رداً على مقالة
اليسار الفلسطيني، إلى أين؟
اليسار الفلسطيني، إلى أين؟
لا شك أن النقد والنقد الذاتي من أهم المبادئ التنظيمية الأساسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والنقد له زمانه ومكانه وموضوعيته وأهدافه النبيلة التي تؤدي دائماً إلى التطور وتجاوز الخطأ من ناحية والتأكيد على كل ما هو إيجابي من ناحية أخرى .
المقالة رائعة من جانب أنها استعرضت جزء من تاريخ الجبهة الذي يمثل مفخرة لكل مناضل ثائر يواجه ثالوث الظلم في العالم " الإمبريالية والصهيونية والرجعية " أينما كانت ، لكنها في ذات الوقت خلطت بين أمرين لا يمكن تناولهما في سلة واحدة ، وهما اليسار ، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، فالجبهة ليست اليسار ، وهناك مواقف لليسار لا تمت للجبهة بصلة ولا من اليسار الذي ننتمي له في شيء .
وهذا مهم إذ أن توجيه أي نقد لليسار ليس بالضرورة أن يكون نقداً موجهاً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، قد يكون هناك قواسم مشتركة ، مساحتها تختلف باختلاف برنامج هذا الحزب اليساري أو ذاك ، لكن الأصل أن الجبهة الشعبية تطرح فكر يساري تقدمي ولها برنامج سياسي أيضاً يمثلها وحدها ، ولها مواقفها من قضايا الساعة ولها جماهيرها ومؤيديها ولها تأثيرها على الأرض ولها ذراعها العسكري " كتائب أبو علي مصطفى " ، نعم أن فعل وتأثير وحضور الجبهة في المرحلة الراهنة قد تراجع ، وهذا يرجع لأسباب عديدة يطول الحديث فيها ، لكن الحقيقة أن الجميع في تراجع ، حتى فصائل الإسلام السياسي التي فرضت نفسها كبديل عن السلطة بقوة السلاح هي في تراجع ولم تقدم لشعبها أي شيء مما كانت تطرحه في برنامجها الانتخابي .
لذا فإنني أتمنى أن نكون موضوعيين أكثر في تناول هذه المسألة بالذات ، أما أن نتحدث عن الجبهة الشعبية بهذه الطريقة :
بل من ألم في القلب وحرقة في الدمع لما آلت إليه "الجبهة" من شذوذ لا يزيد المؤمنين بها، وأنا منهم. إلاَّ تمسُّكًا بها .
أي شذوذ يا رفيقي إن كنت " من آل البيت " ، بالعكس إن أنبل وأطهر وأنقى مواقف آنية وتكتيكية وإستراتيجية فإنك ستجدها على منابر رفاقك في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، إن الجبهة الشعبية برغم كل ما يعصف بالحركة الوطنية من تراجع إلا أنها حافظت على إرثها ، وتواجدها وحضورها .
لقد أعطيت الفرصة يا رفيقي لآخرين بأن يتحدثوا بلغة مهينة عن الجبهة الشعبية والأدل على ذلك أن الحر أبو سلمى هنا يرد على المقالة خالطاً الأوراق بقوله :
ولكن اليسار الان في حالة موت سريري مع ان كلامي لا يعجب البعض ..فاليسار اصبح تابع للاطراف فلا يوجد قرار يساري مستقل ..كما ان البعد الجماهيري لليسار ضعيف جدا .كيف لا وفي الانتخابات التشريعية هناك بعض الكتل تشكلت قبل شهر من الانتخابات وأخذت اصوات اكثر من اليسار .
نحن يا رفيقي لا نتحدث عن اليسار ، ولا ندافع عن مواقفه ، وإن كان هناك حزباً أو أكثر من اليسار في موت سريري ، فالأحزاب تولد وتشيخ وقد تموت أيضاً ، وهذا شيء عادي ، لكن المجافي للحقيقة أن تكون هذه الأسطر موجهة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، لأنها حية بمواقفها ورفاقها وبعملياتها النوعية التي إن اختزلت الحديث عن الثورة الفلسطينية فإنك لن تستطيع أن تتجاوزها وتقفز عنها ، الجبهة الشعبية أخي الحر أبو سلمى ليست في حالة موت سريري ، لكن آخرين قد انتهينا من قراءة الفاتحة على أرواحهم منذ زمن ،
أما عند الحديث عن نتائج الانتخابات التشريعية السابقة سنة 2006م ، فنتائجها باعتراف الجميع ليست مقياساً للحجوم الحقيقية للكتل البرلمانية المشاركة فيها ، أو للأحزاب التي تقف خلفها ، فهل نسبة حماس مثلاً هي نسبتها في الانتخابات آنذاك ، وهل نسبة فتح كذلك ،بالطبع لا ، إضافة إلى نظام الانتخابات الذي كان يعتمد على الدوائر والنسبي معاً ، ناهيك عن حالة االوضع المزري الذي وصلت إليه السلطة / فتح قبيل الانتخابات من إنقسام داخلي وتغوّل للأجهزة الأمنية التابعة لها ، وتشرذم وفساد وإفساد شديد ، وهذا بلا شك قد أثر على النتائج ونحن كفصيل من فصائل منظمة التحرير قد دفعنا جزء من فاتورة الحساب التي دفعتها فتح في الانتخابات كون الجبهة أحد فصائل منظمة التحرير ، كيف لا والآخر " أي حماس " قد بنى دعايته الانتخابية على رفضه لمنظمة التحرير بكل أطرها وفصائلها ووضع الجميع في سلة واحدة أي سلة فتح حتى يسهل عليه شطبه من قائمة المنافسة " بحسب منطق حماس " .
الحديث يطول ، لكنني سأكتفي بما قلته هنا ، وأتمنى على رفيقي جيفارا أن لا يروّج لمقالات تدس السم في العسل وتدفع لآخرين من النيل من جبهتنا العملاقة التي تقترب هذه الأيام من عيد ميلادها الـ 42 .
دمت رفيقي بألف خير
وكل عام وأنت بخير
أبو فريد
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر