بشرتهم السمراء منحتهم ميزة إضافية، إنهم الفلسطينيون المقدسيون من جذور أفريقية، قدم أجدادهم لبيت المقدس أواخر القرن التاسع عشر مدافعين عن القدس والأقصى للتخلص من الاستعمار.
تعدادهم اليوم ثلاثمائة شخص رفضوا إغراءات الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول سلخهم عن الشعب الفلسطيني، تعرضوا للأسر وتضييق الخناق والتشريد وسحب المواطنة والنفي إلى الدول العربية.
ورغم ذلك، حافظوا على خصوصياتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وتمركزوا في منطقة باب المجلس أحد أهم الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى، كانوا الحماة للمقدسات الإسلامية، وتصدوا لبنادق الاحتلال، انخرطوا في الثورة الفلسطينية، وقدموا الشهداء ولم يترددوا في تنفيذ أعمال فدائية.
«التاريخ واللغة والدين»
يقول الموظف في جمعية الجالية الأفريقية المقدسية ياسر قوس "نحن فلسطينيون من جذور أفريقية، لسنا مجتمعا إثنيا منغلقا على ذاته، تربطنا علاقات وطيدة مع المجتمع الفلسطيني، ما يجمعنا التاريخ واللغة والدين".
ودأب الافارقة على الحج الى القدس مع بداية الفتح العمري للمدينة المقدسة، حيث وصلت أول مجموعة أفريقية إلى المدينة في 1913 من تشاد ونيجيريا والسنغال والسودان، منهم للحج وبعضهم للدفاع عن قدسية المكان الذي احتله الاستعمار.
وفي 1935 وصلت المجموعة الثانية في إطار جيش الإنقاذ، ومن بقي منهم على قيد الحياة استقر في فلسطين والقدس.
«الثمن الباهض»
وقال قوس "بعد احتلال إسرائيل للقدس، خضنا معركة نضال وصمود، الاحتلال سعى لسلخنا عن شعبنا وإبعادنا عن الأقصى، رفضنا المساومة ودفعنا ثمنا باهظا. من اعتقالات، تشريد وترحيل بعضنا للدول العربية".
وكان رد المقدسيين الأفارقة على احتلال القدس ومساومات وإغراءات إسرائيل أن قدموا أول أسيرة فلسطينية في 1967 ، هي فاطمة البرناوي التي أسرت لعشر سنوات، ثم نفيت لتعود مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأسست الشرطة النسائية الفلسطينية وكانت أول قائدة للشرطة.
وفي 1968، وفي إطار خلايا الجبهة الشعبية شارك بعضهم في عمليتي ليلة القنابل بالقدس والمحطة المركزية في تل أبيب، عدا عن شهدائهم في حرب 1967.
«معارك مختلفة»
شارك بعضهم خارج فلسطين، لكنهم استمروا بنضالهم وشاركوا في معارك بيروت، أبرزهم بشير جبريل الذي قام بعد نفيه باختطاف طائرة ركاب إسرائيلية وإنزالها في مطار القاهرة، قبل أن يُغتال في السبعينيات في أثينا على يد الموساد الإسرائيلي.
وكان أول شهيد في الانتفاضة الثانية أسامة جدة ابن الجالية الأفريقية، الذي اغتيل قبالة مستشفى المقاصد عندما لبى نداء الاستغاثة للتبرع بالدم لجرحى مواجهات الأقصى.
محمود جدة، أسير أمني سابق وأحد منفذي عمليتي ليلة القنابل والمحطة المركزية، أسر 17 عاما وحرر في إطار صفقة النورس عام 1986 ، ويعمل حاليا مرشدا سياحيا في البلدة القديمة ومحيط الحرم القدسي الشريف.
يقول جدة للجزيرة نت "تكيفنا مع المقدسيين والمجتمع الفلسطيني، بشرتنا السوداء منحتنا ميزة إضافية ولم تشكل حجر عثرة لاندماجنا، وإن كانت هناك بعض المعيقات الاجتماعية الناتجة عن جهل، لكننا تخطيناها وكلنا شركاء في النضال والدم والمصير".
وكان عمل اجدادنا الأساسي، يقول جدة "حراسة المسجد الأقصى، وهذا ما ميزنا عن غيرنا من شرائح المجتمع الفلسطيني، وجدنا أنفسنا بموقع الدفاع عن المقدسات، ونستمر شركاء في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني وهذا كان وراء اندماجنا وانخراطنا وتقبلنا بالمجتمع".
وعن اهتمام الجهات الفلسطينية الرسمية يشير جدة "كجالية أفريقية نحن مغيبون، تماما كالقدس، تعزيز صمودنا وصمود العرب بالقدس هو نتاج لجهد المقدسيين وحدهم، في الوقت الذي تمول حكومة الاحتلال وأثرياء اليهود من العالم الاستيطان بالبلدة القديمة ومحيط الأقصى".
تعدادهم اليوم ثلاثمائة شخص رفضوا إغراءات الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول سلخهم عن الشعب الفلسطيني، تعرضوا للأسر وتضييق الخناق والتشريد وسحب المواطنة والنفي إلى الدول العربية.
ورغم ذلك، حافظوا على خصوصياتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وتمركزوا في منطقة باب المجلس أحد أهم الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى، كانوا الحماة للمقدسات الإسلامية، وتصدوا لبنادق الاحتلال، انخرطوا في الثورة الفلسطينية، وقدموا الشهداء ولم يترددوا في تنفيذ أعمال فدائية.
«التاريخ واللغة والدين»
يقول الموظف في جمعية الجالية الأفريقية المقدسية ياسر قوس "نحن فلسطينيون من جذور أفريقية، لسنا مجتمعا إثنيا منغلقا على ذاته، تربطنا علاقات وطيدة مع المجتمع الفلسطيني، ما يجمعنا التاريخ واللغة والدين".
ودأب الافارقة على الحج الى القدس مع بداية الفتح العمري للمدينة المقدسة، حيث وصلت أول مجموعة أفريقية إلى المدينة في 1913 من تشاد ونيجيريا والسنغال والسودان، منهم للحج وبعضهم للدفاع عن قدسية المكان الذي احتله الاستعمار.
وفي 1935 وصلت المجموعة الثانية في إطار جيش الإنقاذ، ومن بقي منهم على قيد الحياة استقر في فلسطين والقدس.
«الثمن الباهض»
وقال قوس "بعد احتلال إسرائيل للقدس، خضنا معركة نضال وصمود، الاحتلال سعى لسلخنا عن شعبنا وإبعادنا عن الأقصى، رفضنا المساومة ودفعنا ثمنا باهظا. من اعتقالات، تشريد وترحيل بعضنا للدول العربية".
وكان رد المقدسيين الأفارقة على احتلال القدس ومساومات وإغراءات إسرائيل أن قدموا أول أسيرة فلسطينية في 1967 ، هي فاطمة البرناوي التي أسرت لعشر سنوات، ثم نفيت لتعود مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأسست الشرطة النسائية الفلسطينية وكانت أول قائدة للشرطة.
وفي 1968، وفي إطار خلايا الجبهة الشعبية شارك بعضهم في عمليتي ليلة القنابل بالقدس والمحطة المركزية في تل أبيب، عدا عن شهدائهم في حرب 1967.
«معارك مختلفة»
شارك بعضهم خارج فلسطين، لكنهم استمروا بنضالهم وشاركوا في معارك بيروت، أبرزهم بشير جبريل الذي قام بعد نفيه باختطاف طائرة ركاب إسرائيلية وإنزالها في مطار القاهرة، قبل أن يُغتال في السبعينيات في أثينا على يد الموساد الإسرائيلي.
وكان أول شهيد في الانتفاضة الثانية أسامة جدة ابن الجالية الأفريقية، الذي اغتيل قبالة مستشفى المقاصد عندما لبى نداء الاستغاثة للتبرع بالدم لجرحى مواجهات الأقصى.
محمود جدة، أسير أمني سابق وأحد منفذي عمليتي ليلة القنابل والمحطة المركزية، أسر 17 عاما وحرر في إطار صفقة النورس عام 1986 ، ويعمل حاليا مرشدا سياحيا في البلدة القديمة ومحيط الحرم القدسي الشريف.
يقول جدة للجزيرة نت "تكيفنا مع المقدسيين والمجتمع الفلسطيني، بشرتنا السوداء منحتنا ميزة إضافية ولم تشكل حجر عثرة لاندماجنا، وإن كانت هناك بعض المعيقات الاجتماعية الناتجة عن جهل، لكننا تخطيناها وكلنا شركاء في النضال والدم والمصير".
وكان عمل اجدادنا الأساسي، يقول جدة "حراسة المسجد الأقصى، وهذا ما ميزنا عن غيرنا من شرائح المجتمع الفلسطيني، وجدنا أنفسنا بموقع الدفاع عن المقدسات، ونستمر شركاء في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني وهذا كان وراء اندماجنا وانخراطنا وتقبلنا بالمجتمع".
وعن اهتمام الجهات الفلسطينية الرسمية يشير جدة "كجالية أفريقية نحن مغيبون، تماما كالقدس، تعزيز صمودنا وصمود العرب بالقدس هو نتاج لجهد المقدسيين وحدهم، في الوقت الذي تمول حكومة الاحتلال وأثرياء اليهود من العالم الاستيطان بالبلدة القديمة ومحيط الأقصى".
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر