أن لا ندخل في نفق أوسلو، وهل تسرعت القيادات الفلسطينية التي وقعت تلك الاتفاقات ، وهل كان الوضع الدولي يسمح للقيادة الفلسطينية أن تحصل على شيء أفضل ؟ وهل كانت إدارة التفاوض الفلسطيني إدارة في مستوى الصراع، أم أنها تعاملت مع ما هو مطروح أمريكياً وإسرائيلياً حتى وجدت نفسها أخيراً أمام اشتراطات نتنياهو وحكومته اليمينية والقائمة على مواصلة الاستيطان، وضم القدس، وعدم الاعتراف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، بل ومطالبة الفلسطينيين بالإقرار بيهودية الدولة الإسرائيلية أي شطب حق العودة للفلسطينيين المطرودين من ديارهم ؟
ربما نجد عشرات الأسئلة ، وربما نسمع معلقات من الردود ، ولكن الشيء الذي لا يرغب الكثيرون في سماعه عبارة«ألم نقل لكم» وهي عبارة كيدية تقوم على التشفي والسلبية ولا تقدم حلولاً للمأزق السياسي الذي يمر به الشعب الفلسطيني ، وقد نجد ـ وهذا المضحك المبكي ـ أن بعض رواد التسوية مع الإسرائيليين والذين«نظًروا» للاتفاقات الموقعة يقدمون اليوم النصح والحكمة ولا يعلمون بأن الحكمة بأثر رجعي هي بحث عن تبرئة الذات ، وهي باللغة السياسية إنتهازية فاقعة ! تشبه حال الهاربين بقوارب النجاة عندما يشعرون بخطر الركوب في السفينة !
قراءة الموقف الذي أعلنه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية يجب أن تتم من زوايا أخرى، وأولها أن القرار الذي وصله الرئيس الفلسطيني هو إجباري لرغبة فلسطينية واسعة بالوصول إلى تسوية مع الإسرائيليين ؛ تقوم على القبول بمساومة تاريخية وتقبل بدولة بنسبة 22% من مساحة الأرض الفلسطينية التاريخية، وهي بذات الوقت فشل لشعار واقعي سياسي يقوم على موافقة الفلسطينيين واعترافهم بدولة إسرائيل وعلى قاعدة تقول بإمكانية قيام دولتين لشعبين على الأرض الفلسطينية التاريخية . استقالة الرئيس محمود عباس هي صرخة في وجه المجتمع الدولي ، وبوجه الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص من أنهم لم يلتقطوا الفرصة للوصول إلى سلام يشمل عموم المنطقة وكأنهم لا يدركون أن عدم حل أزمة الصراع ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيبقي الأبواب مفتوحة لصراع واسع في عموم المنطقة ، وبأن الشعب الفلسطيني لن يكون الوحيد في دفع الثمن ، وبأن هذا الغرور وروح التعالي والعنجهية التي واجهت بها حكومات إسرائيل الدعوات الفلسطينية للسلام سوف تدخل الشعب الإسرائيلي في الأم جديدة .
إذا ما غاب الرئيس أبو مازن عن القيادة الفلسطينية فسوف تدفع الأطراف العربية والإقليمية الثمن غالياً ؛ ذلك أن دفن روؤسهم في الرمال والتوهم بأنهم سيكونون بأمان هو خداع للنفس . كل من كان بالقرب من «أبو مازن» يعرف عن مدى الألم الذي كان يشعر به من حالة التنكر التي كان يواجهها من أغلب الأطراف الرسمية العربية وأبرزها الموقف المنحاز أو اللامبالي تجاه الانقسام الفلسطيني الداخلي ذو الأبعاد الإقليمية وعلى طريقة «يسعدهم ويبعدهم» . لا تعرف هذه الأطراف أو أغلبها أن حوالي ربع مليون عائلة فلسطينية من موظفين ومتقاعدين وأصحاب احتياجات اجتماعية وخاصة لا يتمكنون من الحفاظ على حياتهم لو قررت الحكومة الإسرائيلية مصادرة أو حجز أموال الضرائب الفلسطينية في نهاية كل شهر . لقد حصل ذلك أكثر من مرة وهو مرشح للحصول في الأشهر القادمة !.
نعم لقد وصل «أبو مازن» للطريق المسدود ولكنه ليس الوحيد من بين القيادات الفلسطينية؛ لقد وصل الشعب الفلسطيني عموماً إلى هذه الحالة، والمطلوب هو العودة لموقف فلسطيني واحد وموحد لمواجهة التحديات والعقبات وأعمال التنكر الدولي والإقليمي لمصالح الشعب الفلسطيني. عند ذلك سوف يعود الرئيس عن رغبته في التنحي، وسوف لن يخسر شعبنا الفلسطيني هذا القائد الوطني النزيه صاحب الوجه الواحد ، الصادق والأمين، رجل البدايات في الثورة الفلسطينية الحديثة.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر