الذين يتحدثون عن الوحدة العربية الكبرى منذ ما يقرب من قرن كثيرون ومتناقضون لكن معظمهم كان ولا يزال بعضهم لا يفقه شيئا عن العوامل الاساسية التي تؤدي لاقامة الوحدة العتيدة فالوحدة بين العرب المفترض ان يكونوا عربا في مفهوم البقية من المتحدثين ما هي الا كلمة عابرة متوارثة ترددها الحناجر بالمناسبات الجماهرية والقومية التي تطلب الهتافات والشعارات والاناشيد وبالهتاف للحكام بطول العمر حتى وان كانوا على مقربة من القبر وبعد الانتهاء من مراسم الاحتفالات وما يرافقها من اناشيد وهتافات سرعان ما تفرنقع الجموع كل في سبيله وتفرنقع معهم الامنيات والشعارات والخطابات غير ان جهابذة التنظير الوحدوي غالبا ما نراهم يختلفون فيما بينهم على امور ويتفقون على امور اخرى حول عوامل تكوين الوحدة لكن غالبيتهم تفضل الخطاب العاطفي والسياسي والتهييجي على معطيات علوم الجغرافيا والاقتصاد والاجتماع التي هي الاساس لقيام اية وحدة بين قطرين او اكثر ولهذه الاسباب فشلت الوحدات بين بعض الاقطار العربية ثنائية او ثلاثية فالوحدة بين الشعوب والامم ليست بتوحيد الاناشيد او الاعلام والازياء هذه امور مقدور عليها وسهل تحقيقها لهذا يلجأ اليها الساسة بعيد توقيعهم على ما يسمى ميثاق الوحدة بين شعوبهم لانهم لا يريدون للوحدة وان كانت قائمة على الحقائق الجغرافية والاقتصادية والثقافية ان تتجاوز الاناشيد والاعلام والازياء والمظاهر الخارجية لانهم لايؤمنو ن اصلا بها خشية على سلطاتهم ومصالحهم الشخصية والعائلية والقطرية التي قد تتأثر وربما تتآكل ان قامت الوحدات بين الشعوب على اسس سليمة وقويمة وديمقراطية.
وان كانت الامة في المفهوم العلمي تتكون من شأن روحي يرتكز على اساس مادي وهذا الشأن يمكن تفسيره بالمعطى العقلي والثقافي الذي منهما اللغة القومية والتقاليد والاشتراك بالمشاعر الانسانية والسماوية فان الاساس المادي هو الارض وما يحدث عليها من تفاعلات افقية ضمن دورة اقتصادية اجتماعية روحية يطلق عليها 'المدرحية' المركبة من المادة والروح تتحكم فيها الجغرافيا المناخية والقارية لتتكون من التفاعلات المتداورة المتداخلة الجماعة البشرية المرتبطة بوحدة المصير ووحدة الحياة ويكون للعامل الاقتصادي والتواصل العمراني البشري عبر مؤسسات وشبكة معلومات واتصالات الاثر الاكثر اهمية في الترابط والتوحد والانتماء واستمرار العطاء والبقاء.
من مآسينا العربية المتجذرة ان نفوسنا ما زالت تعيش تحت منخفضات مشوبة بالعواطف الحادة مفعمة بالتمنيات والاوهام ومخصبة بالخيال والاحلام افقدتنا الكثير من سلامة الرؤى ووضوح الهدف وابعدتنا عن ملامسة الحقائق الموضوعية وعن التعقل الحق والتبصر القويم في النظر السليم الى امورنا المصيرية الاساسية بروح تتسم بالوقائع الحية المتحلية بمناقبية العلم وحيادية الغاية التي هي القياس الامثل لكل حالة اجتماعية اقتصادية وثقافية بعيدا عن العشوائية الغثة والارتجالية الهوجاء لهذا تجيءمعظم قراراتنا الرسمية والشعبية ناقصة المبنى قليلة الحيلة ضعيفة المتن غير قادرة على المواجهة الصحيحة والتنفيذ الاصح لما يتخذ من قرارات وتوصيات ونحن العرب كرماء بمثل هذا النوع من الكلام الاجوف بسبب ارتجالية تلك القرارات وعدم صدقيتها وعاطفيتها التي غالبا ما تمليها خصوصية العلاقات السياسية ووحدانيتها في كثير من الاحيان وليس من الحكمة بهذه المقالة الى فتح الملفات وتوزيع الاتهامات التي لو صار جمعها ووضعت على ظهر فيل هندي اغبر لعجز عن حملها رافعا خرطومه الى السماء مستغيثا برب العلياء لينقذه مما اصابه من بلاء.
ان تعمد تغييب الحقائق العلمية وتجاهل النواميس الاجتماعية و الاقتصادية عن توصيف امراضنا وتشخيص احوالنا الحياتية المتنوعة على مصاطب العلوم والحقائق الارتقائية ادى الى خلق اوضاع متنوعة من التشويش الفكري والاضطراب النفسي وفي ايجاد حالات بائسة ومؤسفة من الابهام والتخبط في تحديد الاسس التي من شأنها ان تكون قاعدة الانطلاق الاكثر حيوية وواقعية والارحب سعة والامضى سلاحا من اجل الوصول العقلاني الطبيعي الى امكانية تحقيق ولو بعضا قليلا من تلك القرارات والتوصيات اللاهبة بالمشاعر والاشتياقات التي نتحدث عنها صباح مساء بالرجاء والامال التي تعتلج في قلوبنا وتستوطن نفوسنا وتعشعش بقلوبنا فليس غريبا ان تظل امورنا العربية المصيرية رهينة لمشاعرنا التي يغلب عليها الانفعال في المطالب الكبرى بزمن العلم والاقتصاد والمعارف وبيان الاشياء العظمى ضمن مربعات العقل الحي النابه الذي هو الشرع الاول والاساس للانسان وبه يثاب او يعاقب يوم الحساب.
ان نقد الذات حالة ارتقائية مشروعة في سياق الحياة الفاعلة والمكاشفة تمنع المراقبة عملا بقول الصادق الامين لو تكاشفتم لما تراقبتم فمن الصعب ان يستمر الوجود الانساني حيا وفاعلا ومتحضرا دون ان تؤخذ هذه الحقائق الاجتماعية التي تؤكد وتؤصل هذا الوجود بالارتقاء والتقدم والازدهار.
ان التمنيات المغرقة بالاحلام لا تقوم مقام الاعمال وبالتأكيد ان الامنيات وان كانت سامية المعنى جميلة الكلمة كبيرة الهدف لا يمكن ان تحقق الافعال العظيمة فليس بامانينا وامانيكم اهل الكتاب تنجز المعطيات بعيدا عن الوقائع والمشاهدات .
ان تطلعاتنا المجيدة واشواقنا الجميلة لا تزال تتآكل بدوائرنفوسنا على ذاتها وملذاتها وسلبياتها دون تمكنها من امتلاك الفاعلية المنتجة والارادة المتحركة التي تحصنها وتؤهلها للخروج من هذه الشرانق وتلك القواقع المحبطة للعزائم المهيضة للقوى وبالرغم من ادراكنا المسبق بان ما تختزنه نفوسنا من تطلعات كريمة ومن اشواق مهمة قد تحولت الى ارهاصات متلاحقة توجعنا باحلامها وكوابيسها المزعجة المؤرقة فلا يزال نفر غير قليل منا يعيش تلك الاحلام الحادة ويجتر فيض الذكريات المعطرة بالاوهام.
من مصائبنا العظيمة التي هي اكثر ايجاعا وحدة من مآسينا العميقة باننا اكثر شعوب العالم تحدثا عن القيم العليا والمبادىء السامية وعن التوحد والتحضر والتآزر وعن قائمة طويلة من المعطيات الكبيرة الجميلة التي لا يضاهينا فيها احد من سكان المعمورة لكن المعيب والمخجل معا ان معظمنا يتوارى بعيدا لو طلب منه السير خطوة واحدة او بضع خطوات قصارعلى الطريق القويم الذي قد يوصل الى القليل من اقوالنا واشواقنا واحلامنا ولهذا تذهب امانينا ادراج الرياح وسرعان ما نلحس تواقيعنا وقراراتنا واناشيدنا واغانينا وما اقسمنا عليه وما تعهدنا به وما هتفنا له وما تقاتلنا من اجله وعندما يسألنا ساءل عن سر هذا الهروب الكبير نمصمص شفاهنا ونتنحنح ونبلع ريقنا ونتحولق دون ان تطرف جفوننا او تدمع اعيننا او تحمر وجوهنا حياء وخجلا من سوء افعالنا وفساد افعالنا هذه حالة مرضية معيبة ومهينة لمن يشعر بالعيب والاهانة ولكن الكثير من الناس يعتبرون ذلك من الماضي والتخلف بفعل مما هم عليه من انفتاح وصهينة وامركة وانبطاح وهنا لابد لنا من العودة الى عنواننا الكبير ان أي عمل وحدوي بين قطرين عربيين او اكثر عملا مطلوبا ومحمودا لكن عليه ان يقوم على الحقائق العلمية والاجتماعية لكي يستمر ويثمر والا ستذهب صيحاتنا الوحدوية صيحات ألم سيتردد صداها بالقفار دون ان يدري بها احد فلنتق الله وشعوبنا ايها المتشدقون بالوحدات القائمة على العواطف والماضويات فيكفينا تشرذما وهزالا وعيبا والله المستعان.
فيصل حامد الكويت
وان كانت الامة في المفهوم العلمي تتكون من شأن روحي يرتكز على اساس مادي وهذا الشأن يمكن تفسيره بالمعطى العقلي والثقافي الذي منهما اللغة القومية والتقاليد والاشتراك بالمشاعر الانسانية والسماوية فان الاساس المادي هو الارض وما يحدث عليها من تفاعلات افقية ضمن دورة اقتصادية اجتماعية روحية يطلق عليها 'المدرحية' المركبة من المادة والروح تتحكم فيها الجغرافيا المناخية والقارية لتتكون من التفاعلات المتداورة المتداخلة الجماعة البشرية المرتبطة بوحدة المصير ووحدة الحياة ويكون للعامل الاقتصادي والتواصل العمراني البشري عبر مؤسسات وشبكة معلومات واتصالات الاثر الاكثر اهمية في الترابط والتوحد والانتماء واستمرار العطاء والبقاء.
من مآسينا العربية المتجذرة ان نفوسنا ما زالت تعيش تحت منخفضات مشوبة بالعواطف الحادة مفعمة بالتمنيات والاوهام ومخصبة بالخيال والاحلام افقدتنا الكثير من سلامة الرؤى ووضوح الهدف وابعدتنا عن ملامسة الحقائق الموضوعية وعن التعقل الحق والتبصر القويم في النظر السليم الى امورنا المصيرية الاساسية بروح تتسم بالوقائع الحية المتحلية بمناقبية العلم وحيادية الغاية التي هي القياس الامثل لكل حالة اجتماعية اقتصادية وثقافية بعيدا عن العشوائية الغثة والارتجالية الهوجاء لهذا تجيءمعظم قراراتنا الرسمية والشعبية ناقصة المبنى قليلة الحيلة ضعيفة المتن غير قادرة على المواجهة الصحيحة والتنفيذ الاصح لما يتخذ من قرارات وتوصيات ونحن العرب كرماء بمثل هذا النوع من الكلام الاجوف بسبب ارتجالية تلك القرارات وعدم صدقيتها وعاطفيتها التي غالبا ما تمليها خصوصية العلاقات السياسية ووحدانيتها في كثير من الاحيان وليس من الحكمة بهذه المقالة الى فتح الملفات وتوزيع الاتهامات التي لو صار جمعها ووضعت على ظهر فيل هندي اغبر لعجز عن حملها رافعا خرطومه الى السماء مستغيثا برب العلياء لينقذه مما اصابه من بلاء.
ان تعمد تغييب الحقائق العلمية وتجاهل النواميس الاجتماعية و الاقتصادية عن توصيف امراضنا وتشخيص احوالنا الحياتية المتنوعة على مصاطب العلوم والحقائق الارتقائية ادى الى خلق اوضاع متنوعة من التشويش الفكري والاضطراب النفسي وفي ايجاد حالات بائسة ومؤسفة من الابهام والتخبط في تحديد الاسس التي من شأنها ان تكون قاعدة الانطلاق الاكثر حيوية وواقعية والارحب سعة والامضى سلاحا من اجل الوصول العقلاني الطبيعي الى امكانية تحقيق ولو بعضا قليلا من تلك القرارات والتوصيات اللاهبة بالمشاعر والاشتياقات التي نتحدث عنها صباح مساء بالرجاء والامال التي تعتلج في قلوبنا وتستوطن نفوسنا وتعشعش بقلوبنا فليس غريبا ان تظل امورنا العربية المصيرية رهينة لمشاعرنا التي يغلب عليها الانفعال في المطالب الكبرى بزمن العلم والاقتصاد والمعارف وبيان الاشياء العظمى ضمن مربعات العقل الحي النابه الذي هو الشرع الاول والاساس للانسان وبه يثاب او يعاقب يوم الحساب.
ان نقد الذات حالة ارتقائية مشروعة في سياق الحياة الفاعلة والمكاشفة تمنع المراقبة عملا بقول الصادق الامين لو تكاشفتم لما تراقبتم فمن الصعب ان يستمر الوجود الانساني حيا وفاعلا ومتحضرا دون ان تؤخذ هذه الحقائق الاجتماعية التي تؤكد وتؤصل هذا الوجود بالارتقاء والتقدم والازدهار.
ان التمنيات المغرقة بالاحلام لا تقوم مقام الاعمال وبالتأكيد ان الامنيات وان كانت سامية المعنى جميلة الكلمة كبيرة الهدف لا يمكن ان تحقق الافعال العظيمة فليس بامانينا وامانيكم اهل الكتاب تنجز المعطيات بعيدا عن الوقائع والمشاهدات .
ان تطلعاتنا المجيدة واشواقنا الجميلة لا تزال تتآكل بدوائرنفوسنا على ذاتها وملذاتها وسلبياتها دون تمكنها من امتلاك الفاعلية المنتجة والارادة المتحركة التي تحصنها وتؤهلها للخروج من هذه الشرانق وتلك القواقع المحبطة للعزائم المهيضة للقوى وبالرغم من ادراكنا المسبق بان ما تختزنه نفوسنا من تطلعات كريمة ومن اشواق مهمة قد تحولت الى ارهاصات متلاحقة توجعنا باحلامها وكوابيسها المزعجة المؤرقة فلا يزال نفر غير قليل منا يعيش تلك الاحلام الحادة ويجتر فيض الذكريات المعطرة بالاوهام.
من مصائبنا العظيمة التي هي اكثر ايجاعا وحدة من مآسينا العميقة باننا اكثر شعوب العالم تحدثا عن القيم العليا والمبادىء السامية وعن التوحد والتحضر والتآزر وعن قائمة طويلة من المعطيات الكبيرة الجميلة التي لا يضاهينا فيها احد من سكان المعمورة لكن المعيب والمخجل معا ان معظمنا يتوارى بعيدا لو طلب منه السير خطوة واحدة او بضع خطوات قصارعلى الطريق القويم الذي قد يوصل الى القليل من اقوالنا واشواقنا واحلامنا ولهذا تذهب امانينا ادراج الرياح وسرعان ما نلحس تواقيعنا وقراراتنا واناشيدنا واغانينا وما اقسمنا عليه وما تعهدنا به وما هتفنا له وما تقاتلنا من اجله وعندما يسألنا ساءل عن سر هذا الهروب الكبير نمصمص شفاهنا ونتنحنح ونبلع ريقنا ونتحولق دون ان تطرف جفوننا او تدمع اعيننا او تحمر وجوهنا حياء وخجلا من سوء افعالنا وفساد افعالنا هذه حالة مرضية معيبة ومهينة لمن يشعر بالعيب والاهانة ولكن الكثير من الناس يعتبرون ذلك من الماضي والتخلف بفعل مما هم عليه من انفتاح وصهينة وامركة وانبطاح وهنا لابد لنا من العودة الى عنواننا الكبير ان أي عمل وحدوي بين قطرين عربيين او اكثر عملا مطلوبا ومحمودا لكن عليه ان يقوم على الحقائق العلمية والاجتماعية لكي يستمر ويثمر والا ستذهب صيحاتنا الوحدوية صيحات ألم سيتردد صداها بالقفار دون ان يدري بها احد فلنتق الله وشعوبنا ايها المتشدقون بالوحدات القائمة على العواطف والماضويات فيكفينا تشرذما وهزالا وعيبا والله المستعان.
فيصل حامد الكويت
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر