ولد الرفيق داوود في عام 1945 في مدينة يافا أرض البرتقال وزهر الليمون، يافا البحر الهادر، وبارود الثائر..وبعد مرور الزمن تبدلت الأرض بغير الأرض والناس بغير الناس وغابت الشمس..عم الخراب والدمار كل شيء، وتشرد الشعب في شتى بقاع الأرض ليطلق عليهم اسم لاجئين، ما أدراك ماذا تعني هذه الكلمة في قاموس العالم، يعني أن تصبح بلا أرض، بلا وطن، بلا عنوان، بلا هوية، تنتظر أن يتصدق عليك الناس ببعض الفتات لتظل كلمة لاجئ لعنة تلاحق كل من سلبت منه أرضه.
كانت عائلة رفيقنا من هذه العائلات التي شردت إلى قطاع غزة، نحو مخيم البريج، لتبدأ رحلة معاناة هذه العائلة مع باقي عائلات فلسطين. ويرغم كل هذا الألم المر، يأبى الفلسطيني إلا أن ينهض من بين الركام، ويلتحق رفيقنا في مدارس المخيم
وإذ بان العدوان الثلاثي أصيب رفيقنا داوود بلغم وانفجر فيه، وكان هذا اللغم من مخلفات الاحتلال. وبعدها أرسله والده إلى السعودية للعمل مع شقيقه الأكبر منه.
ومكث رفيقنا في السعودية سبع سنوات، ليعود في عام 1962 ليعمل كسائق عمومي في مخيمه حتى يستطيع أن يعيل أهله في خيام التشرد والبؤس واللجوء.
وبدأ رفيقنا يتمرد على هذا الواقع المرير، ويلتحق في صفوف جيش التحرير ويتلقى تدريبا عسكرياً.
وكان رفيقنا من ضمن القوات التي استبسلت في موقع المنطار، ولكن كانت الفاجعة كبيرة بهزيمة ما يسمى بالجيوش العربية.
وعاد رفيقنا للعمل كسائق بين غزة والأردن وفي إحدى المرات عام 1968 التقى رفيقنا داوود بأحد الرفاق في الأرض ليتم ضمه إلى صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وعمل الرفيق داوود في الجهاز العسكري للجبهة وكان في إحدى المجموعات السرية جنباً إلى جنب مع الرفيق محمد أبو النصر والرفيق محمد الأسود جيفارا غزة..
وشارك الرفيق في العديد من العمليات العسكرية التي عرف منها مقتل رجل مخابرات صهيوني في منطقة عسقولة وأخذ سيارته وإحراقها في معسكر البريج. ونصب كمين في منطقة السوارحة لقافلة ع سكرية مما أدى إلى قتل وإصابة عدد منهم.
كذلك شارك في عملية عسكرية في بيت حانون معه زياد الحسني أحد مقاتلي جيش التحرير، ما أدى إلى قتل وإصابة العديد منهم، وفي إحدى الليالي وأثناء وجود رفيقنا داوود وبرفقته الرفيق الشهيد سليمان العر في معسكر البريج حاصرت قوات كبيرة المخيم لتبدأ معركة بطولية في تلك الليلة، ويدور اشتباك عنيف مع قوات الاحتلال.
ويأبى الرفاق الا أن يسقطوا شهداء تحت زخات الرصاص لتنطوي صفحة جديدة من سجل رفاقنا الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن يحيا الآخرين، وكان ذلك في يوم 22/10/1971. حيث ارتقى رفيقنا مسجلاً أنصع الصفحات في تاريخ النضال الفلسطيني.
فعهداً لشهيدينا ولكل شهداء شعبنا وثورتنا أن نبقى على ذكراهم خالدة وجداننا، وقسماً لن نهادن ولن نستكين حتى نحقق حلمكم وحلم كل الأحرار والشرفاء الذين سبقونا على مذبح الحرية والاستقلال.
الشهيد الرفيق أحمد داوود خلف
تاريخ الاستشهاد: 4/10/1991
ولد الرفيق أحمد عام 1971 في مخيم البريج لعائلة عريقة ومناضلة، فالوالد هو الشهيد داوود خلف أحد مغاوير الجبهة ومقاتليها الأشداء، والأم هي الرفيقة المناضلة عائشة خلف، كيف لا وهي التي وضعت مولودها الأول أحمد داخل السجن، الذي كانت تمضي فيه حكماً بالسجن مدة عامين ونصف.
وكبرأ حمد وكبرت معه هموم القضية والشعب، وأدرك رفيقنا بأن الخلاص في مواجهة العدو، فالتحق منذ نعومة أظافره في براعم غسان، ومن ثم في اتحاد لجان الطلبة لتندلع الانتفاضة ويكون رفيقنا أول المبادرين لتشكيل اللجان الشعبية ومواجهة العدو وتوجيه الجماهير لمواجهته.
وكان أحمد شعلة في النشاط والعطاء ومقاومة العدو، وبعد حملة اعتقالات واسعة شنتها أجهزة مخابرات العدو اعتقل أحمد ليقضي حكماً بالسجن لمدة 15 شهراً بين رفاقه ليزداد صلابة واصرار ليخرج الرفيق من السجن صلباً عنيداً لا تستطيع قوة مهما كانت أن تحيده عن خطه النضالي.
وبدأ الرفيق العمل والاعداد لبناء منظمة حزبية في المخيم الا أن خفافيش الظلام والأيدي المأجورة والمرتبطة بأسيادها أبت إلا أن تضع حداً لحياة الرفيق فاختطفت الرفيق في ليلة ظلماء وأعدمته بدم بارد.
وبعد أن شاع الخبر خرجت الجماهير لتعبر عن غضبها من هذا العمل الجبان، وعن وفاءها للشهيد الذي استشهد في 4/10/1991 مشيعة إياه في جنازة مهيبة شارك فيها الالاف من أبناء شعبنا.
ورحل أحمد ولكن لم ترحل روحه فهي باقية في رفاقه ومحبيه، الذين أطلقوا اسمه على منظمتهم الحزبية في مخيم البريج.
فلك المجد يا رفيق ومنا الوفاء
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر