الفنان التشكيلي الفلسطيني ( محمد زيد أسامة موسى) من مواليد الكويت عام 1976، تابع دراسته الأكاديمية للفنون في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد حاصلاً على الإجازة الجامعية "بكالوريوس" فنون جميلة عام 1998، عاد لأرض الوطن مقيماً في قطاع غزة والعمل في سلك التدريس بالجامعة الإسلامية بغزة، والاشتغال في ميادين التصميم الغرافيكي، عضو في جمعية الفنانين التشكيليين الفلسطينيين بالقطاع، مشارك في عدد من المعارض الجماعية داخل فلسطين وخارجها.
هو صاحب اتجاه فني تشكيلي وخصوصية في التعبير والتوصيل، والقدرة على جذب المتلقي إلى واحة ابتكاره، سواء أكانت مشغولة بوسائط تقنية حديثة متعددة،كتصاميم غرافيكية أو ملصقات لصيقة بالأحداث الفلسطينية الساخنة، أو تلك المرسومة باليد الخبيرة والطلقة والقادرة على توزيع مفردات المشهد البصري والرؤية الفنية التشكيلية بجميع حمولاتها المعنوية والرمزية المعبرة عن ذاكرة المكان الفلسطيني بجمالياته المتنوعة.
الملصق لديه مستوف لجميع معايير التصميم الجيد، وفيه تلخيص ومقدرة فائقة على توصيل مفاعيل الفكرة والموضوع الذي تجسده مفرداته وعناصره التشكيلية داخل متنه وسطوحه، فيه مزاوجة ملحوظة لجميع المكونات التشكيلية من خط ولون وعبارات كلامية دالة على خلفية الفكرة التي تنشدها، كملصق تحريضي تعبوي قتالي من نوع آخر، يجتمع الخط العربي بالتعبير الفني الكلاسيكي المدرسي في بعض الأحيان، والمتجلي في هيئات الشخوص وتواضعهم فوق سطح الملصقة.
عناصره مستعارة من واقع فلسطيني معايش وعناوين يومية لأحداث جسام، وتجسيد لذهنية المقاومة، وتفعيل مساراتها في تعبئة الشعب الفلسطيني على مقاومة الاحتلال الصهيوني بالوسائط المتعددة والمتاحة، لاسيما انتفاضات شعبنا العربي الفلسطيني المتواصلة يوم الأرض آذار 1976، أطفال الحجارة 1987، وعنوانها الأكثر بروزا والمتجلي بانتفاضة الأقصى عام 2000 لخصوصية القدس ومكانتها في الوجدان والعقيدة لجماهير شعبنا العربي الفلسطيني.
بينما نجد لوحاته التصويرية مشغولة بالهم الفلسطيني، ويدخل فيها من بوابة الاستعارة الرمزية الملحوظة لمعطيات التراث الشعبي الفلسطيني، يوظفها في خلفيات اللوحات بجودة تكوين وصياغة فنية، لا تقل أهمية ومجال رؤية عن العناصر الرئيسة الآدمية المؤتلفة من شخوص فلسطينيين بألبستهم التراثية المعروفة، كنوع من التماهي والاندماج الفلسطيني الكلي ما بين الأرض والإنسان، كمعطى وجودي واحد، متناسق الأنغام البصرية وسرديات القول المتاح.
تعبيرية راقصة في عوالم اللون والخطوط المتداعية فوق السطوح، والمتناغمة مع الأشكال الهندسية التحويرية، كمسحة جمالية قائمة على التبسيط الشكلي المقصود والمدروس، فيها ما فيها من حداثة تشكيلية ومعاصرة في آلية تناول الموضوعات، وتقنيات مفتوحة على حرية الحركة المتموجة مع امتداد اللون وخاصته الاشتقاقية، وكسر للقيود النمطية التقليدية المتبعة في أكاديميات الفنون، وإحالة ما لعوالم التعبيرية الرمزية ذات الأنفاس التجريدية، التي تجعل من الشكل والمضمون حزمة بصرية واحدة، تأخذ المتلقي إلى أماكن بعيدة من التأمل والاكتشاف.
فلسطين بجميع تفاصيلها اليومية وأحداثها وشخوصها وطبيعتها وشهدائها حاضرة في العديد من لوحاته، تستجر الرمز والإحالات الدلالية كعناصر ومفردات أساسية في بناء هندسة عمارته التشكيلية، والأم الرمز للوطن والمواطنة الصالحة والحنونة والمضحية على الدوام لها مكانتها المرموقة والمطاولة في كثير من لوحاته، فيها رمزية المشهد وقوته المعنوية، وعلاقتها كأم ولود حاضنة للشهداء الأحياء منهم والأموات، والمرصوفين على طريق التحرير والعودة وزوال العدوان الصهيوني، الشهداء عناوين أمل رسوم على الوجوه والعقول وأحداق العيون.
لوحته المتناسلة من يوميات انتفاضة الحجارة، تنتمي إلى اتجاهات الواقعية التعبيرية المبنية على أساس كتل بشرية مرصوفة في متن التكوينات والسطوح. تبرز معالم المواجهة وطبيعة الشخوص في حركية التأليف والوصف البصري، تأخذ من ملونات الدائرة اللونية الرئيسية منهلا تقنيا لتوليف الصور والمرئيات، وتبدو ملامح الوطن الفلسطيني بعلمه المرفرف والمتقدم الصفوف، وأسلحة رماة الحجارة البدائية والتجمعات البشرية المتوالية، تؤلف صورة مثلى للمقاومة الوطنية الشعبية، تبحر في سماء الأزرق، وجماليات العلم الفلسطيني، وصور الشهداء المعلقة على الجدران في القسم العلوي من اللوحة، يقابلها اللون البني كدلالة رمزية ومعادل بصري مناسب في أسفل اللوحة، لتُكرس مستويات الرؤية المنظورة في وسط اللوحة مع القيم النضالية الشعبية الفلسطيني، والتكاثف الجماهيري كمصفوفات شكلية متوالية لشخوص في أوضاع حركة وتعبيرات حسيّة ملموسة في الوجه والهامات المرتفعة المستظلة براية الوطن وحجارته المقاتلة.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر