سواء في الساحة العربية ، أو في الساحة الفلسطينية ، يجري نقاش واسع وكأنه حوار مفتوح خاصة هذه الأيام حول اليسار كدور وكمفهوم ، ولقد أحيا هذا الحوار طبيعة الوضع المتغير في توازنات القوى عالميا، والأزمة الرأس مالية بكافة مفاهيمها ، ووصول قوى الإسلام السياسي إلى سقف الممكن ، ونهوض (ولا أود القول صحوة) القوى التقدمية والمثقفين ، والاهم جماهير العمال والمظلومين وقد أعيتهم سبل البحث عن طريق واضح سليم واقعي لا يدعو إلى الجنة بعد تحمل مشاقة الدنيا في (وادي الدموع ).
وتعدد الروءى الدينية والفتاوى المثيرة..... والسلفية والجهادية إلى أخر القائمة، والكادحين يبحثون عن مجتمع الرخاء سواء في الأرض أو السماء.
تقول" سيمون دي بوفار" في كتابها واقع الفكر اليميني والصادر عام1960 (إن الصحيح واحد أما الخطأ فمتعدد....واليسار واحد واليمين متعدد)بمعنى أن لليسار فهما موضوعيا قد تتغير التعبيرات بحكم المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية وادوار الفئات أو (الطبقات)في الحياة لكنه صاحب منهج واقعي وعليه فقد اتخذ الماركسية سبيل ودليل للعمل، وأحب هنا أن انقل ما قاله(ادوارد سعيد) في 15/10/2003 مع جريدة النهار البيروتية...ثمة حاجة ماسة لإحياء الماركسية كمسالة سياسية وأكاديمية ذات صلاحية في الأزمة الراهنة التي تعصف بالتربية والبيئة والقومية والدين وغيرها من المسائل وهذا تحد رئيسي كما اعتقد وهو عندي سؤال مفتوح عما إذا كان من الممكن القيام به أم لا.....
في الأسبوع الماضي تناقلت الأنباء عن لقاء بين تنظيمات صغيرة تحاول أو هي دعت بقرار لها لتوحيد قوى اليسار الفلسطيني؟! وهنا نجد طبيعة الأزمة حيث التعامل مع مثل هذا الأمر يتم بأسلوب إداري ، وكأنها عملية مصالحة عشائرية أو توافق بين شركات أو مؤسسات غير ربحية، وهكذا استمرت مثل هذه الدعوات قبل كل أزمة وكل انتخابات ولم تنتج ، دون محاولة قراءة أسباب عدم النجاح، والتي بعضها ذاتي ولكن الموضوعي في الأمر هو إن وحدة اليسار دائما قاعدية، ولا يكفي التعامل مع الأمور غبر صيغ برنامجية في الغالب مكررة ولا من داخل مكاتب، ولا يمكن أن يتم التلاقي مع الجماهير وهي تحت العباءة أو أوضح من ذلك ونحن نعلن إننا قيادتها، وإنما العمل ضمن ابسط الأمور مثل الشؤون الحياتية والصحة والأجور والحقوق وظروف المعيشة وشؤون الأحياء الفقيرة... الخ.. وهذه الأشياء التي تعاملت معها الانتفاضة الأولى وزكتها الحياة بنجاح.......
حين تخرج الجماهير تطالب بحقوقها الاجتماعية فهي تكون بدلك تحصن أمورها للاستمرار والتقدم في النضال من اجل دحر الاحتلال والدفاع عن الوطن الذي تعيش فيه باحترام وليس من اجل هذا الزعيم أو ذاك، ويجب ربط الخاص بالعام وإلا حصل اغتراب !! لا أود الاستدلال بتجربة الحركات الإسلامية لكن دعونا نقرأ أنها بدأت تراعي شؤون الناس وإقامة مدارس ومصحات وفرق غنائية (للأناشيد الدينية) واهتمت بأمور الزواج والتسهيل في ذلك على الشباب وغيرها كثير، ثم المساجد لتواجه الجمهور بشكل عام وليس على طريقة الحرفين(الصناع) الفردية والشخصية، وعليه فإن ضياع المرحلة والفرصة القائمة ستكون معيقة ومضيعة لزمن يطيل الأزمة ولعله يحولها إلى أزمات.
حين النظر إلى المؤسسات الجماهيرية لا تجد فيها إلا البيروقراطية كما لا تجد أي فارق بين اليمين واليسار ولا حتى المؤسسات التي تتبع الحركات الدينية فالنقابات العمالية مجرد مسميات وإخبار وسفريات للخارج وبيانات لا تقرأ وبالمقابل أزمة أجور والبطالة تتفاقم ، العمال في إسرائيل لا يوجد لدى أي نقابة برنامج لهم وليسوا أعضاء في هذه النقابات ، والإحصائيات تقول إن أكثر من ثلث الشعب عمال فقط في الضفة الغربية التي يوجد به خمسة اتحادات عمالية مجموعها لا يضم خمسة ألاف منتسب واغلبهم من المثقفين المباشرين منها، فعن أي يسار يجري الحديث عنه ليتوحد؟؟؟
ذهب وفد عن الشيوعيين الفلسطينيين إلى موسكو ليطلع رسميا على أمور (البرسترويكا ) و(الجلاسنوست ) التقى في الكرملين مع "ياكوفليف" وهو يومها كان ايديلوجي الحزب والرجل الثاني بعد "غورباتشوف" فقد قال فيما قيل (نحن في الاتحاد السوفيتي نعدل برنامجنا وفق متطلبات الحال عندنا ولا ادري لماذا انتم دائما تهتمون بالنقل وعموما قولوا لي متى طلبنا من أي حزب نقل برنامجنا علما كما قال بالحرف لا يوجد حزب عربي واحد دون انشقاقات ، وإنكم لم تستطيعوا أن تقيموا للأحزاب الشيوعية العربية قاعدة وحدة ولا برنامج واضح ومحدد) وأنهى خطابه بعد عدة ساعات من النقاش قائلا "اغلب الشيوعيون العرب يحضرون لبحث أمور البعثات أو الاستراحات والعلاج" .!!!!!!!!
وهكذا ظل اليسار أسطورة لم تتحقق ولا زالت غير قادرة على الوصول إلى ( لاهوت التحرير) والمعتمد ابتداء على خطاب واقعي بسيط ومستقل ، بمعنى بعيدا عن وسطية التميز بالابتعاد عن حماس وفتح في حين انه مطالب بمثال على الأرض وجمهور يعتنق مواقفه ليصبح مؤثرا، ويعيد هيبة القوى التقدمية صاحبة قوة المثال سواء بالانتفاضة الأولى أو بالواقع الراهن في مواجهة قطعان المستوطنين أو تهويد القدس أو أمور المعتقلين وبغض النظر عن أمر ( إمارة حماس إلا أن الجماهير صامدة بفعل رفضها للاحتلال واعتناقها لوطن مستقل وهو ما تستفيد منه حركة حماس دون إن يقراه اليسار صاحب هذا الدور أساسا سواء بالوعي أو القضية أو المستقبل.
وتعدد الروءى الدينية والفتاوى المثيرة..... والسلفية والجهادية إلى أخر القائمة، والكادحين يبحثون عن مجتمع الرخاء سواء في الأرض أو السماء.
تقول" سيمون دي بوفار" في كتابها واقع الفكر اليميني والصادر عام1960 (إن الصحيح واحد أما الخطأ فمتعدد....واليسار واحد واليمين متعدد)بمعنى أن لليسار فهما موضوعيا قد تتغير التعبيرات بحكم المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية وادوار الفئات أو (الطبقات)في الحياة لكنه صاحب منهج واقعي وعليه فقد اتخذ الماركسية سبيل ودليل للعمل، وأحب هنا أن انقل ما قاله(ادوارد سعيد) في 15/10/2003 مع جريدة النهار البيروتية...ثمة حاجة ماسة لإحياء الماركسية كمسالة سياسية وأكاديمية ذات صلاحية في الأزمة الراهنة التي تعصف بالتربية والبيئة والقومية والدين وغيرها من المسائل وهذا تحد رئيسي كما اعتقد وهو عندي سؤال مفتوح عما إذا كان من الممكن القيام به أم لا.....
في الأسبوع الماضي تناقلت الأنباء عن لقاء بين تنظيمات صغيرة تحاول أو هي دعت بقرار لها لتوحيد قوى اليسار الفلسطيني؟! وهنا نجد طبيعة الأزمة حيث التعامل مع مثل هذا الأمر يتم بأسلوب إداري ، وكأنها عملية مصالحة عشائرية أو توافق بين شركات أو مؤسسات غير ربحية، وهكذا استمرت مثل هذه الدعوات قبل كل أزمة وكل انتخابات ولم تنتج ، دون محاولة قراءة أسباب عدم النجاح، والتي بعضها ذاتي ولكن الموضوعي في الأمر هو إن وحدة اليسار دائما قاعدية، ولا يكفي التعامل مع الأمور غبر صيغ برنامجية في الغالب مكررة ولا من داخل مكاتب، ولا يمكن أن يتم التلاقي مع الجماهير وهي تحت العباءة أو أوضح من ذلك ونحن نعلن إننا قيادتها، وإنما العمل ضمن ابسط الأمور مثل الشؤون الحياتية والصحة والأجور والحقوق وظروف المعيشة وشؤون الأحياء الفقيرة... الخ.. وهذه الأشياء التي تعاملت معها الانتفاضة الأولى وزكتها الحياة بنجاح.......
حين تخرج الجماهير تطالب بحقوقها الاجتماعية فهي تكون بدلك تحصن أمورها للاستمرار والتقدم في النضال من اجل دحر الاحتلال والدفاع عن الوطن الذي تعيش فيه باحترام وليس من اجل هذا الزعيم أو ذاك، ويجب ربط الخاص بالعام وإلا حصل اغتراب !! لا أود الاستدلال بتجربة الحركات الإسلامية لكن دعونا نقرأ أنها بدأت تراعي شؤون الناس وإقامة مدارس ومصحات وفرق غنائية (للأناشيد الدينية) واهتمت بأمور الزواج والتسهيل في ذلك على الشباب وغيرها كثير، ثم المساجد لتواجه الجمهور بشكل عام وليس على طريقة الحرفين(الصناع) الفردية والشخصية، وعليه فإن ضياع المرحلة والفرصة القائمة ستكون معيقة ومضيعة لزمن يطيل الأزمة ولعله يحولها إلى أزمات.
حين النظر إلى المؤسسات الجماهيرية لا تجد فيها إلا البيروقراطية كما لا تجد أي فارق بين اليمين واليسار ولا حتى المؤسسات التي تتبع الحركات الدينية فالنقابات العمالية مجرد مسميات وإخبار وسفريات للخارج وبيانات لا تقرأ وبالمقابل أزمة أجور والبطالة تتفاقم ، العمال في إسرائيل لا يوجد لدى أي نقابة برنامج لهم وليسوا أعضاء في هذه النقابات ، والإحصائيات تقول إن أكثر من ثلث الشعب عمال فقط في الضفة الغربية التي يوجد به خمسة اتحادات عمالية مجموعها لا يضم خمسة ألاف منتسب واغلبهم من المثقفين المباشرين منها، فعن أي يسار يجري الحديث عنه ليتوحد؟؟؟
ذهب وفد عن الشيوعيين الفلسطينيين إلى موسكو ليطلع رسميا على أمور (البرسترويكا ) و(الجلاسنوست ) التقى في الكرملين مع "ياكوفليف" وهو يومها كان ايديلوجي الحزب والرجل الثاني بعد "غورباتشوف" فقد قال فيما قيل (نحن في الاتحاد السوفيتي نعدل برنامجنا وفق متطلبات الحال عندنا ولا ادري لماذا انتم دائما تهتمون بالنقل وعموما قولوا لي متى طلبنا من أي حزب نقل برنامجنا علما كما قال بالحرف لا يوجد حزب عربي واحد دون انشقاقات ، وإنكم لم تستطيعوا أن تقيموا للأحزاب الشيوعية العربية قاعدة وحدة ولا برنامج واضح ومحدد) وأنهى خطابه بعد عدة ساعات من النقاش قائلا "اغلب الشيوعيون العرب يحضرون لبحث أمور البعثات أو الاستراحات والعلاج" .!!!!!!!!
وهكذا ظل اليسار أسطورة لم تتحقق ولا زالت غير قادرة على الوصول إلى ( لاهوت التحرير) والمعتمد ابتداء على خطاب واقعي بسيط ومستقل ، بمعنى بعيدا عن وسطية التميز بالابتعاد عن حماس وفتح في حين انه مطالب بمثال على الأرض وجمهور يعتنق مواقفه ليصبح مؤثرا، ويعيد هيبة القوى التقدمية صاحبة قوة المثال سواء بالانتفاضة الأولى أو بالواقع الراهن في مواجهة قطعان المستوطنين أو تهويد القدس أو أمور المعتقلين وبغض النظر عن أمر ( إمارة حماس إلا أن الجماهير صامدة بفعل رفضها للاحتلال واعتناقها لوطن مستقل وهو ما تستفيد منه حركة حماس دون إن يقراه اليسار صاحب هذا الدور أساسا سواء بالوعي أو القضية أو المستقبل.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر