بقلم: أحمد أبو علي
(
لا جدال في أنَّ الجبهة الشعبيَّة لتحرير فلسطين كانت قد انطلقت من رحم "حركة القوميِّين العرب" تعبيرًا موضوعيًّا لمأساة حرب عام 1967 وتبنَّيًا للفلسفة العلميَّة أداة ومنهجًا أيديولوجيًّا وحيدًا للمرحلة المقبلة. لكن التحوُّل في الأداة- التنظيم والفكر لم يُسقط الأفكار الأساسيَّة لحركة القوميِّين العرب من جعبة التنظيم الجديد: "وحدة، تحرُّر، ثأر" أي أنَّ الأفكار الأساسيَّة التي انطلقت فيها الحركة الأم كانت وما تزال أهمَّ أسس التنظيم الجديد الذي انطلق في 11 كانون أوَّل عام 1967.
يشهد القاصي قبل الداني للجبهة الشعبيَّة ولعمليَّاتها الفدائيَّة في خطف الطائرات وعبور الحدود وتدمير منشئآت العدو منذ بواكير الثورة الفلسطينيَّة، وكانت المدخل الأساس لتحويل نظر العالم إلى قضيَّة فلسطين من قضيَّة لاجئين إلى قضيَّة شعب وأرض وحقوق ثابتة، ومن خلالها، ظهرت م.ت.ف ورئيسها ياسر عرفات قوَّة سياسيَّة يجب التعامل معها في المنطقة. ومع صغر عمر "الجبهة" وقلَّة مواردها إذ ذاك، وباعتراف الجميع، حقَّق "قسم العمليَّات الخاصَّة" في الجبهة الشعبيَّة نجاحات باهرة على عناصر الموساد الصهيوني في أوروبا التي أطلقت فيما بعد يد الصهاينة من استباحة دم المناضلين الفلسطينيَّين فيها. وليس خافيًّا مراس الجبهة العسكري في الدفاع عن الثورة في لبنان والأردن، وعمليَّاتها النوعيَّة ضدَّ العملاء في هذين البلدين. ويعلم الجميع مَن هو جورج حبش ووديع حداد وغسَّان كنفاني عندما يذكرون في الوطنيَّة والذاكرة الفلسطينيَّة. إنهم مصدر اعتزاز وفخرٍ لكلِّ جبهاوي ومناضل وشريف من هذه الأمَّة العظيمة. وأخيرًا وليس آخرًا، يشهد الجميع للجبهة ومناضليها صلابة مواقفهم وتفانيهم في الدفاع عن الثوابت الوطنيَّة والقوميَّة مهما كان الثمن. ففي حين كان العدو يصدر أحكامًا ضدَّ المتهم الفلسطيني من أيِّ فصيل مقاتل تتراوح بين 6-9 شهور سجنًا، كان الجبهاوي يُعطى ما لايقل عن 2-5 سنوات للتهمة نفسها. وما هذا إلاَّ دليل على مدى خوف الصهاينة وحقدهم على الجبهة الشعبيَّة لتحرير فلسطين.
لا أقول ذلك من قبيل التنظير أو المباهاة، مع ما في هذا من حقٍّ، ولا أشير إليه مزاودة على الآخرين، بل من ألم في القلب وحرقة في الدمع لما آلت إليه "الجبهة" من شذوذ لا يزيد المؤمنين بها، وأنا منهم. إلاَّ تمسُّكًا بها، ويحقُّ بنا أن نسأل بصوت عالٍ:
1- أين الهمُّ القومي يا رفاق من انهماككم في سفاسف السياسة؟ والهمُّ الوطني- الإقليمي مع أهمِّيَّته، الذي أغرقتكم لججه، وأتت على إرث الوحدة القوميَّة العربيَّة؟ أين دراساتكم وتثقيفكم القومي لأعضائكم ومناصريكم؟
2-أين الإستراتيجيَّة السياسيَّة والنضاليَّة يا رفاق لعمل اختراق على الساحة الفلسطينيَّة لتكوين الجبهة الوطنيَّة الموحَّدة لتحرير فلسطين، كلِّ فلسطين؟
3-أين الإرث النضالي في الوقوف بوجه جماح اليمين المغامر في كلِّ المحطاَّت حتَّى لو كلَّفنا عداوات اليمين ومهاتراته؟
4-أين أنتم من ثابتة "معاداة الصهيوينيَّة-الإمبرياليَّة-الرجعيَّة العربيَّة" بكلِّ ما تحمله هذه الثابتة من معانٍ ومفردات وثقافات؟
5- أين إ عدادكم الأعضاء والأطقم والمنظَّمات والهيئات لقيادة الجماهير نحو التحرير والبناء؟
أين؟ أين؟ أين.يا رفاق؟
لم أعرف بيتًا إلاَّ بيت الجبهة الشعبيَّة يدفَّئني في يوم لا يوجد فيه سوى رياح اليمين المغامر وبرد كذب اليسار الانتهازي. لا يمكن أن يكون هنالك بيت أكبر من الجبهة يؤوي كلَّ مناضل يساري يطمح نحو الوحدة والتحرُّر والثأر لفلسطين والأمَّة جمعاء. فهل لكم يا رفاق إرجاعنا إلى بيتنا كما كان؟
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر