هيثم محمد أبو الغزلان
التطبيع، به مطلوب من الفلسطينيين والعرب والمسلمين إجراء تغييرات وتبديلات لإرضاء اليهود.. وفي مؤتمر التسامح الذي عقد في المغرب العربي قال ديفيد ليفي وزير خارجية العدو حينها إنَّ "من اجل أن يقوم التسامح بيننا وبين العرب والمسلمين فلا بد من استئصال جذور الإرهاب، وإن من جذور الإرهاب سورة البقرة في القرآن"!! وعلى هذا المنوال يجب إلغاء موقف الإسلام من اليهود وإزالتها وبالتالي لا يجوز لأجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية إضافة إلى الكتب المدرسية ـ في ظل هذه البيئة تداول الآيات القرآنية التي تحمل ذماً لليهود؟! وفي أنابوليس تحدث أولمرت عن التطبيع الكامل والشامل مع جميع الدول العربية وذلك عندما خاطب المجتمعين وخاصة العرب منهم قائلا: "لا توجد دولة عربية وإسلامية لا نرغب بإقامة علاقات معها، حان الوقت ليتخذ العرب قرارا بوقف مقاطعتهم لإسرائيل"... والمقصود بهذا هو أن تصبح دولة الكيان الصهيوني دولة معترفاً بها من دول الوطن العربي أو دول العالم الإسلامي وإقامة علاقات طبيعية بين دولة الكيان الصهيوني والدول العربية والإسلامية، علاقات دبلوماسية وتبادل للسفراء وإقامة علاقات ثقافية واقتصادية وعلمية وبالتالي تصبح دولة الكيان جزء من العالم العربي والإسلامي بعدما بقيت إسرائيل جسماً غريباً داخل المنظومة العربية والإسلامية منبوذة وغير مقبولة؟ (1)
في بداية انطلاق مشروع اختراق المجتمع العربي تحت مسمى التطبيع الخادع وكانت البداية في مصر، تعثرت قاطرة التطبيع أمام حائط مقاومة شعبية طبيعية تعبر عن أحد أهم أوجه الصراع مع العدو الصهيوني وسجله الإرهابي ضد شعبنا العربي، ومشروعه المناقض للمصالح العربية، وكانت أبرز علامة على فشل مخطط التطبيع ما فعله الشهيد سعد حلاوة يوم رفع علم "إسرائيل" على أول سفارة للكيان الصهيوني بالقاهرة، وما جسده المثقفون والشارع المصري من مقاطعات شاملة لأجنحة "إسرائيل" في معارض القاهرة للكتاب وغيرها.
في بداية مقاومة التطبيع مع "إسرائيل" كانت مصر الرسمية أيام السادات تعتبره عملاً عدائياً يهدد العلاقات مع دولة صديقة، وهي التهمة التي وجهت إلى كامل زهيري نقيب الصحفيين الذي قاد مع نفر من الكتاب والصحفيين مقاطعة الجناح الإسرائيلي في أول معرض للكتاب، واحترقت التهمة أو اختفت بعد أن تبين أن المقاطعة أو مقاومة التطبيع ليست خياراً حزبياً أو عملاً من أعمال القلة بل هي تعبير عن الرأي العام السائد.
على أن مروجي التطبيع - وهم الحمد لله قلة - تكاد تكون منبوذة في الوسط الإعلامي والسياسي والثقافي، لا يتوقفون واحداً تلو الآخر عن تكرار تلك الحجج البليدة لتبرير عملهم، وهي أنهم يبحثون عن معرفة أوسع بـ"إسرائيل" والتعرف على مشاكل الفلسطينيين على أرض الواقع، وتشجيع كتلة "السلام" الإسرائيلية وإطلاق حوار معها لدعم الشعب الفلسطيني.
تعريف التطبيع:
التطبيع لغوياً هو العودة بالأشياء إلى سابق عهدها وطبيعتها.. وفي الصراع العربي الصهيوني يقصد به الاستسلام غير المشروط للأمر الواقع والاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب للأرض كدولة ذات سيادة وتحويل علاقات الصراع بينها وبين البلدان العربية والإسلامية إلى علاقات طبيعية وآليات الصراع إلى آليات تطبيع.. وبالتالي التخلي عن مشروع الأمة والانصياع لخدمة المشروع الصهيوني. يقول الصهيوني ـ شيمون شامير ـ في محاضرة ألقيت في جامعة "تل أبيب" "إن مصطلح التطبيع هو مفهوم غير عادي، ففي معاهدات السلام التي تنظم العلاقات بين الدول، لا يتكلم عادة عن التطبيع، والمفهوم الشامل عن التطبيع إنما هو من مبتكرات الصراع العربي الإسرائيلي. وقد نشأ من عدم التناسق في النزاع، ومن أن مضمون اتفاق السلام مع بلد عربي يأتي ـ كما نتوقع نحن الإسرائيليين ـ بمنافع محدودة للغاية في مقابل شيء من العرب ـ اعتراف، قبول استعداد للحياة في سلام معنا ـ والصعوبات في عدم التناسق هذا تمت ترجمتها في مفهوم التطبيع". أما كلمة التطبيع فقد شرعت مع اتفاقيات ـ كامب ديفيد ـ المشؤومة. التي وقعت في 17 أيلول/سبتمبر عام 1978 حيث وردت عبارة علاقات عادية أو طبيعية.. والمقصود إنهاء حال المقاطعة.. التي انتهت بقرار رسمي في شباط عام 1980. وهكذا حل مفهوم مقاومة التطبيع في مصر بدل مفهوم المقاطعة. لأن المقاطعة فقدت الأساس القانوني الذي كانت تستند إليه.. وبالتالي باتت مقاومة التطبيع محصورة في التحرك الشعبي في مواجهة حركة التطبيع الرسمي الذي فرضته معاهدات الحكام التي تتالت، والتي لم تكن إلا خيطاً في نسيج متكامل يهدف إلى إخضاع المنطقة كلياً واستثمارها سياسياً واقتصادياً...
وبعد التوقيع على اتفاقيات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، وقبل أن تفي إسرائيل بما جاء في هذه الاتفاقيات، وقعت الأردن اتفاقية "سلام" مع إسرائيل في تشرين أول/أكتوبر 1994، كما أجرت بعض الدول العربية اتصالات علنية مع إسرائيل، وأقامت علاقات اقتصادية ودبلوماسية معها وتكررت مقولة: "لن نكون ملكيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم" لتبرير علاقات هذه الدول مع إسرائيل وسارعت بعض الدول العربية (البحرين على سبيل المثال) والإسلامية (باكستان وإندونيسيا) إلى إجراء اتصالات مع إسرائيل تمهيداً لإقامة علاقات معها.
التطبيع في الميزان:
التطبيع هو إحداث تغيير على الجانب العربي والإسلامي والبدء بقبول الواقع والتغيير الذي حصل في المنطقة والتسليم بوجود "إسرائيل" كدولة يهودية في المنطقة مما سيؤدي إلى تغيير في المعتقدات الدينية والسياسية والعسكرية، وإعادة صياغة شبكة علاقاته الدول في المنطقة فيما بينها وبالتالي تحقيق مطالب أمنية وإقليمية يتم التوافق عليها إقليميا بالتوافق بين الدول بما فيها إسرائيل، فالتطبيع سيفعل فعله في المنطقة أكثر من فعل العمل العسكري فالعمل العسكري مهما كانت طاقاته وقدراته يبقى عاجزاً عن تحقيق جزء هام من الأهداف الحيوية للحركة الصهيونية فهو مثلاً عاجز عن تحقيق إدماج "إسرائيل" في المنطقة من الناحية السكانية ولم يخلق القبول اليهودي ما بين المسلمين في المنطقة، والعمل العسكري عاجز عن تلبية احتياجاتها من المياه التي توجد بكثرة في الدول العربية، والعمل العسكري عاجز عن تلبية احتياجاتها من مصادر الطاقة التي توجد بشكل كبير في دول الخليج العربي ودول المغرب العربي وهذا ما تتكفل به الإستراتيجية الإسرائيلية للتطبيع.
في بداية انطلاق مشروع اختراق المجتمع العربي تحت مسمى التطبيع الخادع وكانت البداية في مصر، تعثرت قاطرة التطبيع أمام حائط مقاومة شعبية طبيعية تعبر عن أحد أهم أوجه الصراع مع العدو الصهيوني وسجله الإرهابي ضد شعبنا العربي، ومشروعه المناقض للمصالح العربية، وكانت أبرز علامة على فشل مخطط التطبيع ما فعله الشهيد سعد حلاوة يوم رفع علم "إسرائيل" على أول سفارة للكيان الصهيوني بالقاهرة، وما جسده المثقفون والشارع المصري من مقاطعات شاملة لأجنحة "إسرائيل" في معارض القاهرة للكتاب وغيرها.
في بداية مقاومة التطبيع مع "إسرائيل" كانت مصر الرسمية أيام السادات تعتبره عملاً عدائياً يهدد العلاقات مع دولة صديقة، وهي التهمة التي وجهت إلى كامل زهيري نقيب الصحفيين الذي قاد مع نفر من الكتاب والصحفيين مقاطعة الجناح الإسرائيلي في أول معرض للكتاب، واحترقت التهمة أو اختفت بعد أن تبين أن المقاطعة أو مقاومة التطبيع ليست خياراً حزبياً أو عملاً من أعمال القلة بل هي تعبير عن الرأي العام السائد.
على أن مروجي التطبيع - وهم الحمد لله قلة - تكاد تكون منبوذة في الوسط الإعلامي والسياسي والثقافي، لا يتوقفون واحداً تلو الآخر عن تكرار تلك الحجج البليدة لتبرير عملهم، وهي أنهم يبحثون عن معرفة أوسع بـ"إسرائيل" والتعرف على مشاكل الفلسطينيين على أرض الواقع، وتشجيع كتلة "السلام" الإسرائيلية وإطلاق حوار معها لدعم الشعب الفلسطيني.
تعريف التطبيع:
التطبيع لغوياً هو العودة بالأشياء إلى سابق عهدها وطبيعتها.. وفي الصراع العربي الصهيوني يقصد به الاستسلام غير المشروط للأمر الواقع والاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب للأرض كدولة ذات سيادة وتحويل علاقات الصراع بينها وبين البلدان العربية والإسلامية إلى علاقات طبيعية وآليات الصراع إلى آليات تطبيع.. وبالتالي التخلي عن مشروع الأمة والانصياع لخدمة المشروع الصهيوني. يقول الصهيوني ـ شيمون شامير ـ في محاضرة ألقيت في جامعة "تل أبيب" "إن مصطلح التطبيع هو مفهوم غير عادي، ففي معاهدات السلام التي تنظم العلاقات بين الدول، لا يتكلم عادة عن التطبيع، والمفهوم الشامل عن التطبيع إنما هو من مبتكرات الصراع العربي الإسرائيلي. وقد نشأ من عدم التناسق في النزاع، ومن أن مضمون اتفاق السلام مع بلد عربي يأتي ـ كما نتوقع نحن الإسرائيليين ـ بمنافع محدودة للغاية في مقابل شيء من العرب ـ اعتراف، قبول استعداد للحياة في سلام معنا ـ والصعوبات في عدم التناسق هذا تمت ترجمتها في مفهوم التطبيع". أما كلمة التطبيع فقد شرعت مع اتفاقيات ـ كامب ديفيد ـ المشؤومة. التي وقعت في 17 أيلول/سبتمبر عام 1978 حيث وردت عبارة علاقات عادية أو طبيعية.. والمقصود إنهاء حال المقاطعة.. التي انتهت بقرار رسمي في شباط عام 1980. وهكذا حل مفهوم مقاومة التطبيع في مصر بدل مفهوم المقاطعة. لأن المقاطعة فقدت الأساس القانوني الذي كانت تستند إليه.. وبالتالي باتت مقاومة التطبيع محصورة في التحرك الشعبي في مواجهة حركة التطبيع الرسمي الذي فرضته معاهدات الحكام التي تتالت، والتي لم تكن إلا خيطاً في نسيج متكامل يهدف إلى إخضاع المنطقة كلياً واستثمارها سياسياً واقتصادياً...
وبعد التوقيع على اتفاقيات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، وقبل أن تفي إسرائيل بما جاء في هذه الاتفاقيات، وقعت الأردن اتفاقية "سلام" مع إسرائيل في تشرين أول/أكتوبر 1994، كما أجرت بعض الدول العربية اتصالات علنية مع إسرائيل، وأقامت علاقات اقتصادية ودبلوماسية معها وتكررت مقولة: "لن نكون ملكيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم" لتبرير علاقات هذه الدول مع إسرائيل وسارعت بعض الدول العربية (البحرين على سبيل المثال) والإسلامية (باكستان وإندونيسيا) إلى إجراء اتصالات مع إسرائيل تمهيداً لإقامة علاقات معها.
التطبيع في الميزان:
التطبيع هو إحداث تغيير على الجانب العربي والإسلامي والبدء بقبول الواقع والتغيير الذي حصل في المنطقة والتسليم بوجود "إسرائيل" كدولة يهودية في المنطقة مما سيؤدي إلى تغيير في المعتقدات الدينية والسياسية والعسكرية، وإعادة صياغة شبكة علاقاته الدول في المنطقة فيما بينها وبالتالي تحقيق مطالب أمنية وإقليمية يتم التوافق عليها إقليميا بالتوافق بين الدول بما فيها إسرائيل، فالتطبيع سيفعل فعله في المنطقة أكثر من فعل العمل العسكري فالعمل العسكري مهما كانت طاقاته وقدراته يبقى عاجزاً عن تحقيق جزء هام من الأهداف الحيوية للحركة الصهيونية فهو مثلاً عاجز عن تحقيق إدماج "إسرائيل" في المنطقة من الناحية السكانية ولم يخلق القبول اليهودي ما بين المسلمين في المنطقة، والعمل العسكري عاجز عن تلبية احتياجاتها من المياه التي توجد بكثرة في الدول العربية، والعمل العسكري عاجز عن تلبية احتياجاتها من مصادر الطاقة التي توجد بشكل كبير في دول الخليج العربي ودول المغرب العربي وهذا ما تتكفل به الإستراتيجية الإسرائيلية للتطبيع.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر