ادت حماس إلى أخطائها الأساسية، والمتمحورة حول رغبتها الجارفة بابتلاع النظام السياسي الفلسطيني برمّته، وإرث برنامجه السياسي. وفي الطريق إلى الخطأ الأخير، الذي عبّر عنه خالد مشعل من خلال حديثه عن بديل لمنظمة التحرير، الشبح الخفيّ، في احتفال الدوحة "بالنصر"، أعلن مرّات عن قبوله بدولة في حدود عام67؛ الأمر الذي أفقد حماس تحالفاتها التي بُنيت على رفض مسار التسوية القائمة على حل الدولتين، وهو خسران لم تعوضه بتحالفات مع شركائها في البرنامج الجديد، لكونها ترفض هذه الشراكة ولكونهم يرفضونها على كل حال، تحديداً بعد تشابكها في المحور السوري الإيراني، وها هي الآن تدفع النظام السياسي المتهالك، والفاقد للمصداقية، للاجتماع بلكزه بعصيّ التهديد بإنهائه بضربة واحدة، فهل حماس هي ذاك القزم في حكايا الأطفال، وهل تعتقد أنهم الذبابات السبع التي باستطاعتها القضاء عليها بضربة واحدة؟
على كل الأحوال اجتمع النظام بناءً على الخطر المحدق، وعبّر عن نفسه بلقاءات بينيّة، وبهجوم مكثف على حماس، كما بمبادرة "وحدة وطنية" هنا أو هناك، وبالطبع وحدة مبنية على أساس "توحيد رزمة التنازلات" ومحاولة تثبيت وطنية جديدة تتحدث عن "شطري الوطن" بما هما الضفة والقطاع، وترتكز إلى وثيقة أسرى ووفاق "وطني".
ولكن يبدو أن هذا الخطأ تقاطع مع آمال تم إحياؤها باستلام إدارة جديدة للبيت الأبيض، "قد" تهتم بإيجاد تسوية قائمة على حل الدولتين، ولن نختلف على حدود الدولة الفلسطينية وحجم التواصل والمياه والاقتصاد وغيرها طالما هي "قابلة للحياة!"، و"قد" تحتاج هذه الآمال لـ وحدة "وطنية".
ومن عجائب هذه الوحدات "الوطنية" أنها أطلّت برأسها في ظل العدوان الصهيوني ولكنها تبلورت بعده، فهل هو تأخر في التوقيت؟ أم اختلاف في المهامّ؟ فالوحدة أثناء المعركة تعني وحدة في مواجهة العدو، أما الوحدة بعد المعركة بناء على العناصر سابقة الذكر فتبدو كأنها تثبيت لنتائج العدوان. لن نخوّن أحدًا بالتأكيد بل وسنبقى نرفض التخوين، ولكنه استفسار يطرح نفسه بقوة تحديداً أن هذه "الوحدات" ترتكز على برنامج "الوقائع والممكنات"، والتي بدورها أنتجت تراكميًّا من رحم الهزائم المتتابعة.
وكأننا محكومين بـ"تطرف لفظي" يودي بنا للمعارك الخاسرة، وبـ"واقعية" تعيدنا بعد كل هزيمة لضرورة الإقرار بأننا سنبقى مهزومين مادمنا لا نقرّ ببرنامجها، وإن قلنا لها "إنك قدْتِنا أربعين عامًا دون جدوى" وُصمنا بالتطرف، وإذا جمعنا إلى هذه التهمة تهمة الخيانة التي يرجمنا بها من لا يعجبه حديثنا عن دولة ديمقراطية علمانية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، وبمركزية الحق الفلسطيني، وعلى أنقاض الصهيونية، فسنبدو "خونة متطرفين"، بدليل جديد أن الوسط في بلادنا مرجوم، وأن القائم هو عماء الراديكالية اللفظية وهوج "واقعية" التنازل، وهو موضوع آخر نعود إليه في قول خاص به.
أما أصل المقال فهو أن ماكينة "الواقعية" تتحرك بكل قوة لاستثمار"فوبيا حماس" من أجل تثبيت برنامجها القديم\الجديد، باستغلال حالة الضعف التي خرجت بها حماس من اجتياح غزة، ومأزق الإعمار وشروطه، والتناقضات الداخلية التي ستزداد مع الأيام ارتباطًا بالتنازلات التي ستقدمها، إن كان سعيًا في المشاركة بأية مفاوضات مقبلة، أو حتى إن قبلت حكومة تقاسم امتيازات مع فتح. في هذا السياق يبدو محمود عباس محقّاً إذ لا يهتم إن كانت حكومة وحدة "وطنية" أم توافق "وطني"، أو لتحصل على الحد أدنى من إمكانيات التعمير. خطأ حماس الأساس أنها بنية عصيّة على التحالف، وهذا ما يجعلها لقمة سائغة، أقلّه هذا ما يعمل قادة ومثقفو "الواقعية" على إثباته لنا، و"الأنكى" أنهم يطالبوننا بدعوى "الفوبيا الحمساوية" بالمشاركة في الضغط لتحقيقه، فهل نفعل؟ أم نرتقي إلى تحدّي نقد كلا الطرفين، والدعوة إلى حوار وطني حول الخيارات السياسية، والاحتكام للشعب كل الشعب.
بقلم يوسف فخر الدين
على كل الأحوال اجتمع النظام بناءً على الخطر المحدق، وعبّر عن نفسه بلقاءات بينيّة، وبهجوم مكثف على حماس، كما بمبادرة "وحدة وطنية" هنا أو هناك، وبالطبع وحدة مبنية على أساس "توحيد رزمة التنازلات" ومحاولة تثبيت وطنية جديدة تتحدث عن "شطري الوطن" بما هما الضفة والقطاع، وترتكز إلى وثيقة أسرى ووفاق "وطني".
ولكن يبدو أن هذا الخطأ تقاطع مع آمال تم إحياؤها باستلام إدارة جديدة للبيت الأبيض، "قد" تهتم بإيجاد تسوية قائمة على حل الدولتين، ولن نختلف على حدود الدولة الفلسطينية وحجم التواصل والمياه والاقتصاد وغيرها طالما هي "قابلة للحياة!"، و"قد" تحتاج هذه الآمال لـ وحدة "وطنية".
ومن عجائب هذه الوحدات "الوطنية" أنها أطلّت برأسها في ظل العدوان الصهيوني ولكنها تبلورت بعده، فهل هو تأخر في التوقيت؟ أم اختلاف في المهامّ؟ فالوحدة أثناء المعركة تعني وحدة في مواجهة العدو، أما الوحدة بعد المعركة بناء على العناصر سابقة الذكر فتبدو كأنها تثبيت لنتائج العدوان. لن نخوّن أحدًا بالتأكيد بل وسنبقى نرفض التخوين، ولكنه استفسار يطرح نفسه بقوة تحديداً أن هذه "الوحدات" ترتكز على برنامج "الوقائع والممكنات"، والتي بدورها أنتجت تراكميًّا من رحم الهزائم المتتابعة.
وكأننا محكومين بـ"تطرف لفظي" يودي بنا للمعارك الخاسرة، وبـ"واقعية" تعيدنا بعد كل هزيمة لضرورة الإقرار بأننا سنبقى مهزومين مادمنا لا نقرّ ببرنامجها، وإن قلنا لها "إنك قدْتِنا أربعين عامًا دون جدوى" وُصمنا بالتطرف، وإذا جمعنا إلى هذه التهمة تهمة الخيانة التي يرجمنا بها من لا يعجبه حديثنا عن دولة ديمقراطية علمانية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، وبمركزية الحق الفلسطيني، وعلى أنقاض الصهيونية، فسنبدو "خونة متطرفين"، بدليل جديد أن الوسط في بلادنا مرجوم، وأن القائم هو عماء الراديكالية اللفظية وهوج "واقعية" التنازل، وهو موضوع آخر نعود إليه في قول خاص به.
أما أصل المقال فهو أن ماكينة "الواقعية" تتحرك بكل قوة لاستثمار"فوبيا حماس" من أجل تثبيت برنامجها القديم\الجديد، باستغلال حالة الضعف التي خرجت بها حماس من اجتياح غزة، ومأزق الإعمار وشروطه، والتناقضات الداخلية التي ستزداد مع الأيام ارتباطًا بالتنازلات التي ستقدمها، إن كان سعيًا في المشاركة بأية مفاوضات مقبلة، أو حتى إن قبلت حكومة تقاسم امتيازات مع فتح. في هذا السياق يبدو محمود عباس محقّاً إذ لا يهتم إن كانت حكومة وحدة "وطنية" أم توافق "وطني"، أو لتحصل على الحد أدنى من إمكانيات التعمير. خطأ حماس الأساس أنها بنية عصيّة على التحالف، وهذا ما يجعلها لقمة سائغة، أقلّه هذا ما يعمل قادة ومثقفو "الواقعية" على إثباته لنا، و"الأنكى" أنهم يطالبوننا بدعوى "الفوبيا الحمساوية" بالمشاركة في الضغط لتحقيقه، فهل نفعل؟ أم نرتقي إلى تحدّي نقد كلا الطرفين، والدعوة إلى حوار وطني حول الخيارات السياسية، والاحتكام للشعب كل الشعب.
بقلم يوسف فخر الدين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر