يبدو ان الفلسطينيين يعيشون اصعب مراحل حياتهم السياسية ، ويغلب على هذه
المرحلة غياب العقلانية فى التفكير والتخطيط ، وقراءة الصراع العربى
ألأسرائيلى من ناحية ، وقراءة أمورهم السياسية الداخلية من ناحية أخرى
بعيدا عن هذه العقلانية ، والقراءة التاريخية الصحيحة لتاريخهم الذى يبدو
أن بعض صوره تتكرر اليوم ولكن بمسميات جديده. ، ومن المظاهر السلبية لهذه
المرحلة تعدد الخيارات الغير العقلانية ، مما عمق من بذور ألأنقسام
السياسى الذى تلعب فيه المححدات الخارجية دورا مباشرا رغم معرفة
الفلسطينيين بذلك ، ومن هذه المظاهر التعامل مع المحددات السياسية الدولية
، وكأن العالم كله يقع فى كف يد فلسطينية واحده.
، فهم الذين
يحركون كل من حولهم ، ومن مظاهر اللاعقلانية المبالغة فيما يملكون من قوة
وخصوصا فى جانبها العسكرى المحدود ، والفهم غير الصحيح للمقاومة ، وايضا
للمفاوضات ، ومن ألأخطاء أيضا عدم تفهم حقيقة خارطة التحالفات الدولية
وخصوصا خريطة التحالفات التى تربط أسرائيل بالعالم وتحديدا الولايات
المتحدة ألأمريكية وعدم قدرتهم عل تكوين تحالفات أقليمية ودولية خاصة بهم
بعيدا عن سياسة المحاور ، ، وكل هذه التصورات السلبية هى التى تفسر لنا
وبكل موضوعية وحيادية ما آلت أليه القضية الفلسطينية بعد أكثر من ستين
عاما على نشؤ القضية الفلسطينية ، وما آلت اليه اسرائيل من دولة منفى الى
دولة قومية ومسيطرة ومهيمنة .
وقبل أن أسترسل فى الحديث عن خيار
النعامة ، أود أن أؤكد على أحد الدروس التاريخية التى لم يستوعبها
الفلسطينيون حتى ألأن ، ويصرون على أنقسامهم وصراعهم حول الحكم والسلطة
دون دولة ، وهذا الدرس انهم لم يجيبوا لماذا لم تقم الدولة الفلسطينية على
مدار كل المراحل التاريخية من أكثر من ثلاثة آلاف سنه قبل الميلاد .
وهل
هذا كان مقصودا وحتمية تاريخية حتى تقوم أسرائيل كدولة ؟ اليوم وعلى الرغم
من أن الخيارات العقلانية واضحه وقاطعه وكلها تؤكد على أولوية أنهاء
ألأنقسام ، وأعادة بناء المنظومة السياسية على أسس من الديموقراطية
الحقيقيةو التى من خلالها يمكن الوصول ألى صياغة المشروع الوطنى الفلسطينى
وليس الفصائلى ، نجد ان الخيار الذى يسود هو الخيار الذى يغيب العقل تماما
، وهذا الخيار الذى يبدو أن الفلسطينيون قد وجدوا فيه ضالتهم هو ما أسميه
بخيار النعامة ، وملخص هذا الخيار : أن الفلسطينيين يدفنون رأسهم فى
التراب مثل النعامة معتقدين أنهم يرون كل من حولهم ، وأن ألأخرين لا
يرونهم ، ويتصورون أنهم بهذا يملكون كل العالم من حولهم وانهم قادرين على
تحريك ألآخرين ، بما يريدون ، هذا الوضع هو ألأقرب الذى يفسر لنا الحالة
الفلسطينية ، وهذا التفسير قد يكون صحيحا ولو أن الفلسطينيين فعلا أدركوا
مركزية قضيتهم فى الوجدان ألأسلامى والعربى ، وأنها تشكل القضية ألأساس
حتى للقضايا الدولية ، نظرا لأهمية ومحورية المنطقة العربية فى السياسة
الدولية ، من ناحية ، ومن ناحية أخرى أرتباط القضية بشقها اليهودى
ألأسرائيلى بالتفاعلات والقوى الدولية المهيمنة على القرار الدولى ، ، لكن
الوضع جاء عكس ذلك تماما فبدلا من أن يكون الفلسطينيون فاعل ومبادر فى
المحيط الذى يحيط بقضيتهم و يؤثرون ويوجهون بوصلة ألأحداث ، ويعرفوا كيف
يتعاملوا مع السياسة الدولية من حولهم ، نجدهم يتركون قضيتهم تذهب بعيدا
عن أيديهم ، ويتركوا ألأخرين يسيرون بها فى أتجاه بعيد أو فى أتجاه غير
ألأتجاه الذى تفرضه القضية الفلسطينية ومحوريتها ، وهذا لأن الفلسطينيون
كما أشرنا قد أستسهلوا خيار النعامة التى تكتفى بإنتظار ألأحداث ، أو التى
تعتقد أنها تحمى نفسها من ألأخرين وهى تضع راسها فى التراب ، والتى قد
تستيقظ لتجد نفسها فى غير المكان الذى وضعت راسها فيه .
هذا
الخيار هو الذى يفسر لنا التراجع فى القضية الفلسطينية ، وتراجعها فى سلم
أولويات الدول العربية وألأسلامية، وحتى على مستوى سلم ألولويات للقوى
الدولية الذى بات مملوءا ومشغولا بالعديد من القضايا ، واكتفى هنا أن قضية
مالية تتعرض لها أى دولة عربية قد تأخذ أولوية أكبر من القضية الفلسطينية
ولا أريد ان أقول مباراة كرة قدم .. الفلسطينيون ووفقا لخيار هم يعتقدون
عكس ذلك أو قد يوهمون أنفسهم بذلك أن القضية الفلسطينية هى قضية كل العرب
وكل المسلمين ، وان العالم كله ملزم بالأعتراف بهم وبقضيتهم ، هذا التفكير
من شأنه أن يعفى صاحب القضية أو الطرف الذى يفترض أنه ألأكثر تأثيرا من
مسؤولية المبادرة والتعامل الصحيح ، بل والفهم السليم للمتغيرات التى
تتسارع من حول القضية ، دون ان تنتظر الفلسطينيين ، وهكذا يسير
الفلسطينيون ويدورون حول أنفسهم ، بينما الأطراف ألأخرى وخصوصا أسرائيل
تتحرك فى خط واضح والى ألأمام ، وطالما بقى الفلسطينيون يفضلون خيار
النعامة فلا ينتظر أن يتحركوا الى ألأمام ، وهذا ينطبق على حالة ألأنقسام
، الكل يحذر من خطورة ألأنقسام ، والشعب الفلسطينيى بكل شرائحه يرفض
ألأنقسام ، ويطالب بالمصالحة ، والكل يؤكد على أن أسرائيل هى من قد ساهمت
فى خلق ألأنقسام وأستمراره وأن لها مصلحة مباشرة فيه ، ومع ذلك الأنقسام
مستمر ، بل ويتعمق ويتجذر مع كل يوم لا تتم فيه المصالحة ، ولن تتحقق
المصالحة طالما ان الفلسطينيين يدفنون راسهم فى ألأرض ولا يرون ماذا يجرى
من حوله كالنعامة، وأن العالم لن ينتظرهم ، فأسرائيل مستمره فى ألأستيطان
، والولايات المتحده مشغولة فى قضاياها العديده الداخلية والخارجية ،
والدول العربية مشغولة أيضا فى قضاياها الداخلية ، وأن الفلسطينين وشأنهم
، ألا يملكون حكومة أو حتى حكومتان ، ولديهم سلطة ورئيس ومنظمة تحرير ،
وأنهم لم يعودوا فى مرحلة الوصاية التى قد فرضت عليهم طويلا ، ألا أذا أصر
الفلسطينيون على الرغبة فى أن يضعوا قضيتهم وشعبهم تحت وصاية ألأخرين ،
والمشكلة فى الوصاية هنا أنها ليست وصاية شرعية واحده ، بل تحت وصايات
متعدده ، وستبقى القضية الفلسطينية فى حالة من فقدان الوعى طالما أصر
الفلسطينيون وبالذات القوى الفلسطينية المتصارعة والمتنازعة على التمسك
بخيار النعامة .
أكاديمى وكاتب عربى
المرحلة غياب العقلانية فى التفكير والتخطيط ، وقراءة الصراع العربى
ألأسرائيلى من ناحية ، وقراءة أمورهم السياسية الداخلية من ناحية أخرى
بعيدا عن هذه العقلانية ، والقراءة التاريخية الصحيحة لتاريخهم الذى يبدو
أن بعض صوره تتكرر اليوم ولكن بمسميات جديده. ، ومن المظاهر السلبية لهذه
المرحلة تعدد الخيارات الغير العقلانية ، مما عمق من بذور ألأنقسام
السياسى الذى تلعب فيه المححدات الخارجية دورا مباشرا رغم معرفة
الفلسطينيين بذلك ، ومن هذه المظاهر التعامل مع المحددات السياسية الدولية
، وكأن العالم كله يقع فى كف يد فلسطينية واحده.
، فهم الذين
يحركون كل من حولهم ، ومن مظاهر اللاعقلانية المبالغة فيما يملكون من قوة
وخصوصا فى جانبها العسكرى المحدود ، والفهم غير الصحيح للمقاومة ، وايضا
للمفاوضات ، ومن ألأخطاء أيضا عدم تفهم حقيقة خارطة التحالفات الدولية
وخصوصا خريطة التحالفات التى تربط أسرائيل بالعالم وتحديدا الولايات
المتحدة ألأمريكية وعدم قدرتهم عل تكوين تحالفات أقليمية ودولية خاصة بهم
بعيدا عن سياسة المحاور ، ، وكل هذه التصورات السلبية هى التى تفسر لنا
وبكل موضوعية وحيادية ما آلت أليه القضية الفلسطينية بعد أكثر من ستين
عاما على نشؤ القضية الفلسطينية ، وما آلت اليه اسرائيل من دولة منفى الى
دولة قومية ومسيطرة ومهيمنة .
وقبل أن أسترسل فى الحديث عن خيار
النعامة ، أود أن أؤكد على أحد الدروس التاريخية التى لم يستوعبها
الفلسطينيون حتى ألأن ، ويصرون على أنقسامهم وصراعهم حول الحكم والسلطة
دون دولة ، وهذا الدرس انهم لم يجيبوا لماذا لم تقم الدولة الفلسطينية على
مدار كل المراحل التاريخية من أكثر من ثلاثة آلاف سنه قبل الميلاد .
وهل
هذا كان مقصودا وحتمية تاريخية حتى تقوم أسرائيل كدولة ؟ اليوم وعلى الرغم
من أن الخيارات العقلانية واضحه وقاطعه وكلها تؤكد على أولوية أنهاء
ألأنقسام ، وأعادة بناء المنظومة السياسية على أسس من الديموقراطية
الحقيقيةو التى من خلالها يمكن الوصول ألى صياغة المشروع الوطنى الفلسطينى
وليس الفصائلى ، نجد ان الخيار الذى يسود هو الخيار الذى يغيب العقل تماما
، وهذا الخيار الذى يبدو أن الفلسطينيون قد وجدوا فيه ضالتهم هو ما أسميه
بخيار النعامة ، وملخص هذا الخيار : أن الفلسطينيين يدفنون رأسهم فى
التراب مثل النعامة معتقدين أنهم يرون كل من حولهم ، وأن ألأخرين لا
يرونهم ، ويتصورون أنهم بهذا يملكون كل العالم من حولهم وانهم قادرين على
تحريك ألآخرين ، بما يريدون ، هذا الوضع هو ألأقرب الذى يفسر لنا الحالة
الفلسطينية ، وهذا التفسير قد يكون صحيحا ولو أن الفلسطينيين فعلا أدركوا
مركزية قضيتهم فى الوجدان ألأسلامى والعربى ، وأنها تشكل القضية ألأساس
حتى للقضايا الدولية ، نظرا لأهمية ومحورية المنطقة العربية فى السياسة
الدولية ، من ناحية ، ومن ناحية أخرى أرتباط القضية بشقها اليهودى
ألأسرائيلى بالتفاعلات والقوى الدولية المهيمنة على القرار الدولى ، ، لكن
الوضع جاء عكس ذلك تماما فبدلا من أن يكون الفلسطينيون فاعل ومبادر فى
المحيط الذى يحيط بقضيتهم و يؤثرون ويوجهون بوصلة ألأحداث ، ويعرفوا كيف
يتعاملوا مع السياسة الدولية من حولهم ، نجدهم يتركون قضيتهم تذهب بعيدا
عن أيديهم ، ويتركوا ألأخرين يسيرون بها فى أتجاه بعيد أو فى أتجاه غير
ألأتجاه الذى تفرضه القضية الفلسطينية ومحوريتها ، وهذا لأن الفلسطينيون
كما أشرنا قد أستسهلوا خيار النعامة التى تكتفى بإنتظار ألأحداث ، أو التى
تعتقد أنها تحمى نفسها من ألأخرين وهى تضع راسها فى التراب ، والتى قد
تستيقظ لتجد نفسها فى غير المكان الذى وضعت راسها فيه .
هذا
الخيار هو الذى يفسر لنا التراجع فى القضية الفلسطينية ، وتراجعها فى سلم
أولويات الدول العربية وألأسلامية، وحتى على مستوى سلم ألولويات للقوى
الدولية الذى بات مملوءا ومشغولا بالعديد من القضايا ، واكتفى هنا أن قضية
مالية تتعرض لها أى دولة عربية قد تأخذ أولوية أكبر من القضية الفلسطينية
ولا أريد ان أقول مباراة كرة قدم .. الفلسطينيون ووفقا لخيار هم يعتقدون
عكس ذلك أو قد يوهمون أنفسهم بذلك أن القضية الفلسطينية هى قضية كل العرب
وكل المسلمين ، وان العالم كله ملزم بالأعتراف بهم وبقضيتهم ، هذا التفكير
من شأنه أن يعفى صاحب القضية أو الطرف الذى يفترض أنه ألأكثر تأثيرا من
مسؤولية المبادرة والتعامل الصحيح ، بل والفهم السليم للمتغيرات التى
تتسارع من حول القضية ، دون ان تنتظر الفلسطينيين ، وهكذا يسير
الفلسطينيون ويدورون حول أنفسهم ، بينما الأطراف ألأخرى وخصوصا أسرائيل
تتحرك فى خط واضح والى ألأمام ، وطالما بقى الفلسطينيون يفضلون خيار
النعامة فلا ينتظر أن يتحركوا الى ألأمام ، وهذا ينطبق على حالة ألأنقسام
، الكل يحذر من خطورة ألأنقسام ، والشعب الفلسطينيى بكل شرائحه يرفض
ألأنقسام ، ويطالب بالمصالحة ، والكل يؤكد على أن أسرائيل هى من قد ساهمت
فى خلق ألأنقسام وأستمراره وأن لها مصلحة مباشرة فيه ، ومع ذلك الأنقسام
مستمر ، بل ويتعمق ويتجذر مع كل يوم لا تتم فيه المصالحة ، ولن تتحقق
المصالحة طالما ان الفلسطينيين يدفنون راسهم فى ألأرض ولا يرون ماذا يجرى
من حوله كالنعامة، وأن العالم لن ينتظرهم ، فأسرائيل مستمره فى ألأستيطان
، والولايات المتحده مشغولة فى قضاياها العديده الداخلية والخارجية ،
والدول العربية مشغولة أيضا فى قضاياها الداخلية ، وأن الفلسطينين وشأنهم
، ألا يملكون حكومة أو حتى حكومتان ، ولديهم سلطة ورئيس ومنظمة تحرير ،
وأنهم لم يعودوا فى مرحلة الوصاية التى قد فرضت عليهم طويلا ، ألا أذا أصر
الفلسطينيون على الرغبة فى أن يضعوا قضيتهم وشعبهم تحت وصاية ألأخرين ،
والمشكلة فى الوصاية هنا أنها ليست وصاية شرعية واحده ، بل تحت وصايات
متعدده ، وستبقى القضية الفلسطينية فى حالة من فقدان الوعى طالما أصر
الفلسطينيون وبالذات القوى الفلسطينية المتصارعة والمتنازعة على التمسك
بخيار النعامة .
أكاديمى وكاتب عربى
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر